أيها الإخوة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هناك مقولة تقول / بأن بين العلم والجنون شعرة !!
أن الذي دفعني لأن أكتب هذه الكلمات هو انني مررة على موضوع يتحدث عن عجائب كوكب الزهرة
وكان من بينها بأن اليوم في الزهرة يفوق 300 سنة بحساب سنيننا وأن السنة فيه تفوق 200 بقليل يعني أن اليوم أطول من السنة ؟
وعندها تذكرة قول الله عزوجل ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) فأخذتني الهستريا الخيال وذهبت إلى أنه هذا الكون كله يدور دورة كاملة حول نفسه كل 1000 سنة من سنيننا ( أي يوم من أيام الله ) , واستمرة الهستريا معي لماذا الله خلق هذا الكون الواسع الكبير ؟
فتوصلت إلى أن الله خلق هذا الكون الواسع حتى يكون معجزة للناس ؟ وكيف يصير معجزة وهم لا يعرفون عنه الا القيل ؟ فقلت الله خلق العقل البشري واعطاه قدرة التخيل ؟ فلو كان هذا الكون صغير لتعداه خيال الانسان إلى ماهو بعده ؟ وقد تكون الذات الاهية ؟ فجعل خياله لا يستطع أن يتخيل أو يحيط بهذا الكون فكيف له أن يحيط بما هو أكبر من ذلك ( قل انظروا ماذا في السموات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون )
وحتى يعترف هذا العقل بقدرة الخالق الذي خلق هذا الكون بحجمة واتساعه إلى اعترافه بقدرته على خلق ماهو اصغر من ذلك البشر ( لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون )
استمع اخي القارء إلى هذا الحديث : عن عباس بن عبد المطلب قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتدرون ماهذا قال قلنا السحاب قال والمزن قال قلنا والمزن قال والعنان قال فسكتنا فقال هل تدرون كم بين السماء والأرض قال قلنا الله ورسوله أعلم , قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة , وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماءوالأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء ) وقال الترمذي هذ حديث حسن .
لا اله الا الله هل استطاع العقل أن يتخيل شيء من ذلك , أعتقد بأنه سيبقى في السماء الدنيا ,
انظر البداية والنهاية لابن كثير ,
اذا عندنا كرسي , وعندنا عرش ما الفرق بينهما ؟
أما الكرسي فهو موضع القدمين قاله ابن عباس , أما العرش ..........
فعن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يارسول الله جهدت الأنفس وجاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق لنا الله فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك أتدري ما تقول , وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فمازال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال : ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك , ويحك أتدري إن عرشه على سمواته لهكذا , وقال بأصابعه مثل القبة عليه إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ) . واسناده صحيح
فالعرش لا يقدر قدره الا الله , وهو محيط بهذا الكون كله , فتبارك الله أحسن الخالقين ,
وفي النهاية ولا يحيطون بشيئ من علمه الا بماشاء ,
أن العالم المسلم بعلمه يزداد إيما بالله وخصوصا علماء الفلك , وإذا زاد إيمانك زاد تواضعك لله وتبقى الصغير والعبد الذليل بين يدي مولاه الكبير العظيم الجبار المتكبر , سبحانك يا عظيم سبحانك يا كبير سبحانك يا قدوس .
فا يا هل ترى أين سينتهي بك الخيال ,
إن الخيال إذا كان في ملكوت الله فإنه يؤدي التدبر والتفكر ,الذان يقودان إلى الإيما ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأآيات لأولي الألباب ) , كما قال الأعرابي : البعرة تدل على البعير , والأثر يدل على المسير , سماءذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على العزيز الخبير !!!
ولكن الخيال الذي يتعدى حدوده إلى الذات الإهية يصبح محرما بل خطير على المسلم وقد يؤدي به إلى الإلحاد نعوذ بالله من ذلك ’
اظن الحديث قد طال , وقد يصل إلى حد الملل ,
ستغفر الله من كل ذنب وأتوب إليه ولا اله الا الله محمد رسول الله ,
, إن أخطأة فمن نفسي والشيطان وأن اصبت فمن الله وحده .
وصلى الله على نبينا محمد