حينما يخرج الشخص منا في احدى الليالي الصافية المظلمة ، ويتطلع الى السماء ببصره ، طبعا عندما يبتعد عن اضواء المدينه ، واذا فعل ذلك فسوف يلفت انتباهعنا شريط عريض يشع منه ضوء باهت ، وكان ضبابا يغلفه يلف السماء.
ما هذا الشريط؟ انه المجره او Galaxy او الدرب اللبني كما كان العرب يسمونه ، وحتى عام 1609 لم يكن احد يعلم عن هذا الشىء.
ولكن بعد طول ملاحظة ومتابعه اكتشفنا ان الشريط ما هو الا تجمع من بلايين النجوم الباهته فيما يشبه الدرب الطويل.
وفي عام 1800 تقريبا لا حظ علماء الفلك ان النجوم عموما تتواجد في تجمع ضخم ياخذ شكل الكعكة المستديرة. وهذا التجمع يسمى المجره.
تتكون المجرة من كرة مركزيه من العمالقة الحمر أو النجوم القديمة التي أوشكت فترة حياتها على الانتهاء .
واذا كان هذا المركز هو الرحم الذي يفرز النجوم الجديدة فان القرص الخارجي المسطح يتكون من اربع اذرع ممتدة في الفضاء تدور في شكل دوامي حول المركز.
وقد اطلق العلماء القدماء على بعض التجمعات النجوم في هذه الاذرع اسماء معينه ، واصبحنا نحن نعرف هذه الاذرع التابعه للمجره باسماء التجمعات النجميه الشهيرة فيها مثل " مجموعه الجبار " او " الصياد العملاق " " Orion " ومجموعه " الاقرب القنطوري " ومجموعة القوس . كما كان القدماء يتصورونها ويرسمونها على اثارهم واكتشف رواد الفضاء حديثا وجود انفجارات حديثه تاتي من اتجاه هذه المجموعه النجميه.
المجرة الدوارة
ظل علماء الفلك على اعتقاد بان معظم كتله المجرة – اكثر من 90 % منها يتركز في مركز المجرة، وان النجوم الواقعه على الحافه الخارجيه للمجرة تدور حول هذا المركز ، وكلما ازداد بعد هذه النجوم عن هذا المركز قلت سرعة دورانها .
ولكن عندما قام هؤلاء العلماء بحساب معدل التباطؤ في سرعة دوران النجوم البعيدة عن المركز وجدوا ان معدل التناقص في السرعه لا يتفق وحساباتهم.
وبدا الامر كما لو كان هناك قدرا من الكتله الخفيه في المناطق الخارجية اكثر مما قدرنا، ودفع ذلك العلماء ان يعيدوا التفكير في الامر. ونتج عن ذلك حدوث شك لدى العلماء في وجود كتله في المجرة في الاساس ، ثم ظهرت فكرة اخرى تشرح اسباب دوران الكون على اساس وجود هال او سوار من النجوم المعتمة او الفجوات السوداء التي لا نستطيع رؤيتها وانها هي السبب وراء الدوران. واطلق العلماء على هذه الظاهره (سر الكتله المفقودة) .
نستطيع ان نشبة المجرات في السماء بانها اعضاء عائلة واحدة وكل منهم يقطن في مكان بعيد عن الاخر ، وما بين الحين والاخر يكتشف الانسان وجود عضو جديد في هذه العائله أي (مجرة جديدة)
على سبيل المثال تلك المساحة من الضوء الخافت التي تبدو وكانها مغلفة بالضباب والتي كانت معروفه منذ القدم باسم المراه ذات السلسه او الاندروميدا ، والتي لم يكن احد يلقى بالا اليها.
ولكن في العشرينات من القرن الماضي ادرك علماء الفلك ان هذا الضوء ما هو الا مجرة ممتدة ، وقد تكون اكبر من مجرتنا ، ولكن بعدها السحيق الذي يصل الى بليونين وثلاثمائه الف من السنين الضوئية هو الذي يجعلنا نراها بمثل هذا الخفوت وعدم الوضوح.
وبجانب هذا فهناك ما يقرب من عشرين مجرة ، معظمها صغير الحجم، وتبعد عنا بنفس تلك المسافه تقريبا وتكون فيما بينها تجمعا متناثؤا يسمى المجموعه المحلية.
لا يعد وجود التجمعات النجميه مثل المجموعه المحليه شيئا غير عادي ، فالمجرات كلها ، مثلها في ذلك مثل النجوم، توجد في تجمعات ، ومجموعتنا هي تجمع صغير من المجرات.
هناك تجمعات اكبر في الحجم فهناك على سبيل المثال المجموعه النجميه المعروفه باسم الذؤابة والتي تحتوي على ما يقارب من الف مجرة ، ويبعد عنا بمقدار 400.000.000 سنه ضوئية.
وهناك تجمع اخر اكثر قربا وان كان عدد مجراته اكثر وهو التجمع "فيرجو" والذي يصل عدد مجراته الفين وخمسمائه مجرة.
ومؤخرا اكتشف علماء الفلك تجمعا اكبر من ذلك عدد مجراته اكبر بقليل اما مجرتنا التي تمثل الشمس وكواكبها جزءا ضئيلا منها ، فانها ضخمة ايضا ، ولكنها واحدة من بلايين المجرات في هذا الكون، ونحن لم نعدها كلها ولا نستطيع ذلك ، ولكننا نعلم انها موجودة هناك .. فسبحان الذي اتقن كل شىء صنعا