أن يكون للمرء صديق معناه أنه يملك كنزاً من أكبر الكنوز التي يمكن لهذه الحياة أن تقدمها.. فالتفاهم الصحيح يخفف من وطأة كل ضربة تنزل بنا و هو يحملنا على الكفاح الجبار من أجل التغلب على أخطائنا... مادام الشخص المتفهم راضياً عن التغاضي عنها أو التسامح بها.
في هذه الحالة يزودنا بميناء السلامة عندما يقلب لنا الدهر ظهر المجن كما إنه يلهمنا باستمرار لكي نحاول تكرار جعل حياتنا مثمرة و ذلك لأن صديقاً يؤمن بنا من صميم قلبه و دون أي تساؤل أو شك.
و في هذا الكفاية... روح متفهمة يمكننا أن نكشف لها عن مكنوناتنا و نبوح لها بكل أسرارنا و نعترف لها بتقصيرنا و ضعفنا دو ن أن نخشى شيئاً من اللوم و التثريب و الفضيحة.
إن في الإفضاء بما يجيش في نفوسنا من أمور إلى إنسان نثق به خيراً عميماً لنا.. ذلك بأننا إذا استطعنا أن نلقي عنا أحمالنا الباهظة و نتناقش في أمورنا الخاصة مع صديق فإنه يمكننا في هذه الحالة أن نحول دون تأثير هذه الصور الذهنية تأثيراً قوياً في عقلنا الباطن... أما إذا اضطررنا إلى الاحتفاظ بهذه الانطباعات الذهنية عن متاعبنا و العقبات و العراقيل التي تعترضنا لأنه ليس لن أحد نسر بها إليه ففي هذه الحالة ستزداد قوة كلما كررها المرء على نفسه حتى يصبح لها تأثير سيء عليه.
إن الحياة لم توجد لتحياها لنفسك ...
إنما وجدت لتشاطرها سواك... ذلك هو المبدأ الذي أقيم عليه الكون، فعناصر الكون الإيجابية لا فائدة لها بدون العناصر السلبية و العناصر السلبية تكاد تكون معدومة الجدوى و القوة بدون العناصر الإيجابية.
و لكن ضم الفئتين أحداهما إلى الأخرى ينتج مولد قوة و حيوية و طاقة خلاقة لا ينفد معينها.
إن التفهم الصحيح للأخر و لأنفسنا كان الحاجة الوحيدة منذ قرون و قرون... إلا أن معظم الناس اعتقدوا خطاء أنهم وجدوا في عالم خارجي أو طبيعي و لم يستثمروا الثروات الداخلية الرائعة التي يتمتعون بها جميعاً و التي كان يمكن أن تبني لهم صرح سعادة لا توصف.
لعلك تعتقد أن شخصين أقرب ما يكونان لبعضهما (صلة نسب مثلاً ) كزوج و زوجة.. قد أنميا تفهماً حقيقياً أحدهما للآخر و عرف الواحد منهما عقلية الآخر – رغباته و الأمور التي تسيء بلا قصد و ينبغي تجنبها – فضلا عن الأمور التي تقرب بينهما و لذلك ينبغي تقويتها.
و لكن بدلا من ذلك نجد أزواجا كثيرين يثير بعضهم بعضا و يخلقون المشاكل و المنازعات و الشكوك مما يوضح أنه ليس ثمة تفاهم حقيقي بينهم أو أن هناك فحسب تفاهم بقدر ضئيل جداً.
كثيرا ما يكون الأخ على غير وفاق مع أخيه و الابن مع أبيه و الأخت مع أختها و غيرهم ( أنواع الخلاف عديدة )
و لكن كم من أسرة تتمتع بعلاقة منسجمة..
في الأساس... بالطبع ... عجزنا عن فهم أنفسنا قد جعل من المستحيل فهم الآخرين.
أفهم نفسك.. حاورها ... أعرف معوقاتها، حاجاتها... كي تتمتع بعلاقات جميله و تنعم بتفاهم صحيح مع الآخرين "
تحياتي...
:'>