يبدو أن الإنترنت، أو على الأقل بروتوكولات الاتصالات عبر الشبكات، قد بدأت تزحف إلى الفضاء الخارجي. وقد شرح فينت سيرف، الذي أقر كثيرين بفضله في إنشاء الشبكة الدولية للاتصالات، رؤيته الخاصة بشبكة "ما بين الكواكب" المفترضة.
وقال سيرف إنه شارك أثناء دراساته العليا بجامعة كاليفورنيا في برنامج، ترعاه وكالة مشروعات الابحاث المتقدمة "أربانت" التابعة لوزارة الدفاع، طور خلاله عددا من برامج الكمبيوتر قبل أن يلتقي عام 1973 مع زميله روبرت كين الذي وصف له تصورا عن عدد من الشبكات التي تحتوي خاصية تبادل الملفات وهي شبكة راديو متنقلة ونظام تبادل بيانات عن طريق الاتصال بالأقمار الصناعية
وأوضح سيرف أن المشكلة التي واجهتهم آنذاك كانت كيفية توصيل الشبكات الثلاث بشبكة واحد، وهو ما توصل إليه لاحقا وأطلق عليه اسم الشبكة البينية "انترنت" التي أمكن ادخال شبكات مختلفة عليها ونشرت تفاصيل الابتكار عام 1974.
وأكد سيرف أن تطبيقات الابتكار الجديد لم تكن مدونة آنذاك إلا أن البنية الأساسية للاتصالات كانت متوفرة.
وقال سيرف إنه تساءل آنذاك عن كيفية توظيف معلوماته حول الشبكات التي أوصلته إلى ابتكار الإنترنت في دعم محاولات استكشاف النظام الشمسي؟
وقال "يجب ان نقدر أنه أينما وجدت مركبة فضائية، يتعين أن يكون على متنها عدد من الأجهزة لاستكشاف عدد من الأشياء، مثل آلات التصوير عالية الكفاءة أو أجهزة لقياس الاشعاعات أو الكشف عن أنواع المعادن أو أشياء من قبيل ما هو موجود على سطح الكوكب" إلا انه اثناء محاولة الاستكشاف يتعين أن نرسل المعلومات للأرض وبالتالي علينا أن نجد طريقة إتصال.
وأضاف:"ما نتطلع إليه الآن هو إمكانية استخدام أنواع البروتوكولات الخاصة بالإنترنت لدعم الاتصالات مع مركبات الفضاء التي تتحرك حول النظام الشمسي".
عندما تخرج في الفضاء سنجد الأمور مختلفة، حيث كل شيء منفصل والمسافات التي تفصل الكواكب شاسعة جدا، فعلى سبيل المثال يبعد كوكب الأرض عن المريخ 35 مليون ميل في حالة اقترابهما لادني مسافة فى مداراتهما حول الشمس.
أما في حالة ابتعادهما فالمسافة 235 مليون ميل.
وأشار أن هذا يعني أن الإشارة الضوئية ستستغرق 20 دقيقة لتصل من الأرض للمريخ، وبالتالي لا تبدو محاولة التحكم في الاجهزة عن بعد فكرة مثيرة.
وأوضح "تخيل انك ترى صورة آتية من المريخ منذ 20 دقيقة تظهر موضع الكبسولة الفضائية التي أرسلتها، وأردت أنت أن تحرك هذه الكبسولة إلى مكان فلن تصل رسالتك قبل 20 دقيقة أخرى، هب إذن أنك أصدرت الأمر الخطا الذي قد يوقع المسبار في متاعب مثل الصعود إلى صخرة، ستدرك وأنت تحاول إصلاح الأمر أن الكبسولة ذهبت بعيدا جدا."
ولهذا لايوجد من يشجع هذا التوجه الآن في بيئة تتسع فيها المسافات جدا.
وقال سيرف: "لقد أحرزنا تقدما هائلا خلال السنوات الخمس الماضية، وقد بدأ المشروع قبل ست سنوات أعدنا خلاله مرارا تصميم بروتكولات تناسب هذا المناخ الغريب.
وأضاف "نجحنا بالفعل في أن نحصل على عدد من الطبقات في بروتوكولات محددة، حيث وجدنا أن جميع أنواع هذه البروتوكولات تأتي في طبقات أشبه بطبقات الكعكة.
وكشف الباحث أنه "حدد المستويين السفليين للشبكة اللازمة لهذه الاتصالات وهما موجودان بالفعل الآن ضمن تجهيزات كبسولتي"سبيريت وابورتيونيتي" الموجودتان حاليا على سطح المريخ.
وأشِار إلى أنه يجري اختبار طبقة أخرى لبروتوكول مماثل هنا في الارض و"نأمل أن نرسلها للفضاء الخارجي نحو عام 2009 مع مدار اتصالات متخصص"
وأعلن سيرف أن التوصل إلى نظام اتصالات عبر الشبكات بين كوكبين بات قاب قوسين أو أدنى.