لم تحلقي بعيدا ولا قريبا، بل فقأت عين الحقيقة
'>
هذا بالضبط ما أقصده. أما كيف نكتشف الزمن الحقيقي، فإنني أفضل تأجيله قليلا لنعرف ما هو أثر وجود زمن حقيقي مطلق، حتى نتبع هذا الأثر إلى المؤثر.
الزمن الحقيقي هذا متعذر على إدراكنا، وليس أمامنا أي طريقة لقياسه مباشرة. لذلك وجب علينا أن نبحث عن طريقة غير مباشرة لقياسه. الطريقة هي أن هذا الزمن يترك أثرا على الزمن النسبي الذي نستطيع قياسه.
الزمن المطلق قيمة كمية، أي أن هناك "لحظات" لا يمكن تقسيمها إلى أجزاء أصغر. وعندما نجري أي عملية على أعداد صحيحة فإننا نحصل على نتائج لا تكون صحيحة بالضرورة، لكنها تتكون من أعداد محدودة بينها فراغات. ولتوضيح المفهوم، لنتأمل سلسلة الأعداد التالية:
1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10 ,11
هذه أعداد يمكن أن تكون قياسات لقيمة كمية. أما الأعداد التالية:
1,
1.4142135623730950488016887242097,
1.7320508075688772935274463415059,
2,
2.2360679774997896964091736687313,
2.4494897427831780981972840747059,
2.6457513110645905905016157536393,
2.8284271247461900976033774484194,
3,
3.1622776601683793319988935444327,
3.3166247903553998491149327366707
فرغم أنها ليست أعداد صحيحة، إلا أن فيها خاصية مهمة من خواص الأعداد الصحيحة، وهي أنه لا يوجد قيم تتوسط هذه الأعداد. لا يوجد قيمة بين الأول والثاني، ولا بين الثاني والثالث، وهكذا. السبب في ذلك هو أن هذه الأعداد ناتجة عن إجراء عملية رياضية بحتة على أعداد صحيحة (العملية هنا هي الجذر التربيعي).
العلاقة بين الزمن الحقيقي والزمن المطلق هي من هذا النوع، فالزمن المطلق كمي، مكون من مضاعفات صحيحة لوحدة ثابتة هي اللحظة، والزمن النسبي هو الزمن الذي ندركه نحن بحواسنا، بعد أن تتدخل كل المعادلات المعروفة في العبث بالقيمة المقيسة.
وبما أننا وصلنا إلى هذه النقطة، فأنا أحب أن أوضح أن أول ميزة لهذا الافتراض على المفهوم العام المألوف للزمن هو أنه يقدم طريقة ناجحة في الجمع بين شواهد ميكانيكا الكم، وشواهد النسبية، التي تبدو متناقضة تماما وفق جميع النظريات الموجودة تقريبا. أي أنني أعتقد بالكمية والنسبية في نفس الوقت، الأمر الذي يعده أكثر الفيزيائيين تناقضا.