Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - mimidarwish

صفحات: [1]
1
منتدى علوم الفلك / هــل تعـــلم
« في: أبريل 10, 2006, 04:08:55 مساءاً »
التحــرر Libration
هو دوران بسيط يحدث في قرص القمر بالنسبة لوضعه المتوسط . و يتسبب في رؤيتنا لأكثر من نصف سطحه . ويظهر التحرر كما لو كان عدم انتظام في سير القمر في مدارة . والتحرر مكون من ثلاث أجزاء :-
1.   التحرر في الطول Longitude libration  
ونشاء نتيجة عدم انتظام حركه القمر في مدارة . حيث يسرع عند مروره الحضيض آي أقرب نقطة إلى الأرض . وتتغير سرعة الزاوية بما يتناسب ذلك . ولما كان دائما الدوران منتظم السرعة فأن سرعة الزاوية الناتجة من السير في المدار ومن الدوران ليست دائما متساوية وعلى ذلك في الحضيض تتغلب الحركة المدارية بينما في الآوج فتتغلب حركة الدوران يبدو ذلك قرص القمر وقد دار في الطول  بزاوية  تبلغ ذروتها 7.9 درجة وترى بسبب ذلك قليلا فوق أفق مجال الرؤية المتوسطة ناحية الشرق و الغرب
2.    التحرر في العرض Latitude libration
وينسأ لآن محور دوران القمر ليس عموديا تماما علي مستوي المدار وإلا كان قطب  القمر بالضبط على حافة القرص المرئي ويتسبب هذا في رؤيتنا لأجزاء زائدة مرة عند القطب الشمالي ومرة عند القطب الجنوبي
3.   التحرر اليومي
وينشأ من زوايا الرؤيا المختلفة التي يري بها القمر من أماكن مختلفة علي سطح الأرض وتتغير زاوية الرؤية أثناء اليوم لمشاهد في نفس مكان الرصد حيث بقربة دوران الأرض السريع إلى القمر

                مجموع التحريرات تمكنا من رؤية  59 % من مساحة القمر السطحية

2
منتدى علوم الفلك / من أسرار القرآن
« في: أبريل 01, 2006, 11:42:12 مساءاً »
منقول من جمعية القطيف الفلــكية
الشفق في القرآن الكريم
 جاء في تفسير القرطبى  في تفسير الايه " فلا أقسم بالشفق " سورة الإنشقاق 16
أي بالحمرة التي تكون عند مغيب الشمس حتى تأتي صلاة العشاء الآخرة. قال أشهب وعبدالله بن الحكم ويحيى بن يحيى وغيرهم, كثير عددهم عن مالك: الشفق الحمرة التي في المغرب, فإذا ذهبت الحمرة فقد خرجت من وقت المغرب ووجبت صلاة العشاء. وروى بن وهب قال: أخبرني غير واحد عن علي ابن أبي طالب ومعاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس وأبي هريرة: أن الشفق الحمرة, وبه قال مالك بن أنس. وذكر غير ابن وهب من الصحابة: عمر وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأنسا وأبا قتادة وجابر بن عبدالله وابن الزبير, ومن التابعين: سعيد بن جبير, وابن المسيب وطاوس, وعبدالله بن دينار, والزهري, وقال به من الفقهاء الأوزاعي ومالك والشافعي وأبو يوسف وأبو ثور وأبو عبيدة وأحمد وإسحاق وقيل: هو البياض; روي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة أيضا وعمر بن عبدالعزيز والأوزاعي وأبي حنيفة في إحدى الروايتين عنه. وروى أسد بن عمرو أنه رجع عنه. وروي عن ابن عمر أيضا أنه البياض والاختيار الأول; لأن أكثر الصحابة والتابعين والفقهاء عليه, ولأن شواهد كلام العرب والاشتقاق والسنة تشهد له. قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول لثوب عليه مصبوغ: كأنه الشفق وكان أحمر, فهذا شاهد للحمرة; وقال الشاعر:  
  وأحمر اللون كمحمر الشفق    
وقال آخر:
 قم يا غلام أعني غير مرتبك                        على الزمان بكأس حشوها شفق    
 ويقال للمغرة الشفق. وفي الصحاح: الشفق بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة. قال الخليل: الشفق: الحمرة, من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة, إذا ذهب قيل: غاب الشفق. ثم قيل: أصل الكلمة من رقة الشيء; يقال: شيء شفق أي لا تماسك له لرقته. واشفق عليه. أي رق قلبه عليه, والشفقة: الأسم من الإشفاق, وهو رقة القلب, وكذلك الشفق; قال الشاعر:
 تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا                    والموت أكرم نزال على الحرم    
 فالشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتها فكأن تلك الرقة عن ضوء الشمس. وزعم الحكماء أن البياض لا يغيب أصلا. وقال الخليل: صعدت منارة الإسكندرية فرمقت البياض, فرأيته يتردد من أفق إلى أفق ولم أره يغيب. وقال ابن أبي أويس: رأيته يتمادى إلى طلوع الفجر قال علماؤنا: فلما لم يتحدد وقته سقط اعتباره. وفي سنن أبي داود عن النعمان بن بشير قال: أنا أعلمكم بوقت صلاة العشاء الآخرة; كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر الثالثة. وهذا تحديد, ثم الحكم معلق بأول الأسم. لا يقال: فينقض عليكم بالفجر الأول, فإنا نقول الفجر الأول لا يتعلق به حكم من صلاة ولا إمساك; لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين الفجر بقوله وفعله فقال: "وليس الفجر أن تقول هكذا - فرفع يده إلى فوق - ولكن الفجر أن تقول هكذا وبسطها" وقد مضى بيانه في آية الصيام من سورة "البقرة", فلا معنى للإعادة.
وقال مجاهد: الشفق: النهار كله ألا تراه قال "والليل وما وسق" وقال عكرمة: ما بقي من النهار. والشفق أيضا: الرديء من الأشياء; يقال: عطاء مشفق أي مقلل قال الكميت:
ملك أغر من الملوك تحلبت                 للسائلين يداه غير مشفق    
 
وجاء في سنن النسائى كتاب المواقيت
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ فَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ وَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ رَأَى الظِّلَّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ شَفَقُ اللَّيْلِ ثُمَّ جَاءَهُ الْغَدَ فَصَلَّى بِهِ الصُّبْحَ حِينَ أَسْفَرَ قَلِيلًا ثُمَّ صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ الظِّلُّ مِثْلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بِوَقْتٍ وَاحِدٍ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَلَّ فِطْرُ الصَّائِمِ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَالَ الصَّلَاةُ مَا بَيْنَ صَلَاتِكَ أَمْسِ وَصَلَاتِكَ الْيَوْمَ *
 
وجاء في صحيح مسلم
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ ثُمَّ إِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَحْضُرَ الْعَصْرُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى أَنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ *
 
وجاء أيضاً
و حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ طَهْمَانَ عَنِ الْحَجَّاجِ وَهُوَ ابْنُ حَجَّاجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَقْتِ الصَّلَوَاتِ فَقَالَ وَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الْأَوَّلُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ وَيَسْقُطْ قَرْنُهَا الْأَوَّلُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مَا لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ *
 
قد أقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يكون تحديد مواقيت الصلاة عموماً مرتبطاً بعلامات وظواهر فلكية ومن هذه الظواهر ظاهرة الشفق التى هى اساس تحديد مواقيت الصلاة لكل من العشاء والفجر .
فوقت صلاة العشاء يبدأ من وقت غياب الشفق الأحمر ووقت صلاة الفجر يبدأ من ظهور البياض المنتشر عرضاً في الأفق وهو الشفق البيض .
 فبعد غروب الشمس مباشرة تحت الأفق فإن الأشعة المباشرة لا تصل للراصد ولكنها تمر في الغلاف الجوى وتنعكس على جزئياته في جميع الإتجاهات وينتج عن ذلك الضوء المنتشر الذى يصل إلى الراصد طالما أن الضوء المنتشر من أشعة الشمس يمر في الغلاف الجوى في منطقة فوق أفق الراصد ويسمى هذا الضوء المنتشر الذى يضىء الأفق الغربى بعد غروب الشمس بالشفق ونتيجة لمرور الضوء المنتشر في المنطقة الغربية من سطح الأرض والتى تحتوى على نسبة عالية من بخار الماء والشوائب فإن الأشعة الضوئية تتناثر خاصة الأشعة ذات ذات الأطوال القصيرة ولا يصل إلينا إلا الأشعة ذات الأطوال الكبيرة نسبياً ( الأحمر والألوان القريبة منه ) فيظهر الضوء بلون أحمر أو أحمر مصفر ويسمى بالشفق الأحمر وتظل الشمس تنخفض تحت الأفق حتى يأتى الضوء المنتشر من منطقة بعيده عن الطبقة ذات الرطوبة العالية فيصبح الضوء  بلون أبيض ويسمى بالشفق البيض وضوء الشفق يقل بالتدريج من لحظة غروب الشمس حتى غياب الشفق الأحمر ثم البيض . ولا نعنى بغياب الشفق إنتهاء الضوء نهائياً بل عدم تمييزه بالنسبة لما حوله آي عدم تمييز حد فاصل بينه وبين الطبقة التى فوقه .
وقبل شروق الشمس تتكرر ظاهرة الشفق ولكن بترتيب عكسى آي يظهر الشفق الأبيض أولاً وهو الضوء الأبيض المنتشر في الأفق جهة الشرق وهو ما يسمى بالفجر ثم يظهر الشفق الأحمر ثم تشرق الشمس .
 ومدة مكث الشفق تختلف حسب خط عرض المكان إذ تزيد مدة الشفق كلما زادت قيمة خط العرض شمالاً أو جنوباً فالمدة أقل ما يمكن على خط الاستواء وتزيد كلما إتجهنا شمالاً أو جنوباً كذلك تختلف مدة الشفق بإختلاف الميل الإستوائى للشمس الذى يتغير على مدار السنة .
 ولحساب وقت صلاة العشاء فإنه يلزم تحديد زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق في لحظة غياب الشفق الأحمر عرباً كما إنه لحساب وقت صلاة الفجر فإنه يلزم تحديد زاوية إنخفاض مركز الشمس تحت الأفق من لحظة ظهور الشفق الأبيض شرقاً .

