Advanced Search

المحرر موضوع: سؤال  (زيارة 1767 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 31, 2005, 07:35:47 صباحاً
زيارة 1767 مرات

Vipera Palestina

  • عضو خبير

  • *****

  • 1539
    مشاركة

  • مشرف قسم الحاسوب

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://ala.aburayyan.com
سؤال
« في: مارس 31, 2005, 07:35:47 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني .. ما هي مواصفات المحاضر الجيد؟
الحياة مزيج جميل مستعص على الادراك البشري من القوة و الحب و الكره و الضعف و لا نمسها بشيء .. بل هي من يمسنا بكل شيء و طريقنا الوحيد لتغييرها هي تغيير أنفسنا من الداخل. و هو أصعب ما يمكن لي أن أتصور حدوثه.
كل شيء في هذه الحياة قد رسم بخط أسود... و إن لم نره !

ألا كل شيء ما خلا الله باطل و كل نعيم لا محالة زائل

أغسطس 31, 2005, 12:09:37 صباحاً
رد #1

الفاضل

  • عضو مبتدى

  • *

  • 32
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال
« رد #1 في: أغسطس 31, 2005, 12:09:37 صباحاً »
السلام عليكم
اليك هذا الملف المرفق يتضمن مواصفات استاذ الجامعة
ارجو ان تستفيد منه
***********************************************
***********************************************
وما من كاتب الا سيفنى .... ويـبقي الدهـر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك في القيامة ان تراه
***********************************************
***********************************************

أغسطس 31, 2005, 12:24:48 صباحاً
رد #2

الفاضل

  • عضو مبتدى

  • *

  • 32
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال
« رد #2 في: أغسطس 31, 2005, 12:24:48 صباحاً »
يبدو انني لم أنجح في تحميل الملف لسبب من الأسباب , ولكن يمكنني اقتباس بعض الفقرات من الملف فيما يخص طبيعة استاذ الجامعة وصفاته.
عسى ان تجدوا فيه بعض الافاده.


The university teacher in the Arabic motherland: his preparation and selection according to the need to
أستاذ الجامعة في الوطن العربي: إعداده واختياره في ضوء الحاجة إليه
              *=*=*=*=*

مقدمة :

حتى لا نفكر مختلفين , يجدر بي في البداية أن أسوق هذا التوضيح وهو أني لست أقصد بأستاذ الجامعة من حصل فعلاً علي هذا اللقب عن طريق التدرج الوظيفي طبقا للائحة الجامعات , ولكن أقصد به عضو هيئة التدريس في أي كلية أو معهد من معاهد التعليم الجامعية أيا كان لقبة مدرساً أو أستاذاً مساعداً أو أستاذاً . وحتى نلبس سويا وبحق أستاذ الجامعة ثوبه الذي ينبغي أن يرتديه ويتحلي به يحق لنا أن نستعرض سوياً , وباختصار واضح الدلالة . رسالة الجامعة وأهداف قيامها في المجتمع المتطور معرجين علي بعض الأعمال التي ينبغي أن ينخرط فيها أستاذ الجامعة حين يكون عضوا في هيئة تدريسها.

