بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة المولى واجل بركاته
حينما ينحني الخيال الى الفكر المتأمل فإنه يهوي بصاحبه الى اسطورة مفقوده يسعى اليها باحثا عنها بين سجايا الاوراق المبعثره والهامده في فكره..
هكذا راود الانسان منذ القدم الحلم بالذهاب الى حيث يريد من دون عناء السفر وقبل ان يرتد اليه طرفه..و دون إحتساء المتعة فيه ...لكن الامر بات جديا من نافذة المنطق المستتب ..قوانين الفيزياء ظلت تشكل عقبة هائلة امام تحقيق ذالك الحلم ...
.حتى وقفنا صامدين امام اسوار الفيزياء لااحد يستطيع ان يستلطفها..فقد اكد علماء الفيزياء الكموميه ان النقل الفوري امر ممكن اذا استطاعوا الإلمام بطائفة من المعضلات الفيزيائية واذا ماتوافرت الاجهزه والحواسيب المتطورة....
وهكذا ومنذ العام 1997 انبرى حشد من العلماء في النمسا وايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا لدراسة هذه المعضلات واحدة اثر الاخرى ..حتى تمكن اخيرا فريق استرالي ( يعمل في جامعة كابيرا ) من نقل فوتون ضوئي نقلا فوريا بحيث اختفى من مكانه ليظهر في اللحظة نفسها في مكان اخر ..مايعد بفتوحات علمية كانت الى الامس القريب مجرد فلم من افلام الخيال العلمي ....
ولكن لماذا نجحت التجربة مع فوتون الضوء تحديدا ؟
لانحتاج الى التفكير والتأمل الطويل لان الفوتون من ابسط جزيئات المادة ..فهو لايتكون الامن تردد موجي ..ومن زاوية بؤرية يكونهما عند انتقاله المتموج ...فقام العلماء بنقل الزاوية البؤرية مستفيدين من ان أي فوتون يمكن ان يكون له توأم بحيث يتحرك الاثنان الحركة ذاتها مهما كانت المسافة الفاصلة بينهما فإذا ما حدث وتغيرت الزاوية البؤرية لاحدهما فإن الاخر يتغير مثله وكأننا ازاء مركبين شراعيين متشابهين ما ان ينحني شراع احدهما حتى يأخذ الثاني بحني شراعة على الفور ... وتعد مثل هذه الخاصيه من اعاجيب فيزياء الكم التي تدرس قوانين اجزاء الذرة..
يتطلع العلماء في المرحلة اللاحقة الى نقل ذرة كاملة بعد نقل اجزائها بالاسلوب نفسه..ولكن هل يمكن نقل الانسان الذي يحتوي جسمه على عدد من الذرات تمثله (10 ومقابلها 32 صفرا )!!!!!!!!
ستكون لنا وقفه ونظره اخرى اذا تحرر هذا الخيال الى ارض الواقع......
212فيــــز