تحية طيبة العزيز أحمد محمد فتحي.
مرة أخرى شكراً لمجهودك حول ما تسميه"النسبية المطلقة" أو غير ذلك. منذ فترة يوم أو يومين تمكنت من الحصول على نسخة حول موضوعك. وبما أنك طرحت الموضوع للمناقشة. وتبحث عن آراء وأفكار الآخرين حول ما قدمته، هذا شيء جيد منك.
سأحاول أن أوضح الأفكار الأساسية والمهمة في النسبية الخاصة والتي غابت عنك في موضوعك الذي أعطيته اسم "النسبية المطلقة".
سأبدأ أولاً بالعنوان "النسبية المطلقة"
لقد ناقشنا هذا الأمر مسبقاً : النسبي عكس المطلق، لا يمكننا الجمع بينهما. نحن أمام نظرية فيزيائية تتناول الطبيعة. الأشياء في الطبيعة لا يمكن أن تكون نسبية ومطلقة في نفس الوقت، فهذا يخالف المنطق والحدس العام. هذه التسمية فيها مغالطة.
ثانياً : من موضوعك أقتبس ما يلي :
QUOTE
"من الموضوع الأساسي
(1) اذا أردت انا وانت ان ندرس حركة جسيم يقع على الأرض واخترت انا وانت بداية لهذا الجسم نقطه هى اول الحركة له فهل هذه البداية هى النقطة صفر فعلا التى بداء منها الجسم الحركة اى هل هذه النقطة هى اول نقطة بدء منها الجسم الحركة ؟
ان الارض متحركة بالنسبة للشمس ونفس المشكلة بالنسبة للشمس لو اعتبرتها هى الساكن لانها متحركة بالنسبة للمجرة !
والمجرة كذلك متحركة بالنسبة للمجرات الاخرى ! فما هو الحل ؟
المشكلة ما هو الذى يمكن ارجاع اليه عمليه الاسناد وكذلك يمكن ارجاع اليه بدايه الحركة ؟
ان هذه السرعة الثابتة الموجودة فى الكون هى النقطة التى تختار للإسناد لان السكون هو عملية نسبية لذلك كان ( خط الضوء ) – وكذلك نجد من فرض اينشتين والقائل ان سرعة الضوء هى اكبر سرعة اواقصى سرعة وعلى ذلك تكون سرعة الضوء وهى محور الإسناد المتحرك الذى له سرعة ثابتة كونيا ومطلقا ."
تتخذ الإشارة الضوئية كمرجع عطالي أي كجملة مقارنة وهذا خطأ فادح فأنت بذلك تنسف النسبية الخاصة التي تحاول أن تبني عليها فكرتك. فاعتبارك أن الإشارة الضوئية هي مرجع عطالي تنسب إليه الحركة، يؤدي إلى أن سرعة الفوتون (الجسيم الضوئي) بالنسبة إلى هذا المرجع ستكون معدومة. وهذا تناقض ويناقض مبدأ النسبية في ثبات سرعة الضوء بالنسة إلى جميع جمل المقارنة العطالية.
فحسب النسبية الخاصة لا يمكننا اختيار جملة مقارنة عطالية مرتبطة بالفوتون، فهذا يجعل سرعة الفوتون بالنسبة لهذه الجملة معدومة، وهذا بدوره يناقض مبدأ النسبية ف ثبات سرعة الضوء بالنسبة إلى جميع جمل المقارنة العطالية وتساوي c.
إذاً فكرتك هذه خاطئة لا يمكنك البناء عليها .
ثالثاً ُ: لقد تكلمت عن جملة المقارنة وأنها عبارة عن ثلاثة خطوط وهمية.
من موضوعك أقتبس ما يلي :
QUOTE
(1) " تحديد محاور الإسناد وأشكالها :
لاشك ان تحديد محور الإسناد شىء مهم جدا فى عملية الدراسة مع ملاحظة ان محور الإسناد أو محاور الإسناد وهى خطوط وهمية افترض وجودها للبناء عليها فى عملية الدراسة وهى كما ذكرت وهمية اى خطوط لا تؤثر فى النظام الواقع تحت الدراسة اى انه يمكن لنظام التأثير عليها او التأثير فيها ولعل ما قاله اينشتين فى هذه النقطة تجعل هذه القضية من الوضوح ما يكفى حيث قال أنا لا اتصور شئ فى نظام ولا يتأثر به أو العكس"
إن ما نعنيه بجملة مقارنة هو جسم مادي أو مجموعة أجسام مادية نقوم بنسب الحركة إليها وما هذه الخطوط الثلاثة المحاور ox ، oy ، oz ، المتعامدة التي نشاهدها في الكتب إلا نظاماً مترياً مثبتاً على هذه الأجسام المادية. وذلك لتوضيح القياس وسهولته وللتبيان أننا نستخدم نظاماً احداثياً معيناً دون آخر. فهذه المحاور تمثل مساطر مترية مرسومة على أجسام مادية تمثل جملة المقارنة.
النسبية نظرية فيزيائية مرتبطة بالواقع، أجسام مادية، حركة، وهي ليست فلسفة. فكلمة مستقيم مرتبطة بشكل أساسي بالواقع فإذا طلبت منك رسم مستقيم أو قطعة مستقية، ماذا سنفعل : سنقوم بوضع علامات على الأجسام المكونة لجملة المقارنة ونحاول أن نعين الأبعاد بين هذه العلامات حيث يجب جعل هذه الأبعاد أصغر ما يمكن حتى نستطيع تحديد المستقيم أو القطعة المستقيمة. فعملية تحديد مستقيم هي عملية قياس وليست عملية تأمل. من هنا تأخذ المقولات الهندسية المعنى الفيزيائي لها، وهذا ما أسس عليه آينشتاين نظريته.
سأكتفي بهذا القدر وأظن أنه كافي.
على دروب الكلمة الصادقة نلتقي
'>
المخلص دوماً
خلدون محمد خالد