* رسالة الجامعة في المجتمع

إن الجامعة ينبغي أن تقوم في المجتمع من أجل أن تؤدي رسالة جد خطيرة . هي في واقعها كيان المجتمع نفسه ونبضات قلبه وعصب العمل فيه . فلو نظرنا إلي قطاعات الحياة في مجتمع ما حول الجامعة نجد أنها محكومة بتدبيرات وقوامات تربت في أحضان    الجامعة , وهيمنت علي شئونها عقول هي من نتاج الجامعة لا شك في ذلك , خذ مثلا قطاع الهندسة بكل أشكالها وأنواعها : مدنية وكهربية ومبان وطيران وغير ذلك , أليس يقوم كل ذلك كله ويسير شئونه ويحكم العمل فيه أناس تخرجوا في ظلال الجامعة وتحت أعلام معاهدها وكلياتها ؟ خذ أيضا قطاع الطب , أيصلح طبيباً يصلح علل الناس من تخرج في الشارع وأكتسبه خبرته الطبية تجربة فاشلة في تلك الحارة أو هذا الزقاق !؟ أم أن الذي يتولي أمر الطب ويقود سفينة بنجاح هم أولئك الذين خبروا النظريات الطبية ومارسوا تطبيقاتها في رحاب الجامعة وعلي أيدي أستاذتها ؟ خذ بالمثل قطاع القضاء , أيرضي الشعب أن يتحكم إلي جاهل بالقانون أو أن يسلم نفسه تجريما وتغريما وقصاصا وتبرئة إلي من تعوزه الحجة القانونية أو من يقضي بهواه‌ أو بشرعة الغاب إن صح أن للغاب شرعة ؟ أم يرضي إلا هو لا يرضي إلا أن يقف بظلامته وقضيته أمام القانون , أمام من خرجته لجامعة وشربته لبان العدالة المستمدة من دستور الشعب وقانونه الذي تبناه ورضي عنه ؟ خذ قطاع البحث العلمي في كل ميدان , في ميادين الزراعة والتجارة والصناعة والتعليم والاقتصاد وغير ذلك , أيجود البحث علي يد من لا يفقه للبحث أصولاً ؟ وهل يثمر البحث ثمرة طيبة يجني المجتمع من ورائها لنفسة ولأهلة خيرا أو يبني بها من خلاياه ويصلح من شأن بنيه إلا إذا ارتوي ذلك بماء المعرفة الجامعية وترعرع في أحضان خبرائها الباحثين؟

حتي الجيش الذي يحمي الديار ويضمن الاستقلال ويبقي علي المكاسب ويذود الغاضب ويدفع الناهب , لا تقوم له قائمة ولا يصلب له عود أو تقوي له شكيمة ويخشي بأسه الأعداء إلا إذا دب فيه دبيب العلم والمعرفة , واستقي من المورد الذي يرده العالمون الذين يقومون علي صنع الحياة العزيزة بما يبتكرون ويخترعون ويطورون وما أولئك إلا رجال الجامعات

وماذا أقول وكل ذي بصيرة يعلم أن الكلام لا يحتاج إلي مزيد من الإيضاح وأن القضية في غني عن المقدمات الطويلة . ولئن قال قائل : مهلا فهناك من قطاعات الحياة ما يحيا بلا جامعة أو جامعيين , فالتدريس في مدارس ما قبل الجامعة مثلا مازال وأغلب الظن أنه سيظل يموج ويزخر بمن يسميهم الناس أهل الخبرة أو من لم يطئوا للجامعة أرضا ولم يدخلوا لها مدرجاً أو قاعة درس , بل لم يرشفوا من مائها قطراً , فأنا أقول : إن أهل الخبرة هؤلاء هم من الخبرة في بعد بعيد , إذ كيف تلقي الخبرة الحقيقية وتعطي زمامها إلي من لا يفتح لها بابا أو يعرف إليها السبيل ؟ وإني لأعلم وأولو الألباب يعلمون خبرة تشتري من سوق الفراغ العلمي لهي صفقة خاسرة , إذ إن العمل بلا سناد من معرفة نظرية إفساد وتضليل ويظل إفساداً وتضليلا حتي تدور علي أهله الدوائر ويسقط هو في قبر من الهاوية سحيق . ولو امتدت إليه من بعد يد الإصلاح لوجدته-وأسفاه-الرميم لا يحييه قرع الطبول ولا نداء المزامير , ومن هنا أقولها بصراحة واطمئنان إن حال التربية في المدارس كما يعرف الجميع هزال هزيل وما يجنيه المتعلمون علي أيدي أهل الخبرة هؤلاء لا يروي الظمأ ولا يشفي الغليل.
   