3
منتدى علوم الفلك / من أسرار القرآن
« في: أبريل 01, 2006, 02:06:08 مساءاً »
من أسرار القرآن
               الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
ـ                              12ـ ‏ فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*‏
بقلم الدكتور‏:‏زغـلول النجـار


والمدلول اللغوي لهاتين الآيتين الكريمتين‏:‏ أقسم قسما مؤكدا بالخنس الجوار الكنس‏,‏ والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو‏:‏ ماهي هذه الخنس الجوار الكنس التي أقسم بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذا القسم المؤكد‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم؟
وقبل الاجابة علي هذا التساؤل لابد لنا‏:‏

أولا‏:‏ من التأكيد علي حقيقة قرآنية مهمة مؤداها أن الآية أو الآيات القرآنية التي تتنزل بصيغة القسم تأتي بمثل هذه الصياغة المؤكدة من قبيل تنبيهنا إلي عظمة الأمر المقسوم به‏,‏ وإلي أهميته في انتظام حركة الكون‏,‏ أو في استقامة حركة الحياة أو فيهما معا‏,‏ وذلك لأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏
ثانيا‏:‏ أن القسم في القرآن الكريم بعدد من الأمور المتتابعة لا يستلزم بالضرورة ترابطها‏,‏ كما هو وارد في سورة التكوير‏,‏ وفي العديد غيرها من سور القرآن الكريم من مثل سور الذاريات‏,‏ الطور‏,‏ القيامة‏,‏ الانشقاق‏,‏ البروج‏,‏ الفجر‏,‏ البلد‏,‏ الشمس‏,‏ والعاديات‏,‏ ومن هنا كانت ضرورة التنبيه علي عدم لزوم الربط بين القسم الأول في سورة التكوير‏:‏
فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس
والقسم الذي يليه في الآيتين التاليتين مباشرة حيث يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
والليل إذا عسعس‏*‏ والصبح إذا تنفس‏*‏
‏(‏ التكوير‏:18,17)‏

وهو ما فعله غالبية المفسرين للأسف الشديد‏,‏ فانصرفوا عن الفهم الصحيح لمدلول هاتين الآيتين الكريمتين‏.‏
ثالثا‏:‏ تشهد الأمور الكونية المقسوم بها في القرآن الكريم للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بطلاقة القدرة‏,‏ وكمال الصنعة‏,‏ وتمام الحكمة‏,‏ وشمول العلم‏,‏ ومن هنا فلابد لنا من إعادة النظر في مدلولاتها كلما اتسعت دائرة المعرفة الانسانية بالكون ومكوناته‏,‏ وبالسنن الإلهية الحاكمة له حتي يتحقق وصف المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ للقرآن الكريم بأنه‏:‏ لا تنتهي عجائبه‏,‏ ولا يخلق علي كثرة الرد‏,‏ وحتي يتحقق لنا جانب من أبرز جوانب الإعجاز في كتاب الله وهو ورود الآية أو الآيات في كلمات محدودة يري فيها أهل كل عصر معني معينا‏,‏ وتظل هذه المعاني تتسع باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد‏,‏ وليس هذا لغير كلام الله‏.‏

رابعا‏:‏ بعد القسم بكل من الخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس يأتي جواب القسم‏:‏
إنه لقول رسول كريم‏(‏ التكوير‏:19)‏

ومعني جواب القسم أن هذا القرآن الكريم ـ ومنه الآيات الواردة في مطلع سورة التكوير واصفة لأهوال القيامة‏,‏ وما سوف يصاحبها من الأحداث والانقلابات الكونية التي تفضي إلي إفناء الخلق‏,‏ وتدمير الكون‏,‏ ثم إعادة الخلق من جديد ـ هو كلام الله الخالق الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بواسطة ملك من ملائكة السماء المقربين‏,‏ عزيز علي الله‏(‏ تعالي‏),‏ وهذا الملك المبلغ عن الله الخالق هو جبريل الأمين‏(‏ عليه السلام‏),‏ ونسبة القول إليه هو باعتبار قيامه بالتبليغ إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
خامسا‏:‏ إن هذا القسم القرآني العظيم جاء في سياق التأكيد علي حقيقة الوحي الإلهي الخاتم الذي نزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏),‏ والذي جاء للناس كافة لينقلهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال إلي نور التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع‏,‏ ومن فوضي وحشية الإنسان إلي ضوابط الايمان وارتقائها بكل ملكات الإنسان إلي مقام التكريم الذي كرمه به الله‏,‏ ومن جور الأديان إلي عدل الرحمن‏,‏ كما جاء هذا القسم المؤكد بشيء من صفات الملك الذي حمل هذا الوحي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وعلي شيء من صفات هذا النبي الخاتم الذي تلقي الوحي من ربه‏,‏ وحمله بأمانة إلي قومه‏,‏ رغم معاندتهم له‏,‏ وتشككهم فيه‏,‏ وادعائهم الكاذب عليه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ تارة بالجنون‏(‏ وهو المشهود له منهم برجاحة العقل وعظيم الخلق‏),‏ وأخري بأن شيطانا يتنزل عليه بما يقول‏(‏ وهو المعروف بينهم بالصادق الأمين‏),‏ وذلك انطلاقا من خيالهم المريض الذي صور لهم أن لكل شاعر شيطانا يأتيه بالنظم الفريد‏,‏ وأن لكل كاهن شيطانا يأتيه بالغيب البعيد‏.‏ وقد تلقي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كل ذلك الكفر والجحود والاضطهاد بصبر وجلد واحتساب حتي كتب الله تعالي له الغلبة والنصر فأدي الأمانة‏,‏ وبلغ الرسالة‏,‏ ونصح البشرية‏,‏ وجاهد في سبيل الله حتي أتاه اليقين‏.‏

وتختتم سورة التكوير بالتأكيد علي أن القرآن الكريم هو ذكر للعالمين وأن جحود بعض الناس له‏,‏ وصدهم عنه‏,‏ وإيمان البعض الآخر به وتمسكهم بهديه هي قضية شاء الله تعالي أن يتركها لاختيار الناس وفقا لارادة كل منهم‏,‏ مع الايمان بأن هذه الإرادة الانسانية لا تخرج عن مشيئة الله الخالق الذي فطر الناس علي حب الايمان به‏,‏ ومن عليهم بتنزل هدايته علي فترة من الرسل الذين تكاملت رسالاتهم في هذا الوحي الخاتم الذي نزل به جبريل الأمين علي قلب النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأنه علي الرغم من كل ذلك فإن أحدا من الناس ـ مهما أوتي من أسباب الذكاء والفطنة ـ لا يقدر علي تحقيق الاستقامة علي منهج الله تعالي إلا بتوفيق من الله‏.‏ وهذه دعوة صريحة إلي الناس كافة ليطلبوا الهداية من رب العالمين في كل وقت وفي كل حين‏.‏
والقسم بالأشياء الواردة بالسورة هو للتأكيد علي أهميتها لاستقامة أمور الكون وانتظام الحياة فيه‏,‏ وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعتها وصرفت أحوالها وحركاتها بهذه الدقة المبهرة والاحكام العظيم‏.‏

الخنس الجوار الكنس في اللغة العربية
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس‏(‏ المتوفي سنة‏395‏ هـ‏),‏ تحقيق عبدالسلام هارون‏(‏ الجزء الخامس‏,‏ الطبعة الثانية‏1972‏ م‏,‏ ص‏141,‏ ص‏223)‏ وفي غيره من معاجم اللغة تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في آيتي سورة التكوير علي النحو التالي‏:‏
أولا‏:‏ الخنس‏:‏

