Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - التواق للمعرفة

صفحات: 1 ... 9 10 11 [12] 13 14 15 ... 105
166
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الاخت الكريمة .. اية
الاخ العزيز .. أبو يوسف


شكرا على الاهتمام والتعليق


دمتم بخير




167
منتدى علوم البيئة / الاوزون
« في: نوفمبر 22, 2004, 08:30:12 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


جزاك الله خير أستاذي أبويوسف ...


شكرا لك اخي العزيز ....

دمت بخير






168
منتدى علوم الحاسب / برنامج Picture Finder Pro
« في: نوفمبر 22, 2004, 09:30:11 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برنامج مفيد جدا وشرح جميل
بارك الله فيك أخي السفير ':laugh:'

169
منتدى علوم الحاسب / getsmile 1.67
« في: نوفمبر 22, 2004, 09:28:31 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بتحميل البرنامج وهو يحوي الكثير الكثير من الاشكال
الف شكر لك أخي السفير  بارك الله فيك

170
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لك أخي أبو يوسف على التحذير وجزاك الله كل خير .
كفانا الله شر الفيروسات .

171
أنفق برنامج الامم المتحدة للبيئة وهو المنظمة المسؤولية عن حماية البيئة العالمية على مدى السنوات العشر الأخيرة ،450 مليون دولار، أي ما يعادل أقل من خمس ساعات من الانفاق العسكري العالمي.

يبلغ اجمالي قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية السنوية المقدمة إلى البلدان النامية 35 مليار دولار أي ما يعادل 15 يوما منالانفاق العسكري العالمي.

6-7 ساعات من الانفاق العسكري العالمي ( مليون دولار) يمكن استخدامها للقضاء على الملاريا ذلك المرض القتل الذي يفتلك بأرواح مليون طفل سنويا.

يوم ونصف اليوم من الانفاق العسكري العالمي(3.10 مليار دولار) تساوي التكاليف السنوية لحماية الأراضي التي لم تتأثر بالتصحر واستصلاح تلك المناطق التي تأثرت بدرجة معتدلة.

3 أيام من الانفاق العسكري العالمي (7 مليارات دولار) تساوي تمويل الغابات الاستوائية لمدة خمس سنوات.

طائرة هيليكوبتر واحدة من طراز اباتشي (12 مليون دولار) تساوي تركيب 80000 مضخة يدوية لتمكين القرى في العالم الثالث من الحصول علىمياه مأمونة.

نظام واحد من صواريخ باتريوت (123 مليون دولار ، دون الصواريخ) يساوي إنشاء 5000 وحدة سكنية منخفضة التكاليف لإنقاذ 5000 أسرة من المعيشة في الاحياء الفقيرة.

يوم واحد من حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي 1991 (1.5 مليار دولار) يساوي برنامج عالمي مدته خمسة اعوام لتحصين الأطفال ضد ستة أمراض قاتلة والحيلولة دون وفاة مليون طفل سنويا

172
اضافت الاسلحة النووية إلى الحروب أبعادا جديدة تماما، فقد كانت القوة التدميرية للقنبلتين الذريتين اللتين القيتا على هيروشيما ونغازاكي في عام 1945 تعادل 12.5 و 22 كيلو طن من مادة T.N.T على التوالي. وتم توثيق آثارها التخريبية توثيقا جيدا وتمثل الأسلحة النووية التي استحدثت فيما بعد زيادة هائلة في القوة التدميرية ليس على أساس الكيلوطن بل الميجا طن ويقدر عدد الرؤوس النووية في العالم بين 37000 و 50000 رأس يتفاوت إجمالي قوة تفجيرها من 11000 إلى 20000 ميجاطن – بما يعادل 846000 إلى 1540000 قنبلة من نوع قنبلة هيروشيما.

 

بالرغم من الإدانة الشاملة للأسلحة النووية فإن إنتاجها واختبارها مستمران فبين عامي 1945 و 1990 كان العدد الإجمالي للتجارب النووية 1818 تجربة منها 489 تجربة في الغلاف الجوي و1329 تجربة تحت سطح الارض وفي الثمانينات اجريت دراسات عديدة للتنبؤ بآثار نشوب حرب نووية واسعة النطاق وبالرغم من اوجه عدم التيقن العديدة فإن السيناريوهات المختلفة للحرب النووية تقدر ان ما بين 30 و 50% من البشر يمكن ان يكونوا ضحايا مباشرين للحرب النووية كما ان ما بين 50 و 70% من البشر اللذين قد يجتازون الآثار المباشرة لحرب نووية واسعة النطاق يمكن ان يتأثروا ((بالشتاء النووي)) ففي اعقاب حرب نووية ضخمة ستغطي السماوات السوداء سحب كبيرة وكثيفة من الدخان الناتج عن انتشار الحرائق وستنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد وقد يحدث سقوط الأمطار في أقاليم كثيرة وستؤثر مثل هذه التغيرات المناخية في الزراعة وفي النظم الايكولوجية الرئيسية مثل الأحراج وأراضي الأعشاب والنظم الايكولوجية البحرية مع حدوث آثار عميقة الأثر في إنتاج الأغذية وشبكات توزيعها.

173
المفاعل الاسرائيلي الذي أنتج نحو 200 قنبلة نووية قادرة على إبادة كل العرب، بل كل العالم، أصبح عجوزاً بعمر 40 عاماً. وخطره ليس حربياً فقط، بل يتمثل أيضاً بالتلوث الاشعاعي تسرباً منه ومن نفاياته النووية، مهدداً بتشيرنوبيل جديدة. انه مثل شبح موت جاثم في صحراء النقب. والترسانة النووية الاسرائيلية التي أنتجها، والتي يتجاهل العالم وجودها، تمثل أكبر خطر على الحياة والبيئة والسلام في العالم العربي، وقد تتحول الى محرقة نووية غير مسبوقة في التاريخ.

  

في محافظة الطفيلة الجنوبية الفقيرة في الأردن، تقع محمية ضانا الطبيعية التي اختارها البنك الدولي في العام 1998 نموذجاً عالمياً في التنمية المستدامة، وهي تتمتع بخصائص بيئية فريدة تجعلها أحد أهم كنوز السياحة البيئية. في هذه المحافظة يعيش آلاف المواطنين البسطاء الذين تعتمد حياتهم على إدارة الموارد الطبيعية والزراعة والرعي. وهم يستمعون باستغراب إلى الأنباء الواردة من العراق عن فرق تفتيش دولية من الأمم المتحدة تبحث عن أسلحة دمار شامل مزعومة. لأنهم يعرفون أنه على مسافة 40 كيلومتراً جنوب المحافظة يجثم أحد أكبر مصادر الأسلحة النووية في العالم: مفاعل ديمونا الإسرائيلي الذي لم يدخله مفتش واحد من وكالة الطاقة الذرية أو الأمم المتحدة منذ إنشائه. فاسرائيل لم تصدق بعد على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

 

يتردد بين السكان أن نسبة أمراض السرطان المختلفة في المحافظة باتت في تزايد مستمر، وأن الجو مليء بالإشعاعات الضارة. ولكن المصادر الحكومية الأردنية لا تؤيد هذه النظريات، وتنشر دورياً مجموعة من الإحصائيات الرسمية حول أمراض السرطان تشير الى أن الطفيلة لا تختلف في أنماط ونسب اصاباتها السرطانية عن المحافظات الأردنية الأخرى. وفي الواقع، المعلومات المتعلقة بالنشاط الإشعاعي في الطفيلة ومحافظات الجنوب الأردني ليست من النوع الذي يمكن أن تجده على مواقع الإنترنت أو في تقارير حكومية متاحة للباحثين أو الإعلاميين، أو من خلال نشرات التوعية البيئية المختلفة. فمراقبة مستويات الإشعاع النووي في الدول العربية عامة ترتبط مباشرة بالأسرار الأمنية للدولة، وتنفذ الدراسات والمراقبة مؤسسات رسمية، وتبقى نتائجها سرية.

 

ولكن ما هي مواقف الحكومات المجاورة من الشكوك الشعبية والإعلامية بوجود أخطار من مفاعل ديمونا وتأثيرها على المواطنين؟ وزير الشؤون البلدية والقروية والبيئة الأردني الدكتور عبدالرزاق الطبيشات اتهم، في حديث الى "البيئة والتنمية" نشر في عدد نيسان (أبريل) 2002، إسرائيل باختلاق الأكاذيب حول عدم سلامة مفاعل ديمونا وتأثيراته على البيئة في الأردن، محذراً من أنها تريد ابتزاز المجتمع الدولي للحصول على تمويل لتجديد المفاعل. وأضاف أنه إذا كان هناك ضرر فإنه يقع على اسرائيل نفسها أيضاً، قبل وصوله الى الدول المجاورة. ويؤيد هذا الرأي الموقف الرسمي المصري أيضاً، كما صرح به وزير الدولة للإنتاج العسكري سيد مشعل عام 2000، بأن بلاده تملك أحدث الأجهزة لكشف التلوث الإشعاعي، وأن هذه الأجهزة لم تكشف شيئاً، وأنه لا يوجد تلوث إشعاعي في مصر.

 

سكان محافظة الطفيلة الأردنية يتمنون أن يكون هذا الموقف مبنياً على معلومات دقيقة حول حالة المفاعل، الذي يعتبر من أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية ولا تعرف عنه وكالة الطاقة الذرية الدولية شيئاً. ومن الأسئلة المحرجة: أين يتم التخلص من النفايات النووية للمفاعل، وهل يحصل في مواقع أقرب الى التجمعات السكنية العربية أم الاسرائيلية؟ هناك بعض الإشارات المقلقة. فقد حذر مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور محمود عبد الرحيم عام 1999 من الأخطار الناجمة عن الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا، وقال إنها تؤثر بشكل خطير على حياة الإنسان في المنطقة. ولكن الغريب في الأمر أنه لم يتم بحث مسألة الأخطار الناجمة عن المفاعل بشكل رسمي، لأن برنامج الأمم المتحدة للبيئة لم يتلقَّ شكاوى أو احتجاجات رسمية من الدول العربية المجاورة لإسرائيل، باعتبارها أكثر الأطراف تضرراً من الإشعاعات النووية الصادرة عن المفاعل. وهذا ما يضع علامة كبيرة من الشك والاستفهام حول حقيقة الموقف الرسمي العربي والسبب وراء هذا التجاهل لأخطار ديمونا، علماً أن الأردن كان قد طلب رسمياً من إسرائيل عام 1999 إغلاق المفاعل بعد أن تنبهت الحكومة الأردنية لوجود تسرب إشعاعي خطير في جنوب الأردن ناجم عنه، ولكن لم يتم تنفيذ خطة عمل عربية موحدة في هذا الشأن.

  

السر النووي الكبير :

مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب، الذي تم إنشاؤه عام 1963 بدعم فرنسي، بقي أحد أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية. ولم يسمح للعامة أو حتى للباحثين غير الإسرائيليين بالدخول إليه أو الاقتراب منه أو معرفة نوعية التجارب القائمة فيه. وقبل أن ينشر اتحاد العلماء الأميركيين (FAS) في موقعه على الإنترنت عام 2000 صوراً للمفاعل التقطها تلك السنة القمر الاصطناعي "ايكوكوس"، لم يكن الناس في كل دول العالم يعرفون حتى شكله. علماً أن الصور الواضحة تم سحبها لاحقاً من الموقع. ومدير مشروع "سرّية الحكومة" في الاتحاد أميركي يهودي عاش في اسرائيل واسمه ستيفن آفترغود. وهو الذي قاد خطوة الاتحاد في كشف أسرار اسرائيل النووية. ويتساءل المحللون هنا: لماذا لا تأتي المعلومات المتوافرة في هذا الشأن الا من إسرائيليين؟

 

لقد حظرت السلطات العسكرية الاسرائيلية على وسائل الاعلام نشر أي معلومات تتصل بمفاعل ديمونا، الا أن المسؤول عن الرقابة العسكرية ديفيد رونين أقرّ بأنه "يتعذر إجراء رقابة على الانترنت". وفي أول نقاش علني بثه التلفزيون مباشرة لسياسة التسلح النووي في اسرائيل، عقد الكنيست جلسة صاخبة في شباط (فبراير) 2000 بناء على طلب من نواب عرب اسرائيليين، الأمر الذي أثار غضب النواب اليهود الذين اتهموهم بتعريض أمن الدولة العبرية للخطر. وقال النائب العربي عصام مخول ان "العالم أجمع يعرف أن اسرائيل خزان ضخم للأسلحة الذرية والكيميائية والبيولوجية". وشدد على أنه "يحق للجمهور أن يعرف وأن يشارك في اتخاذ القرارات". وأضاف أن اسرائيل تجهز ثلاث غواصات تسلمتها من ألمانيا بأسلحة نووية توجه بواسطتها الضربة الثانية اذا كانت هي هدفاً لهجوم نووي، محذراً من أن الترسانة النووية الاسرائيلية تجازف بتحويل "هذه القطعة الصغيرة من الأرض الى صندوق نفايات نووية مسموم وسام يمكن أن ينتهي بنا الى الأعلى في سحابة نووية".

