الــبيرونـي أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وشاعر، وكذلك يعتبر عالماً في الفلك والرياضيات والعلوم الطبيعية والصيدلة.
كانت ولادته في احدى قرى مدينة كاث في دولة خوارزم سنة 362 هـ - 973 م.
وهو في العشرين من عمره حين ارتفعت منزلته العلمية والأدبية تبناه حينها بناة الحكمة والعلم من بني سامان ببخارى ليصبح بعدها ذائع الصيت لما يحمله من علم ومعرفه , ويلتقي هناك ابن سينا ليصبحا زميلين يثري كل منهما مكتبة الأمير نوح بن منصور الساماني بالمؤلفات النفيسة.
وبعد أن سقط مُلم السامانيين ذهب البيروني بصحبة ابن سينا في ضيافة شمس المعالي أير جرجان وقد أحسن هذا الأميرضيافتهما لإهتمامه بالعلم والعلماء.
عقِب وفاة أمير جرجان عاد البيروني إلى خوارزم وقد عمل هناك في مجمع العلوم الذي تم تأسيسه من قِبل أمير خوارزم مأمون بن مأمون, ولكن في العام 407 هـ بعد أن يقتل الأمير مأمون على يد جنوده , يغادر البيروني جوارزم بعدأن أقام فيها لسبع سنوات إلى غزنه برفقة محمود الغزنوي صهر أمير خوارزم.
كان البيروني ملازماً للسلطان محمود الغزنوي في غزواته , ومن تلك الغزوات من كانت إلى الهند ليتمكن البيروني من اكتساب معارف جديدة ولغة أخرى بالإضافة إلى اللغات التي كان يتقنها كالعربية، والفارسية، واليونانية، والسريانية.
لم يكن للسلطان محمود الغزنوي ذاك الإهتمام الكبير بالعلم, لذا لم يكن يصغي لما يلقيه العلماء من محاضرات كالبيروني وغيره, ثم يتلوه في الحكم أكبر أولاده وهو السلطان مسعود الغزنوي الذي على عكسه يولي العلم قدر كبير من الإهتمام حت أن البيروني أهداه :كتاب " القانون المسعودي", فيرسل له السلطان بعدها مكافأة ليردها البيروني قائلاَ:إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال.
من انجازاته في الفلك أنه برهن البيروني على حقائق علمية هامة منها مساحة الأرض ونسبتها للقمر ، وعن أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، وعن بعد الشمس عن القمر، وعن مساحة الأرض ونسبتها للقمر، وبعدها عن جرم الشمس وأبعاد المجموعة الشمسية عن الأرض، وبعد الكوكب عن الآخر في المجموعة وهو أول من قال إن الشمس هي مركز الكون الأرضي مخالفا كل ما كان سائدا في وقته من آراء تتفق كلها على أن الأرض هي مركز الكون. كما أثبت أن أوج الشمس غير ثابت. وقد استطاع ب ناء على أربعة أرصاد في المواسم الأربعة أن يحسب مقدار هذه الحركة بواسطة الحساب التفاضلي، وقد كان المقدار النهائي الذي أثبته الفلكيون المسلمون لهذه الحركة هو (12.09) ثانية في السنة، وهو تحديد يختلف قليلا عن المقدار المثبت في العصر الحاضر وهو (11.46) ثانية في السنة. كما رصد الكسوف والخسوف وشرح بطريقة واضحة، الشفق والغسق. وحسب محيط الأرض بدقة فائقة ، وحدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم ، مستعملا نظرياته الرياضية. ومن المسائل المعروفة باسم البيروني مسائل عديدة ، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار ، مثل: محاولة قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وحساب قطر الأرض، وأن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت .وفي الرياضيات تمكن البيروني من حل معدلة (س3 = 1 3س), وكذلك في الكيمياء كان ممن رفضوا إمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.
وقد كانت وفاة هذا العالم الفاضل في سنة 440هـ - 1048م ,يترك لللبشرية مؤلفات تبلغ حوالي 183 مؤلفاً في عدة علوم كالرياضيات والفلك والصيدلة والتاريخ والجغرافيا والأدب ككتب أو رسائل.
من مؤلفاته :
" كتب "
*ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة .
*الجماهر في معرفة الجواهر .
*التفهيم لأوائل صناعة التنجيم .
*تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن .
* رؤية الأهلة .
* المسائل الهندسية .
" رسائل "
*استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الأسطرلاب .
*معرفة سمت القبلة .
*الميكانيكا والأيدروستاتيكا .