خنس‏:‏ الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر‏,‏ قالوا‏:‏ الخنس الذهاب في خفيه‏,‏ يقال خنست عنه‏,‏ وأخنست عنه حقه‏.‏والخنس‏:‏ النجوم تخنس في المغيب‏,‏ وقال قوم‏:‏ سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا‏,‏ والخناس في صفة الشيطان‏,‏ لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي‏,‏ ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة‏,‏ والبقر كلها خنس‏.‏ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر‏,‏ والفعل خنس بمعني استخفي وتستر‏,‏ يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين‏.‏والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر‏,‏ كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء‏.‏ وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به‏,‏ وأخنسه أي خلفه ومضي عنه‏.‏ثانيا‏:‏ الجوار‏:‏أي الجارية‏.(‏ في أفلاكها‏)‏ وهي جمع جارية‏,‏ من الجري وهو المر السريع‏.‏ثالثا‏:‏ الكنس‏:‏‏(‏ كنس‏)‏ الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين‏,‏ أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء‏,‏ فالأول كنس البيت‏,‏ وهو سفر التراب عن وجه أرضه‏,‏ والمكنسه آلة الكنس‏,‏ والكناسة مايكنس‏.‏والأصل الآخر‏:‏ الكناس‏:‏ بيت الظبي‏,‏ والكانس‏:‏ الظبي يدخل كناسه‏,‏ والكنس‏:‏ الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها‏,‏ قال أبو عبيدة‏:‏ تكنس في المغيب‏.‏وقيل الكنس جمع كانس‏(‏ أي قائم بالكنس‏)‏ أو مختف من كنس الظبي أي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر‏,‏ وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتي يصل إليه‏.‏ وعندي أن الكنس هي صيغة منتهي الجموع للفظة كانس أي قائم بعملية الكنس‏,‏ وجمعها كانسون‏,‏ أو للفظة كناس وجمعها كناسون‏,‏ والكانس والكناس هو الذي يقوم بعملية الكنس‏(‏ أي سفر شيء عن وجه شيء آخر‏,‏ وإزالته‏),‏ لأنه لا يعقل أن يكون المعني المقصود في الآية الكريمة للفظة الكنس هي المنزوية المختفية وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس‏,‏ ولكن أخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين إلي القول بأن من معاني فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*:‏ أقسم قسما مؤكدا بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس‏,‏ والتي تجري في أفلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها‏(‏ أي مغاراتها‏)‏ وهو معني الجوار الكنس‏,‏ قال القرطبي‏:‏ هي النجوم تخنس بالنهار‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس وقت غروبها أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس‏,‏ وقال مخلوف‏:‏ أقسم الله تعالي بالنجوم التي تخنس بالنهار أي يغيب ضوؤها فيه عن الأبصار مع كونها فوق الأفق‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس أي تستتر وقت غروبها أي نزولها تحت الأفق كما تكنس الظباء في كنسها‏..‏ وقال بعض المتأخرين من المفسرين‏:‏ هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية‏,‏ وتجري في أفلاكها وتختفي‏.‏ومع جواز هذه المعاني كلها إلا أني أري الوصف في هاتين الآيتين الكريمتين‏:‏ فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*.‏ ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقة كونية مبهرة تمثل مرحلة خطيرة من مراحل حياة النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود‏(Black Holes).‏وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ هي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وعلي أن سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي‏,‏ معلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وأنه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏,‏ إن هو إلا وحي يوحي‏.‏الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرينيري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القرآني‏:‏ الخنس الجواري الكنس أنه وصف للمذنبات‏(Comets),‏وهي أجرام سماوية ضئيلة الكتلة‏(‏ لا تكاد تصل كتلتها إلي واحد من المليون من كتلة الأرض‏)‏ ولكنها مستطيلة بذنبها إلي ما قد يصل إلي‏150‏ مليون كيلو متر مما يجعلها أكبر أجرام المجموعة الشمسية‏,‏ حيث تتحرك في مدارات حول الشمس‏,‏ بيضاوية تقع الشمس في أحد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس‏,‏ وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبية بدقة‏,‏ وتتميز بشئ من اللامركزية‏,‏ وبميل أكبر علي مستوي مدار الأرض‏,‏ مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصورة دورية علي فترات تطول وتقصر‏.‏ والمذنبات تتكون أساسا من خليط من الثلج والغبار‏,‏ وللمذنب رأس وذنب‏,‏ وللرأس نواة يبلغ قطرها عدة كيلو مترات قليلة عبارة عن كرة من الثلج والغبار تحيط بها هالة من الغازات والغبار‏,‏ وتحيط بالهالة سحابة من غاز الإيدروجين قد يصل قطرها إلي مليون كيلو متر‏.‏والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائي والمعدني بتركيب بعض النيازك‏,‏ وأما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأمونيا‏,‏ والميثين‏.‏وبالتفاعل مع كل من أشعة الشمس والرياح الشمسية يندفع من رأس المذنب ذيل من الغازات والأبخرة والغبار قد يصل طوله إلي‏150‏ مليون كيلو متر‏,‏ ومن هنا كانت التسمية بالمذنبات‏,‏ وللكثير من المذنبات ذيلان أحدهما ترابي ويبدو أصفر اللون في أشعة الشمس‏,‏ والآخر مكون من غازات متأينة في حالة البلازما‏(‏ أليكترونات وأيونات‏)‏ ويبدو أزرق اللون في أشعة الشمس‏,‏ والذنب الغازي يندفع بفعل الرياح الشمسية في خط مستقيم خلف رأس المذنب بينما ينعقف منثني الذنب الترابي بلطف خلف رأس المذنب إلي أعلي‏,‏ وهذان الذنبان قد يتواجدان معا أو يتواجد أحدهما في المذنب الواحد‏,‏ في عكس اتجاه أشعة الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواة رأس المذنب‏(‏ التي تتراوح كتلتها بين مائة مليون‏,‏ وعشرة مليون مليون طن‏)‏ وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله‏.‏ووجه الشبه الذي استند إليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القرآني الخنس الجواري الكنس هو أن المذنب يقضي فترة تتراوح بين عدة أيام وعدة شهور مجاورا للشمس في زيارة خاطفة‏,‏ فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فترة دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر‏,‏ فإذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان‏,‏ ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الأنظار‏,‏ واعتبروا ذلك هو الخنوس‏,‏ ولكن الوصف القرآني بالخنس يعني الاختفاء الكامل‏,‏ ولا يعني الظهور ثم الاختفاء‏.‏‏(The Missing Mass in the universe)‏ما هي الثقوب السود ؟‏:‏يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها‏,‏ ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث‏(The Event Horizon),‏وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه‏,‏ أو إرسال أية إشارة عبر حدوده‏.‏وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الاول من القرن العشرين إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة‏[‏ كارل شفارز تشايلد‏1916‏ م‏,‏ روبرت أوبنهاير‏1934(Karl schwars child,1916 Robert oppenheimer,1934)‏إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة‏1971,‏ بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة‏1967‏ م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش‏(Tony Hewish)‏وجوسلين بل‏(Jocelyn Bell)‏عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم‏(‏ بأقطار في حدود‏16‏ كيلو متر‏)‏ تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية‏(Neutron Stars)‏ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب‏.‏وفي سنة‏1971‏ م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية‏,‏ ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة‏,‏ ومجالات جاذبية عالية الشدة‏,‏ وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها‏,‏ وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود‏(Black Holes),‏وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة‏,‏ ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية‏(299792,458‏ كم‏/‏ ث‏)‏ وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك‏.‏كيف تتكون الثقوب السود؟تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم‏,‏ ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم‏.‏والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها‏,‏ شديدة الحرارة‏,‏ ملتهبة‏,‏ مضيئة بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي‏(Nuclear Fusion)‏مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلي في وزنها الذري من الأيدورجين‏(‏ أخف العناصر المعروفة لنا علي الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم‏105‏ عنصرا‏)‏و والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار‏(‏ الدخان‏)‏ الكوني الذي يكون السدم‏,‏ وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي الي تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم‏,‏ وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه‏,‏ وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء‏,‏ وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم علي هيئة ثقب أسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مرة أخري‏,‏ وإن كنا لا ندري حتي هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك‏,‏ ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي‏(Main Sequence Stars)‏والعمالقة الحمر‏(Red Giants),‏والأقزام البيض‏(White Dwarfs),‏والأقزام السود‏(Black Dwarfs)‏والنجوم النيوترونية‏(Neutron Stars),‏والثقوب السود‏(Black Holes)‏فعندما تبدأ كمية الإيدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجة لعملية الاندماج النووي‏,‏ وتبدأ كمية الهيليوم الناتجة عن تلك العملية في التزايد تبدأ طاقة النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجة حرارة قلب النجم إلي عشرة ملايين درجة كلفن‏(‏ الصفر المئوي يساوي‏273‏ درجة كلفن‏)‏ مؤديا بذلك إلي بدء دورة جديدة من عملية الاندماج النووي وإلي انبعاث المزيد من الطاقة التي تؤدي الي مضاعفة حجم النجم الي مئات الأضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر‏(Red Giant),‏وبتوالي عملية الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية انتاج المزيد منها مما يؤدي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم أبيض‏(White Dwarf)‏أو إلي نجم نيوتروني‏(Neutron Star)‏أو الي ثقب أسود‏(Black Hole)‏حسب كتلته الأصلية التي بدأ تواجده بها‏.‏فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أقل من كتلة الشمس فإن الإليكترونات في مادة النجم تقاوم عملية تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومة ويبدأ النجم في التقلص حتي يصل الي حجم أقل قليلا من حجم الارض‏,‏ متحولا إلي قزم أبيض‏,‏ وهذه المرحلة من مراحل حياة النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النووية الهائلة والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم‏,‏ وتسمي هذه المرحلة باسم النجوم الجديدة أو النجوم المستجدة‏(Novae)‏فإذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فإنه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا‏,‏ وتسمي هذه المرحلة باسم النجم المستعر الأعظم‏(Supernova)‏يفني علي إثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان‏,‏ وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في كل قرن من الزمان لكل مجرة تقريبا‏,‏ ولكن مع الأعداد الهائلة للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فإن هذه الظاهرة تحدث في الكون المدرك مرة كل ثانية تقريبا‏.‏أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أكبر من كتلة الشمس فإنه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والأليكترونات منتجة النيوترونات‏,‏ وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة ومن هنا يعرف باسم النجم النابض‏(Pulsating Star‏أو النابض‏(Pulsar).‏وهناك من النجوم النيوترونية ما هو غير نابض‏(Non-Pulsating Neutron Star)‏وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحلة الثقب الأسود إذا كانت كتلته الابتدائية تسمح بذلك فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم تزيد علي كتلة الشمس بمرة ونصف المرة تقريبا‏(1,4‏ قدر كتلة الشمس‏)‏ ولكنها تقل عن خمسة أضعاف كتلة الشمس فإن عملية التقلص تنتهي به إلي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشرة كيلو مترات تقريبا‏,‏ ويسمي بهذا الاسم لأن الذي يقوم بعملية مقاومة التقلص التثاقلي‏(Gravitational Contraction)‏فيه هي النيوترونات لأن الإليكترونات في داخل كتلة النجم تعجز عن ذلك‏.‏أما إذا زادت الكتلة الابتدائية للنجم علي خمسة أضعاف كتلة الشمس فلا يتمكن أي من الإليكترونات أو النيوترونات من مقاومة عملية التقلص التثاقلي للنجم فتستمرحتي يصل النجم إلي مرحلة الثقب الأسود‏,‏ وهذه المرحلة لا يمكن إدراكها بصورة مباشرة‏,‏ ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشرة من مثل صدور موجات شديدة من الأشعة السينية من الأجرام الواقعة تحت تأثيرها‏,‏ واختفاء كل الأجرام السماوية بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها‏.‏ومع إدراكنا لانتهاء حياة النجوم بالانفجار علي هيئة نجم مستعر أو نجم مستعر أعظم‏,‏ أو بفقدانه للطبقات الخارجية منه وتحوله إلي مادة عظيمة الكثافة شديدة الجاذبية مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السود‏,‏ إلا أن طبيعة تلك الثقوب السود وطريقة فنائها تبقي معضلة كبري أمام كل من علماء الفلك والطبيعة الفلكية‏,‏ فحسب قوانين الفيزياء التقليدية لا يستطيع الثقب الأسود فقد أي قدر من كتلته مهما تضاءل‏,‏ ولكن حسب قوانين فيزياء الكم فإنه يتمكن من الإشعاع وفقدان كل من الطاقة والكتلة وهي سنة الله الحاكمة في جميع خلقه‏,‏ ولكن تبقي كيفية تبخر مادة الثقب الأسود بغير جواب‏,‏ وتبقي كتلته‏,‏ وحجمه‏,‏ وكثافته‏,‏ وطبيعة كل من المادة والطاقة فيه‏,‏ وشدة حركته الزاوية‏,‏ وشحناته الكهربية والمغناطيسية من الأسرار التي يكافح العلماء إلي يومنا هذا من أجل استجلائها‏.‏فسبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها‏...‏وسبحان الذي أوصلها إلي مرحلة الثقب الأسود‏,‏ وجعله من أسرارالكون المبهرة‏...‏وسبحان الذي أقسم بتلك النجوم المستترة‏,‏ الحالكة السواد‏,‏ الغارقة بالظلمة‏...‏ وجعل لها من الظواهر مايعين الإنسان علي إدراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائها‏,‏ وسبحان الذي مكنها من كنس مادة السماء وابتلاعها وتكديسها‏,‏ ثم وصفها لنا من قبل أن نكتشفها بقرون متطاولة بهذا الوصف القرآني المعجز فقال‏(‏ عز من قائل‏)‏فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏.‏ولا أجد وصفا لتلك المرحلة من حياة النجوم المعروفة باسم الثقوب السود أبلغ من وصف الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ لها بالخنس الكنس فهي خانسة أي دائمة الاختفاء والاستتار بذاتها‏,‏ وهي كانسة لصفحة السماء‏,‏ تبتلع كل ما تمربه من المادة المنتشرة بين النجوم‏,‏ وكل ما يدخل في نطاق جاذبيتها من أجرام السماء‏,‏ وهي جارية في أفلاكها المحددة لها‏,‏ فهي خنس جوار كنس وهو تعبير أبلغ بكثيرمن تعبير الثقوب السود الذي اشتهر وذاع بين المشتغلين بعلم الفلك‏..‏ومن أصدق من الله قيلا‏(‏النساء‏:122)‏ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع‏(‏ أو تشفط‏)‏ كل شيء يقترب منها إلي داخلها‏:(Giant Vaccum Cleanersthat Suckineverythinginsight)‏وتبقي الثقوب السود صورة مصغرة للجرم الأول الذي تجمعت فيه مادة الكون ثم انفجر ليتحول إلي سحابة من الدخان‏,‏ وأن من هذا الدخان خلقت السموات والأرض‏,‏ وتتكرر العملية اليوم أمام أنظار المراقبين من الفلكيين حيث تتخلق النجوم الابتدائية من تركز المادة في داخــل السـدم عبر دوامات تركيز المادة‏(Accretionwhirls)‏أو‏(Accretion Vertigos)‏ومنها تتكون النجوم الرئيسية‏(Main Sequeence Stars)‏والتي قد تنفجر حسب كتلتها إلي عمالقة حمر‏(Red Giants)‏أو نجوم مستعرة‏(Novae)‏أو فوق مستعرة‏(Supernovae),‏وقد يؤدي انفجار العمالقة الحمر إلي تكون سدم كوكبية‏(Planetary Nebulae)‏والتي تنتهي إلي تكون الأقزام البيض‏(White Dwarfs)‏والتي تستمر في التبرد حتي تنتهي إلي مايعرف باسم الأقزام السود‏Black Dwarfs)‏وهي من النجوم المنكدرة‏,‏ كما قد يؤدي انفجار فوق المستعرات الي تكون نجوم نيوترونية نابضة أو غير نابضة‏(Non-Pulsating or Pulsating Neutron Stars or Pulsars)‏أو ثقوب سود‏(Black Holes)‏حسب كتلتها الابتدائية‏,‏ وقد تفقد الثقوب السود كتلتها إلي دخان السماء عن طريق تبخر تلك المادة علي هيئة أشباه النجوم المرسلة لموجات راديوية عبر مراحل متوسطة عديدةثم تتفكك هذه لتعود مرة أخري إلي دخان السماء مباشرة أو عبر هيئة كهيئة السدم حتي تشهد لله الخالق بالقدرة الفائقة علي أنه وحده الذي يبدأ الخلق ثم يعيده‏,‏ وأنه وحده علي كل شيء قدير‏.‏ ومن المبهر حقا أن يشهد علماء الفلك بأن‏90%‏ من مادة الكون المنظور‏(‏ ممثلة بمادة المجرات العادية‏)‏ هي مواد خفية لا يمكن للإنسان رؤيتها بطريقة مباشرة‏,‏ وأن من هذه المواد الخفية‏:‏ الثقوب السود‏,‏ والأقزام البنية غير المدركة‏(Undetected Brown Dwarfs),‏والمادة الداكنة‏(Dark Matter)‏واللبنات الأولية للمادة‏(Subatomic Particles)‏وغيرها‏,‏ وأن كتلة الجزء المدرك من الكون تقدر بأكثر من مائة ضعف الكتلة الظاهرة‏.‏أما عن القسم التالي في السورة والذي يقول فيه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس فهما قضيتان مستقلتان عن الخنس الجوار الكنس سنعرض لهما إن شاء الله تعالي في مقام آخر وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏.‏

