القيادة عن طريق الذكاء العاطفي
يقول (جانيت ما كالوسو)هناك مصادر للقوة والإرداة في دخيلة كل واحد منا. لكنها لا تصقل وتنمى بممارسة الرياضة أو بتناول الأطعمة ذاتت السعرات الحرارية العالية. إنني أتحدث هنا عن طاقتنا العاطفية وهي حقيقة كغيرها من حقائق ذواتنا مثل الالتزام والمرونة والشعور والعزة والمعنويات. وقد أظهر مسح علمي أجري مؤخرا عن حقيقة مذهلة وهي أن 70% من إجمالي طاقة الفرد هي بالقطع طاقة عاطفية. وعلى القادة أن يتفطنوا لهذا الأمر لأن زيادة إنتاجية العاملين يتوقف على النجاح في الاستفادة من معين الطاقة العاطفية الرقراق.
يهتم القادة الأفذاذ بالاحتياجات التجارية العملية والاحتياجات العاطفية، وهذا هو البعد الخفي والضروري في نفس لوقت لإحراز النجاح. دعونا نتأمل نتائج بحث علمي أجري مؤخرا حول هذا الموضوع.
• أظهرت دراسة أجريت على 515 من كبار المديرين التنفيذيين في العالم أن أكثر التنفيذيين نجاحا هم أكثرهم ذكاء عاطفيا. بل أثبتت الدراسة أن الذكاء العاطفي أفضل دليل على القدرات القيادية من الخبرات العملية والإنجازات الأكاديمية.
• أجرى مركز القيادة الإبداعية The Center for Creative Leadership بحثا حول التنفيذيين الذين هووا بعد أن سطعت نجومهم لبرهة من الوقت فتوصل إلى حقيقة أن أصل مشكلتهم كان يكمن في افتقارهم إلى مهارات التواصل الشخصي مع الآخرين وليس بسبب عجزهم الفني.
• شارك المستشارون الماليون لشركة اميركان إكسبرس American Express في سمنار حول الذكاء العاطفي فتمكنوا بفضل هذا السمنار من زيادة المبيعات بمعدل 18%. كما كانت المبيعات بشكل عام في المناطق التي شارك مديروها في السمنار المذكور أكبر بنسبة 11% من المبيعات في المناطق التي لم يحظ مديروها بالمشاركة في السمنار.
التقمّص العاطفي: سر أسرار الشركات الكبرى
إنه سر ولكنه سر مكشوف. فالعاطفة هي أحد الموارد الفعالة، ومع ذلك يغفلها كثير من القادة. إن كثيرا من المعلومات يجري توصيلها بأساليب أخرى غير الكلام الملفوظ. ومن ثم كان التقمص العاطفي أحد المهارات القيادية المهمة. وهو القدرة على إدراك مشاعر الآخرين والاستجابة لها. لماذا؟ حسنا، إن من السهل اكتشاف قضايا الشركة، لكن إماطة اللثام عن القضايا الشخصية التي تدفع بالتغيير أو تعوّقه يحتاج لمهارات قائد ألمعي ملهم.
لقد طور أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد روبرت روزينثال اختبارا لقياس قدرة الشخص على قراءة الإشارات العاطفية. وقد عرض على مجموعة من الأشخاص فليما يظهر فيه أشخاص يعبرون عن مشاعر مثل الغضب والحب والغيرة والعرفان. بعد ذلك سحب البروفسور روبرت بعض التعابير غير اللفظية من الفيلم. ثم طلب من الأشخاص الذين يشاهدون الفلم أن يحكموا على عواطف الممثلين بقراءة الإشارات الدقيقة فقط مثل تعبيرات الوجه أو خلجات الصوت. فاتضح أن الأشخاص الذي حققوا أعلى الدرجات في هذا الاختبار كانوا في الحقيقة أكثر نجاحا في أعمالهم التجارية وعلاقاتهم الشخصية.
إن التقمص العاطفي سلاح قوي بأيدي القادة الذين يستخدمونه لإقامة علاقات قوية ولالتقاط إشارات الإنذار المبكر وللتعرف على فرص التأثير. ينظر القادة ذوو القدرة العالية على التقمص العاطفي إلى وجوه الجالسين حولهم في مائدة الاجتماعات فيقرأون مشاعرهم ويفهمون لغة أجسادهم ومستويات طاقاتهم وذبذبات أصواتهم.
أما القادة الأقل حظا من مهارة التقمص العاطفي فينصب تركيزهم على المهمة الماثلة فيفقدون دون قصد هذا المورد الغزير للمعلومات.
اقتراحات لتحسين كسب القادة من التقمص العاطفي
• تنبّه للغة الجسد.
• عزز مهاراتك في مجال التقمص العاطفي بالإنصات أكثر والتقليل من الكلام
• اطلق عنان فضولك وألجم غضبك
• ابعث الفخر والاعتزاز في نفوس الآخرين
• استخدم وسيلة الصمت لاستخراج المعلومات
• راقب الناس في الأماكن العامة لتتعرف على مشاعرهم
• تهيأ للاجتماعات بقضاء بعض الوقت في تصور كيف تكون مشاعر كبار المساهمين تجاه قضية معينة أو مشروع تغيير.
• اعلم أن العواطف معدية والناس تلم بهم عواطف الشخص المهيمن إيجابية كانت أو سلبية.