 

وتقدر الوكالات الحكومية الأميركية ومصادر موثوقة أخرى أن إسرائيل تمتلك الآن ما بين 100 و200 قنبلة نووية، كل منها أقوى أضعافاً من تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، ما يجعل إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم. وتتضمن ترسانتها النووية قنابل يمكن إلقاؤها من الجو، وألغاماً أرضية، ورؤوساً حربية يمكن إيصالها إلى أهدافها باستخدام صواريخ بالستية مثل صواريخ "أريحا" التي يعتقد أن مداها يصل إلى حوالى 1500 كيلومتر. وتشير بعض التقديرات الغربية إلى أن إسرائيل تمتلك من البلوتونيوم ما يكفي لإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.

 

لكن هذه القوة النووية المدمرة ليست خاضعة لأي مراقبة دولية، اذ لم توقّع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. كما أن الولايات المتحدة تتجاهل دائماً البرنامج النووي الإسرائيلي في حملتها العالمية ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقال ديفيد اولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي وهو مركز مستقل للأبحاث في واشنطن، في مقابلة أجريت معه في أيلول (سبتمبر) 1998، إن جميع القوانين المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية فُصِّلت من أجل إعفاء إسرائيل من الخضوع لها. ولم يتورّع زئيف شيف، المعلق العسكري الإسرائيلي المعروف، عن الاشارة إلى أن من يعتقد أن إسرائيل سوف توقع يوماً على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية هو واهم.

 

مما لا شك فيه أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي قد بدأ يشيخ. وعلامات الشيخوخة معروفة تماماً في ما يتعلق بالمفاعلات النووية، وأخطرها ضعف السلامة العامة والتسرب الإشعاعي. لكن المفاعل ليس مفتوحاً لمفتشي وكالة الطاقة الذرية، والمعلومات المعروفة عنه نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية عام 1986 بناء على مواد علمية وفرها مردخاي فعنونو، الخبير النووي الإسرائيلي الذي كان يعمل في مفاعل ديمونا، كشف فيها عن أسراره. وكانت نتيجة هذه المعلومات أن قامت إسرائيل باختطافه وسجنه لمدة 18 عاماً، وهو لا يزال وراء القضبان. وثمة مصدران آخران للمعلومات هما كتاب "خيار شمشون" للباحث سيمور هيرش وكتاب "إسرائيل والقنبلة" للمؤلف أفنر كوهين، وكلاهما يهوديان، وقد أثارا أيضاً الكثير من الغضب في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، بسبب كشفهما معلومات حساسة حول القدرات النووية الإسرائيلية وحالة مفاعل ديمونا.

  

أسرار من الداخل :

في ظل السرية العسكرية الإسرائيلية، والنفي الرسمي العربي لوجود أخطار من مفاعل ديمونا مقروناً بعدم السماح بالإطلاع على نتائج البحوث والمراقبة الخاصة بالإشعاع، فإن محاولة تحليل الوضع البيئي الحقيقي للمفاعل تعتمد بشكل رئيسي على الحالات النادرة التي يتم فيها خرق حاجز الصمت من قبل بعض الإسرائيليين أنفسهم، وهم الأقرب إلى المفاعل وإلى معرفة حالته.

 

وحسب التقارير الداخلية التي صيغت في ديمونا، وكشفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عام 2001، رغم الرقابة العسكرية، فان المفاعل النووي يعاني من ضرر خطير ينبع من إشعاع نيوتروني. ويحدث هذا الإشعاع أضراراً بالمبنى المحكم السداد للمفاعل: فالنيوترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى، مما يجعله هشاً وقابلاً للتصدع. ويقول تقرير انه بالرغم من استبدال بعض الأجزاء فان هناك خلافاً جدياً حول ما اذا كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل بشكل تام قبل وقوع الكارثة.

 

الخطر الهائل الذي يمثله مفاعل ديمونا لا يقتصر على ذلك. فالصور التي وفرها قمر اصطناعي روسي عام 1989 تظهر، في التحليل، أن المنشأة تعاني من مشكلة تلوث خطيرة. والصور التي التقطتها كاميرا من نوع "اميكي4" تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء، تتيح للعلماء الفصل بين الوحدات الحقيقية في المفاعل والوحدات التمويهية. ومن تكبير الصور إلكترونياً يتبين أن منطقة استنبات غير طبيعي تقع غربي المفاعل. وحسب التقارير، فان هذه المواقع هي التي تعالج فيها نفايات المفاعل.

 

وتضيف الصحيفة أنه، رغم عدم قدرة الأقمار الاصطناعية على تحديد مستوى التلوث وطبيعته، الا أنها قادرة على اثبات أن الطريقة المتبعة في ديمونا لفصل البلوتونيوم هي الطريقة نفسها المتبعة في الولايات المتحدة، وهي تفضي إلى مخاطر بيئية هائلة لا تندثر حتى بعد سنوات طويلة على اغلاق المفاعل. لذلك، ورغم أن صور القمر الروسي أخذت قبل 13 سنة، فان الاحتمال ضئيل أن يكون الوضع تحسن في ديمونا. بل من المعقول جداً أن تكون قد طرأت زيادة على مستوى التلوث من جراء استمرار المفاعل في العمل طوال هذه السنوات.

 

وكان البروفسور عوزي ايبان، أحد كبار العلماء سابقاً في ديمونا، صرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2000 بأن المفاعل النووي خطير وغير آمن ويجب إغلاقه خلال فترة قريبة، أو على الأقل البدء بخطوات تؤدي إلى إغلاقه "قبل وقوع الكارثة"، مضيفاً أن المفاعل "خطط له في الأصل أن يعمل 30 عاماً، ولكن مر عليه بالفعل 40 عاماً". وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، مبررة طلب الإغلاق، أن مفاعلات نووية مماثلة في أرجاء مختلفة في العالم تم إغلاقها لأسباب أمنية ولتشكيلها خطراً على البيئة.

 

وأضاف ايبان، خلافاً لما يعتقده علماء آخرون، أن المفاعل في ديمونا لا يتضمن خطراً مثل ذلك الذي تسبب به مفاعل تشيرنوبيل الذي انفجر عام 1986، "لكنه، وفقاً لمعلومات نشرتها مصادر أجنبية، عمل طوال السنوات السابقة بطاقة أعلى بكثير مما يخطط له في مفاعلات مشابهة. ويؤدي التشغيل بطاقة كبيرة إلى شيخوخة مبكرة للمفاعل، ولهذا من الضروري إعادة دراسة النتائج المترتبة على استمرار عمله". وحذر ايبان من المشاكل الناجمة عن استمرار تشغيل المفاعل، وأهمها صعوبة السيطرة على عمله: "ينتج لب المفاعل مادة النيوترونيوم التي تتسبب في شقوق وتشوهات في اللب المصنوع من الاسمنت والحديد. وقد يؤدي تشويه اللب إلى المسّ بقضبان اليورانيوم التي تشكل أساساً لعمله، مما قد يجعل من الصعب إخراج القضبان من أجل وقف عمل اللب". أما المشكلة الثانية، في رأيه، فناجمة عن احتمال تسرب مياه التبريد: "أنابيب تبريد اللب مصنوعة من الفولاذ. ويؤدي النيوترونيوم إلى حدوث فقاعات داخل الفولاذ، ومع مرور الزمن يمكن أن يتشقق الفولاذ فتتسرب المياه المشعة وتهدد البيئة". لكنه أضاف ان هذا الإشعاع لن يهدد مدناً.

 

توسعة مستمرة وعمل سري :

من الثابت أن المفاعل توسع كثيراً في إنتاجه منذ العام 1963، مما يعني زيادة أخطار التلوث. والمشكلة لا تكمن فقط في رغبة اسرائيل بانتاج مزيد من البلوتونيوم، بل أيضاً في حاجتها إلى المحافظة على مخزونها من التريتيوم، وهو المنشط الذي يستخدم لزيادة قوة القنبلة النووية. والمشكلة الأخرى هي أن التريتيوم يحتاج إلى معالجة وصيانة مستمرة، وإلا فانه يتحلل وتتقلص فعالية القنبلة. ومعنى ذلك أن اسرائيل تجد نفسها ملزمة باستبدال 5.5 في المئة من اجمالي مخزونها من التريتيوم كل سنة من أجل المحافظة على ما لديها من السلاح. وهذا ما يدفع حكومتها إلى مواصلة استخدام مفاعل ديمونا رغم أخطاره.

 

وفق ما ينشر في الخارج، تعمل في ديمونا تسعة معاهد. وفي كل صباح تصل إلى المكان عشرات الباصات الخاصة من جميع مستوطنات المنطقة حاملة آلاف المستخدمين الذي يتم قبولهم بعد عملية تصنيف مشددة. و"تكتشف" لجنة الطاقة النووية الاسرائيلية بعض هؤلاء في أقسام الفيزياء والكيمياء النووية في الجامعات، وكذلك في قسم الهندسة في معهد "التخنيون". كما يأتي عدد آخر عبر إعلانات توظيف غامضة في الصحف، على نمط: "حكومة اسرائيل تعرض وظيفة بحثية في مصنع كبير في الجنوب". ويجتاز هؤلاء فحوصاً أمنية ميدانية وفحوصاً أهلية، وتوقع معهم اتفاقات المحافظة على السرية.

 

ويقول البروفسور عوزي ايبان ان القدرة الإنتاجية للمفاعل عالية جداً، مما يعني أن نفاياته تقدر بالأطنان. وهو أشار إلى أن عمر الحاويات يصل الى ثلاثين عاماً، وأن مواقع دفن النفايات قريبة من شق جيولوجي يتميز بالنشاط الزلزالي، مما يعني تلوث المخزون المائي بالمواد المشعة. وكان الخبير النووي المصري الدكتور عزت عبدالعزيز حذر من أن "النفايات التي يلفظها مفاعل ديمونا النووي تشكل خطراً كبيراً على البيئة والمياه في الشرق الأوسط ككل"، مشيراً إلى أن المشكلة تزداد تعقيداً بسبب استمرار الإسرائيليين في دفن النفايات النووية في حاويات حديدية قديمة تعاني من التلف والصدأ. وأضاف أن الخطورة تزداد عندما تقوم إسرائيل بتطبيق خطتها لرفع الطاقة الإنتاجية للمفاعل من 28 إلى 100 ميغاواط. في العام 2001، قام موظفو وعمال مفاعل ديمونا بإضراب فريد من نوعه استقطب تغطية إعلامية إسرائيلية كبيرة، مطالبين بتحسين ظروف السلامة العامة في الموقع. وبعد أيام من المفاوضات مع إدارة المفاعل تم الاتفاق على تحسين أوضاع العاملين، بعدما شعرت الحكومة بأن الإضراب قد يخرج عن حدود السيطرة ويتحول إلى مناسبة لكشف المزيد من المعلومات السرية.

