يعد الخوخ من أقدم الفواكه التي عرفها العالم ، ويعتقد أن بلاد فارس هي موطنه الاصلي ومنها
سافر الى الدول المجاورة خصوصا سورية التي اصبحت عاصمتها من اهم المدن المنتجة له .
ويقال ان الخوخ هو الغنيمة الوحيدة التي حملها الاوروبيون معهم اثناء الحروب الصليبية الى
بلاد الشام في العم 1148، ويطلق على الخوخ الشامي الذي انتشر في اوروبا اسم (الملكة كلود )
نسبة الى الملكة كلود زوجة الملك الفرنسي فرنسوا الاول .
يوجد الخوخ في كل بلاد العلم تتوافر منه حوالي مئة نوع وهو يتمتع بالخصائص الآتية :
* يحتوي الخوخ على سكاكر عدة مثل الفركتوز والبانتوسان والسوربيتول وهذه السكاكر
هي التي تعطي الطعم الحلو المميز لهذه الفاكهة ، وقد يظن البعض ان هذا الطعم السكري الواضح
يعني ان الخوخ غني بالسعرات الحرارية ولكن الواقع هو غير هذا فمئة غرام منه لا تنتج سوى
55 سعرة حرارية وهي كمية ضئيلة ولهذا فيمكن لمحبي النقرشقة ان ينقرشوا منها دون خوف
بدل ان تقع عيونهم على اغذية تعج بالطاقة .
* من ناحية البروتينات فإن الخوخ لا يحتوي منها سوى كمية شحيحة ( اقل من غرام واحد في
مئة غرام ) اما الادهان فآثارها تكاد لاتذكر .
* على صعيد المعادن يعتبر الخوخ من الفواكه الغنية بها فهناك معدن البوتاسيوم والكالسيوم
والمغنيزيوم اضافة الى كمية لا بأس بها من معدن الحديد
* توجد في الخوخ تشكيلة من الفيتامينات المهمة مثل الفيتامين ( ث) ومجموعة الفيتامينات(ب)
وطليعة الفيتامين ( ا ) الى جانب الفيتامين E
* يعتبر الخوخ صديقا للامعاء فهو ينشطها ويعينها على اداء وظائفها وهذا يعود الى ثلاثة اسباب :
الاول وجود شتى انواع الالياف الغذائية في الخوخ وخصوصا الياف السيللولوز والهيميسللوز
التي تعطي زخما لمحتويات الامعاء كي تجري وتسير على افضل ما يرام اضافة الى الياف البكتين
التي تتميز بقدرتها على احتجاز الماء وتنظيم حركة الامعاء ،، اما السبب الثاني الذي يجعل الخوخ
صديقا للامعاء هو غناه بمادة السوربيتول التي تحرض المرارة على العمل بنشاط وهذا مايسهم في
مكافحة الكسل المعوي ،، السبب الثالث وجود مركب ( دي فينيليساتين ) أحد افراد عاءلة الاندولات
التي تملك خواص ملينة للامعاء .
* يوجد في الخوخ بعض الاحماض العضوية مثل حامض التفاح وحامض الليمون وكذلك الاملاح
العضوية ناهيك عن المواد العفصية ، وهذه المركبات لها اهميتها في تهدئة آلام المفاصل وداء
النقرس .
ان الحديث عن الخوخ الطازج يدفعنا للحديث عن الخوخ اليابس ، صحيح ان قشرة هذه الفاكهة
المجففة السوداء والمجعدة غير جذابة ولكن المهم هو في الجوهر وليس في المظهر فالخوخ الجاف
يعتبر واحدا من العلاجات المفضلة للامساك ان لم يكن الاحسن بينها .
هناك العشرات من المستحضرات الدوائية التي تستعمل لعلاج الامساك وغالبيتها لا لزوم لها
لو اعتاد الانسان على تناول حبة الى بضع حبات من الخوخ المجفف يوميا ، فهذا الاخير يحتوي
بين طياته على مركبات منشطة وملينة للامعاء هي نفسها التي تتواجد في الخوخ الطازج ولكن
بتركيز اعلى فالخوخ المجفف يتمتع بالخواص المفيدة نفسها للخوخ الطازج .