4
منتدى علوم الفلك / من أسرار القرآن
« في: أبريل 01, 2006, 01:47:22 صباحاً »
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
‏(66)‏ اقتربت الساعة وانشق القمر‏*‏
القمر:1
بقلم: زغـلول النجـار
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة القمر‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ يدور محورها حول قضية الإيمان بوحي السماء الذي أنزله ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي فترة من الرسل‏,‏ وأتمه وأكمله‏,‏ وحفظه في الوحي الخاتم المنزل علي الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏);‏ ولذلك تحمل السورة علي المكذبين ببعثته الشريفة‏,‏ وبالآيات التي أيده الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها‏,‏ وفي مقدمتها القرآن الكريم‏,‏ وذلك انطلاقا من غرورهم‏,‏ وكبرهم‏,‏ وغطرستهم‏,‏ وصلفهم‏,‏ وتتوعدهم الآيات بالشقاء في الدنيا وبالمصير المخزي في الآخرة كما حدث مع الذين كذبوا بالرسالات السابقة‏.‏
وتطالب سورة القمر رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالإعراض عن هؤلاء الكافرين‏,‏ وإمهالهم إلي يوم البعث العظيم‏,‏ يوم يخرجون من قبورهم كأنهم جراد منتشر‏...‏ وهو يوم الفزع الأكبر‏,‏ والهول الأكبر الذي نسأل الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن يجيرنا من فزعه وأهواله‏...‏ اللهم آمين‏.‏