  

خطورة التقاعس العربي :

حسب التقارير، فإن مفاعل ديمونا هو مصدر الموت الأول في الشرق الأوسط. فقد أنتج نحو 200 قنبلة نووية، وربما أكثر، مما يعني إبادة كل البشر في الشرق الأوسط في حال استخدامها. وهذه الترسانة، التي يتجاهل العالم وجودها، تمثل أكبر خطر على الحياة والبيئة والسلام في العالم العربي، وقد تتحول إلى محرقة نووية غير مسبوقة في التاريخ. في الوقت الذي يكظم فيه العرب غيظهم من حالات التفتيش المهينة على أسلحة الدمار الشامل المزعومة في مراكز أبحاث الدواجن ومصانع الحليب في العراق، يبقى مفاعل ديمونا جاثماً كشبح الموت في صحراء النقب، من غير أن تكترث الدول العربية لشن حملة سياسية وإعلامية منظمة لفضح هذا المفاعل والمطالبة بإغلاقه وحماية شعوبها ومواطنيها من هذا الخطر المحدق، بدلاً من تجاهله والتقليل من شأنه. وحتى في حال عدم لجوء إسرائيل الى الخيار النووي المباشر، فإن التسرب الإشعاعي من المفاعل ربما أدى دور القنبلة النووية، وإن بشكل بطيء وتدريجي!













174
منتدى علوم البيئة / البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان
« في: نوفمبر 19, 2004, 10:27:21 مساءاً »
البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية.... ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات...

وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.

ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:-

البيئة الطبيعية:- وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو حيوان أو إنسان.

البيئة المشيدة:- وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.

والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.

عناصر البيئة:-

يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-

البيئة الطبيعية:- وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.

البيئة البيولوجية:- وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.

البيئة الاجتماعية:- ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.

وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما أولاً:- الجانب المادي:- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية، ثانياً الجانب الغير مادي:- فيشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة.

وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

البيئة والنظام البيئي

يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخ) ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.

خصائص النظام البيئي:- ويتكون كل نظام بيئي مما يأتي:-

كائنات غير حية:- وهي المواد الأساسية غير العضوية والعضوية في البيئة.

كائنات حية:- وتنقسم إلى قسمين رئيسين:-

أ‌. كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.

ب‌. كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.

الإنسان ودوره في البيئة

يعتبر الإنسان أهم عامر حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.

وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:-

- الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.

- المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.

- النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.

- النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.

أثر التصنيع والتكنولوجيا الحديثة على البيئة

إن للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثاراً سيئة في البيئة، فانطلاق الأبخرة والغازات وإلقاء النفايات أدى إلى اضطراب السلاسل الغذائية، وانعكس ذلك على الإنسان الذي أفسدت الصناعة بيئته وجعلتها في بعض الأحيان غير ملائمة لحياته كما يتضح مما يلي:-

- تلويث المحيط المائي: إن للنظم البيئية المائية علاقات مباشرة وغير مباشرة بحياة الإنسان، فمياهها التي تتبخر تسقط في شكل أمطار ضرورية للحياة على اليابسة، ومدخراتها من المادة الحية النباتية والحيوانية تعتبر مدخرات غذائية للإنسانية جمعاء في المستقبل، كما أن ثرواتها المعدنية ذات أهمية بالغة.

- تلوث الجو: تتعدد مصادر تلوث الجو، ويمكن القول أنها تشمل المصانع ووسائل النقل والانفجارات الذرية والفضلات المشعة، كما تتعدد هذه المصادر وتزداد أعدادها يوماً بعد يوم، ومن أمثلتها الكلور، أول ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، أكسيد النيتروجين، أملاح الحديد والزنك والرصاص وبعض المركبات العضوية والعناصر المشعة. وإذا زادت نسبة هذه الملوثات عن حد معين في الجو أصبح لها تأثيرات واضحة على الإنسان وعلى كائنات البيئة.

- تلوث التربة: تتلوث التربة نتيجة استعمال المبيدات المتنوعة والأسمدة وإلقاء الفضلات الصناعية، وينعكس ذلك على الكائنات الحية في التربة، وبالتالي على خصوبتها وعلى النبات والحيوان، مما ينعكس أثره على الإنسان في نهاية المطاف.



الإنسان في مواجهة التحديات البيئية

الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وكما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة.

وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-

أ‌. كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.

ب‌. كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.

ت‌. كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.

ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن أي إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حياة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-

الإدارة الجيدة للغابات: لكي تبقى الغابات على إنتاجيتها ومميزاتها.

الإدارة الجيدة للمراعي: من الضروري المحافظة على المراعي الطبيعية ومنع تدهورها وبذلك يوضع نظام صالح لاستعمالاتها.

الإدارة الجيدة للأراضي الزراعية: تستهدف الإدارة الحكيمة للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما ونوعاً مع المحافظة على خصوبة التربة وعلى التوازنات البيولوجية الضرورية لسلامة النظم الزراعية، يمكن تحقيق ذل:

أ‌. تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.

ب‌. تخصيب الأراضي الزراعية.

ت‌. تحسين التربة بإضافة المادة العضوية.

ث‌. مكافحة انجراف التربة.

4. مكافحة تلوث البيئة: نظراً لأهمية تلوث البيئة بالنسبة لكل إنسان فإن من الواجب تشجيع البحوث العلمية بمكافحة التلوث بشتى أشكاله.

5. التعاون البناء بين القائمين على المشروعات وعلماء البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين الاعتبار احترام الطبيعة، ولهذا يجب أن يدرس كل مشروع يستهدف استثمار البيئة بواسطة المختصين وفريق من الباحثين في الفروع الأساسية التي تهتم بدراسة البيئة الطبيعية، حتى يقرروا معاً التغييرات المتوقع حدوثها عندما يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة، ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة ما قد يظهر من مشكلات جديدة.

6. تنمية الوعي البيئي: تحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ، حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق دون واجبات.

وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة

175
( مقتطفات من الصحف  - بتصرف )



بدء موسم انتشار أسراب الجراد

قد يكون الجراد صغير الحجم ... ولكنه يمكن أن يأكل قدر وزنه في 24 ساعة ... فيمكن لطن من الجراد أن يأكل في يوم واحد طعاما بقدر ما يأكله 2500 شخص.
إن الأسراب العديدة من الجراد التي دمرت المحاصيل بالفعل في غرب أفريقيا، قد تتسبب في التأثير على بلدان بعيدة تصل حتى باكستان.
وقد أصيبت المحاصيل في منطقة الساحل في غرب أفريقيا بأضرار شديدة. إذ فقدت موريتانيا والسنغال ومالي وبوركينا فاصو والنيجر وتشاد محاصيل تساوي ملايين الدولارات.
وتقول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) إن الحملة من أجل السيطرة على الجراد تدخل الآن مرحلة حاسمة الأهمية. وقد وصف وباء الجراد بأنه الأسوأ من نوعه خلال ما يزيد على عقد من الزمن.
وتقول منظمة الأغذية والزراعة التي تتخذ روما مقرا لها إن جراد الصحراء يتحرك الآن نحو جنوب غرب ليبيا وجنوب الجزائر وحدود المغرب. كما وردت تقارير عن وجود أسراب أخرى في جنوب الصحراء الغربية.
وقال السيد جاك ديوف، السكرتير العام للمنظمة، إنه إذا لم يتم بذل المزيد من الجهد للتعامل مع أسراب تلك الحشرات الغازية، فإنها قد تنتشر شرقا إلى بلدان تشمل أفغانستان وباكستان.
وقد اشترك البنك الدولي بالفعل في ذلك الجهد بمساهمة ملحوظة – إذ تعهد بمنح ائتمانات يصل مجموعها إلى 12.5 مليون دولار لمساندة برامج الطوارئ المخصصة لمكافحة الجراد الصحراوي.
وقد رحب بتلك الخطوة محمد عبد الله ولد بابه، مدير مركز مكافحة الجراد الصحراوي في موريتانيا. ويقول السكان في موريتانيا إن السماء قد تحولت إلى اللون البني حين هبط الجراد على العاصمة نواكشوط، فحول الأشجار الخضراء إلى هياكل بنية اللون.
وفي محاولة لصد تلك الهجمات، قام السكان بإحراق الإطارات والمهملات، بينما قام آخرون بإحداث ضوضاء بهز علب من الصفيح مملوءة بالأحجار.
ويقال إن سلسلة من الأمطار الشديدة في منطقة الساحل في العام الماضي وفي شمال غرب أفريقيا في أوائل هذا العام قد أوجدت الظروف الملائمة لتفجر مشكلة الجراد، بسبب توالد أربعة أجيال من تلك الحشرات بتتابع سريع.
وتقول موريتانيا إن أكثر من مليون هكتار من أراضيها الزراعية قد تأثر بالجراد. وفي السنغال، غزا الجراد ما يزيد على 111000 هكتار.
وبصورة إجمالية، تقول الفاو إن أكثر من 875000 هكتار من الأراضي – مما مجموعه ثلاثة ملايين هكتار – قد تم رشها بمبيدات الآفات. وتقول الفاو إنها تشجع طرق السيطرة على الجراد التي تقلل الأخطار على صحة البشر والحيوانات وعلى البيئة وتتجنب إيجاد مخزون من مبيدات الآفات المتقادمة.
ويحبذ البنك الدولي مكافحة الجراد المرتكزة على مبادئ الإدارة المتكاملة للآفات (IPM) التي تستخدم جميع الوسائل المتوفرة للسيطرة على الجراد الصحراوي، مع تقليل الأخطار البيئية والصحية المتعلقة باستخدام مبيدات الآفات.
وتقول الفاو إن ست طائرات ذات أجنحة ثابتة ستصل خلال الأسبوع الحالي لتنضم إلى أربع طائرات تعمل بالفعل في تلك المنطقة.
وقال كلايف إليوت، رئيس مجموعة مكافحة الجراد في الفاو "ستتبعها قريبا أربع طائرات هليكوبتر".
وأضاف قائلا "لقد تم طلب مئات الآلاف من اللترات من مبيدات الآفات وتم تسليم كميات ضخمة منها لحماية المحاصيل في بلدان الساحل. وسنحتاج إلى تحويل عملياتنا في المستقبل القريب إلى الأجزاء الشمالية من الصحراء لحماية بلدان شمال أفريقيا".



  
 
 

اجتاحت أسراب الجراد سماء العاصمة المصرية وعدد من المدن القريبة منها مما أثار الذعر بين تلاميذ المدارس وبعض المواطنين. وشوهدت أسراب الجراد الأحمر تطير على ارتفاع منخفض فوق أحياء عدة في القاهرة من بينها الفجالة وميدان التحرير والدقي ورمسيس.

كان الجراد شوهد في سماء مطار القاهرة الدولي الثلاثاء لكن  دون تأثير على حركة الطيران المدني. كما شوهدت أسراب الجراد غرب الإسكندرية على الساحل الشمالي لمصر وعلى الطريق الصحراوية التي تربط القاهرة بالإسكندرية.

ومع تزايد مخاوف المزارعين من أضرار الحشرة الحمراء على محاصيلهم حرص المسؤولون على التقليل من خطورة الجراد لطمأنة المصريين.


وقال وزير الزراعة المصري أحمد الليثي في مؤتمر صحفي إن التقارير الواردة لوزارته ولمكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في القاهرة تشير إلى أن تجمعات الجراد التي ظهرت فوق الأراضي المصرية ليس لها أي تأثير يذكر على الإنسان أو الزراعات.


وأوضح أن هذه الأسراب عابرة فقط وغير ناضجة وليست مخيفة لأنها متوسطة الكثافة مشيرا إلى أنها لم تسبب أي أضرار للزراعات. وأضاف أن 50 فرقة لمكافحة الجراد الصحراوي تعمل في جميع محافظات مصر بالتعاون مع خبراء الفاو.


وصرح منير بطرس خبير مكافحة الجراد بمنظمة الفاو أنه لا توجد مخاوف من تكاثر الجراد لأن البيئة في مصر غير مناسبة من ناحية الحرارة والرطوبة لذلك، موضحا أن تغير اتجاه الرياح قد يؤدي إلى خروج هذه الأسراب خلال الأيام القليلة القادمة إلى خارج مصر.

