من المعروف في يومنا هذا أن دم شخصٍ يختلف عن دم شخصٍ آخر. وبالواقع فإن العلماء لم يكونوا يعرفون هذا الأمر إلا منذ فترةٍ وجيزة. وكانت عملية نقل الدم تتم من شخصٍ لآخر دونما اعتبارٍ للزمر الدموية.
لكن اكتشف فيما بعد أن حوالي نصف المرضى يزدادون سوءاً بدل أن يتحسنوا. وفي الأغلب يموتون إثر عملية نقل الدم بوقتٍ وجيز. لذا بدأت التحريات لإيجاد فروقٍ بين دم عدة أشخاص وهذا ما يحدث هندما نمزج زمر الدم المختلفة. فإذا وضعنا قطرة دمٍ من زمرةٍ معينةٍ فوق قطرةٍ من زمرة دمٍ أخرى مختلفةٍ فإنه يحدث تكتل بين خلايا الدم وهذا ما يسمى (التراص).
وعندما يحدث التراص يتبع ذلك حدوث تخريبٍ للخلايا الدموية. ولهذا السبب من الضروري معرفة الزمرة الدموية قبل عملية نقل الدم. ومن خلال الفحوص المخبرية دلت التجارب أن الدم يتفرع إلى عدة مجموعات ( AB , B , A , O ) السالبة والموجبة.
إن خلايا دم المجموعة O لا تتعارض مع أي مجموعة أخرى أي لا يحدث أي تراص.
وبمعنى آخر فإن زمرة الدم O يمكن أن تعطى لأي شخص ويسمى الشخص ذو الزمرة الدموية O بالمعطي العام وأما زمرة الدم AB فلا تحدث تراص معها إذا أضيف إليها من أي زمرةٍ أخرى لذا يسمى الشخص صاحب الزمرة الدموية AB بالآخذ العام.
كل شخصٍ يحمل زمرةً دمويةً معينة منذ ولادته وحتى مماته دون تتغير.
والأمر الملفت للنظر هو أن الزمر الدموية قد ترتبط بإقليمٍ معينٍ في العالم فدلت الإحصائيات على أنه إذا اتجهت إلى الشرق تجد أن زمرة الدم A عند سكان تلك المنطقة تنخفض تدريجياًَ بينما يزداد ووجود زمرة الدم B في انجلترا فإن 43% من سكانها يحملون زمرة الدم A أما في روسيا فهي 30% وفي الهند 15% وفي بعض المناطق يحدث العكس حيث تتناقص نسبة الأشخاص الذين يحملون زمرة الدم B إذا اتجهت إلى الغرب وتزداد نسبة الأشخاص الذين يحملون زمرة الدم A ولا يوجد علاقة من الزمرة الدموية وصحة الجسم العامة من حيث البدانة أو النحالة.
ولكم الشكر