إلى الأخ عضو المجلس الشوري والأخ المعلم الثالث
مع كل الحق... أي نظرية ما لم تدخل معترك التطبيق العملي والتحقق الذاتي، تبقى في النطاق النظري.
لكنني أذكرك أن العالم كيريليان قد استطاع تصوير الهالة الأثيرية الذبذبية حول الإنسان مثلاُ، واليوم أصبحت حقيقة للعلم الذي كان ينكرها سابقاً.
مثل النسبية الزمنية في الحلم، حيث تختبر أموراً وأحداثاً طويلة في جزء من الدقيقة، هل هو نظري أيضاً؟
أنت على حق في عدم قبول ما لا تختبره عملياً. وأنا مثلك... لكن الإيزوتيريك يقدم منهجاً عملياً محسوساً، في خطوات عملية، للتأكد من تلك الأمور... هو منهج "إعرف نفسك" الذي تكلم عنه سقراط سابقاً وغيره من الفلاسفة والكبار في المعلرفة.
هل نستطيع استيعاب الفيزياء إن لم نقرأ ولو كتاباً واحداً في الفيزياء؟ وإن لم نطبق اختباراً واحداً على الأقل؟؟
فأدعوك لقراءة ولو كتاباً واحداً لتتجلى لك المفاهيم التي أذكرها بوضوح... وأترك لك المفاجأة عند التطبيق...
الإيزوتيريك يفتح آفاق جديدة و بعيدة في تقنية اعرف نفسك… والى جانب بساطة وسلاسة اسلوبه، ورقة وشفافية عمق مضمونه، فيه ما يحمل القارئ على المضي عبر عواصف هذه الحياة العصرية الصعبة بشجاعة وسلام حقيقي وبفرح أيضاً. وذلك لاحتوائه على منهج واضح يكاد يكون تفصيلياً، منهج يمكن لأي كان تطبيقه في حياته، في نهاره وفي ليله أيضاً… فيجد، وفي وقت غير طويل، انه تمكن من التواصل مع نفسه، ومن الدخول الى أعماق ذاته، وكشف أسرارها، وفهم أسباب مشاعرها، ودوافع تصرفاتها، وغوامض علاقتها المضطربة مع الآخرين ومع الحياة برمّتها. وهو ليس علماً نظرياً بل أيضاً أسلوب لايجاد النقصان وأسلوب التوصل الى توازن داخلي ومع المحيط الخارجي. والنتيجة تكون شبه سيطرة كاملة على النفس وأكاد أقول على أحداث الحياة الشخصية.
يقول الإيزوتيريك مثلاً في كتابه "رحلة في خفايا الذات الإنسانية" :"بقدر ما تعرف نفسك تتحقق ان سبب كل شيئ ينطلق من ذاتك، ونتيجة كل شيئ تعود الى ذاتك!".
هناك تظهر حقائق الزمان والمكان... والنسبية بين واقع وآخر... وبين أبعاد النفس والذات والروح... وهي الحقائق نفسها التي يحاول العلم أن يدركها... لكن عبر مسار خارجي... فيما المسار الحقيقي داخلي... ندرك فيه أننا أقرب إلى الحقيقة من حبل الوريد ...
المنهج الذي أتكلم عنه لا يتناول نسبية الزمن فقط، فهذا الموضوع ورقة على شجرته.
المنهج الإيزوتيريكي طريق الى معرفة الذات عبر التطبيق العملي … هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح المقدرات العقلية و القوى الخفية الهاجعة في أعماق كل انسان، وذلك بهدف التطور و الوعي على كل صعيد ، و لا نقول بهدف التوصل الى الذكاء السامي و سبر أغوار الأبعاد الفكرية فحسب … بل الوعي لمجريات الأمور ، والسير بالانسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل … انطلاقاً من أنّ الانسان هو سيد نفسه و مصيره.
أوضح لأخي المعلم الثالث أن لا دخل للعلوم الباطنية الحقيقية كالإيزوتيريك في نواحي سياسية أو استراتيجية معينة .. هي إنسانية، لكل إنسان مهما كانت جنسيته أو دينه أو عرقه... وهذا ما يلاحظه جميع القراء في كتب الإيزوتيريك الثلاث والثلاثين...
أوافقك الرأي .. يبقى العلم بينبوعا ننهل منه ... وزادا لا نشبع منه ... وسواءا كان العلم نسبيا ام شعوريا ... فهدفنا النهائي هو الفائدة والافادة ... إفادة إنسانية الإنسان!
اشكركم على هذا النقاش الشيق ...
(( قل الروح من امر ربي ، وما اوتيتم من العلم الا قليلا )) صدق الله العظيم
لكن أيضاً (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) صدق الله العظيم
مع الشكر
زياد دكاش
لمزيد من المعلومات