وأكد مسؤول في الهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة في مصر بدأت بالانخفاض مع تقدم الهواء المائل للبرودة من وسط وجنوب أوروبا مما سيساعد على عدم تكاثر الجراد خلال الأسبوع المقبل.

وينتظر المصريون كذلك سقوط الأمطار خلال الشهور المقبلة للقضاء تماما على هذه الأسراب خاصة وأن الجراد يتحرك في المناطق التي يوجد فيها جفاف.
 



قبرص تقاوم الجراد برشه من الجو  
 
 
الجراد الوردي تغذى على الأوراق القبرصية (رويترز)

تبدأ قبرص اليوم مقاومة أسراب الجراد التي غزتها الأحد الماضي بتقنية الرش من الجو.

 

وقال أنتونيس كونستانتينو المسؤول الرفيع في وزارة الزراعة أمس إن الرش الجوي صار حتميا.

    

وأشارت السلطات إلى عدم نفع الرش العادي من الأرض مع وجود أعداد ضخمة من الجراد في مناطق يتعذر الوصول إليها.

 

وأضافت أن هناك حاجة في منطقة بافوس الجبلية للرش الجوي الذي بدأ منعه قرب المناطق السكنية منذ عشر سنوات لأسباب صحية مشيرة إلى أن الحشرات استقرت بين الشجيرات ومزارع العنب في تلك المنطقة.

 

وفي الوقت الذي يشعر فيه المسؤولون بقلق على حماية المناطق الخصيبة بوسط وشرقي الجزيرة، قضى الجراد على بعض محاصيل البطاطس في غربي الجزيرة، في حين أنها لم تمس مزارع الموز والفواكه نسبيا.

 

وعلق وزير الزراعة تيميس أفثيميو بأنه "لم يتم تقييم الأضرار بعد، لكن إذا استلزم الأمر سنسعى للحصول على مساعدة من الاتحاد الأوروبي".

 

وكان أول ظهور لسرب من الجراد، يوم الأحد الماضي بعد أن حملته رياح دافئة قادمة من شمالي أفريقيا.

 

 فيما غزا أمس سرب ثالث من الجراد المهاجر الوردي اللون الجزيرة من الغرب.

 

يذكر أن الجراد في الفترة الحالية قد اجتاح مناطق متفرقة من العالم منها بالإضافة لقبرص، مصر ولبنان ومالي والمغرب.
 

ظهور الجراد في صيدا بعد جبيل وكسروان
وصلت مجموعات من الجراد الاحمر الى منطقة صيدا وتحديدا الى خراج بلدة عبرا وشرحبيل بن حسنة المطلة على شاطىء البحر في صيدا.

وقد تبلغ رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري بهذا الامر من نائب رئيس بلدية عبرا ومن بعض المواطنين من سكان المنطقة.

وعلى الاثر, اجرى البزري اتصالات مكثفة بالمدير العام لوزارة الزراعة وابلغه بالامر مطالبا بإتخاذ الاجراءات اللازمة وتأمين الادوية والمبيدات اللازمة للمكافحة.

واوضح البزري "انه كلف الاجهزة الفنية المختصة في بلدية صيدا للمراقبة واتخاذ الاجراءات الضرورية والاستعداد للبدء بالمكافحة فور تأمين الادوية والمبيدات اللازمة".

وقال "ان المباشرة بذلك تعتمد على حجم مجموعات الجراد وكثافتها لأن المعالجة اذا بدأت بشكل عشوائي قد تلحق الاضرار الفادحة بقفران النحل".

ويذكر أن اسرابا من الجراد الاحمر الصحراوي, ظهرت نهاية الاسبوع الماضي في لبنان للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الاولى, مما أثار مخاوف على المحاصيل الزراعية سارعت السلطات المعنية الى التخفيف منها.

وبحسب التقارير الزراعية والبيئية والاعلامية فإن اسرابا من الجراد بدأت بالوصول الى لبنان اعتبارا من مساء الأحد الماضي, وحطت طلائعها في منطقة جبيل لا سيما في منطقة القلعة ومحيطها. وقد حملت التقارير بعد ذلك معلومات عن أسراب أقل حجما انتشرت في بعض المناطق في قضاءي جبيل وكسروان وصولا الى محيط الصرح البطريركي الماروني في بكركي.

وفي ظل مواقف وتصريحات مطمئنة الى أن موجات الجراد هذه لن تترك آثارا سلبية تذكر على البيئة والزراعة في لبنان, بدأت اعمال مكافحة الجراد للحد من انتشاره صباح الاثنين.

وكانت المعلومات ذكرت ان مصدر الجراد الذي حط في لبنان وسوريا وقبرص هو شمال افريقيا, وأن الأسباب العملية التي تدفع بالخبراء الى عدم التخوف من آثاره السلبية تكمن في القدرة على مكافحته من جهة, وفي النجاح في القضاء على معظم الاسراب التي حطت في لبنان خلال ساعات من جهة ثانية, وفي كون الاسراب تصل الى لبنان في نهاية موسم الحر الملائم طبيعيا لاقامة الجراد وتكاثره من جهة ثالثة.

وبحسب المعلومات ذاتها فان 11 سربا من الجراد عبرت الاجواء اللبنانية من الغرب في اتجاه الشرق نحو دول الخليج العربي من دون أن تحط على قمم لبنان بسبب البرودة النسبية فيها.


محاولات دولية لوقف انتشار الجراد في غرب أفريقيا
 
محاولات لوقف هجوم الجراد في أفريقيا

 قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الاثنين إن هناك حاجة ملحة للمساعدة في احتواء أخطر أسراب للجراد الصحراوي ظهرت خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة وتكتسح غرب أفريقيا.

وقالت المنظمة إن الجراد الصحراوي انتقل من مناطق تكاثره في شمال غرب أفريقيا إلى دول من بينها موريتانيا والسنغال ومالي ومن المرجح أن تتضاعف أعداده خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقالت المنظمة ومقرها روما إن آخر وباء للجراد بين عامي 1987 و 1989 تكلفت عمليات السيطرة عليه واحتوائه في 28 دولة اكثر من 300 مليون دولار مقارنة بتسعة ملايين دولار تم التعهد بها لحملة العام الجاري.

وقالت الوكالة "هناك حاجة ملحة للمساعدة الدولية لاستكمال الجهود الكبيرة التي بذلت بالفعل ولا سيما من قبل الدول المعنية وللحيلولة دون تحول الموقف إلى وباء."

ورغم رش المبيدات الحشرية في أكثر من عشرة ملايين فدان بما فيها أراض في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا قالت المنظمة إن هناك حاجة إلى المزيد بسبب ضخامة الأسراب.
 



إجراءات سورية تحسبا لموجة الجراد

أكد الدكتور عادل سفر، وزير الزراعة السوري، الاستعداد التام لمواجهة موجة الجراد التي تجتاح عددا من دول المنطقة حاليا، وقال: لدينا خلية متخصصة دائمة تراقب وتدرس حركة وحالة الجراد بالعالم وخاصة في افريقيا.وقال الدكتور سفر أن هناك تنسيقا مكثفا  مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" حول امتدادات الجراد في المناطق الموبوءة، وهناك تقارير ومعلومات شبه أسبوعية حول حركة انتشاره واساليب واجراءات مكافحته.واكد الوزير السوري انه منذ وصول الجراد الى الساحل اللبناني تم غعلان حالة الطوارئ القصوى، واستنفار  فرق التحري وجميع المستلزمات الخاصة بالمكافحة، إضافة الى تجهيز الطائرات الزراعية بكل استعدادا للتدخل في الوقت المناسب. كما تقوم عناصر وقاية المزروعات بالتحري الدائم ومراقبة الجراد ودخوله الى سورية على طول الساحل السوري وشمال غرب سورية المحاذي للحدود مع تركيا اضافة للحدود البرية مع لبنانوأوضح الدكتور سفر ان الاتصالات الجارية مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" وفرت معلومات هامة حول الجراد الذي وصل لبنان وقبرص، وتتلخص بأنه لا يضع بيوضا لانه غير بالغ ومرحلة وضع البيوض هي مرحلة خطرة في غزوات الجراد القادمة من شمال ليبيا، وذلك نتيجة للرياح والجو الجاف في المنطقة.وبين الدكتور سفر ان رشقة الجراد الحالية من النوع غير الخطر بسبب عدم بلوغها ووضعها للبيض، ومع هذا هناك استعدادات كاملة من المعدات لمواجهة هذه الموجة ودرء خطرها على المزروعات، وتم إرسال فرقا متخصصة بهذا الموضوع الى لبنان لأخذ عينات من الجراد لدراستها وتحديد أفضل الوسائل والسبل لمكافحته.
  
  
أسراب الجراد تزحف عبر دول السهل والساحل
حملة المكافحة تبلغ مرحلة حرجة
 ذكرت  منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) أن عدة أسراب من الجراد الصحراوي تتحرك حاليا في الدول الساحلية لغرب أفريقيا وأن حملة المكافحة تدخل مرحلة حرجة .

ففي الوقت الذي إكتسبت حملة المكافحة زخماً معيناً في أعقاب وصول أموال المانحين ، تتحدث التقارير الواردة الى روما عن تحرك أسراب عديدة ، لابل أن البعض منها يتحرك باتجاه الشمال نحو جنوب غرب ليبيا ، والجزء الجنوبي من الجزائر وحدود المغرب . وتفيد تقارير أخرى أن الأسراب قد وصلت الى جنوب الصحراء الغربية .

واستنادا الى رئيس المجموعة المعنية بالجراد الصحراوي لدى المنظمة، السيد كلايف ايليوت " أن ستة طائرات للرش ذات الأجنحة الثابتة في طريقها الى الوصول هذا الأسبوع للانضمام الى أربع طائرات عاملة أخرى في المنطقة . كما ستنضم اليها أربع طائرات مروحية ( هليوكوبتر) قريباً " . وقال" أن الأوامر قد صدرت بتأمين مئات الألوف من لترات المبيدات ، وأن كميات كبيرة قد تم إيصالها لحماية المحاصيل في بلدان الساحل ، علما بأن العمليات في المستقبل القريب ستتطلب التحول الى الأطراف الشمالية من الصحراء لحماية البلدان الواقعة شمال أفريقيا " .

ومما يذكر أن أموال المانحين التي وصلت في الشهر الماضي الى المنظمة قد أسهمت في التعجيل بمعدلات ملحوظة ، حيث أن المنظمة كانت قد حذرت من الأزمة منذ أكتوبر / تشرين الأول 2003 ، وناشدت في فبراير / شباط من العام الحالي 2004 من أجل تأمين 9 ملايين دولار ، غير أن المتطلبات اللازمة قد أرتفعت في آب / أغسطس الماضي الى 100 مليون دولار ، علما بأن المبالغ التي تلقتها المنظمة حتى منتصف سبتمبر / أيلول 2004 كانت بمقدار 2 مليون دولار فقط .

وفي اعقاب النداء الجديد الذي تم توجيهه للمانحين للتعجيل بتسديد المبالغ ، لم تتسلم المنظمة الاّ مبلغا يقل عن 20 مليون دولار وذلك لغاية يوم 12 أكتوبر / تشرين الأول الجاري ، كانت المنظمة قد أضافت اليه 6 ملايين دولار من مواردها الخاصة بها . وقد تلقت المنظمة اتفاقيات موقعة لمبلغ اضافي آخر مقداره 38 مليون دولار ، وأن المفاوضات جارية مابين المنظمة والمانحين للحصول على مبلغ اضافي آخر مقداره 9.8 ملايين دولار .

وقد قدمت أيضا الجهات المانحة تبرعات ثنائية ، مع البلدان في شمال افريقيا ، حيث أن المغرب وليبيا وتونس والجزائر قد تبرعت جميعها أو قدمت المبيدات وفرق المسح والمكافحة والطائرات والوقود والمركبات والمعدات الى جيرانها في الجزء الجنوبي من المنطقة ، علما بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أرسلت 6 طائرات .

ويقدر أن نحو 875 ألف هيكتار من الأراضي الموبوءة قد تمت معالجتها هذا الصيف الى الآن ، وبذلك يصل إجمالي المساحات التي تمت معالجتها منذ بداية فورة الجراد قبل عام الى 7.2 مليون هيكتار . وتشجع المنظمة على اتباع أفضل الطرق العملية في مكافحة الجراد للتقليل من المخاطر التي تهدد صحة الانسان والحيوان والبيئة ، وتفادي تكوّن أكداس من المبيدات المهجورة .