وقد ابتدأت سورة القمر بالتحذير من اقتراب وقت الساعة‏,‏ ومن الثابت عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قوله الشريف‏:‏ بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي‏.‏
ثم تابعت السورة بذكر تلك المعجزة الحسية ـ معجزة انشقاق القمرـ التي أجراها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته‏,‏ وعلي الرغم من وقوع المعجزة ـ التي لم ينكرها أحد منهم ـ فإنهم بدلا من أن يؤمنوا بها اتهموا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالسحر‏,‏ وهم الذين لم يشهدوا عليه كذبا أبدا‏,‏ وذلك انطلاقا من كبرهم وعنادهم واتباعهم لأهوائهم‏,‏ ولم تزجرهم عن ذلك الأنباء‏,‏ ولم تغنهم النذر‏...!!‏

ومن قبيل تذكير هؤلاء الكافرين بمصائرهم استعرضت سورة القمر مصارع المكذبين في عدد من الأمم السابقة ومنهم أقوام نوح‏,‏ وعاد‏,‏ وثمود‏,‏ ولوط‏,‏ وفرعون‏,‏ مؤكدة أن كفار قريش لم يكونوا بأقوي ولا بأشد من تلك الأمم السابقة عليهم‏(‏ والخطاب هنا يشمل المتجبرين من الكفار والمشركين في زماننا‏,‏ وفي كل زمان من أمثال الصهاينة المجرمين وإبادتهم المستمرة لشعب فلسطين‏,‏ والأمريكان وأعوانهم من المتجبرين علي شعب أفغانستان وغيره من شعوب العالمين العربي والإسلامي‏,‏ وكل من الروس‏,‏ والهندوس‏,‏ والبوذيين واستباحتهم لأراضي كل من الشيشان‏,‏ وكشمير‏,‏ وأراكان‏,‏ وجنوب الفلبين‏,‏ وغيرهم ممن يستبيح أراضي الصومال‏,‏ والسودان‏,‏ وسبتة ومليلية والجزر المحيطة بهما‏,‏ أو يقوم بمحاصرة العديد من الدول المسلمة مثل العراق‏,‏ وليبيا‏,‏ والسودان‏).‏
وفي نهاية كل خبر من أخبار الأمم البائدة تدعو السورة الكريمة كفار قريش ـ كما تدعو الكفار والمشركين في زماننا وفي كل زمان ومكانـ إلي الاعتبار والتذكر وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد تركناها آية فهل من مدكر؟
‏(‏القمر‏:15).‏

أو بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ فكيف كان عذابي ونذر‏(‏ القمر‏:30,21,16).‏
وقد تكررت هذه الآية الكريمة ثلاث مرات في سياق السورة‏.‏

وبين كل خبر من أخبار تلك الأمم الهالكة والذي يليه تنبه سورة القمر إلي حقيقة أن القرآن الكريم ميسر لكل من يطلبه‏,‏ ويطلب العظة والاعتبار منه‏,‏ ولذلك تكرر في ثنايا هذه السورة المباركة أربع مرات قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر‏(‏ القمر‏:40,32,22,17).‏
وبعد هذا الاستعراض التاريخي المعجز عاودت سورة القمر توجيه الحديث إلي كفار قريش ـ كما توجهه إلي كفار اليوم وإلي كفار كل يوم حتي قيام الساعةـ محذرة إياهم من مصير كمصائر المكذبين السابقين أو أشد وأنكي‏,‏ في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ ومذكرة إياهم بمواقف الذل والمهانة التي سوف يتعرضون لها في الآخرة‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر‏,‏ أم يقولون نحن جميع منتصر‏,‏ سيهزم الجمع ويولون الدبر‏,‏ بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر‏,‏ إن المجرمين في ضلال وسعر‏,‏ يوم يسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر‏(‏ القمر‏:43‏ ـ‏48).‏
وبعد تأكيد أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء بتقدير دقيق‏,‏ وحكمة بالغة‏,‏ وأن أمره سبحانه‏(‏ واحدة كلمح بالبصر‏),‏ وأن الاعتبار بهلاك الأمم البائدة من صميم التعقل ومن حسن الاستفادة بدروس التاريخ‏,‏ وأن كل ما فعلته تلك الأمم‏,‏ ويفعله غيرهم من الخلق مدون‏,‏ ومسطر‏,‏ ومسجل عليهم‏,‏ وأنهم سوف يواجهون به‏,‏ ويحاسبون عليه يوم القيامة‏.‏

بعد استعراض ذلك كله ختمت سورة القمر ببيان منازل التكريم التي أعدت للمتقين من عباد الله الصالحين والتي ختمها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
إن المتقين في جنات ونهر‏,‏ في مقعد صدق عند مليك مقتدر‏(‏ القمر‏:55,54).‏

وجوانب الإعجاز في سورة القمر تشمل إثبات حقيقة انشقاق القمر‏,‏ ومواقف كفار قريش منها‏,‏ ووصف خروج الناس من قبورهم كأنهم جراد منتشر‏,‏ وتشمل الإعجاز التاريخي بذكر عدد من الأمم السابقة‏,‏ وذكر مواقفهم من أنبيائهم ورسلهم‏,‏ ومن وحي الله‏(‏ تعالي‏)‏ إليهم‏,‏ وذكر ما أصابهم من مختلف صور العذاب جزاء استكبارهم وصلفهم‏,‏ وإنكار رسالة السماء إليهم‏,‏ ثم جاءت الكشوف العلمية والأثرية في القرن العشرين مؤكدة صدق كل ما جاء في هذه السورة المباركة‏,‏ وفي غيرها من سور القرآن الكريم عن تلك الأمم البائدة‏.‏
وسوف يتم التركيز هنا علي قضية انشقاق القمر‏,‏ وهي معجزة خارقة‏,‏ لا يكاد العقل البشري أن يتصورها‏,‏ ولكن من رحمة الله بنا أن أبقي لنا في صخور القمر من الشواهد الحسية ما يؤكد وقوعها‏...!!‏ وأعان الإنسان علي الوصول إلي تلك الشواهد حتي تقوم الحجة البالغة علي الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وقبل الحديث عن معجزة انشقاق القمر لابد من استعراض لأقوال عدد من المفسرين في شرح هذه الآية القرآنية الكريمة‏.‏

من أقوال المفسرين
*‏ ذكر بن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ يخبر تعالي عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها‏,‏ كما قال تعالي‏'<img'>‏ أتي أمر الله فلا تستعجلوه‏),‏ وقال‏'<img'>‏ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون‏),‏ وقد وردت الأحاديث بذلك‏...‏ وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأنه كان إحدي المعجزات الباهرات‏.‏

‏*‏ وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏'<img'>‏ اقتربت الساعة‏)‏ قربت القيامة‏(‏ وانشق القمر‏)‏ انفلق فلقتين علي جبلي أبي قبيس وقعيقعان‏,‏ آية له صلي الله عليه وسلم‏,‏ وقد سئلها‏[‏ أي‏:‏ سأله أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر‏]‏ فقال‏'<img'>‏ اشهدوا‏)‏ رواه الشيخان‏.‏
‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏:‏ مطلع باهر مثير‏,‏ علي حادث كوني كبير‏,‏ وإرهاص بحادث أكبر‏,‏ لا يقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر فياله من إرهاص‏!‏ وياله من خبر‏,‏ ولقد رأوا الحدث الأول فلم يبق إلا أن ينتظروا الحدث الأكبر‏;‏ والروايات عن انشقاق القمر ورؤية العرب له في حالة انشقاقه أخبار متواترة‏,‏ تتفق كلها في إثبات وقوع الحادث‏....‏

وبعد استعراض لعدد من الروايات أضاف صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ فهذه روايات متواترة من طرق شتي عن وقوع هذا الحادث‏,‏ وتحديد مكانه في مكة ـ باستثناء رواية لم نذكرها عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه‏,‏ أنه كان في منيـ وتحديد زمانه في عهد النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قبل الهجرة‏,‏ وتحديد هيئته ـ في معظم الروايات أنه انشق فلقتين‏,‏ وفي رواية واحدة أنه كسف‏(‏ أي خسف‏)..‏ فالحادث ثابت من هذه الروايات المتواترة المحددة للمكان والزمان والهيئة‏.‏
وهو حادث واجه به القرآن المشركين في حينه‏,‏ ولم يرو عنهم تكذيب لوقوعه‏,‏ فلابد أن يكون قد وقع فعلا بصورة يتعذر معها التكذيب‏,‏ ولو علي سبيل المراء الذي كانوا يمارونه في الآيات‏,‏ لو وجدوا منفذا للتكذيب‏.‏ وكل ما روي عنهم أنهم قالوا‏:‏ سحرنا‏!‏ ولكنهم هم أنفسهم اختبروا الأمر‏,‏ فعرفوا أنه ليس بسحر‏;‏ فلئن كان قد سحرهم فإنه لا يسحر المسافرين خارج مكة الذين رأوا الحادث وشهدوا به حين سئلوا عنه‏.‏

