بدأت إدارة الفضاء الأمريكية " ناسا " العد التنازلي لإطلاق مكوك الفضاء "أتلانتس" الأربعاء المقبل، بعد تأجيل استمر أسبوعاً بسبب عاصفة "إيرنستو" الاستوائية، التي ضربت الساحل الشرقي والجنوبي للولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وستكون الرحلة هي أول مهمة لناسا لاستئناف عملية بناء محطة الفضاء الدولية، منذ كارثة تحطم المكوك كولومبيا في أول فبراير2003، والتي أودت بحياة جميع أفراد طاقمه.
وتأجل إطلاق أتلانتس الذي كان مقرراً الأسبوع الماضي، بسبب العاصفة "إيرنستو"، فضلاً عن صاعقة أصابت منصة إطلاق المكوك على ساحل البحر في ولاية فلوريدا.
وبدلاً من الاتجاه للمدار عاد رائد الفضاء برنت غيت قائد المكوك وزملاؤه الخمسة، إلى قاعدة تدريب في هيوستن، بينما عاد أتلانتس إلى حظيرته لحمايته من الرياح الشديدة والأمطار المصاحبة للعاصفة.
وفي حالة تأجيل إطلاق المكوك، فسوف يكون أمام إدارة ناسا ثلاثة أيام فقط لإطلاق أتلانتس للفضاء، وهي أيام الأربعاء والخميس والجمعة، قبل أن تنتهي الفرصة المتاحة للإطلاق، مما قد يضطر ناسا لتأجيل المهمة حتى أواخر أكتوبر القادم.
وسيبدأ أتلانتس سلسلة أخيرة من رحلات تجميع محطة الفضاء، ينبغي أن تكتمل بحلول عام 2010، عندما يخرج أسطول مركبات مكوك الفضاء من الخدمة، وهي المركبات الفضائية الوحيدة المصممة لنقل المكونات الرئيسية للمحطة الى المدار.
وتزمع ناسا إرسال رحلتين لمحطة الفضاء الدولية هذا العام، لتدشين برنامج مؤلف من 16 رحلة ينبغي أن ينتهي بحلول 2010 عندما يتقاعد أسطول المكوك.
وسيحمل المكوك، خلال الرحلة التي تستمر 11 يوماً، هيكلاً تكلف 372 مليون دولار، مصمماً لحمل ألواح شمسية لتوليد الطاقة، ووصلة دوارة تتمكن بموجبها الألواح الشمسية من مواجهة الشمس طول الوقت.
ويتم تحديد فترة المواتية للإطلاق طبقا لعوامل فنية منها موقع المحطة الفضائية، وزاوية الشمس، وقيود تفرضها ناسا تقضى بالإقلاع أثناء النهار فقط، حتى تتمكن الكاميرات من التقاط صور واضحة لخزان الوقود الخارجي للمكوك.
وكانت قطع من المادة العازلة لخزان الوقود قد تسببت في تلفيات أدت الى انفجار المكوك كولومبيا، مما أودى بحياة رواده السبعة، ومنذ ذلك الحادث أعادت ناسا تصميم خزان الوقود مرتين.