حقا إن المجتمع يزخر بالجم الغفير من الناس الذين يعملون ويكسبون رزقهم بمعلوم ضئيل أو بلا معلوم علي الاطلاق , ولكن هؤلاء وأولئك ليسوا هم الذين نتحدث عنهم ممن يستوون علي عروش قطاعات المجتمع , وعليهم تقع مسؤليات التدبير والتفكير والتخطيط والاستبصار . والمعروف أن العقل المفكر والحكيم المدبر يحتاج الي من يأخذ عنه ويأتمر بأمره ويعفيه من ثقل التنفيذ والتطبيق لأن هذا الشق الأخير لا ينجزه واحد أو قلة قليلة , وإنما يحتاج إلي جيش من البشر وقوة كبيرة من الأيدي العاملة بقدر حجم المجتمع وضخامة   رقعتة , وهي إن نقصها العلم فلا عليها لأنه يصلها من أولئك الذين يقودون الدفة ويمسكون بالزمام , وهم له أهل بما نالوا من الدراسة الجامعية وتعلموا علمها وتزودوا بمعارفها .
   
أرأيت أخي إذا أن الجامعة تجري الدم في عروق المجتمع وترضعه لبان النهضة والبناء القوي المتين ؟!.
   
أرايت أن المجتمع مدين بوجود الكريم وما يملك من أدوات نهضته وعزتة ومنعته للجامعة والجامعيين ؟ أرأيت لو أن المجتمع فقد الجامعة وما تعلم وعاش علي فتات البشر الذين لاحظ لهم من معرفة أو كان لهم حظ منها ولكن من الدون القليل , ألا يكون حينئذ قبلياً بدوياً خشن العيش نهباً لكل مطامع ممن عاصروا الحياة وأخذوا بالأسباب في محراب الدراسة الجامعية رفاهة ومنعة وسلطانا ؟ إن الجامعة بحق تؤدي رسالتها إن هي أيقظت الشعب الذي يعيش له وفيه , وأن هي بنت له الكوادر التي ترقي به وتعلي نهضته وتسلك معه سبيل  عليين , وأن أردنا أن نختصر طريق هذه الحقيقة في نقاط قلنا إن الجامعة ينبغي أن تهدف إلي ما يلي :

-   استكمال النقص المعرفي والثقافي في أولئك الذين يتطلعون إليها من طلاب المدارس التي تسبق الجامعة .

-   الكوادر الفنية والعلمية التي تتحمل مسئوليات الوطن الكبرى , وتدير فيه دفة الحركة النهضية والحياة التقدمية بكفاية واقتدار .

-   خلق جيل من قادة المعرفة وأساطين العلم في الميادين الحياتية المختلفة , أولئك الذين لهم القدرة علي بناء الكوادر الجامعة التي تسير أمور الوطن فضلا عن الارتفاع إلي مستوي الكفاية في الابتكار والسبق الفكري بما يملكون من عقلية فذة وتكوين علمي سليم.

   تلك هي ببساطة رسالة الجامعة اليوم وغداً وبعد غد ولكن الذي لا شك فيه هو أن مستوي هذه الرسالة سوف يتطور طبقا للمتغيرات العلمية والتقنية التي تتدفق بلا هوادة إلي شرايين الحياة , وتسم لا محالة أساليبها كلما خطا الزمن خطواته نحو المستقبل . وإذا كان العالم اليوم يكاد يغرق علما ومعرفته فكيف به بعد اليوم وفيضان العلم لا يتوقف , وطوفان التقنيات يطرق كل باب فيفتح له . إن رسالة الجامعة تلك إذا سوف يعظم شأنها وتتضخم مسؤليات من يرعاها ويدبر أمرها ويعطيها حياتها . وهل ينكر أحد أن قادة المعرفة والكوادر العلمية الذين يراد من الجامعة أن تبنيهم لخير الوطن وازدهاره هم اليوم وفي ظل علم يفيض أنهاراً لا يحتاجون إلي عناية أعظم وجهد في الإعداد أكبر حيث يعظم الطوفان غدا ؟

