الجواب عن السؤالين
1- لماذا نرصد انعدام الوزن، أو شبه انعدام له، فوق الغلاف الجوي؟
لا أتفق مع انعدام الوزن، لأن كل جسم له وزنا، إنما كلما صعد الجسم نحو الأعلى إلا وقل وزنه أما كتلته فلا تتغير، بدليل قوله، تعالى:﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾، [لقمان، 16].
من هذا الباب نقول: لماذا نرصد النقصان في الوزن فوق الغلاف الجوي؟
* سوف يكون الجواب باعتمادنا على نظرية الضغط والدافعة.
لعل كل قوة تنطلق من نقطة الصفر، وتنتهي في نقطة الصفر؛ من هنا نقول: الدافعة تبدأ من نقطة الصفر، وتنتهي في نقطة الصفر، والضغط الجوي وجاذبية الشمس كذلك، أما تراجع السماء فهو يلعب دور الميزان، أي بتراجع السماء يعيد إلى جاذبية الشمس قوتها الثابتة، وإلى الضغط الجوي، ودافعة الأرض...
فاللون البرتقالي يمثل جاذبية الشمس، والشمس لها موجات كهرمغناطيسية، وموجات راديوية، وهذه الموجات على شكل دوائر، وأي كوكب وقع في أحد الموجات إلا وصارت فلكا له يسبح فيه، لذلك نرى الكواكب مرتبة في دوائر مرتبة كأن دائرة وسط دائرة؛ وهذا هو شكل الأمواج...
ونحن نعلم أن الشمس تتكور، وبهذا المفهوم أنها تزداد حجما، وإذا زيدت في الحجم يعني زادت كتلتها، وإذا زيدت كتلتها ينتج خلالا في الضغط الجوي.. كما نعلم أن الأرض تنقص من الأطراف، فإذا نقصت من الأطراف يعني سوف تنقص كتلتها، وهذا النقصان يؤدي إلى خلل في الضغط الجوي، وجاذبية الشمس، لهذا كان تراجع السماء هو الذي يخلق التوازن لجاذبية الشمس، والضغط الجوي، ودافعة الأرض...
ومن ناحية أخرى نرى في هذه القوى الأربعة قوى مضادة: تراجع، جذب، ضغط، دفع. ولكن إذا نزعنا دافعة الأرض، وجعلنا جاذبية الأرض نرى بأن القوى الأربعة غير متكافئة: تراجع، جذب، ضغط، جذب ...
وبالتالي نقول أن قوة شدّ جاذبية الشمس بينها وبين الكواكب، أو الأجسام تتوقف على مقدار بعدهما عن بعضهما، وعن كتلة كل منهما، لذلك عندما تتغير كتلة الشمس تبتعد الكواكب إلى الأعلى.. وهذه الحركة في دائرة هي التي تسمى قوة الجذب المركزي.
وبما أن اللون البرتقالي يمثل المنطقة التي تقع تحت قوة الجذب المركزي، علما أنه لا يوجد ضغطا، والضغط هو وزن الهواء الضاغط نزولا؛ وقد قيس وزن ضغط جوي على متر مربع بأكثر من وزن الفيل.. فمن هذه الزاوية نقول إذا كان للضغط وزنا فقوة شدّ الجذب ليس لها وزنا؛ إذا الوزن يسببه الضغط الجوي، ومن وجهة نظري قد يكون لكل جسم وزنان، الوزن الحقيقي أو النسبي، والوزن المضغوط...
وحسب القوانين الثلاثة لنيوتن:
1- إن لم يخضع الجسم لعمل قوة عليه يبقى ساكنا، أو يواصل حركته بسرعة ثابتة في خط مستقيم، وهذا ما يُسمّى بمبدأ العطالة.
2- تتغير حركة الجسم إذا عملت عليه أي قوة؛ ومقدار التغير يتوقف على كتلة الجسم وحجم القوة المحصلة.
