يستعد مسبارعطارد التابع لوكالة الفضاء الأمريكية الذي سيقوم بفحوصات دقيقة على أقرب كوكب من الشمس للانطلاق.
ومن المنتظر أن ينطلق المسبار في تمام الساعة 07.16 بالتوقيت الصيفي من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا على متن صاروخ بوينج دلتا 2 في رحلة تستمر سبعة أعوام.
وبعد الوصول في تمام الساعة 20.11 سيدور المسبار حول عطارد لمدة عام لاستكشاف غلافه الجوي ومكوناته وتركيبه.
وخلال رحلتها التي تصل مسافتها إلى 7.9 مليار كيلو مترا ستكمل مركبة فضاء ناسا 15 دورة حول الشمس، كما ستقوم بدورة واحدة حول الأرض ودورتان حول كوكب الزهرة وثلاثة قبل الانزلاق في المدار حول الكوكب الذي يقع في عمق النظام الشمسي.
وسيقوم المسبار بجمع معلومات حول تركيب قشرة عطارد وتاريخه الجيولوجي والمناطق القطبية والغلاف الجوي والبيئة المغناطيسية إضافة إلى تركيب الجزء المركزي منها.
ويأمل العلماء المشرفين على المهمة التي تتكلف 427 مليون دولار أن تساعد هذه المهمة في حل بعض الأغاز المحيطة بعالم الكوكب الغامض.
ويعرف رواد الفضاء أن ثلثا كوكب عطارد، الذي يعد أسمك كوكب في المجموعة الشمسية، مكون من الحديد، لكن يبقى السؤال مطروحا، لماذا هذا الكوكب بالذات غني بهذا المعدن أكثر من أي كوكب آخر؟
ويعتقد بعض العلماء أن كوكب عطارد ربما كان ذات مرة صخريا، لكنه فقد سطحه الخارجي ربما نظرا للتعرض للرياح الشمسية أو عن طريق تأثير جسم عملاق.
ومن جانبه قال رئيس المهمة سيان سولومون إنه أراد أيضا أن يفهم سبب اختلاف الكواكب الداخلية في المجموعة الشمسية (عطارد - الزهرة - الأرض - المريخ) عن الكواكب الخارجية مثل المشترى وزحل.
ويعد عطارد أيضا الكوكب الداخلي الوحيد إلى جانب الأرض الذي يوجد له مجال
مغناطيسي عالمي. ويأمل العلماء في معرفة الكيفية التي تشكل بها.
لكن أحد أكثر الألغاز الخادعة حول عطارد تتمثل في الوجود الواضح للجليد على سطحه.
أي طبقة جليدية على كوكب قد تصل درجة حرارة السطح عند خط الاستواء إلى 450 درجة سيليزية يجب أن تظل خارج نطاق الشمس داخل فوهات البركان الداخلية المظلله في الأقطاب.
واكتشفت تليسكوبات راديوية على الأرض توقيع الجليد على فوهات البراكين في مناطق خط العرض المرتفعة حيث يمكن أن تظل الحرارة تحت 184 درجة سيليزية.
لكن بعض العلماء حذروا من أن "الجليد" يمكن فعلا أن يتسبب في تكوين ثاني أكسيد السيليكون مجمد إلى درجة كبيرة أو شيء آخر.
ويحمل مسبار عطارد سبع آلات لتحديد مميزات الكوكب. وسيعمل في درجة حرارة الغرفة خلف شاشة من بنيان فخاري مقاوم للحرارة.
وتحمل المركبة التي تزن 1.2 طن أيضا نظام اشعاع حراري وسيمر لحظيا على أكثر مناطق الكوكب حرارة ومن ثم الحد من التعرض للحرارة الكبيرة التي ترتد من سطح عطارد الساخن جدا.
تجدر الاشارة إلى أن كوكب عطارد يعد أقل الكواكب الصخرية استكشافا والتي منها أيضا الزهرة والأرض والمريخ.
معظم ما يعرفه العلماء عن كوكب عطارد يأتي من مركبة الفضاء مارينر 10 التي مرت به ثلاث مرات في أعوام 1974 و 1975. لكن المسبار لم يجمع سوى معلومات مفصلة حول أقل من نصف السطح.
وليس أمام صاروخ دلتا 2 الذي يحمل على متنه مركبة الفضاء عطارد سوى 13 يوما للاطلاق.