وأضاف‏(‏ يرحمه الله‏):‏ بقيت لنا كلمة في الرواية التي تقول‏:‏ إن المشركين سألوا النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ آية‏,‏ فانشق القمر‏.‏ فإن هذه الرواية تصطدم مع مفهوم نص قرآني مدلوله أن الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لم يرسل بخوارق من نوع الخوارق التي جاءت مع الرسل قبله‏,‏ لسبب معين‏:‏ وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏...‏ فمفهوم هذه الآية أن حكمة الله اقتضت منع الآيات ـ أي الخوارق ـ لما كان من تكذيب الأولين بها‏...‏ فالقول بأن انشقاق القمر كان استجابة لطلب المشركين آية ـ أي خارقةـ يبدو بعيدا عن مفهوم النصوص القرآنية‏,‏ وعن اتجاه هذه الرسالة الأخيرة إلي مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده‏,‏ وما فيه من إعجاز ظاهر‏,‏ ثم توجيه هذا القلب ـ عن طريق القرآن ـ إلي آيات الله القائمة في الأنفس والآفاق‏,‏ وفي أحداث التاريخ سواء‏...‏ فأما ما وقع فعلا للرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من خوارق شهدت بها روايات صحيحة فكان إكراما من الله لعبده‏,‏ لا دليلا لإثبات رسالته‏...‏ ومن ثم نثبت الحادث ـ حادث انشقاق القمر ـ بالنص القرآني وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته‏,‏ ونتوقف في تعليله الذي ذكرته بعض الروايات‏,‏ ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلي اقتراب الساعة‏,‏ باعتبار هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب‏....‏

‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏'<img'>‏ اقتربت الساعة‏)‏ قربت القيامة جدا‏.(‏ وانشق القمر‏)‏ وانفلق فلقتين معجزة له صلي الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين‏,‏ حين سأله أهل مكة أن يريهم آية تدل علي صدقه‏,‏ فأراهم القمر فلقتين حتي رأوا جبل حراء بينهما‏,‏ فقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ اشهدوا‏!!‏ وقد رآه كثير من الناس‏;‏ والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة‏.‏ وقيل‏:‏ اقتربت الساعة‏,‏ فإذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية‏.‏
‏*‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ دنت القيامة وسينشق القمر لا محالة‏.‏

‏*‏ وجاء في صفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبها خيرا‏)‏ ما نصه‏:...‏ أي دنت القيامة وقد انشق القمر‏.‏

واقعة انشقاق القمر في التراث الإسلامي
رويت واقعة انشقاق القمر عن طريق عدد كبير من صحابة رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ منهم عبدالله بن مسعود‏,‏ وعبدالله بن عباس‏,‏ وعبدالله بن عمر‏,‏ وأنس بن مالك‏,‏ وجبير بن مطعم وغيرهم‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين‏).‏
‏*‏ فقد روي الإمام البخاري في صحيحه وأخرج الإمام أحمد في مسنده‏,‏ وروي كل من الإمامين أبي داود والبيهقي عن عبدالله بن مسعود‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فقالت قريش‏:‏ هذا سحر بن أبي كبشة‏,‏ قال‏:‏ فقالوا‏:‏ انظروا ما يأتيكم به السفار‏,‏ فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم‏,‏ قال‏:‏ فجاء السفار فقالوا ذلك‏.‏ وفي لفظ انظروا السفار‏,‏ فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق‏,‏ وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به‏,‏ قال‏:‏ فسئل السفار‏,‏ قال‏:‏ وقدموا من كل جهة‏,‏ فقالوا‏:‏ رأينا‏,‏ فأنزل الله عز وجل‏'<img'>‏ اقتربت الساعة وانشق القمر‏).‏ وروي عنه أيضا قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فرقتين‏:‏ فرقة فوق الجبل‏,‏ وفرقة دونه‏,‏ فقال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ اشهدوا‏.‏

‏*‏ كذلك روي كل من الإمامين البخاري وأحمد عن أنس بن مالك‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ أنه قال‏:‏ إن أهل مكة سألوا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يريهم آية‏,‏ فأراهم انشقاق القمر‏.‏
‏*‏ وروي الإمام البيهقي‏,‏ كما أخرج كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ عن عبدالله بن عمر‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله‏:...‏ وقد كان ذلك علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ انشق فلقتين‏,‏ فلقة من دون الجبل‏,‏ وفلقة من خلف الجبل‏,‏ فقال النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ اللهم اشهد‏.‏

‏*‏ وروي كل من الإمامين البخاري ومسلم‏(‏ رحمهما الله‏)‏ عن عبدالله بن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر في زمان النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ كذلك روي ابن جرير عن ابن عباس قوله‏:...‏ قد مضي ذلك‏,‏ كان قبل الهجرة‏,‏ انشق القمر حتي رأوا شقيه‏.‏
‏*‏ وروي الإمام أحمد عن جبير بن مطعم‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فصار فرقتين فرقة علي هذا الجبل‏,‏ وفرقة علي هذا الجبل‏,‏ فقالوا‏:‏ سحرنا محمد‏,‏ وقال غيرهم‏:‏ إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم‏.‏

‏*‏ وروي الإمام ليث عن مجاهد‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فصار فرقتين‏,‏ فقال النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لأبي بكر‏(‏ رضي الله عنه‏):‏ اشهد يا أبا بكر‏,‏ فقال الكافرون‏:‏ سحر القمر حتي انشق‏.‏
‏*‏ وفي إحدي المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة لندن‏(‏ تحت رقم‏152/2807‏ ـ‏173)‏ ذكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد حميد الله في كتابه المعنون محمد رسول الله أن أحد ملوك ماليبار‏(‏ وهي إحدي مقاطعات جنوب غربي الهند‏)‏ وكان اسمه شاكرواتي فارماس‏(ChakarawatiFarmas)‏ شاهد انشقاق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وأخذ يحدث الناس بذلك‏.‏

وحدث أن مر عدد من التجار المسلمين بولاية ماليبار‏,‏ وهم في طريقهم إلي الصين‏,‏ وسمعوا حديث الملك شاكرواتي فارماس عن انشقاق القمر فأخبروه أنهم أيضا قد رأوا ذلك‏,‏ وأفهموه أن انشقاق القمر معجزة أجراها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته‏.‏ فأمر الملك بتنصيب ابنه وولي عهده قائما بأعمال مملكة ماليبار وتوجه إلي الجزيرة العربية لمقابلة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ وبالفعل وصل الملك الماليباري إلي مكة المكرمة وأعلن إسلامه أمام رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وتعلم ركائز الدين الأساسية‏,‏ وأفل راجعا‏,‏ ولكن شاءت إرادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن ينتهي أجله قبل مغادرته أرض الجزيرة العربية فمات ودفن في أرض ظفار‏,‏ وحين وصل الخبر إلي ماليبار كان ذلك حافزا لدخول أهلها الإسلام زرافات ووحدانا‏.‏

شاهد من عصرنا علي انشقاق القمر
عقب محاضرة لي عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ألقيت باللغة الإنجليزية في كلية الطب بجامعة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز في غربي الجزر البريطانية‏,‏ دار حوار ممتع مع جمهور الحضور من المسلمين وغير المسلمين‏,‏ ومن جملة الأسئلة التي أثيرت من أحد الحضور سؤال عن واقعة انشقاق القمر كما جاء ذكرها في مطلع سورة القمر‏,‏ وهل تمثل لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله؟
وعلي الفور أجبت بأنها معجزة من المعجزات الحسية العديدة التي حدثت تأييدا لرسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيب كفار قريش لبعثته الشريفة‏,‏ وأن المعجزات هي خوارق للسنن والقوانين الحاكمة للكون‏,‏ فلا يستطيع العلم الكسبي تفسيرها‏,‏ ولو استطاع تفسيرها ما كانت معجزة‏.‏

وأضفت أن المعجزات الحسية التي جاء ذكرها في كتاب الله‏,‏ أو في سنة رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ هي حجج علي من شاهدها من الخلق‏,‏ وبما أننا لم نشاهدها فهي ليست حجة علينا‏,‏ ولكننا نؤمن بوقوعها لورود ذكرها في كتاب الله أو في الأقوال الصحيحة المنسوبة إلي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وكتاب الله كله حق مطلق‏,‏ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ ورسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ يصفه القرآن الكريم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ وما ينطق عن الهوي‏,‏ إن هو إلا وحي يوحي‏,‏ علمه شديد القوي‏(‏ النجم‏:3‏ ـ‏5).‏
وحادثة انشقاق القمر جاء ذكرها في مطلع سورة القمر‏,‏ علي أنها قد وقعت بالفعل تحديا لكفار ومشركي قريش‏,‏ وتأييدا لرسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيبهم لنبوته ولرسالته‏,‏ ولم يرو عن أحد منهم تكذيب تلك الواقعة التي نسبوها تارة لتعرضهم هم لعملية سحر‏,‏ وتارة أخري لتعرض القمر للسحر‏,‏ حتي هيئ لهم أنه قد انشق بالفعل مما يفهم منه تأييدهم لوقوع تلك المعجزة‏,‏ وإن حاولوا التقليل من شأنها بنسبتها إلي السحر‏...!!,‏ ثم عاودوا نفي فرية السحر بأنفسهم وذلك بقول نفر من عقلائهم ـكما جاء في روايات الواقعة ـ‏:‏ لئن كان قد سحرنا فإنه لا يمكن أن يكون قد سحر معنا المسافرين خارج مكة‏;‏ فتسارعوا إلي مداخل المدينة في انتظار الركبان القادمين من السفر‏,‏ وعند سؤالهم شهدوا بأنهم في الليلة نفسها التي شاهد فيها أهل مكة تلك الواقعة رأوا هم كذلك انشقاق القمر إلي فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات ثم التحمتا‏,‏ فآمن من آمن وكفر من كفر‏.‏ ولذلك تقول الآيات في مطلع سورة القمر‏:‏