3- في حال عمل قوة على جسم ما، يبذل الجسم قوة مساوية في اتجاه معاكس. وتسمى القوة الأولى بالفعل، والقوة الثانية برد الفعل.
فحسب هذه القوانين، إن كانت للأرض جاذبية، وقوة الجاذبية تعمل من الأعلى إلى الأسفل، والضغط الجوي يعمل من الأعلى إلى الأسفل، فهنا قوتان لهما نفس الاتجاه وهذا يُسمى في القانون الفيزيائي حصيلة القوى، وهذه الأخيرة إن سلطت على جسم فلا يكون له أبدا رد الفعل، بل حصيلة القوى تسيّره، مثال ذالك اللوح الشراعي: قوة الرياح المسلطة على الشراع، قوة الموج المسلطة على اللوح، قوة الدفع العلوي المسلطة على اللوح، فكل هذه القوى تسمى القوة المحصلة التي تدفع اللوح الشراعي...
ومن وجهة أخرى فكل شدّ قوة لها تيارا عكسيا، فمثل قوة جريان الماء ينتج عنها تيارا يسير عكس جريان الماء، وإن كان هذا التيار أقوى من جريان الماء فحينها نرى الأجسام تسبح عكس جريان الماء، كما هو الشأن كذلك بالنسبة للكهرباء فالتيار الكهربائي يسير عكس التوتر، وإذا ارتفع التيار، علما بأن التوتر لا يتغير إنما يتغير التيار كلما ازدادت الطاقة، وفي هذه الحال جسم الإنسان بدون عازل يمسكه هذا التيار كأنه يريد أن يبلعه فيضل ممسوكا إلى حد إنقاذه أو هلاكه...
فمن هذا المنظور أقول أن تراجع السماء ينتج عنه تيارا، وجاذبية الشمس ينتج عنها تيارا، والضغط الجوي ينتج عنه تيارا، ودافعة الأرض ينتج عنها تيارا.
* فما هو دور كل تيار؟
- تيار تراجع السماء قوته تنازلي. ودوره قوة دافعة إلى الأسفل مما يمنع الأجسام من امتصاصها، كما يحافظ على توازن كل الأجسام.
- تيار جاذبية الشمس دافع. قوة دافعة من كل جانب، مما يجعل الأجسام لا تنجذب نحو الشمس، ويحافظ كذلك على توازن كل الأجسام التي في حقله.
- تيار الضغط الجوي تصاعدي. قوة تصاعدية مما يجعل الأجسام الخفيفة ترتفع، وكل جسم تصدر منه قوة الصعود يستطيع الصعود قدر قوة دفعه.
- تيار دافعة الأرض تنازلي. قوة تنازلية تجعل كل الأجسام تسقط على الأرض، وفي الماء تغوص، أو تطفو...
فالسهم الأسود يمثل قوة تراجع السماء، وقوة جاذبية الشمس، وقوة الضغط الجوي، وقوة دافعة الأرض. والسهم الأحمر يمثل قوة تيار قوة تراجع السماء، ، و قوة تيار قوة جاذبية الشمس، و قوة تيار قوة الضغط الجوي، و قوة تيار قوة دافعة الأرض. من هنا نقول:﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾، [يس: 36]. فكل قوة لها زوجها ولها مضادها، فزوج القوة هو التيار، والمضاد هو القوة المضادة في الفعل، فيتصارعان وكل قوة تبطل مفعول الأخرى من أجل قوة أخرى...
وفي الأخير نقول:
- خارج الغلاف الجوي لا يوجد ضغطا.
- الضغط الجوي هو الذي ينتج عنه الوزن.
- لكل جسم وزنان، وزن نسبي، ووزن تحت تأثير الضغط.
- الذي يُبقي الأجسام في أماكنها هو التيار، ويحافظ على توازنها.
- القوتان المضادتان يبطلان مفعول بعضهما البعض في نقطة الصفر.