* من هو أستاذ الجامعة ؟

وهنا ينبغي أن نتوقف لنسأل أنفسنا : كيف إذا نقيمها سوية لا عوج  فيها وكيف نرعاها بما هي أهل له من الرعاية ؟
   
وهذا هو السؤال الذي يصلنا بأستاذ الجامعة , من هو ؟ وكيف يكون ؟ ولست أريد هنا أن أفصل القول في كل ما يحقق للجامعة رسالتها تلك التي مرت بنا لأن ذلك غير مراد في هذا المقام . ولكني لا أشك من زاوية أخري أن أحدا لا يخالفني القول بأن استاذ الجامعة هو العمود الفقري في أدار رسالتها , إن فقدته لن تعلولها كلمة أو ينصب لها كيان , بل لن تخرج لها ثمرة ذات طعم مستساغ , لأنه هو الذي يطبخ فيأكل الناس , ويقلب الشراع ذات اليمين وذات الشمال فيميل بهم حيث يميل , وتتكيف به شخصيات المجتمع . إنه في النهاية عصب الجامعة الحساس ونبضها الذي لا يكفية أن يحيا ولكن مع حياته يهب لغيرة من الاحياء الحياة .

   إن أستاذ الجامعة إذا استعرضنا دوره في ضوء ما أسلفنا من رسالة الجامعة وجدناه متعدد الجوانب متشعب الفروع , فهو لا يقتصر علي التدريس ونقل المعارف والمعلومات إلي أذهان طلابه , ولكنه يتعدى هذا بكثير وخطير , حتى نقل المعارف والمعلومات لا يكون ذلك النقل المجرد الذي يلقي في روع الطلاب أن يثقوا الوثوق الأعمى بالكلمة المكتوبة , بل هي المعارف والمعلومات التي تصل إلي أذهان الطلاب من أستاذهم الجامعي مشفوعة بما يسمي بالشك المنهجي . ذلك الشك الذي يقولون عنه أنه أول مراتب اليقين , والذي في نطاقه يتعودون أن يراجعوا بأنفسهم ما يكتب أو يقال , ويعرضوه علي عقولهم ويعجموا عوده بالفكر الواعي والبحث الموضوعي والدراسة المتأنية القائمة علي سند من المصادر التي تتناول هذا الذي كتب أو قيل كي تظهر في النهاية شخصياتهم المتميزة كل بالرأي المدعوم بالحجة والآخذ بالدليل . ذلك لأن ما كتب ويكتب لن يكون كله علي الأقل صالحا للظروف التي تكتنف العالم غدا . فكم يتوقع من العلم أن يدحض نظريات عرفت ويقيم بدلها أخري لم تكن قد       عرفت , وكم يتوقع من العلماء أن يغوصوا في أعماق الجدة ليستخرجوا اللآلئ الثمينة من الابتكارات والاختراعات التي لم يعرفها الناس بعد , مما يتعارض مع أفكار دونت وأراء نحن نعرفها اليوم متقدمة متحضرة , وأنه إذا الباع الفسيح في التفكير , والتحرر الحر من قيود المكتوب والمدون , والنظرة العميقة والبصيرة المتفتحة عند الأخذ بهذه الفكرة أو الاسترسال مع الأخري , كل ذلك هو المطلوب من طالب الجامعة في كل حين