اقتربت الساعة وانشق القمر‏*‏ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر‏*‏وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر‏*‏ ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر‏*‏ حكمة بالغة فما تغني النذر‏(‏ القمر‏:1‏ ـ‏5).‏
كذلك روي حادثة انشقاق القمر بصورة متواترة عدد غير قليل من كبار صحابة رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من أمثال عبدالله بن عباس‏,‏ وعبدالله بن عمر‏,‏ وعبدالله بن مسعود‏,‏ وأنس بن مالك‏,‏ وجبير بن مطعم‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين‏),‏ ولا يمكن أن تجتمع كلمة هؤلاء جميعا علي باطل‏,‏ وهم من أهل التقي والورع‏(‏ ولا نزكي علي الله أحدا‏).‏ وقد حقق أحاديث انشقاق القمر عدد كبير من أئمة علماء الحديث في مقدمتهم البخاري‏,‏ ومسلم‏,‏ وأبو داود‏,‏ والترمذي‏,‏ والنسائي‏,‏ وبن ماجة‏,‏ وأحمد‏,‏ والبيهقي‏,‏ وغيرهم كثير مما يجزم بوقوعها‏,‏ ومن هنا فإننا نرفض قول بعض المفسرين إن الحادثة من إرهاصات الآخرة انطلاقا من استهلال السورة بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

اقتربت الساعة وانشق القمر‏;‏ وهؤلاء قد لا يعلمون أن عمر الأرض التي نحيا عليها يقدر بنحو خمسة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن عمر مادة كل من الأرض والكون المحيط بها يقدر بنحو عشرة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن بعثة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كانت منذ أربعة عشر قرنا فقط‏,‏ ونسبة هذا التاريخ إلي ملايين السنين التي مضت من عمر كل من الأرض والكون يؤكد قرب نهاية العالم‏.‏ ولذلك يروي عنه‏(‏ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏)‏ قوله الشريف‏:‏ بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي‏.‏ وهي قولة حق خالص‏,‏ وإعجاز علمي صادق لأنه لم يكن لأحد في زمانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أدني تصور عن قدم الأرض إلي مثل تلك الآماد الموغلة في القدم‏;‏ وهذا كاف للرد علي الذين قالوا إن في استهلال سورة القمر بالقرار الإلهي اقتربت الساعة وانشق القمر إيحاء بأن انشقاق القمر مرتبط باقتراب الساعة‏,‏ بمعني أنها إذا جاءت انشق القمر‏,‏ لأن المعجزة قد وقعت فعلا علي زمن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ وقد يشير إلي ذلك وجود شق كبير بالقرب من القطب الجنوبي للقمر علي الوجه الذي لا يري من فوق سطح الأرض يزيد طوله علي‏225‏ كيلو مترا ويدعمه عدم تماثل نصفي القمر الحالي‏,‏ ويؤكده وصف القرآن الكريم لنهاية القمر بابتلاع الشمس له‏(‏ لا بانشقاقه‏)‏ وذلك كما جاء في قوله‏(‏ تعالي‏):‏
فإذا برق البصر‏,‏ وخسف القمر‏,‏ وجمع الشمس والقمر‏(‏ القيامة‏:7‏ ـ‏9).‏

ويأتي العلم في قمة من قممه مؤكدا تباعد القمر عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة مما يشير إلي حتمية دخوله في مجال جاذبية الشمس فتبتلعه‏,‏ وإن كان ذلك ـ كغيره من إرهاصات الآخرة سوف يتم بالأمر الإلهي‏:‏ كن فيكون‏,‏ وليس بالسنن الدنيوية التي يبقيها لنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ لإثبات إمكان وقوع الآخرة‏;‏ بل حتميتها‏.‏
وبعد فراغي من الإجابة علي سؤال السائل الكريم وقف بريطاني مسلم عرف نفسه باسم داود موسي بيدكوك‏
(DavidMusaPidcock)‏
وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي البريطاني‏,‏ واستأذن في إمكان إضافة شيء إلي ما قلته في إجابتي فأذنت له بذلك فقال‏:‏ إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينا‏,‏ فقد شغفت بعلم مقارنة الأديان‏,‏ وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرا وتوجهت بها إلي مسكني‏,‏ وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر ثم توقفت متسائلا‏:‏ كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة علي إعادته إلي سيرته الأولي؟ فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية الكريمة قد صدتني عن الاستمرار في ذلك‏...!!‏

ولكن لعلم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بمدي إخلاصي في البحث عن الحقيقة أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارا بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني
B.B.C
واسمه جيمس بيرك‏
(JamesBurck)‏
وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين‏,‏ وجري عتاب علي الإسراف المخل في الإنفاق علي رحلات الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات‏,‏ والأمراض‏,‏ وانتشار الأمية بين البالغين‏,‏ ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني‏.‏
ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق علي رحلات الفضاء ليس مالا مهدرا لأنه يعين علي تطوير تقنيات تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية‏,‏ ويمكن أن تعود بمردودات مادية وعلمية كبيرة‏,‏ وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل علي سطح القمر علي أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات‏.‏ فسأل المحاور‏:‏ هل كان كل ذلك لمجرد وضع العلم الأمريكي علي سطح القمر؟ وجاءت الإجابة بالنفي‏,‏ وبأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا‏;‏ فسأل المحاور‏:‏ ألم يكن من الأجدي إنفاق تلك المبالغ الطائلة علي عمارة الأرض؟ وجاء الجواب بأن الرحلة أوصلتنا إلي حقيقة علمية لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد‏...!!‏

فسأل المحاور‏:‏ وما هذه الحقيقة العلمية؟ فكان الجواب أن هذا القمر كان قد انشق في يوم من الأيام ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدا وغائرة في جسم القمر‏,‏ تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر وأعراضها بين نصف الكيلو متر وخمسة كيلو مترات وتمتد إلي مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة‏.‏ وتمر هذه الشقوق الطولية الهائلة بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها علي تسعة كيلو مترات‏,‏ ويزيد قطرها علي الألف كيلو متر‏,‏ ومن أمثلتها الحفرة العميقة المعروفة باسم بحر الشرق‏
(MareOrientalis).
وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات‏
(ImpactofAsteroid-SizedObjects)‏
أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر‏
(RimaeorLunarRilles)‏
فقد فسرت علي أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي‏
(TensionalCracks)‏
أو متداخلات نارية علي هيئة الجدد القاطعة‏,‏ ولكن أمثال هذه الأشكال علي الأرض لا تصل إلي تلك الأعماق الغائرة‏,‏ ومن هنا فقد فسرت علي أنها من آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه‏.‏
يقول السيد بيدكوك‏:‏ حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز‏,‏ وتساءلت‏:‏ معجزة تحدث لمحمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قبل ألف وأربعمائة سنة يثبتها العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة‏,‏ وبهذا الوضوح الذي لا يخفي علي عالم في مجال علم الفلك اليوم‏,‏ فلابد أن يكون القرآن حقا مطلقا وصادقا صدقا كاملا في كل خبر جاء به‏;‏ وعلي الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم‏,‏ وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينا‏.‏

ولا أستطيع أن أصف لكم وقع هذه الكلمات‏,‏ ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها علي كل الحضور من المسلمين وغير المسلمين فقد هزت القلوب والعقول‏,‏ وأثارت المشاعر والأفكار‏,‏ ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد‏(‏ فصلت‏:53).‏

5
الأبراج الســماوية Constellation
هي تسمية تطلق على كلا من الآثنا عشر كوكب تحيط بالكرة السماوية كحزام عند دائرة البروج ( دائـرة الحيوانات )

الدلو Aquarius ,Aqu(L) (15 فبراير : اوائل مارس )
كما يسمى ساكب الماء ويرمز له  ≈ وهو برج في منطقة الاستواء السماوي ويرى في ليالي الخريف وتمر الشمس في مدارها الظاهري خلال البرج في النصف الثاني من فبراير وأوائل مارس وفى الدلو توجد حشود نجومية كثيرة منها  M2 ويظهر كبقعة سديميه

الحــوت Pisces ,Psc (L)  (15 مارس : 15 أبريل )
أو   السمكتان و رمزه        وهو  إحدى الكويكبات التى  تنتمي  إلى  دائرة  الحيوانات  في  المنطقة  للاستواء السماوي  ويشاهد  في ليالي الخريف وتعبر الشمس في خلال حركتها السنوية الظاهرية البرج  من  حوالي  منتصف  مارس إلى منتصف إبريل و فى أثناء تلك فإن الشمس تعبر خط الاستواء السماوي من الجنوب آلي الشمال في بداية الربيع حوالي 21 مارس عند نقطة الربيع التى تقع في هدا البرج

الحمل Aries ,Ari (L)  (15 أبريل : 15 مايو )
برج في نصف الكره الشمالي ويرمز له   الفا    ويشاهد في ليالي الشتاء و تعبر الشمس خلال هدا البرج في مدارها الظاهري في الفترة من منتصف أبريل حتى منتصف مايو

الثور Taurus ,Tau (L)  ( 15 مايو : 15 يونيو )
أحد البراح دائرة الحيوانات في نصف الكرة الشمالي ويرمز له بالرمز  ويرى هدا البرج في ليالي الشتاء  و ألمع  نجم  في  هدا ( الفا ) ويسمى الدبران  و يوجد في  الثور  حشدان  مفتوحان جميلان  نراهما بالعين المجردة هما الثريا ( سبع النجوم ) و القلاص  بجوار الدبران وفى الجزء الشرقي من البرج وفى سكة التبانة يوجد السديم الكوكبي الشهير ( M1 ) سديم آبو جلمبو الدى يحمل كمنبع راد يوى أسم الثور A .و تمر الشمس خلال البرج في مدارها السنوي الظاهري من منتصف مايو حتى منتصف يونيو