- الجسم الواقع بين قوتان مضادتان تصدر منه قوة رد فعل، أو قوة الطرد، أو قوة عكسية، أو قوة ثابتة.
- شكل الجسم الدائري يلعب دورا في إزاحة، أو تخفيض من القوة المسلطة عليه؛ كما يلعب دورا في مواجهة القوة التي يريد خرقها.
- لكل قوة زوج يسير عكس اتجاها، وهو التيار؛ كما لها قوة مضادة تبطل كل واحدة مفعول الأخرى في نقطة الصفر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الثاني: لماذا يطفو على سطح الماء الخشب والفلين والأجسام المملوءة هواء... في حين يغوص ويغرق الحديد والنحاس واللدائن؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أود أن أطرح المشكلة التي يحويها السؤال وهي: اللدائن؟ نحن نعلم أن هناك صنفين من اللدائن، اللدائن المصنوعة، واللدائن الطبيعية، فاللدائن الطبيعية والمصنوعة أكثرها يطفو فوق سطح الماء كالمطاط، والريش، والحرير، والشعر، واللدائن أكثر قوة ولكنها أخف وزنا... مهما يكن نتجاوز مسألة اللدائن ونتحدث عن الباقي.
مقارنة الخشب والفلين بالحديد والنحاس، لنختصر هذه العبارة ونقول مقارنة الخشب بالحديد لا تجوز لأن هناك قاعدة تقول: لا قياس بين الفارق.
ولكن لا بأس أن نبين أن الفارق أولا بين الخشب والحديد هو البنية لكل مادة، حيث أن الخشب يحتوي على منظومة من النسيج الوعائي الذي ينقل الماء والمعادن... أما الحديد فهو من المعادن التي تتكون من صهارة تحتوي على غازات ذائبة تبرد وتجمد، وكما هو معروف أن الطاقة تنتقل في المعادن نتيجة تذبذب الجسيمات والإلكترونات، في حين الخشب لا يحتوي على إلكترونات، والمعادن تسمح للهواء أن يعبرها، في حين الخشب عازل يمنع الهواء أن يخترق جسيماته، ومن طبيعة الخشب هو امتصاص الماء...
ولكي يطفو جسما فوق الماء يجب أن تكون كثافته أقل من كثافة الماء، أو تساويها، فالجسم يغوص في الماء إن كانت كثافته النسبية أكبر من واحد، ويطفو إن كانت واحد أو أقل.
والأجسام المجوفة كالسفن، أو المملوءة بالهواء كالكرات البلاستيكية.. فالفراغ الموجود بالداخل يجعل الجسم أقل كثافة من الماء. ولنأخذ كتجربة لذلك كرتين من معجون التشكيل في كل واحدة مقدار 20 غرام، واحدة نتركها على شكل كرة والثانية نشكلها على شكل طست، أي نجوّفها، ثم نلقي بهما في إناء من الماء سنلاحظ أن الكرة غرقت، أما الطست طفا فوق الماء، فهنا الشكل المجوف أقل كثافة من الماء، أما الشكل الكروي فكثافته أكثر من كثافة الماء لذلك غاص.
- الأجسام تطفو فوق سطح الماء بسبب بنية الجسم، وشكله، ووزنه.
- الأجسام تطفو فوق سطح الماء إذا كانت كثافة الجسم أقل من كثافة الماء.
- الماء يدفع الجسم المسلط عليه بقوة تسمى: الدفع العلوي.
- قانون أرخميدس: يغطس الجسم في الماء ويتابع غوصه ما لم تتساوى قوة الدفع العلوي للسائل مع وزن الجسم. من ثم كان الدفع العلوي الذي يعمل على الجسم يساوي وزن السائل الذي يزيحه الجسم.
هذه من بين العوامل التي تجعل الخشب يطفو فوق سطح الماء، والحديد يغطس.