السلام عليكم
تعتبر الفطريات التي تملأ الدنيا ولم يحصرها عد وتوضع مع الكمأة - وهو نوعٌ من الفطريات يشبه حبات التبن ويمتاز بطعمه اللذيذ - في بابٍ واحد ولكنها تكمن في التربة وهو يعلوها ويعرف بأسماءٍ كثيرة تبعاً لاختلاف الأقطار مثل نجومِ الأرض والمظلات الهشة وخناجيش المرج وغير ذلك وكلها لا تمت إلى حقائق وهو أوسع النباتات انتشاراً فيرى على خلف الأشجار في الغابات الحارة كما يرى في قمم الجبال في المناطق الباردة ويعرفه الناس في شتى جهات الأرض ويستخدمونه من قديم الزمان في الغذاء والدواء.
ويتكاثر بالجراثيم وهي أجسامٌ ميكروسكوبية تلفحها أقل النسائم وهذا يفسر سرعة انتشاره واتساع نطاقه وقد حظي بالدراسة والبحث في أثناء الحرب العظمى الثانية حيث تغيرت مفاهيم التغذية وأصبح ينظر إلى استيفاء عناصر الغذاء لا إلى كميته وهو ضآلة حجمه يحوي الكثير من الأملاح والمعادن فضلاً عن البروتين والفيتامينات بنسبةٍ عالية ويتناول هذا كله مما يسطو عليه من بقايا عضويةٍ بواسطة التحليل الرمي ولهذا فهو عاملٌ هام.
ونظراً لاتساع بحوثه فقد أقيمت من أجله معاهد خاصةٌ أشهرها معهدٌ ملحق بحديقة كيوى بضواحي لندن وقد حصرت أنواعه المفيدة فبلغت نحو خمسمائة نوع وجمعت في ثلاث مجموعات كبارٍ وكلها من ذوات الحجم الصغير . وهناك أنواعٌ بريةٌ سامة وقد يزيد قطر عمامة بعضها عن قدم ويؤدي جامعو النبات والرعاة خدمةً جليلة باجتثاثها وإعدامها قبل أن تنضج وتنشر جراثيمها فتضر الماشية والناس. ولحسن الحظ إن هذه الأنواع قليلة ويعرفها الناس في الغالب. وسكان الغابات يسمون سهامهم بها كي يتأكد القتل ويروي التاريخ أن الإمبراطورة (أجرينيا) الرومانية قتلت زوجها الإمبراطور (كلوديوس) بقطعةٍ منه (دستها له في طعامه).
دمتم بخير
'>