وحسب التقارير فقد لحقت أضرار جسيمة بالمحاصيل والمراعي في منطقة الساحل ، حيث يقوم حاليا فريق مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والهيئة الاقليمية الدائمة للدول المعنية بمكافحة الجفاف في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات تقييم مفصلة على أرض الواقع في البلدان المتضررة .

وتجدر الاشارة الى أن المانحين الذين تلقت منهم المنظمة الأموال الى حد الآن هم : كندا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، اليابان ،المملكة المتحدة ، هولندا ، بنك التنمية الأفريقي ،النرويج ، فرنسا ، ايطاليا ، بالاضافة الى البرنامج الانمائي للأمم المتحدة .

أما الجهات المانحة التي تعهدت بتقديم الأموال ولم تُحول الى الآن تلك الأموال الى حساب المنظمة فهي : المفوضية الأوروبية ، المملكة العربية السعودية ، الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ، البنك الاسلامي للتنمية ، النمسا ،استراليا ، لوكسمبورغ ، بالاضافة الى المنظمة العربية للتنمية الزراعية .




أسـراب من الجـراد تهاجم النقـب

أسراب من الجراد تهاجم منطقة النقب الجنوبي، ومصادر في وزارة الزراعة تقول إن الأمر تحت السيطرة...
 


 
بدأت أسراب من الجراد، بعد ظهر اليوم (الجمعة)، بمهاجمة الكروم والدفيئات في منطقة "بتحات نيتسانا و "كديش برنيّع" في النقب الجنوبي. وقد شوهد بعض منها، يوم أمس، إلا أن أسرابـًا منها وصلت وهاجمت دفيئات البندورة والبطاطا وغيرها.

وقد تمت إقامة غرفة طوارئ في المجلس الإقليمي "رمات نيغف" للعمل على تدارك الأمر حيث ينوي المسؤولون استخدام الطائرات من أجل إبادة أسراب الجراد. كما تم اتخاذ عدة خطوات بالمشاركة مع وزارة الصحة التي أكملت جاهزيتها لمكافحة هذه الآفة وتحسبًا لقدوم أسراب الجراد من مصر.

وقالت مصادر في وزارة الزراعة الإسرائيلية إنه تم توزيع المبيدات على المزارعين ولا توجد مشكلة في السيطرة على الجراد.
 


176
منتدى علوم الأرض / أخفض منطقة على سطح الأرض
« في: نوفمبر 19, 2004, 08:50:25 مساءاً »
اللهم آمــــــــــــــــــــــــــــــين ...


جزيت خيرا اختي العزيزة ...

فلســــــــــــــــــــــــطين  في القلب ...




شكرا لك على المرور والتعليق ...



اشكرك اخي العزيز الاحيائي " الكبير " على التعليق ...  اسعدني مرورك الكريم ...


دمتم بخير


تحياتي

'<img'> '<img'>




.

177
منتدى علم الكيمياء / الهندسة الكيميائية
« في: نوفمبر 18, 2004, 10:08:39 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الشكر الجزيل لك اخي العزيز  e m f  على الموضوع القيم والمفيد ....


دمت بخير


تحياتي



'<img'> '<img'> '<img'>

178
منتدى علوم الأرض / عالم البراكين
« في: نوفمبر 18, 2004, 09:48:39 مساءاً »
النشاط البركاني

دائما تشدنا مناظر انفجار البراكين حين نراها على شاشات التلفاز، أو حين نرى صورة لها داخل إحدى المجلات.. إلا أن الذين يتعرضون واقعيا لثورة بركان قريب لا يتوقفون أمام هذا المنظر الهائل المثير من أجل التفكر في قدرة الله عز وجل، بل يفرون ناجين بجلودهم، تاركين وراءهم كل ما يملكون.. هذا ما حدث في شمال مدينة جوما في الكونغو في السابع عشر من يناير الماضي حين انفجر بركان "نييراجونجو" الواقع على بعد 10 كم، والذي أدى إلى انحدار الحمم البركانية من قمة البركان بسرعات تصل إلى 60 كم/ساعة، وأجبر 300.000 من سكان المدينة على الفرار لرواندا، وقد دمر الانفجار البركاني 14 قرية كونغولية قرب البركان، إضافة لتقسيم جوما لنصفين، ونشوب حريق هائل بمطارها، بسبب تساقط بعض قطرات بنزين الطائرات المخزون هناك على الحمم البركانية التي دخلت المطار.

كذلك أثار سقوط الحمم البركانية داخل بحيرة كيفو قلق العلماء من حدوث كارثة إنسانية بسبب احتمال تفاعل الحمم ومياه البحرية، وهو ما قد يؤدي إلى إطلاق غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان من مياه البحيرة لتكوّن سحابة خانقة سريعة الالتهاب، قد تؤدي إلى قتل الآلاف مثل ما حدث عام 1986 في الكاميرون، وأدى إلى وفاة 1700 من المواطنين القاطنين بالقرب من بحيرة نيوس.

كما تثير سحب الدخان الكثيفة الصاعدة من نييراجونجو قلق العلماء على مجموعات الغوريلا التي تقطن سلسلة الجبال القريبة من البركان.

البراكين دمار مفيد!


انبعاث الغازات من أحد البراكين

وبالرغم من الدمار والخراب الهائلين اللذين قد ينشأان على المدى القريب عقب انفجار أحد البراكين، فإن البراكين لها على المدى البعيد فائدة كبيرة للحياة على وجه الأرض، حيث تجدد القشرة الأرضية وتتكون الجبال والهضاب والسهول، وتزداد خصوبة التربة وهو ما يشجع الشعوب على الحياة بالقرب من تلك البراكين للعمل بالزراعة .

ومن أشهر البراكين، ولعله أولها من حيث تسجيل انفجاراتها في التاريخ الحديث، بل وأكثرها دمارا، بركان فسوفيوس بإيطاليا الذي انفجر عام 79 بعد الميلاد ليدمر في خلال ساعات قليلة مدينتي الحضارة الرومانية القديمة: بومبيي، وهركيولانيوم. وقد غطى الرماد البركاني المدينتين لدرجة أنهما لم يُكتشفا إلا عام 1748 بعد اكتشاف جزء من الجدار الخارجي لإحدى المدينتين. ولم يهدأ هذا البركان، بل انفجر عدة مرات كان آخرها عام 1944.

 

كيف يحدث الانفجار البركاني؟


طبقات الأرض تشبه إلى حد كبير التفاحة

ولفهم كيفية حدوث الانفجارات البركانية لا بد أولا من فهم تكوين الكرة الأرضية، ولو تخيلنا الكرة الأرضية في شكل قطاع يتشابه مع شكل قطاع في تفاحة، فالكرة الأرضية لها قشرة خارجية ولب داخلي، وما بين هذا وذاك الدثار mantle أو الوشاح، وعند تجمع ظروف معينة ترتفع درجة الحرارة لدرجة انصهار الصخور عند أعلى طبقة من الوشاح مكونة ما يسمى بالصهارة magma.

حين تحدث عملية الانصهار هذه، وبسبب فروق الكثافة بين الصخور المنصهرة والصخور المتجمدة من حولها، تتصاعد الصهارة إلى أعلى كلما وجدت لنفسها منفذا، وتستمر الصهارة في الصعود إلى أعلى إلى أن تتجمع في تجويفات أرضية تقع تحت القشرة الأرضية مباشرة، وتدعى magma champers.

وبارتفاع ضغط الصهارة على مناطق الضعف التي تعلوها في القشرة الأرضية، إلى الحد الذي لا تحتمل معه هذه المناطق مزيدا من الضغط، تحدث شقوق في القشرة الأرضية أو تُفتح شقوق قديمة.

وتندفع الصهارة إلى أعلى، وحينما تصل إلى سطح اليابسة، أو سطح قاع المحيط، تسيل مكونة ما يعرف بالحمم البركانية lava وهي كلمة أصلها عربي "اللابة".

ولسيلان الحمم البركانية أشكال عدة، من أشهرها المخاريط البركانية conical volcanoes.

ولا يأخذ خروج اللافا عند اندفاعها من فوهة البركان crater شكل السيلان في بداية الأمر، وإنما يأخذ شكل انفجار، ويحدث هذا الانفجار بسبب ارتفاع الضغط البخاري للغازات الذائبة داخل الصهارة، وهو ما يؤدي إلى نشر سحب من الرماد البركاني قد تغطي مئات الأميال، وسيلان للحمم قد يصل إلى عدة أميال، ثم ما تلبث أن تقل سرعة سيلانها مع الوقت.

ولكن ما الذي يؤدي إلى تكوين الصهارة أو انصهار الصخور؟ والإجابة تقتضي العودة إلى تكوين الأرض، حيث تكوّن قشرة الأرض Earth’s Crust مع الوشاح الأعلى من أوشحة الأرض uppermost Mantle ما يعرف بالغلاف الصخري للأرض lithosphere، ويحيط هذا الغلاف الصخري بعدد من النّطاقات الداخلية التي تترتب من الخارج إلى الداخل كالتالي:

- نطاق الضعف الأرضي Asthenosphere أسثينوسفير، ويمثل النطاق الفوقي من الوشاح Upper Mantle، وحالته مائعة، لزجة، شبه منصهرة.

- الوشاحان: الأوسط والأدنى Middle and Lower Mantle ويتكونان من مادة صلبة، ذات كثافة عالية.

- اللب الخارجي للأرض Outer Core، ويتكون من مواد سائلة تتركب أساسًا من الحديد والنيكل وقليل من الكبريت أو السيليكون. ويسمى اللب السائل أو المائع Liquid or fluid core.

- اللب الداخلي للأرض Inner core، وهو عبارة عن كرة مصمتة من الحديد والنيكل، وتسمى اللب الصُّلب للأرض Solid core .

وما دمنا نتحدث عن سبب البراكين فإن آخر ما يعنينا من هذه الأغلفة هو الوشاح الفوقي أو the upper mantle، حيث اكتشف العلماء أن سطح الأرض مقسم إلى سبعة ألواح رئيسية وبعض الألواح الصغيرة، وتتحرك هذه الألواح فيما بينها بالتقارب أو التباعد أو تتحرك جنبا إلى جنب.

ومما يساعد هذه الطبقة على الحركة وجود طبقة الآسثنوسفير المائعة تحتها، مما يعطي الغلاف الصخري الفرصة على الانزلاق فوقها، وهذه العملية تمثل قوام نظرية الألواح التكتونية plate techtonics.

وينشئ عن حركة هذه الألواح ارتفاع درجة الحرارة إلى حد انصهار الصخور، وتكوين الصهارة، وصعودها أو انفجارها على شكل بركان، ومن ثم ارتبطت مناطق التقاء هذه الألواح بثورة البراكين.

فعندما يتحرك لوحان متقابلان نحو بعضهما، يغوص أحد اللوحين تحت الآخر داخل طبقة الوشاح نتيجة فروق الكثافة بين اللوحين، والاحتكاك الناتج من حركة هذه الألواح ذات الأوزان المهولة يكفي لارتفاع درجة الحرارة إلى الحد الذي أشرنا إليه.

وينشأ أيضا نتيجة غوص لوح من ألواح الغطاء الصخري البارد ودخوله في الوشاح الساخن جدا حالة من عدم الاستقرار تؤدي إلى نشوء تيارات للحمل convection currents تصعد بالحرارة والصهارة من أسفل إلى أعلى، وهو ما يزيد من معدل تكوين الصهارة.

وعندما يتحرك لوحان متقابلان ليتباعدا عن بعضهما -وغالبا ما يكون ذلك تحت مياه المحيط- تتصاعد صخور طبقة الوشاح لسدّ الفجوة الناتجة عن تلك الحركة، مقللة بذلك من الضغوط الهائلة على تلك الطبقة؛ وهو ما يؤدي إلى انصهار صخورها، وتكوين الصهارة، التي ما إن تخترق القشرة الخارجية حتى تبدأ في التجمد وتملأ الفراغ بين اللوحين.