ولن يتم ذلك إلا علي يد استاذ له شأن يؤهله لإنجاز هذا المطلوب . إن هذه عملية ليست بالسهولة التي تبدو في التعبير عنها , ولكنها تحتاج إلي كفايات عظيمة ينبغي أن يتحلي بها أستاذ الجامعة . إنها تحتاج منه أن يدرب طلابه علي كيفية الكشف عن الحقائق بأنفسهم من مصادرها الأولية أو الثانوية , من المخطوطات والنشرات والدوريات والتقارير والكتب وما إليها , إنها تحتاج منه أن يعلمهم كيف يميزون بين الغث والثمين والحق والباطل في ظل ظروف معينة فما ألف وكتب أو قيل وسمع , ثم كيف يعرضون حصيلة دراستهم وبحوثهم عرضا لا ينقصه الوضوح ولا تعوزه الحجة , بل وتزينه السلامة اللغوية والأسلوب السلس الرصين . وهل طلاب الجامعة يدخلونها بكفايات قادرة علي هذا كله , فتقيم علي ألسنتهم القضايا حين يعبرون أو تطوع لهم أقلامهم حين يكتبون ؟ فمن لهم إذا غير أستاذ الجامعة يدربهم ويرشدهم ويهديهم سواء هذا السبيل ؟ وهل إذا فقد الأستاذ نفسه هذه الكفاية يستطيع أن ينجح فيها طلابه ؟ إن هذه العملية تحتاج من أستاذ الجامعة أن يتخلي عما نسميه بالأستبداد العلمي الذي يطبع طلابه علي ترديد ما يقول هو دون سواه ,ومن ثم يحترم آراءهم ويقدر جهودهم ولكن دون أن يسمح لهم  بالاجتراء علي حقه كما هي الحال في جامعاتنا العربية حين ننادي لطلابها بشعار الحرية العلمية فيتجاوزون الحد الذي ينبغي أن ينتهوا إليه , بل قد يدعون أو يدعي بعضهم ما لا يدعيه الأستاذ نفسه من حق العلم والمعرفة بما يسول لهم ويسهل عليهم أن يدخلوا عليه محرابه المقدس ينتهكون حقوقه وكأنهم منه الأستاذ الأفضل وهو طالب لا يزيد . من بربك غير أستاذ الجامعة العالم النابه يستطيع أن يكون ذلك الأستاذ ؟ وأستاذ الجامعة هذا في تدريسه المعارف علي النحو السابق هو محاضر عليه , بصوته وحركاته وأسلوبه في تقديم المعلومات التي يعز الحصول عليها من غير طريقه , عليه بهذا كله وبغيره أن يجذب أسماع طلابه وإنتباههم , ويشوقهم إلي القراءات الخارجية وإستقصاء المعرفة بأي سبيل وبكل سبيل , ويحبب إليهم مواجهة المشاكل الحياتية بالحلول العلمية لا بالهوي الفارغ . وكيف له بهذا إذا لم يعرف نظريات التعلم والتعليم , ويقف علي نفسيات من يتعامل معهم من المتعلمين , ويلم بأسس الموقف التربوي الناجح وطرق التدريس التي تغور بمن ينتهج نهجها في أعماق النفس البشرية من المتعلمين فتسلمه إلي التفاعل المثمر معهم وإشباع حاجات من كانت لهم به حاجة ؟.

