الاحترام أولا وثانيا وثالثا
يقول (سام ديب) و( وليل سوسمان) في كتابيهما ""SMART MOVES إذا قمت بتصفح عدد من المجلات الرائجة والجرائد اليومية فإنك سترى قسما كبيرا من رسوم الكاركاتير يتناول علاقة الرئيس بالمرؤوس. ويبدوا أن رسامي الكاركاتير يسمحون لنا بالتنفيس عن شعورنا بالإحباط من رؤسائنا في العمل من خلال الضحك، ولعل هذا النوع من التنفيس عن مشاعرنا أكثر أمانا من التنفيس عنها بالقيام بتنفيذ الأفكار التي تراودنا تجاه رؤسائنا".
ويضيف المؤلفان في سياق هذا الموضوع قولهما "من خبرتنا كمدربين فإننا مقتنعون أن عدد الرؤساء الذين يصيبون مرؤوسيهم بالإحباط أكثر من أولئك الذين يرفعون معنويات موظفيهم ".
لاشك أن أي مدير يتألم عندما يعرف أن مرؤوسيه يتحدثون عنه من وراء ظهره بأمور تسئ إليه أو تنتقد طريقة إدارته ، ويزداد الألم النفسي سوءا إذا كانت بيئة العمل التي يشرف عليها المدير مشحونة بجو من الاتهامات والطعن مما يؤثر ذلك على الاداء في العمل .
فإذا كنت تعيش في بيئة عمل هذا حالها فأنت بحاجة إلى مراجعة طريقة تواصلك في تعاملك مع مرؤوسيك، وكذلك مرؤوسيك بحاجة إلى تعلم طرق تواصلهم معك. ولكن ماهو أهم شئ في عملية التواصل الفعالة ؟
لقد أثبتت الدراسات الإنسانية في العلاقات والتعامل أن من أكبر الأسباب التي توتر العلاقات بين الرئيس والمرؤوس عدم احترام الرئيس لمرؤوسيه، ومخطئ من يعتقد أنه ينبغي للقائد أو المدير أن يظهر ازدراء لمرؤوسيه ظنا منه أن المرؤوسين لن ينجزوا أعمالهم كما يجب إلا إذا كشر المدير عن أنيابه، وأذاقهم الويلات إذا هم أخطأوا أو قصروا في أعمالهم .
إن استخدام أسلوب عدم احترام المرؤوسين بدلا من أن يحقق الربحية يخلق حالة من تبادل الاتهامات وسوء الظن والغيبة والنميمة، وفي النهاية فقدان الثقة في الشركة ومنتجاتها وإداراتها وأفرادها، كما أن عدم الاحترام يقوض فاعلية المؤسسة.
يقول الجنرال الأمريكي ( S.L) " إن معاملة الآخرين بدون احترام هي السبب الأساسي لأي انهيار يصيب معنويات ونظام أي مؤسسة، وإن العاملين لديك يمثلون أكثر من مجرد أناس يكسبون رزقهم. فهولاء الذين يعملون معك مرؤوسين وزملاء ورؤساء جديرون باحترامك لهم. ومعاملتهم بأي طريقة أقل من ذلك سوف تجلب لك الازدراء والبغض.
وبالتجربة في التعامل مع الأخريين وجد أن المدراء الذين يمنحون الاحترام لمرؤوسيهم يحصلون على ذروة أدائهم، ويتمكنون من الوصول إلى أعماق نفوسهم.
وأخيرا لا تنس عزيزي المدير أن تضع من أولياتك في التعامل مع الآخرين الاحترام أولا وثانيا وثالثا فهو مفتاح التعامل الفعال.