مسبار في القمر
وفي تطور فلكي لافت، وصل مسبار الاستطلاع الاميركي «ال ار او» بنجاح الى مدار القمر بعد رحلة استمرت اربعة ايام ونصف اليوم في الفضاء، وخلال رحلته الى القمر اجرى مهندسو الناسا تصحيحا لمسار المسبار لوضعه على الطريق المناسب للوصول الى هدفه.
وشددت كاثي بيدي المديرة المساعدة للبرنامج في مركز غودار التابع للناسا في ميريلاند «الوصول الى مدار القمر هو محطة اساسية في هذه المهمة». واضافت «بعد وصول المسبار الى محيط القمر يمكننا ان نجمع كل المعطيات الضرروية لفهم طوبوغرافيا القمر وخصائصه وموارده».
وخلال الايام المقبلة ستشغل محركات «ال ار او» اربع مرات لوضع المسبار في مدار انتقالي لمدة ستين يوما تقريبا سيتم خلالها ضبط الاجهزة السبعة التي ينقلها.
وبعد ذلك ستشغل المحركات مجددا للسماح بوضع المسبار في المدار القطبي النهائي على ارتفاع 50 كيلومترا في مهمة تستمر 12 شهرا.
والمعطيات التي ستجمع ستسمح الى العلماء بوضع خرائط عالية النوعية وبابعاد ثلاثية لسطح القمر يمكن من خلالها اختيار مواقع هبوط محتملة على القمر.
وسيسبر المسبار ايضار غور اعمق فوهات القمر وسيدرس المناطق المعرضة على الدوام لاشعة الشمس وتلك الغارقة في ظلمة دائمة. وسيسمح المسبار بفهم انعكاسات الاشعة القمرية على البشر.
بحيرة في المريخ
من جانب آخر، اكتشف علماء اميركيون اثارا واضحة جدا لضفاف بحيرة قديمة على سطح المريخ وهو امر يعزز احتمال العثور على مؤشرات على وجود الحياة سابقا على الكوكب الاحمر. وتعود هذه البحيرة الى اكثر من ثلاثة الاف مليون سنة وتقع في عمق واد ضيق يمتد على مسافة 50 كيلومترا وتقدر مساحته بحوالى 207 كيلومترات مربعة وعمقه 500 متر.
واوضح غايتانو دي اكيلي الباحث في جامعة كولورادو في بولدر والمشرف الرئيسي على الدراسة التي تنشر في العدد الاخير من مجلة «جيوفيزيكال ريسرتش ليترز» ان البحيرة موازية بحجمها لبحرية تشامبلين عند الحدود بين الولايات المتحدة وكندا.
وتم الاعتماد في هذا الاكتشاف على صور التقطت بواسطة كاميرا عالية الدقة يجهز بها مسبار «مارس روكونيسانس اوربيتر» الاميركي الموجود في مدار المريخ على ارتفاع 320 كيلومترا. وهذه الكاميرا قادرة على التقاط صور دقيقة بحدود المتر.
وشدد الباحث على «انها اول مؤشرات قوية على وجود ضفاف على المريخ في الماضي». واوضح ان «رصد هذه الضفاف وخصائص جيولوجية اخرى سمحت بحساب المسافات وكتلة البحيرة التي يبدو انها تشكلت قبل 3.4 ملايين سنة».
ويظهر تحليل هذه الصور ان المياه هي التي حفرت هذا الوادي الضيق الذي يفضي الى واد واسع تتراكم فيه الرواسب لتشكل دلتا كبيرا.
واضاف بريان هينيك عالم الجيولوجيا من جامعة كولورادو كذلك ان هذه الدلتا وراوسب اخرى محيطة بالحوض تشير من دون ادنى شك الى وجود بحيرة كبيرة في الماضي.
واوضح الباحث الذي شارك في الاشراف على الدراسة ان «العثور على اثار ضفاف هو امر بالغ الاهمية بالنسبة لنا».
واشار هينيك الى ان «هذا الاكتشاف يثبت وجود انظمة بحيرات على المريخ لفترة طويلة وان البحيرات تشكلت بعد المرحلة الدافئة والرطبة التي شهدها الكوكب».
ويبدو ان هذه البحيرة تشكلت خلال المرحلة الهسبيرية اي بعد حوالى 300 مليون سنة على انتهاء الحقبة الدافئة والرطبة التي بدأت قبل 4.1 مليارات سنة لتنتهي بعد 400 مليون سنة.
وقال غايتانو دي اكيلي ان قاع البحرية والرواسب والضفاف السابقة يجب ان تكون موضوع مهمات مقبلة لمسبارات تبحث عن مؤشرات لقيام الحياة في مرحلة ما على الكوكب الاحمر. واضاف «على الارض تشكل الدلتا والبحيرات اماكن غنية ببقايا الحياة السابقة»، معتبرا انه «في حال شهد المريخ شكلا من اشكال الحياة في الماضي فان الدلتا يمكنها ان تكون المفتاح لمعرفة الماضي البيولوجي لهذا الكوكب». وبات معروفا بعد مهمة المسبار «فينيكس» في القطب الشمالي للمريخ عام 2008 ان الكوكب يضم المياه المتجمدة.
وتظهر عمليات مراقبة اخرى للمريخ ان الماء السائل قد يكون موجودا في باطن ارض الكوكب الاحمر ويرشح عبر تشققات الى السطح لكنه يتبخر بسرعة.
المصدر : جريدة القبس.
يتبع ،،