ولا تقف ثورة البراكين عند مناطق التقاء الألواح التكتونية فقط، وإنما لوحظ تدفق الصهارة من بين ألواح الليثوسفير حول الصدوع العميقة بها، حيث تتكون مادة مرتفعة الحرارة في الطبقات الداخلية من طبقة الوشاح، وترتفع إلى الطبقات الأعلى منها فتتسبب في انصهار الصخور المحيطة بها، وهو ما يؤدي إلى تكوين ما يسمى بالنقاط الساخنةthermal plumes أسفل القشرة الأرضية. وهي نظرية تعتمد على نشوء تيارات للحمل في هذه المناطق، يساعدها في ذلك الحرارة الناتجة من تحلل العناصر المشعة decay of radioactive minerals.

وفي حين أن النقطة الساخنة التي تكوّنت لا تتحرك من مكانها، فإن ألواح الليثوسفير تتحرك فوقها وهو ما ينشأ عنه تكوين سلسلة من البراكين التي ما أن تعبر تلك النقطة الساخنة إلا وتخمد وتهدأ. والمثال الأشهر لتكوين البراكين بهذه الطريقة هو جزر هاواي التي نشأت عن تدفق المادة البركانية من قاع المحيط فوق نقطة ساخنة، وبناء مخاريط ارتفعت إلى الحد الذي علت فيه سطح المحيط مكونة سلاسل من الجزر البركانية.

 




تصنيف البراكين

هناك أكثر من 800 بركان نشط حاليا على وجه الأرض، 500 منها فقط على حواف المحيط الهادي والمسماة بحلقة النار، وتقريبا نفس العدد من البراكين الساكنة. هذا بالإضافة إلى العديد من البراكين التي صنفت على أنها هامدة. ويكتسب البركان صفته كالتالي:

البركان النشط: إذا كان البركان ثائرا أو تظهر به علامات النشاط من حدوث زلازل أو انبعاثات غازية.

البركان الساكن: لا تظهر علامات نشاط على البركان، ولكن بإمكانه الانفجار، وقد ثار بالفعل في خلال العشرة آلاف سنة الماضية.

البركان الهامد: لم ينفجر البركان خلال العشرة آلاف عام الأخيرة أو من الواضح أن البركان قد تخلص تماما من إمدادات الصهارة به.

وينفجر من بين براكين العالم الخمسمائة النشطة، حوالي 10 براكين يوميا، وهي لا تمثل في أغلبها أي تهديد لحياة بشرية أو غيرها. إلا أن هناك حوالي 19 انفجارا عنيفا حدثت خلال المائتي عام الماضية تسببت في وفاة أكثر من ألف شخص.

بقي أن نقرر أن الصهارة أو magma عندما تندفع إلى أعلى فوق سطح الأرض، فإنها رغم كل الدمار الذي تجلبه تلك الظاهرة الطبيعية فإنها تشارك وبقوة في عملية تجدد القشرة الأرضية، حيث إن الصهارة هي في أغلبها عبارة عن سائل متكون من الأكسوجين والسيليكون والألومنيوم والحديد والماغنسيوم والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والتيتانيوم والمنجنيز، بالإضافة إلى وجود بلّور وقطع صخور غير منصهرة وغازات مذابة بها، وهو ما يزيد الأرض خصوبة فيما يخص الزراعة، ويمد الأرض بما قل على سطحها من عناصر كالتي ذكرناها. وذلك بالإضافة إلى التخلص من الضغوط المرتفعة القابعة داخل طبقات الأرض السفلى، وهو ما يحافظ على الأرض من الانفجار والتشتت في الفضاء حسب رأي العلماء.







تعريف البركان :

البركان هو ذلك المكان الذي تخرج أو تنبعث منه المواد الصهيرية الحارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها على عمق من والقشرة الأرضية ويحدث ذلك خلال فوهات أو شقوق . وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالا أرضية مختلفة منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية .




أجزاء البراكين :

إذا نظرت إلى الشكل ستجد أنه يتكون من:

1- جبل مخروطي الشكل:

يتركب من حطام صخري أو لافا متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة منصهرة.

2- فوهة: وهي عبارة عن تجويف مستدير الشكل تقريبا في قمة المخروط ، يتراوح اتساعه بين بضعة آلاف من الأمتار. وتنبثق من الفوهة على فترات غازات وكتل صخرية وقذائف وحمم ومواد منصهرة (لافا) وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته كما ترى في الشكل:

3- مدخنة أو قصبة : وهي قناة تمتد من قاع الفوهة إلى أسفل حيث تتصل بفرن الصهير في جوف الأرض . وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق البركان.

وبجانب المدخنة الرئيسية ، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية.






أنواع المواد البركانية:

يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد سائلة .

1- الحطام الصخري:

ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني . ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع اللافا والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية ، والقذائف والجمرات ، والرمل والغبار البركاني .

2- الغازات:

تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء ، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجارات وسقوط الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة ، ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأوكسجين.

3- اللافا:

هي كتل سائلة تلفظها البراكين ، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 م و 1200م . وتنبثق اللافا من فوهة البركان ، كما تطفح من خلال الشقوق والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسور التي تنشئها الانفجارات وضغط كتل الصهير ، وتتوقف طبيعة اللافا ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه وهي نوعان:

أ‌- لافا خفيفة فاتحة اللون:

وهذه تتميز بعظم لزوجتها ، ومن ثم فإنها بطيئة التدفق ومثلها اللافا التي انبثقت من بركان بيلي ( في جزر المرتنيك في البحر الكاريبي ) عام 1902 فقد كانت كثيفة لزجة لدرجة أنها لم تقو على التحرك ، وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلغ ارتفاعه نحو 300 م ، ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتيجة للانفجارات التي أحدثها خروج الغازات .

ب- لافا ثقيلة داكنة اللون:

وهي لافا بازلتية ، وتتميز بأنها سائلة ومتحركة لدرجة كبيرة، وتنساب في شكل مجاري على منحدرات البركان، وحين تنبثق هذه اللافا من خلال كسور عظيمة الامتداد فإنها تنتشر فوق مساحات هائلة مكونة لهضاب فسيحة ، ومثلها هضبة الحبشة وهضبة الدكن بالهند وهضبة كولومبيا بأمريكا الشمالية.



أشكال البراكين:

1-براكين الحطام الصخري:

يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها . فإذا كان المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري ، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30 درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة لانفجارات بركانية . وتتمثل في جزر إندونيسيا.

2- البراكين الهضبية:

وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها . وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضبية أحسن تمثيل في براكين جزر هاواي كبركان مونالوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا.



3- البراكين الطباقية:

البراكين الطباقية نوع شائع الوجود ، وهي في شكلها وسط النمطين السابقين وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات اللافا التي يخرجها البركان حين يهدأ ثورانه.

وتكون اللوافظ التي تخرج من البركان أثناء الانفجارات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض ، ويتألف قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقيقة ، وبين هذا وذاك تتداخل اللافا في هيئة أشرطة قليلة السمك. ومن هذا ينشأ نوع من الطباقية في تركيب المخروط ويمثل هذا الشكل بركان مايون أكثر براكين جزر الفليبين نشاطا في الوقت الحاضر.



التوزيع الجغرافي للبراكين:

تنتشر البراكين فوق نطاقات طويلة على سطح الأرض أظهرها:

1- النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار, فهو يمتد على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى أمريكا الوسطى والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر الوشيان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفليبين ثم إلى جزر إندونيسيا ونيوزيلندا.

2- يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي نفسه وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على عمق نحو 5000م ، وترتفع فوق سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي من قاع المحيط إلى قممها نحو 9000 م

3- جنوب أوربا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له . وأشهر البراكين النشطة هنا فيزوف قرب نأبولي بإيطاليا، وأتنا بجزر صقلية وأسترو مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري.

4- مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز .

5- النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو.



آثار البراكين :

1- في تشكيل سطح الأرض :

نستطيع مما سلف أن نتبين آثار البراكين في تشكيل سطح الكرة الأرضية فهي تنشأ الجبال الشامخة والهضاب الفسيحة . وحين تخمد تنشأ في تجاويف فوهاتها البحيرات في الجهات المطيرة.

2- في النشاط البشري:

من الغريب أن الإنسان لم يعزف السكنى بجوار البراكين حتى يكون بمأمن من أخطارها ، إذ نجده يقطن بالقرب منها ، بل وعلى منحدراتها أيضا. فبركان فيزوف تحيط به القرى والمدن وتغطيه حدائق الفاكهة وبساتين الكروم وجميعها تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته. وتقوم الزراعة أيضا على منحدرات بركان (أثنا) في جزيرة صقلية حتى ارتفاع 1200 م في تربة خصيبة تتكون من البازلت الأسود الذي تدفق فوق المنطقة أثناء العصور التاريخية.

وهذه البراكين لا ترحم إذ تثور من وقت خر فتدمر قرية أو أخرى ويمكن للسائر على طول الطريق الرئيسي فوق السفوح السفلى من بركان أثنا وعند نهاية تدفقات اللافا المتدفقة وهي شواهد أبدية تشير إلى الخطر الدائم المحدق بالمنطقة.

وتشتهر جزيرة جاوه ببراكينها الثائرة النشطة وبراكينها تفوق في الواقع كل براكين العالم في كمية الطفوح واللوافظ التي انبثقت منها منذ عام 1500 م ومع هذا نجد الجزيرة تغص بالسكان ، فهي أكثف جهات العالم الزراعية سكانا بالنسبة لمساحتها ويسكنها نحو 75 مليون شخص ويرجع ذلك كما أسلفنا إلى خصوبة التربة البركانية، وقد أنشئت بها مصلحة للبراكين وظيفتها التنبؤ بحدوث الانفجارات البركانية وتحذير السكان قبل ثورانات البراكين مما يقلل من أخطار وقوعها.






شكرا لك لخي العزيز على الموقع الرائع ...