   وإضافة إلي أنه يقوم بالتدريس والمحاضرة فأستاذ الجامعة الذي نتحدث عنه يقود المناقشات داخل قاعات الدرس وخارجها إثراء للفكر وتعميقا للمفاهيم وغرسا لفضائل التعاون والتكامل بين الجماعات . وقيادة المناقشات بهذا الهدف مهارة تحتاج إلي قدرات وإمكانات ذات شأن . إذ المطلوب في مثل هذا الموقف أن يمتلك زمام النقاش الطلاب أنفسهم , ويتخلى الأستاذ بعد البداية والإثارة عن حلبة الصراع ليترك المجال لأكبر عدد منهم تحت إشرافه وتوجيهه المحدود أن يتمرسوا هم بهذا العمل الفكري الهام وما يقتضيه من البعد عن المهاترات الرذيلة والتعصبات المقيتة للآراء الشخصية , ومن رعاية آداب الحديث والمناظرة أن يحكمهم هدف البحث عن الحقيقة والصواب الرأي من أي عقل خرجا . حتى إذا غرقوا في تلك المعمعة إلي آذانهم استمعوا إلي وجهات النظر المقبولة وإن التأمت من شتي الآراء المطروحة , وعز عليهم بعد ذلك أن يتميزوا أفراد وقد دانوا بكاملهم للمجموعة وذابوا بكليتهم في السعي وراء الهدف الموحد , وليس هذا فحسب , بل المطلوب من أستاذ الجامعة في مجال المناقشات أن يعلم طلابه كيف لا يلقون بالرأي دون دليل مقبول أو حجة منطقية واضحة , وأن يجد الوسيلة الفعالة لإشراك من تنقصهم الطلاقة اللغوية أو العلمية أو العلمية , ولتعويق أولئك البارعين فيهما عن الاسترسال واستقطاب الأنوار حتى لا ييأس الأولون فيركنوا إلي السلبية أو يطغي الآخرون علي حق هو لغيرهم . وهل يستطيع أستاذ الجامعة أن يحقق ذلك إلا إذا كان بارعا فكرا وعلما وذكاء ؟

   وأستاذ الجامعة بعد هذا وذاك مطلوب منه أن يشرف علي البحوث والرسائل العلمية أو علي الأقل يشترك في الإشراف عليها . وفي هذا هو محتاج إلي أن يتعرف علي من يشرف عليهم ويستبين بوضوح شخصياتهم المتمايزة بما تحصل من نقص أو كمال ليجبر النقص وينفخ في الكمال , وليعلمهم الاستقلال عنه وعن غيره بالدراسة . فليس يصح في عمل كهذا أن ينوب أحد عن أحد وإن صح فيه إلتماس التعاون . وليعلمهم كذلك كيف يعدون التقارير عن نتائج إنجازاتهم ويتقبلون عند العرض والمدارسة الجماعية النقد والبناء والرأي المخالف إن تبينوا وجاهته , ولا شك أن تلك البحوث والرسائل العلمية تحتاج إلي قراءات خارجية ومذكرات تكتب ومراجع تسجل بنظام خاص وقدر من الابتكار والجدة يتناسب وطبيعة البحث ومستوي الدرجة العلمية المترتبة عليه. ومسئولية الأستاذ حينئذ أن يوجه إلي مصادر المعلومات ذات القيمة والإثراء في مختلف البحوث التي يشرف عليها . وأن يكون من الكياسة والمكنة العلمية بحيث يقدر الابتكارية ويوحي بهــا .

   ومعروف أنه كلما ارتقي أستاذ الجامعة في سلمه الوظيفي زادت مسئولياته      العلمية , وضخمت عطاياه وعمق أداؤه العلمي , سواء في المحاضرات أو المناقشات أو الإشراف علي البحوث والرسالات أو في شتي المساعدات التي يبذلها للطلاب أو لغيرهم مما لا نجد فائدة كبيرة في تعدادها . أليس يرتقي أستاذ الجامعة فقط إذا ارتقي به عمله , وحملة انتاجه الفكري إلي مرتقاه ؟

   هذا ولأستاذ الجامعة باع طويل في بناء مجتمعه فوق ما يبذله من جهد في تخريج الكوادر التي تسد حاجاته , وتتولي أداء الخدمات المتعددة فيه بحكمة وإقتدار , إذ هو يشارك بفكره وجهده أيضاً في أقامة المشروعات النهضية , وإثراء حركة الأعمار والتقدم بما يضع من أسس علمية هي نتائج بحوثه التي أجراها , ودراساته التي توفر عليها , والندوات والمؤتمرات التي شارك فيها قصدا إلي تطوير قطاعات الحياة المختلفة صناعية وزراعية واقتصادية وتربوية وطبية وغير ذلك , وإسهاماً بفكر متفتح ونظريات عصرية في تجديد شباب هذه القطاعات , ورفع كفاية الإنتاج الاجتماعي فيها آلة وعاملاً وإنجازاً .

