للوهلة الأولي يبدو انه تجمع من أجل حفل عشاء بطقوسه المختلفة التي تجري في كل بيت كل مساء.
يقول اوستن كويج هارتمان وهو يطهو البرجر النباتي في مقلاة وبعض حبات من البطاطا في الفرن انها بعض وصفات مطبخ كاليفورنيا.
ولكنه لم يكن عشاء عاديا فكل وات من الطاقة استخدم في طهو الوجبة والطاقة المستخدمة لاضاءة المصابيح كهربائية والبراد ومختلف الاجهزة في هذا المنزل تأتي من مجموعة من الواح الطاقة الشمسية تم وضعها على سطح المنزل.
وكوينج هارتمان وفريقه طلبة في جامعة ولاية كاليفورنيا للعلوم التطبيقية وهو ضمن 18 فريقا جامعيا من الولايات المتحدة وكندا واسبانيا يشارك في مسابقة الطاقة الشمسية لعام 2005 وقد تجمعوا بمركز تجاري في واشنطن للتنافس على بناء وتشغيل منازل صغيرة تستمد كل طاقتها من اشعة الشمس.
وتلوح في الافق ازمة طاقة على غرار ما حدث في السبعينات فيما يقترب سعر جالون البنزين من ثلاثة دولارات مما اثار اهتماما متجددا بالطاقة الشمسية التي لا تزال حتى الان في مراحلها المبكرة في الولايات المتحدة منذ اختراعها في معامل بل في عام 1954.
وتهدف المسابقة التي تنظمها ادارة الطاقة الأميركية الى عرض تكنولوجيا الطاقة الشمسية المتاحة واظهار انه يمكن ان تعيش في راحة في منزل يعتمد على الطاقة الشمسية.
وتمثل الطاقة الشمسية نحو واحد بالمئة من الطاقة المستهلكة في الولايات المتحدة اكبر مستخدم للطاقة في العالم وتبلغ تكلفة مجموعة الطاقة الشمسية اللازمة للمنزل العادي حوالي 25 الف دولار واقل. وتبلغ تكلفة تركيبه نحو 25 سنت لكل كيلووات/ساعة او اكثر من مثلي متوسط سعر الكهرباء في البلاد.
وتسمح المنازل التي تعمل بالطاقة الشمسية بخفض الغازات المنبعثة التي تحبس الحرارة وتؤدي لارتفاع درجة حرارة الارض. ونحو نصف الطاقة التي تنقلها شبكات الكهرباء في الولايات المتحدة تأتي من مولدات تعمل بالفحم وتؤدي لتصاعد ثاني اكسيد الكربون في الجو.
والولايات المتحدة اكبر دول العالم من حيث الانبعاثات الغازية غير ان الرئيس الأميركي جورج بوش رفض الموافقة على بروتوكول كيوتو الذي يطالب الدول الموقعة بخفض انبعاثات الغاز بنسبة ستة بالمئة عن مستوياتها في عام 1990 بحلول عام 2008-2102.
وقال رون ريش رئيس اتحاد صناعات الطاقة الشمسية ادارت الحكومة الاتحادية ظهرها للطاقة الشمسية خلال العقدين الماضيين. لاول مرة في حقبة هذا الجيل يقولون انه ينبغي ان تلعب الطاقة الشمسية دورا مهما في توليفة للطاقة.
وقرب مكان المسابقة يستعرض البيت الابيض اكبر مجموعة الواح طاقة شمسية على الساحل الشرقي وتضم 167 لوحا شمسيا على احد ورش الصيانة والواح اضافية لتدفئة مياه حمام السباحة.
وعلى مدى عشرين يوما استغرقتها المسابقة لم يكن الطقس مشمسا على الاطلاق.
وادى غياب الشمس لتقديم بعض التنازلات من الفرق التي لم تقم في منازل بالفعل بسبب القانون في واشنطن لكن تحتم عليها انجاز مهام الحياة اليومية.
وبدلا من الطهي في احد الايام لجأ فريق جامعة كاليفورنيا لتوفير الطاقة لاختبارات اخرى مثل تدفئة مياه للاستحمام وشحن سيارة تعمل بالكهرباء والاختيار الصعب وهو غسيل وتجفيف المناشف.
ومع غياب الشمس اكتسبت البطاريات اهمية كبيرة في المسابقة. وتفوقت كولورادو بمجموعة ضخمة من اربعين بطارية تخزن الطاقة من الشمس واتاحت للفريق تشغيل منزلها طوال الاسبوع رغم عدم وجود اشعة شمس مباشرة.
وزود كل منزل بانظمة متطورة وشبكات مياه كما زود عدد كبير منها بغسالات صحون متطورة جدا وقد شيدت جميع المنازل في اماكن اخرى ونقلت الى المركز التجاري على شاحنات.
وتبلغ مساحة كل شاحنة 74 مترا مربعا نحو مساحة شقة مريحة في مدينة نيويورك ولكن هذا لم يمنع من وجود اكسسوارات ومناظر تخلب الابصار مثل حديقة نباتات تستخدم ايضا كنظام لترشيح المياه.
وبعد المسابقة ستعرض بعض المنازل في الجامعات التي شيدتها وسيتم التبرع باحدها كمنزل منخفض التكلفة.