ما هو الاشعاع؟
انه ببساطة , عبارة عن طاقة تنتشر من مكان الى اخر بسهولة فائقة وبسرعة الضوء .
واذا كان الصوت عبارة عن امواج تنتشر في وسط مادي كالهواء , ويمكن ان تحس به الاذن البشرية, عند وصول قدر ضئيل من الطاقة اليها عند امتصاصها كطاقة حركية تحفر الاذن الداخلية , وتتحول الى طاقة كهربائية عصبية تصل الى الدماغ فيحس بها ويفسراشارتها في الية معقدة لا نعرف عنها سوى القليل , فان الضوء( الاشعاع ) يملك ايضا خواصا موجية , وهو عبارة عن امواج كهرو مغناطيسة تنتشر بالاشعاع , وتملك هذه الامواج خواصا مادية وموجية في ان واحد . وتترافق الفوتونات الضوئية مع الامواج الضوئية , وتزداد طاقة هذه الاشعاعات كلما ازداد تواترها او قل طول موجتها . لذلك , تكون الطاقة اكبر في الاشعة الضوئية المرئية, بالمقارنة بامواج الراديو , وتصبح الطاقة عالية جدا في حالة اشعاعات (رونتجين ) او( اشعة غاما) .
ومن المعروف وجود عدد كبير من أنواع الاشعاعات أهمها : ألفا ، بيتا ، جاما:-
وترتبط اشعاعات ألفا بانطلاق نوى ذرات الهيليوم الموجبة ذات الطاقة العالية والمحتوية على عدد 2 بروتون واثنين نيترون في نواة واحدة وتملك شحنة موجبة قدرها 2 ، وتسطتيع التفاعل بقوة مع مواد عديدة بالتأثيرات الكهرومغناطسية . وهي لا تستطيع أن تخترق الهواء مسافات طويلة ، ويمكن لورقة عادية أن توقفها ، ولا تخترق جلد الانسان الخارجي ، ولكنها عندما تصطدم بالخلايا ، فانها تؤدي الى حدوث تأينات موضعية كبيرة جدا بسبب طاقتها . وتتألف اشعاعات بيتا من الالكترونات العالية الطاقة (أو من الالكترونات الموجبة أي البوزيترونات ) وهي تصدر عند التحلل التلقائي للنوى ذات النشاط الاشعاعي ، والتي تصدر أيضا "النترينو" أو النترينو المضاد" الذي لا يهمنا من الناحية البيئية ، لأنه يتفاعل بشكل ضعيف مع المادة . ويخترق اشعاع بيتا الهواء مسافة أطول من اشعاع ألفا ، وكذلك فانه يصل الى مسافات أعمق في الأنسجة الحية.
وتتألف اشعاعات جاما من الفوتونات العالية الطاقة جدا ، لذلك تكون ذات أطوال موجية صغيرة جدا . وبالرغم من عدم وجود شحنة كهربائية ترافق هذه الاشعاعات ، فانها تستطيع النفاذ داخل المادة مسافات كبيرة ، وعند تعرض النسيج الحي لاشعاع غاما ، فان التأين الحادث داخله كاف لتخريب النسيج ، وحتى موته في النهاية . ويستمر حدوث التأين على طول مسار الاشعاع داخل النسيج.
توجد أيضا اشعاعات أخرى قادرة على احداث التأين ، وهي لا تذكر كثيرا لعدم شيوعها ، مثل اشعاعات البروتونات والنترونات وغيرها ، وجميعها تستطيع مثل سابقاتها اتلاف الأنسجة الحية في شروط معنية ، وتترافق مع حدوث التحلل الطبيعي أو الاصطناعي للمواد ذات النشاط الاشعاعي . وبالرغم من أن النيترونات لا تحمل شحنة كهربائية ، فان اختراقها للنسيج نشاطا اشعاعيا في المواد غير الفعالة اشعاعيا . وتستطيع النيترونات السريعة أن تؤدي الى تخريب في الأنسجة يزيد عشر مرات عن التخريب الذي تحدثه أشعة جاما ، بينما يكون المخرب للنيترونات البطيئة خمسة أضعاف أشعة غاما ، التي تملك نفس الطاقة . وتنتج النيترونات من المفاعلات النووية أو الانفجارات الذرية . وتتشابه الأشعة السينية مع أشعة غاما في طبيعتها ، ولها أثار فسيولوجية متشابهه. وتصل الأشعة الكونية من الفضاء الخارجي وهي أشعة كهرومغناطسية ذات طاقة منخفضة عند وصولها الى سطح الأرض ولكنها تشكل خطرا في الفضاء الخارجي ، وهي المسؤلة عن الاشعاع الأساسي الأرضي الى جانب المواد النشطة اشعاعيا في المياه والتربة .