شركات تصنيع السخانات الشمسية في الأردن تطالب بتطبيق قرار إلغاء ضريبة المبيعات
الجمعة, 29 فبراير, 2008
المصدر: الغد
طارق الدعجة
طالب مسؤولون في شركات تصنيع سخانات شمسية من الجهات المختصة تطبيق قرار الغاء ضريبة المبيعات على مستلزمات تصنيعها من أجل تخفيض أسعارها أمام المستهلك في ظل إعلان الحكومة ارتفاع أسعار المحروقات.
ويشجع هؤلاء المواطنين على التوجه الى استخدام الطاقة الشمسية الأكثر توفيرا كطاقة بديلة لأن الشمس تشرق معظم أيام السنة في المملكة، مشيرين الى ان الطلب في الوقت الحالي ضمن الوضع الطبيعي.
وقال مدير عام احدى الشركات جورج حنانيا ان كلفة تركيب السخانات الشمسية للمنازل في الوقت الحالي تتراوح بين 400 إلى 500 دينار.
وقال ستنخفض الكلف إلى 336 دينارا في حال إلغاء ضريبة المبيعات.
وأشار حنانيا الى أن الغاء ضريبة المبيعات يشجع المواطن على تركيب هذه السخانات، مبينا ان المواطنين في الوقت الحالي يستفسرون بشكل يومي عن أسعار تركيب السخانات الشمسية متأملين انخفاضها.
وقدر حنانيا ان 50% من المواطنين في المملكة يقتنون سخانات شمسية.
واتفق أحد مستوردي السخانات الشمسية محمد ذيب مع سابقه في أن الغاء ضريبة المبيعات سيساهم في زيادة الطلب من المواطنين على تركيب السخانات الشمسية.
وقال ذيب ان استخدام السخانات الشمسية يوفر 70% من فاتورة الطاقة على المواطن مقارنة مع اعتماد المواطن على الطاقة الكهربائية والغاز في بلد تشرق فيها الشمس معظم ايام السنة.
ومن جهة أخرى، يتزايد الاهتمام بإحلال مصادر الطاقة البديلة المتجددة مكان التقليدية لتحقيق وفورات على فاتورة الطاقة التي باتت تشكل عبئا على المواطنين والحكومة في آن، جراء استمرار ارتفاع أسعار النفط عالميا.
وكان قرار تحرير المحروقات دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الماضي.
وتعد زيادة أسعار المحروقات بعد تحريرها الخامسة في أقل من 4 سنوات، وذلك في إطار خطة الحكومة الرامية إلى تحرير القطاع لترك الأسعار تتحرك وفقا للتطورات العالمية.
وبموجب قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية فإنها ازدادت بنسب تراوحت بين 4 إلى 33% لمختلف أنواع البنزين إلى 76% للسولار والكاز، فيما ارتفع سعر إسطوانة الغاز بواقع 2.25 دينار.
وبين رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة مالك الكباريتي ان الحكومة تعمل على قضية اعفاء السخانات الشمسية ومدخلات تصنيعها من ضريبة المبيعات لتشجيع المواطنين على تركيبها كنوع من ترشيد استخدام الطاقة إضافة الى تخفيف العبء على فاتورة الاسر الاردنية.
وقال الكباريتي ان استخدام السخانات الشمسية يحقق وفورات تصل إلى 100% على فاتورة الطاقة المنزلية خلال الشهور الثمانية التي تسطع فيها الشمس وتنخفض إلى 20% في بقية أشهر السنة.
واشار الكباريتي الى إنه يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية سواء في الصيف أو الشتاء إذ إن الشمس تشرق في المملكة نحو 300 يوم في السنة.
ويذكر الكباريتي عدة أساليب لتوفير الطاقة، أبرزها توفير استخدام الكهرباء واستخدام أفضل الطرق في طريقة عزل المنازل وتصميم المباني واستخدام شبابيك محكمة الاغلاق، إضافة الى استخدام الطاقة الشمسية التي توفر الطاقة بشكل كبير.
وتنص الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع الطاقة على أن تصل نسبة استهلاك الطاقة المتجددة من مجمل استهلاك الطاقة في المملكة إلى 10% بحلول العام 2020 وأن يتم توفير نحو 20% من استهلاك الطاقة الحالي.
ودعت الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة التي عرضت امام جلالة الملك عبدالله الثاني أخيرا إلى وضع آلية فاعلة لتطبيق كودات البناء الوطنية المتعلقة بالترشيد من استهلاك الطاقة ابتداءً من العام الحالي.
وتضمنت الاستراتيجية إعفاء المعدات الموفرة للطاقة من الضريبة العامة للمبيعات والرسوم الجمركية، ووضع الآليات المناسبة لتسهيل الحصول عليها بهدف تشجيع المواطنين على الترشيد في استهلاك الطاقة.
ونصت الاستراتيجية على تنفيذ مشاريع في قطاع الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة تصل قيمتها إلى نحو 2.3 بليون دينار من اجمالي استثمارات مطلوبة في قطاع الطاقة كاملا تصل إلى نحو 18 بليون دولار حتى العام 2020.
من جانب اخر يقول خبراء إن الاعتماد على الطاقة الشمسية التي انحسر انتشارها بعد فترة انتعاش في الثمانينيات من القرن الماضي سيتزايد في ضوء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والتقدم التقني في صناعة استخدامات السخانات الشمسية.
ويقول خبراء إن العمل جار على تطوير استخدام الطاقة الشمسية لتلبية حاجات منزلية أخرى مثل التدفئة ما سيجعلها أكثر جذبا لمستهلكين تأكل فاتورة الطاقة نسبا متزايدة من دخلهم.
وعلى صعيد متصل، أشار الكباريتي الى ضرورة استغلال الطاقة المتجددة البديلة والتي من أهمها طاقة الرياح والشمس للاستخدامات المختلفة من تدفئة وتسخين المياه وتوليد الطاقة الكهربائية والتبريد والتحلية مطالبا المواطنين بترشيد استهلاك الطاقة.
وجاء في التوصية رقم (30) في تقرير لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الاعيان حول مشروع قانون الموازنة العامة للعام الحالي ان الاردن بطبيعته الجغرافية والمناخية مؤهل لاعتماد الطاقة الشمسية في العديد من المجالات خاصة للاستخدامات المنزلية كما هو الحال في استراليا وقبرص وغيرهما.
وأوصت اللجنة الحكومية بتشكيل لجنة فنية لدراسة إمكانية استخدام الطاقة الشمسية كبديل لاستخدام المشتقات النفطية وتحديد اوجه الاستعمال تلك ومنح الحوافز للذين يبادرون لتصنيع الاجهزة اللازمة لاستخدام الطاقة الشمسية.