ولنا بقية إن شاء الله
الآبراج الســماوية

6
منتدى علوم الفلك / أضيف الى معلواتك الفلــكية ( ! )
« في: مارس 07, 2006, 10:35:45 مساءاً »
السنة Year
 (1) هي الفترة آلتي يستغرقها دوران الأرض حول الشمس . وحسب اختيار النقطة آلتي ينسب إليها القياس فإننا نحصل على أطوال مختلفة للسنة
السنة الاستوائية
منسوبة إلى نقطة الاعتدال الربيعي , وهى عبارة عن الفترة الزمنية بين عبور ين متتالين للشمس في مدارها الظاهري على الكره السماوية بنقطة الاعتدال الربيعي المتوسطة, وطولها 365 يوم و 5 ساعات و 48 دقيقة  46 ثانية. وقد اختيرت بداية السنة الاستوائية في لحظة وجود الشمس المتوسطة على مطلع مستقيم قدرة  18 ساعة و 40 دقيقة = 280 درجة و يقع هذا مع بداية السنة المدنية و لا يعتمد على مكان الرصد و آما كانت نقطة الربيع تتزحزح على البروج نتيجة لسبق في عكس إتجاة حركة الشمس السنوية الظاهرية و بالتالي فأن السنة الاستوائية أقصر من السنة النجمية ويبلغ طولها 365 يوم 6 ساعات 9 دقائق و 9 ثواني

السنة الحصية ( منسوبة إلي حضيض الشمسي )
هي الفترة الزمنية بين عبور ين متتالين للأرض خلال نقطة الحضيض الشمسي ( أقرب نقطة للأرض في مدارها حول الشمس )كما تسمى بالسنة الاقترانية و طولها 365 يوم و 6 ساعات و13 دقيقة و53 ثانية وهى أطول من السنة النجمية

(2) في التقويم هي فترة زمنية تقترب من فترة دوران الأرض حول الشمس وحتى عام 1582 استعملت السنة اليوليانية وطولها 365.25 يوما كسنة متوسطة لحساب الزمن المدنى  ومنذ عام 1582 نستعمل السنة الجريجوريانية و طولها 365.2425 يوما

(3) هى رمز لفترة زمنية فلكية طويلة نسبيا على سبيل المثال السنة البلاتونية وطولها 2600 سنة استوائية . وهى الفترة الزمنية التى يستغرقها دورة نقطة الربيع فى البروج تساوى تماما 25700

السنة الضوئية  Light year
هى وحدة فلكية لقياس المسافات  فى حالة النجوم والسنة الضوئية هى المسافة التى يقطعها الضوء فى الفضاء خلال سنة مدارية  ولما كان سرعة الضوء فى الثانية الواحدة =19 799 2 كم/ ث و عدد الثوانى فى السنة المدارية = 31.557 *106 . فأن السنة الضوئية  = 9.4605 *1012   وهى  تساوى = 0.3068 بارسك

7
منتدى علوم الفلك / أضــيف الى معلوماتك الفلـكية
« في: مارس 04, 2006, 01:08:36 مساءاً »
الشفق twilight
هو وقت الانتقال بين النهار والليل الدى تقل آو تزيد فيه الإضاءة و يظهر الشفق نتيجة لتشتت الضوء في الطبقات  العالية من غلاف الجوى الأرضي ( الطبقات التى مازالت مضاءه بضوء الشمس أو إلى المناطق التى لم تصلها أشعة الشمس المباشرة )
 الشفق المدني:- هي الفترة الزمنية التى تستغرقها الشمس قبل شروق الشمس لترتفع من على عمق 6 درجات تحت الأفق
الشفق الفلكي :- هو يبدأ آو ينتهي  عندما تكون الشمس تحت الأفق ب 16 : 18 درجة
العوامل المؤثرة  على زمن الشفق Twilight
1.   درجة ميل مدار الشمس الظاهري بالنسبة للأفق ويستغرق الشفق وقت قصير في المناطق الاستوائية أما خطوط العرض الكبيرة فيستغرق الشمس وقت الطول بكثير
2.   ميل الشمس ففي الانقلاب الصيفي تتواجد الشمس في خطوط عرض وسط أوربا عند منتصف الليل تحت الأفق بقليل جدا حتى أن الشفق يشمل الليل كله

                                             الشمس                                  الشمس      



الارض(الافق )
6 درجات تحت الافق
 ':203:'

8
منتدى علوم الفلك / الوحـدات الفلــكية
« في: فبراير 27, 2006, 11:55:15 مساءاً »
الوحدات الفلــكية
1 - الوحدة الفلكية  Astronomical unite
هي وحدة الأبعاد في المجموعة الشمسية وهى تقريبا نصف طول القطر الأكبر لمدار الأرض حول الشمس ( آي البعد المتوسط للآرض عن الشمس ) وفى الاتفاقات الدولية تساوى 149.600 مليون كيلو متر

2 - البار سك Parsec ,Pc  
وحدة طولية فلكية لقياس أبعاد النجوم , هي قيمة الزاوية التى يصنعها نصف القطر الأكبر لمدار الأرض حول الشمس عند النجم ثانية قوسيه واحدة
1 بارسك = 206264.8 وحدة فلكية = 3.0856* 1013 كم = 3.2615 سنة ضوئية
1 كبلو بارسك = 1000 بارسك                  
1 ميجا بارسك = 1000 كيلو بارسك

3 - السنة الضوئية Light year
هي وحده فلكية لقياس المسافات في حالة النجوم . السنة الضوئية هي المسافة التى يقطعها الضوء في الفضاء خلال سنة مدارية . ولما كان الضوء بقطع في الثانية الواحدة مسافة قدرها 299791 كم / ث  وعد الثواني في السنة المدارية هو = 310557 * 106  فأن السنة الضوئية  = 9.4605 * 1012  = .0.3068 بارسك

':203:'

9
منتدى علوم الحاسب / كيفية الآفضل
« في: فبراير 25, 2006, 12:42:54 صباحاً »
الآخوة الآفاضل من فضلكم دلونى على طريقة تحميل الصور و بأى نوع من الآمتدادات -كل مرة المساحة كبيرة و الشرح بدون صور صعب  '<img'>

10
التحديد الجغرافي للمكان
هي طريقة لتحديد الإحداثيات الكروية لمكان ما على سطح الأرض. آي تحديد خط طول وعرضة و تعتمد القياسات الفلكية على خط الطول و العرض و ليس بالقياسات المساحية نستطيع تحديد أماكن كلا من القطب و خط الاستواء الجغرافيين و بمعرفة إحداثيات مجموعة من النقط على سطح الأرض يمكن تحديد إحداثيات موقع أخر في نفس هذا النظام ويتطلب ذلك قياس فرق إحداثيات الموقع المراد عن المكان المعروف إحداثياتة
تعين العرض الجغرافي: أن خط عرض مكان مشاهدة ما .هو عبارة عن الزاوية بين أتجاة قوة التثاقل عند المكان و مستوى خط الاستواء و تختلف هذه الزاوية عن العرض المركزي للأرضي .آي الزاوية بين خط الاستواء و الخط الواصل بين المكان و مركز الأرض و العرض الجغرافي هو عبارة أيضا عن ارتفاع القطب عن مكان الراصد آي عبارة عن البعد الزاوي للقطب عن الأفق . وحيث أن مسافة نجم القطب تظل ثابتة . فإننا نحصل على ارتفاع  h  كمتوسط حسابي من الارتفاع h2   لنجم الحسان عند عبوره العلوي و الارتفاع h2  عند العبور السفلي ولا يتطلب ذلك ضرورة معرفة إحداثيات النجم الحسان
كما يمكن الحصول على ارتفاع القطب بتحديد مكان القطب عن طريق تحديد الزاوية السمتية و الارتفاع وتقدر مسافة نجم القطبية عن القطب السماوي بحوالي 1 فقط
تعين الطول الجغرافي :هو الزاوية بين خط زوال المكان  وبين دائرة كبرى تمر بالقطب وتتخذ كأساس لتحديد خطوط الطول.  و كل النقط على اللآرض.  و التى لها نفس الطول الجغرافي تقع على نفس الدائرة الكبرى ولها نفس الوقت المحلى .بهذا يمكن تحديد فروق الطول عن طريق الفروق في الأزمنة المحلية ( فارق الطول مقداره 15 درجة وبقابلة فرق ساعة في الزمن.
  
 ':111:'

12
منتدى علوم الفلك / الموســوعة الفلــنية
« في: فبراير 22, 2006, 12:05:11 صباحاً »
':111:'

13
بسم الله الرحمن الرحيم
الآخوة الزملاء سوف اقوم بتعريف بعض المصطلحات الجغرافية و الفلكية حتى ييسر عليكم القراءة و الآطلاع- ولمن يرغب فى معرفة مصطلح فلكى صعب أخوك فى الخدمة ولا نبخل منكم فى الدعاء للحبيب المصطفى ورد كيدهم فى نحورهم

14
منتدى علوم الفلك / صطلحات جغرافية وفضائية
« في: فبراير 19, 2006, 09:24:43 مساءاً »
[CODE] ':203:'

صفحات: [1]