دمت بخير



تحياتي












179
منتدى علوم الأرض / موقع عن الزلازل
« في: نوفمبر 18, 2004, 09:43:26 مساءاً »
الزلازل
اهتزازات مفاجئة تصيب القشرة الأرضية عندما تنفجر الصخور التي كانت تتعرض لعملية تمدد، وقد تكون هذه الاهتزازات غير كبيرة بل وتكاد تلاحظ بالكاد وقد تكون مدمرة على نحو شديد. وأثناء عملية الاهتزاز هذه تتولد ستة أنواع من موجات الصدمات، من بينها اثنتان تتعلقان بجسم الأرض حيث تؤثران على الجزء الداخلي من الأرض بينما الأربعة موجات الأخرى تكون موجات سطحية، ويمكن التفرقة بين هذه الموجات أيضا من خلال أنواع الحركات التي تؤثر فيها على جزيئات الصخور، حيث ترسل الموجات الأولية أو موجات الضغط جزيئات تتذبذب جيئة وذهابا في نفس اتجاه سير هذه الأمواج، بينما تنقل الأمواج الثانوية أو المستعرضة اهتزازات عمودية على اتجاه سيرها. وعادة ما تنتقل الموجات الأولية بسرعة أكبر من الموجات الثانوية، ومن ثم فعندما يحدث زلزال، فإن أول موجات تصل وتسجل في محطات البحث الجيوفيزيقية في كل أنحاء العالم هي الموجات الأولية.
ويعرف الجيولجيون ثلاثة أنواع عامة من الزلازل هي: التكتونية والبركانية والزلازل المنتجة صناعيا. وتعتبر الزلازل التكتونية أكثر الأنواع تدميرا وهي تمثل صعوبة خاصة للعلماء الذين يحاولون تطوير وسائل للتنبؤ بها. والسبب الأساسي لهذه الزلازل التكتونية هو ضغوط تنتج من حركة الطبقات الكبرى والصغرى التي تشكل القشرة الأرضية والتي يبلغ عددها اثنتي عشر طبقة. وتحدث معظم هذه الزلازل على حدود هذه الطبقات في مناطق تنزلق فيها بعض الطبقات على البعض الآخر أو تنزلق تحتها. وهذه الزلازل التي يحدث فيها مثل هذا الانزلاق هي السبب في حوالي نصف الحوادث الزلزالية المدمرة التي تحدث في العالم وحوالي 75 في المائة من الطاقة الزلزالية للأرض.
وتتركز هذه الزلازل في المنطقة المسمى "دائرة النار" وهي عبارة عن حزام ضيق يبلغ طوله حوالي (38.600) كم يتلاقى مع حدود المحيط الهادي. وتوجد النقاط التي تحدث فيها انفجارات القشرة الأرضية في مثل هذه الزلازل في أجزاء بعيدة تحت سطح الأرض عند أعماق تصل إلى (645) كم. ومن الأمثلة على هذا النوع من الزلازل زلزال ألاسكا المدمر الذي يسمى "جود فرايداي" والذي وقع عام 1383 هـ / 1964 م.
وقد تقع الزلازل التكتونية أيضا خارج منطقة "دائرة النار" في عدة بيئات جيولوجية مختلفة، حيث تعتبر سلاسل الجبال الواقعة في وسط المحيط موقعا للعديد من مثل هذه الأحداث الزلزالية ذات الحدة المعتدلة وتحدث هذه الزلازل على أعماق ضحلة نسبيا. ونادرا ما يشعر بهذه الزلازل أي شخص وهي السبب في حوالي 5 في المائة من الطاقة الزلزالية للأرض ولكنها تسجل يوميا في وثائق الشبكة الدولية للمحطات الزلزالية.
وتوجد بيئة أخرى عرضة للزلازل التكتونية وهي تمتد عبر البحر المتوسط وبحر قزوين حتى جبال الهيمالايا وتنتهي عند خليج البنغال. وتمثل في هذه المنطقة حوالي 15 % من طاقة الأرض الزلزالية حيث تتجمع كتل أرضية بصفة مستمرة من كل من الطبقات الأوربية والأسيوية والأفريقية والأسترالية تنتهي بوجود سلاسل جبلية صغيرة ومرتفعة. وقد أدت الزلازل الناتجة من هذه التحركات إلى تدمير أجزاء من البرتغال والجزائر والمغرب وإيطاليا واليونان ويوغوسلافيا ومقدونيا وتركيا وإيران في حوادث عدة. ومن بين الأنواع الأخرى للزلازل التكتونية تلك الزلازل الضخمة المدمرة التي لا تقع بصورة متكررة، وهذه تحدث في مناطق بعيدة عن تلك التي يوجد بها نشاط تكتوني.
أما أنواع الزلازل غير التكتونية، وهي الزلازل ذات الأصول البركانية فنادرا ما تكون ضخمة ومدمرة. ولهذا النوع من الزلازل أهميته لأنه غالبا ما ينذر بقرب انفجارات بركانية وشيكة. وتنشأ هذه الزلازل عندما تأخذ الصهارة طريقها لأعلى حيث تملأ التجويفات التي تقع تحت البركان. وعندما تنتفخ جوانب وقمة البركان وتبدأ في الميل والانحدار، فإن سلسلة من الزلازل الصغيرة قد تكون نذيرا بانفجار الصخور البركانية. فقد يسجل مقياس الزلازل حوالي مائة هزة أرضية صغيرة قبل وقوع الانفجار.
أما النوع الثالث من الزلازل فهو الذي يكون الإنسان سببا فيه من خلال عدة أنشطة يقوم بها مثل ملء خزانات أو مستودعات جديدة أو الانفجارات النووية تحت الأرض أو ضخ سوائل إلى الأرض عبر الآبار.
وللزلازل آثار مدمرة تختلف تأثيراتها حسب قوتها فقد تسبب الزلازل خسائر كبيرة في الأرواح حيث تدمر المباني والكباري والسدود، كما قد تؤدي إلى انهيارات صخرية مدمرة. ومن بين الآثار المدمرة الأخرى للزلازل أنها تتسبب في ما يسمى بموجات المد والجزر. وحيث أن مثل هذه الأمواج لا تتعلق بالجزر، فإنها تسمى أمواج بحرية زلزالية.
ولقد شغلت طبيعة الزلازل أذهان النا س الذين يعيشون في مناطق معرضة للهزات الأرضية منذ أقدم الأزمنة. حيث أرجع بعض فلاسفة اليونان القدماء الهزات الأرضية إلى رياح تحت خفية بينما أرجعها البعض الآخر إلى نيران في أعماق الأرض. وحوالي عام 130 ميلادية، كان العالم الصيني تشانج هينج يعتقد بأن الأمواج التي تأتي من الأرض قادمة من مصدر للزلازل، ومن ثم فقد قام بعمل وعاء برونزي محكم لتسجيل مرور مثل هذه الموجات. وقد تم تثبيت ثماني كرات في أفواه ثماني تنينات قد وضعت حول محيط الوعاء، حيث أن أية موجة زلزالية سوف تؤدي إلى سقوط كرة واحدة أو أكثر.
أما أول وصف علمي لأسباب حدوث الزلازل فكان على يد العلماء المسلمين في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. فيذكر ابن سينا في كتابه عيون الحكمة وصف الزلازل وأسباب حدوثها وأنواعها ما قوله: "حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض بسبب ما تحته ولا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه، والجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت الأرض إما جسم بخاري دخاني قوي الاندفاع كالريح، وإما جسم مائي سيال، وإما جسم هوائي، وإما جسم ناري، وإما جسم أرضي. والجسم الأرضي لا تعرض له الحركة أيضا إلا لسبب مثل السبب الذي عرض لهذا الجسم الأرضي فيكون السبب الأول الفاعل للزلزلة ذلك، فأما الجسم الريحي، ناريا كان أو غير ناري فإنه يجب أن يكون هو المنبعث تحت الأرض، الموجب لتمويج الأرض في أكثر الأمر".
ويضيف ابن سينا مستعرضا الظواهر المصاحبة لها فيذكر في كتابه النجاة : "وربما احتبست الأبخرة في داخل الأرض فتميل إلى جهة فتبرد بها فتستحيل ماء فيستمد مددا "متدافقا" فلا تسعه الأرض فتنشق فيصعد عيونا وربما لم تدعها السخونة تتكثف فتصير ماء وكثرت عن أن تتحلل وغلظت عن أن تنفذ في مجار مستحفصة وكانت تتكثف أشد استحصافا عن مجار أخرى فاجتمعت ولم يمكنها أن تثور خارجة زلزلت الأرض وأولى بها أن يزلزلها الدخان الريحي، وربما اشتدت الزلزلة فخسفت الأرض، وربما حدث في حركتها دوي كما يكون من تموج الهواء في الدخان. وربما حدثت الزلزلة من أشياء عالية في باطن الأرض فيموج بها الهواء المحتقن فيزلزل الأرض وربما تبع الزلزلة نبوع عيون".
ولقد أورد ابن سينا تصورا لأماكن حدوث الزلازل فذكر: "وأكثر ما تكون الزلزلة في بلاد متخلخلة غور الأرض متكاثفة وجهها، أو مغمورة الوجه بماء". وهو ما يتفق مع ما توصل إليه العلماء الآن أن مناطق حدوث الزلازل تكون في مناطق الضعف في القشرة الأرضية حيث يتم حركة الصخور على سطحها، وتسمح بخروج الغازات. ويصف ابن سينا أنواع الزلازل فيقول: "منها ما يكون على الاستقامة إلى فوق، ومنها ما يكون مع ميل إلى جهة، ولم تكن جهات الزلزلة متفقة، بل كان من الزلازل رجفية، ما يتخيل معها أن الأرض تقذف إلى فوق، ومنها ما تكون اختلاجية عرضية رعشية، ومنها ما تكون مائلة إلى القطرين ويسمى القطقط، وما كان منه مع ذهابه في العرض يذهب في الارتفاع أيضا يسمى سلميا".
أما السيوطي الذي أورد معلومات تحدد أماكن معظم الزلازل بدقة فقد تحدث في كتابه كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة عن شدتها من خلال وصف آثارها التدميرية مثل أوزان الصخور المتساقطة، ومقاييس الشقوق الناتجة عن الزلازل، وعدد المدن والقرى والمساكن المتهدمة، وعدد الصوامع والمآذن المتهدمة، وعدد القتلى. كما وصف السيوطي درجات الزلازل بتعبيرات أشبه ما تكون بالمقاييس الحديثة مثل لطيفة جدا، وعظيمة وهائلة. وقد حدد مدة بقاء الزلزلة مستخدما في ذلك طريقة فريدة فذكر: "دامت الزلزلة بقدر ما يقرأ الإنسان سورة الكهف".
وقد كانت ملاحظة موجات الزلازل تتم بهذه الطريقة وبعدة طرق أخرى لعدة قرون، وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر، تمكن عالم الجيولوجيا الإنجليزي جون ميلن عام 1266هـ-1850م / 1331 هـ-1913م من اختراع آلة تسجيل زلازل تعتبر رائدة من نوعها ألا وهي مقياس الزلازل، وهي عبارة عن بندول بسيط وإبرة معلقة فوق لوح زجاجي. وقد كان هذا المقياس هو أول آلة من نوعها تتيح التفرقة بين موجات الزلازل الأولية والثانوية. أما مقياس الزلازل المعاصر فقد اخترعه في القرن العشرين عالم الزلازل الروسي الأمير بوريس جوليتزين عام 1278هـ-1862م / 1334 هـ-1916م. وقد استخدم في هذه الآلة بندولا مغناطيسيا معلقا بين قطبي مغناطيس كهربائي، وقد كان هذا الاختراع فتحا في أبحاث الزلازل في العصر الحديث.
ثم تمكن علماء الزلازل بعد ذلك من اختراع مقياسين لمساعدتهم في قياس كم الزلازل. أحدهما هو مقياس ريختر نسبة للعالم تشارليز فرانسيس ريختر عام 1317هـ-1900م / 1405 هـ-1985م الذي قام بصنعه. وهو جهاز يقوم ب قياس الطاقة المنبعثة من بؤرة أو مركز الزلزال. وهذا الجهاز عبارة عن مقياس لوغاريتمي من 1 إلى 9، حيث يكون الزلزال الذي قوته 7 درجات أقوى عشر مرات من زلزال قوته 6 درجات، وأقوى 100 مرة من زلزال قوته 5 درجات، وأقوى 1000 مرة من زلزال قوته 4 درجات وهكذا. ويقدر عدد الزلازل التي يبلغ مقياس قوتها من 5 إلى 6 درجات والتي تحدث سنويا على مستوى العالم حوالي 800 زلزال بينما يقع حوالي 50.000 زلزال تبلغ قوتها من 3 إلى 4 درجات سنويا ، كما يقع زلزال واحد سنويا تبلغ قوته من 8 إلى 9 درجات. ومن الناحية النظرية، ليس لمقياس ريختر درجة نهاية محددة ولكن في عام 1979 وقع زلزال قوته 8.5 درجة وساد الاعتقاد بأنه أقوى زلزال يمكن أن يحدث. ومنذ ذلك الحين، مكنت التطورات التي حدثت في تقنيات قياس الزلازل علماء الزلازل من إدخال تعديلات على المقياس حيث يعتقد الآن بأن درجة 9.5 هي الحد العملي للمقياس. وبناء على المقياس الجديد المعدل، تم تعديل قوة زلزال سان فرانسيسكو الذي وقع عام 1906 من 8.3 إلى 7.9 درجة بينما زادت قوة زلزال ألاسكا الذي وقع عام 1383هـ / 1964 م من 8.4 إلى 9.2 درجة.
أما المقياس الآخر وهو اختراع العالم الإيطالي جيوسيب ميركالي عام 1266هـ-1850 / 1332 هـ-1914 ويقيس قوة الاهتزاز بدرجات من I حتى Xii. وحيث أن تأثيرات الزلزال تقل بالبعد عن مركز الزلزال، فتعتمد درجات ميركالي المخصصة لقياس الزلازل على الموقع الذي يتم فيه القياس. فمثلا تعتبر الدرجة 1 زلزال يشعر به عدد قليل جدا من الناس بينما تعتبر الدرجة Xii زلزالا مدمرا يؤدي إلى إحداث دمار شامل. أما درجات القوة Ii إلى Iii فتعادل زلزالا قوته من 3 إلى 4 درجات بمقياس ريختر، بينما تعادل الدرجات من Xi إلى Xii بمقياس ميركالي زلزالا قوته من 8 إلى 9 درجات بمقياس ريختر.