   وإذا نحن آمنا برسالة الجامعة التي تتنامي مع الأيام كما ألمحنا إليها سلفا, وبخطورة ما يؤدي أستاذ الجامعة فيها كل عرجنا علي الأهم في ذلك الأداء , وإذا نحن آمنا من وراء ذلك بأن أهداف الجامعة هذه لا تتحقق إلا بأستاذ قدير علي تحقيقها , ومن ثم يسق عود المجتمع ويعظم فضله وسبقه في عالم جل ما يعتز به بل كل ما يعتز به اليوم وغدا علم وتقنية  إذا نحن آمنا بهذا كله فلن نختلف أبدا أن أستاذ الجامعة أمة وحده , مرجع المراجع ومفصل القول فيما تخصص فيه , قادر علي أن يهب فنية التعامل العلمي السليم لطلاب الجامعة بما يقتحم من نفوسهم , ويشكل من شخصياتهم , وينفث من روعه في روعهم , ويترك في أعماقهم من نفسه كي يحملوا إلي مواطن أعمالهم بعد أن يتركوا الجامعة ما ينجحهم فيها , ويقدرهم علي مسايرة ركب العصر المتطور , وتتألق في المجتمع إذا رسالته , رسالة الجامعة  أليس ذلك يوحي حقا بأن أستاذ الجامعة حرم لا تنتهك حرمته , ومحرابه في كل زمان  ومكان ؟

* صفات أستاذ الجامعة

بهذا المنطق نستطيع القول بأن أستاذ الجامعة إن بات جديرا باسمه ينبغي أن تجتمع فيه صفات أربع :
•   الصفة الأولي : كفاية علمية , بمعني أن يكون في مجاله الخاص عالما فيما يعلم فيه , لا تغيب عنه شاردة ولا واردة . ولا يعوزه التصرف العلمي السليم فيما تأتي به الأقدار من مشاكل وتخلق من ظروف , ولا يعجز عن ملاحقة التطور العلمي المتنامي .

•   الصفة الثانية : كفاية فنية , بمعني أن يكون بصيراً بحيث يبصر طلابه بعلمه وبما هو مسئول أن يبصرهم فيه بحيث يستطيعون مواجهة التحديات العلمية ومسايرة ركب الحياة المتطور , والذي لا شك تطوراً كلما خطونا إلي الأمام.

•   الصفة الثالثة : خلق العلماء , بمعني أن يكون متخلقا بما ينبغي للعالم بحق أن يتخلق به ويتربي به سلوكه , مما يزينه العلم وتباركه المعرفة وسعه الأفق.
 
•   الصفة الرابعة : إلمام بصير باللغة العربية يقدر صاحبة علي الأداء اللغوي السليم بها .


* المرجع : أستاذ الجامعة في الوطن العربي ، د. حسين سليمان قورة ،  مجلة التربية ، عدد 4، السنة الأولي ، 1990 ، تصدر عن وزارة التربية – الكويت .
***********************************************
***********************************************
وما من كاتب الا سيفنى .... ويـبقي الدهـر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك في القيامة ان تراه
***********************************************
***********************************************

أغسطس 31, 2005, 09:49:38 مساءاً
رد #3

خالد 240

  • عضو مبتدى

  • *

  • 9
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال
« رد #3 في: أغسطس 31, 2005, 09:49:38 مساءاً »
شكرا لك استاذي الفاضل
المخلص
خالد
معا يدا بيد من اجل علم متاح للجميع

سبتمبر 01, 2005, 07:50:40 مساءاً
رد #4

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال
« رد #4 في: سبتمبر 01, 2005, 07:50:40 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بوركتم جميعا .. وجزاكم الله كل خير

 دمتم بالف خير
 اخوكم - التواق للمعرفة