شكرا لك اخي السفير على المواقع القيمة ...

دمت بخير




تحياتي






180
منتدى علوم الأرض / أخفض منطقة على سطح الأرض
« في: نوفمبر 18, 2004, 09:39:59 مساءاً »
الى الغرب من عمان وعلى بعد 55 كيلو مترا تقع البقعة الاكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر في العالم، انه »البحر الميت« اكثر المناطق جذبا للسياح الباحثين عن الدفء في عز الشتاء واعظمها قيمة معدنية. الموقع والحدود: يقع البحر الميت ضمن ما يعرف بغور الاردن، الذي يمتد من خليج العقبة الى اعالي بحيرة طبرية اسفل سفوح هضبة الجولان المحتلة. ومن الناحية الجيولوجية، يعد البحر الميت اهم منخفض نشأ عن تشكل ما يعرف باسم »الحفرة الانهدامية السورية- الافريقية« وهي صدع ضخم فصل خلال العصور الجيولوجية السالفة، قارة اسيا عن قارة افريقيا، ويمتد من اعالي وادي الاردن مرورا بالبحر الميت والبحر الاحمر. ومن ناحية الابعاد الطبيعية: يبلغ طول البحر الميت (75 كيلو مترا) على طول امتداده من الشمال الى الجنوب، ويبلغ عرضه الاقصى (16 كيلو مترا). اما عن حدوده: فقد اظهرت صور الاقمار الاصطناعية، انه يتألف اصلا من حوضين متصلين بقناة عريضة، حوض شمالي واسع يشكل نحو 7% من مساحة البحر كله، وحوض جنوبي اشبه ببحيرة مستقلة ضحلة العمق، تخترقه شبه جزيرة صغيرة تدعى »اللسان« تتغير مساحتها بحسب مواسم الجفاف والامطار. وفي سنوات الجفاف التي كثيرا ما تتكرر في حوض وادي الاردن، ينخفض مستوى المياه في الحوض الجنوبي حتى يكاد يجف تماما، ولا يتعدى عمق هذا الحوض عشرة امتار، بينما يصل العمق الاقصى للحوض الشمالي الى نحو (430 مترا). نشأة البحر الميت: تخلط العامة بين قصة سدوم او قرية »النبي لوط« عليه السلام، ونشأة البحر الميت، ويعتبرون البحر نتيجة للخسف الذي لحق بالقرية العاصية. ولكن علوم الاثار والجيولوجيا توضح الحقيقة بعد اكتشاف اثار سدوم الواقعة في الجزء الجنوبي من البحر الميت، فالقرية الزراعية كانت على البحر نحو اربعة الاف سنة، وتعرضت لكارثة عظيمة عام 1900 ق.م اي ان الخسف تلى نشأة البحر بملايين السنين. اسماء البحر الميت: ورد في التراث تسميات كثيرة لهذا البحر منها: 1- بحيرة سدوم: نسبة الى المدينة التي خسف الله بها وبأهلها الارض، وهي المدينة التي شهدت هلاك قوم لوط وامرأته. 2- بحيرة لوط: نسبة الى قوم لوط الذين خسف الله بهم الارض نتيجة للموبقات التي كانوا يقترفونها. 3- البحيرة المنتنة: لانها غالبا ما ينبعث منها بخار وروائح خبيثة من جراء التفاعلات الكيميائية التي تحدث من تفاعل الكبريت مع المعادن الاخرى. 4- بحيرة الملح: لتأججها باملاح الكبريت والكالسيوم وغيرها من المعادن الذائبة. 5- البحر الشرقي: وذلك لانها تقابل البحر الابيض المتوسط، الذي يقع الى الغرب منها تماما. 6- بحيرة الزفت: لانه بتحليل مياه البحر الميت في الاردن وفلسطين، وجدت نسب عالية من القار والقطران والزفت. 7- البحر الميت: وهو الاسم الشائع، وذلك لانه لا حياة فيه، نظرا لملوحته الشديدة البالغة سبعة امثال كثافة البحار الاخرى. البقعة الاكثر انخفاضا: يعتبر البحر الميت اكثر بقاع الارض انخفاضا عن سطح البحر، ولا يزال يواصل انخفاضه، فبعد ان كان ينخفض (395) مترا تحت سطح البحر، وربما كانت هذه من اغرب خصائص البحر الميت الطوبوغرافية. وقد كان هذا ثابتا في القران الكريم منذ اكثر من اربعة عشر قرنا، وقد اشار القران الكريم الى هذه الصفة من صفات البحر الميت وهي صفة الانخفاض، فقد قال الله تعالى في سورة الروم: »الم، غلبت الروم، في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون، بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم«. الاية من 1-5. قال ابن منظور في لسان العرب: ادنى: دنا من الشيء دنوا ودناوة: قَرُبَ، وادنى: اخفض، واشار المفسرون كالرازي والقرطبي والطبري وابن كثير، الى المعنى الاول لكلمة »ادنى«، وهو اقرب وذكروا بأن ادنى الارض اي اقربها. ان سبب نزول هذه الايات هو وقوع معركة بين مملكتي فارس والروم، في منطقة بين اذرعات وبصرى، قرب البحر الميت في منطقة غور الاردن، حيث انتصر فيها الفرس، وكان ذلك سنة (619م). ان المتأمل في الاية القرانية، يلاحظ انها قد وصفت ميدان المعركة الاولى، بين الفرس والروم، بأنه ادنى الارض، وكلمة ادنى عند العرب تأتي بمعنيين، اقرب واخفض، فهي من جهة اقرب منطقة لشبه الجزيرة العربية، ومن جهة اخرى هي اخفض منطقة على سطح الارض، اذ انها تنخفض عن مستوى سطح البحر بـ »430 مترا« وهي اخفض نقطة سجلتها الاقمار الاصطناعية على اليابسة. اسباب انحسار مياهه: لقد بدأت مياه البحر الميت بالانحسار واخذ منسوبها بالانخفاض والسبب يعود بالدرجة الاولى، الى الخطوة التي اقدمت عليها (اسرائيل) عام 1964 بتحويل مجرى نهر الاردن، حيث ضخت نصف مياهه الى سهول فلسطين الجنوبية، مما ادى الى اختلال المعادلة البيئية التي كانت توازن بصورة دقيقة بين كمية المياه الفاقدة من جراء التبخر، وكمية المياه الواردة من النهر، والتي كانت تصل الى (1600 مليون) متر مكعب سنويا، وبعد ان انخفضت هذه الكمية الى النصف، بدأ البحر بالانحسار فالتعويض عن المياه المتبخرة يتناقص في ظل استنزاف المياه الواردة في اغراض الزراعة والشرب والصناعة. كما ادى انشاء السدود العديدة الى حبس المياه الذاهبة الى البحر الميت، مما ادى الى انقاص مستواه، ولا تسقط الامطار عليه الا بنسبة قليلة جدا، تصل الى 90 ملم سنويا فقط. كما ان ارتفاع درجة الحرارة في هذه المنطقة، ادى الى درجة عالية من تبخر مياهه وقد ادت تلك العوامل الى انحسار مساحته من الف كيلو متر مربع انذاك الى 770 كيلو مترا مربعا، وهو ما ينذر بجفافه على المدى البعيد. هل من امواج؟ والبحر الميت بحر مغلق صغير محاط بالجبال، ولا تحدث فيه امواج عالية كأمواج المحيطات المفتوحة، بل ان امواجه تحصل في فترة هبوب الرياج الشديدة في المنطقة وخصوصا في الشتاء. كما ان هذه الامواج صغيرة نسبيا، ويبدو ان سبب ذلك هي ملوحة البحر الميت الزائدة، اما في فصل الصيف فان سطح البحر الميت في الصباح وحتى العاشرة صباحا، يكون كالمرآة، بحيث تنعكس الجبال الغربية »جبال القدس والخليل« على صفحته. ثم تبدأ الرياح بالحركة وكذلك الامواج حتى الثالثة عصرا، بعدها تبدأ الامور بالهدوء من جديد وما ان تصل الساعة الثامنة مساء حتى يعود البحر هادئا، ويبقى كذلك حتى الصباح. البحر الميت.. سياحة وعلاج.. حياة ولا موت! تعتبر منطقة البحر الميت دافئة ومشمسة طيلة العام، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها (4,39 درجة مئوية) وهواؤها جاف ومشبع بالاوكسجين. ولقد عرف البحر الميت منذ ازمنة تاريخية بعيده، بأن مياهه ثقيلة عالية الكثافة، لا تسمح للانسان ان يغرق او يغوص فيها. وتمتاز املاح البحر الميت التي يصل تركيزها الى 32% بانها نقية تماما ولا تحتوي مواد اضافية وهي اغنى بكثير من ملح البحار الاخرى، ففي المغنيسيوم 4 اضعاف والبوتاسيوم 20 ضعفا، والكالسيوم 40 ضعفا. كما يحتوي على الكلور والصوديوم والبرومين، ويشتهر بطينه الاسود الغني بالاملاح والمعادن، مما جعل العلماء والخبراء يقولون، ان ماء وهواء وشمس البحر الميت هي العلاج الحقيقي والطبيعي للامراض الجلدية، حيث تحمل خواص لا تتوافر في الكون الا في ارض البحر الميت. من هنا نرى السياح يتوافدون من مختلف انحاء العالم للاستشفاء في هذه المنطقة، حيث عرف الناس منذ ايام »هيرودوس الكبير« قبل ما يزيد على 2000 عام، ان لهذه المياه قوتها العلاجية. ان السياحة العلاجية المرتبطة بهذا البحر، تتزايد اهميتها باستمرار بسبب العناصر النادرة التي يحتويها، والمفيدة لجلد وجسم الانسان. فالمعادن التي فيه تساعد في تطرية البشرة ويبطئ العملية المستمرة لشيخوخة الجلد، ويزيل الخطوط والتجاعيد، كما يؤدي الى المساعدة في علاج الامراض الجلدية والاوردة الدموية وغيرها من الامراض مثل الصدفية، كما ان نسبة الرطوبة منخفضة حيث لا تتجاوز 5% وهي من الميزات التي تساعد في العلاج. ويكثر استخدام خصائص البحر الميت لعلاج وتهدئة الغشاء المخاطي في الانف، نتيجة الاصابة بالالتهابات المختلفة او نتيجة الحساسية. من جهة ثانية، يكثر استخدام ملح البحر الميت بشكله الطبيعي، لاراحة العضلات والمفاصل، وذلك بمجرد وضع حفنة منه في مياه مغطس الحمام قبل الاسترخاء فيه. البحر ثري رغم موته: وبما ان البحر الميت مليء بالمصادر الغنية التي تفيد الحياة البشرية، فقد تم الاستفادة من خصائص الاملاح الذائبة فيه، حيث لجأ كثير من شركات تصنيع الادوية ومستحضرات التجميل الى استخدامها في منتجاتها المشهورة في مختلف ارجاء العالم، وفي صناعة المواد الغذائية ويتميز اوكسيد المغنيسيوم بنشاطه الكيميائي العالي، ويستخدم وسيطا في صناعة المطاط والبلاستيك والمواد اللاصقة. البحر الميت لم يعد ميتا وبعد، هذا ما اكده الدكتور يوسف العساف، عميد كلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية في الاردن، حيث قال: ان الباحثين المتخصصين في الكلية، اكتشفوا انواعا عديدة من الاحياء المجهرية التي تأقلمت مع البيئة القاسية لمياه البحر الميت فائقة الملوحة. كما توصل الباحثون الى امكانية استخدام هذه الاحياء المجهرية في مجالات صناعية وطبية متعددة.





باركك الله وجزاك كل خير اخي الاحيائي العزيز ...

دمت بخير


تحياتي







صفحات: 1 ... 9 10 11 [12] 13 14 15 ... 105