"والسماء ذات الرجع " الطارق:11
معاني الرجع في كتب التفسير:
السماء هي: المظلة في قول الجمهور (4،6) ويحتمل أن تكون السحاب (4)
الرجع:
-1 المطر أو الماء أو السحاب ، وبهذا قال جميع المفسرين ، واستشهد بعضهم يقول: المتنخل الهذلي يصف سيفا شبهه بالماء.
أبيض كالرجع رسوب إذا ماثاخ في محتفل يختلى
(1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 24 - 25 -26 - 28)
وسمى رجعا لما أن العرب كانوا يزعمون أنالسحاب يحمل الماء من بخار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض أو أرادوا بذلك التفاؤل ليرجع ولذلك سموه أوبا.
(3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ،)
2 - نبات الربيع
3- النفع
4- الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء تطلع من ناحية وتغيب في أخرى.
5-الملائكة لرجوعهم بأعمال العباد (1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 13 ، 14 ، 24 )
والرجع: قيل رجوعها (السماء) نفسها فإنها ترجع في كل دوره إلى الموضع الذي تتحرك فيه وهذا مبنى على أن السماء والفلك شئ واحد فهي تتحرك ويصير أوجها حضيضا وحضيضها أوجا وقد سمعت فيما تقدم أن ظاهر كلام السلف أن السماء غير الفلك وأنها لا تدور ولا تتحرك والذي ذكر رأى الفلاسفة ومن تابعهم (6 -6
الرجوع: العود إلى ما كان منه البدء أو تقدير البدء مكانا أو فعلا أو قولا ((فالرجوع العود والرجوع : الإعادة (29). -7
والترجيع: ترديد الصوت باللحن في القراءة وفي الغناء ، وتكرير ((قول مرتين فصاعدا ومنه الترجيع في الآذان (29). -8
معاني الرجع في معاجم اللغة.
الراء والجيم والعين أصل كبير مطرد منقاس يدل على د وتكرار (2)
1 - و الانصراف والعود والإعادة ، رجع مرجعا صرفه ورده ( ، 10)
2- المرجوعة والرجعى: جواب الرسالة (1 ، 2 ، 4 ، 5 ، 9 ، 10 )
3-المطر والنفع (2 ، 10) أرجع الله بيعته أربحها ، والرجع السمنة والخصب (4 ، 10 )
4- ما امتد فيه السيل ثم نفذ (1 ، 8 ،10 ، 11 )
5- ممسك الماء ومحبسه، والجمع رجعان أو الغدير (4 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 )
6- والرواجع: الرياح المختلفة لمجيئها وذهابها (9 ، 10 ، 11 )
7- الرجيع: كل طعام برد ثم أعيد إلى النار فهو رجيع (10 ، 11) ، الرجاع: رجوع الطير بعد قطاعها (8 ، 10 ، 11) ورجعت رجوعا: قطعت من المواضع الحارة إلى الباردة (9 ، 10) ، ورجعت الناقة : لقحت ثم أخلقت لأنها رجعت عما رمى منها (2 ، -9)
-8 وعن الأزهري يقولون للرعد رجع (11)
9-الرجع العرق لأنه كان ماء فرجع عرقا (4 ، 9 ، 10 ، 11).
10- الترجيع في الأذان: تكرير الشهادتين جهرا بعد إخفائهما (6 ، 10) ، والترجيع ترديد الصوت في الحلق (6 ، 10 ، 11).
القرآن الكريم يشير في كلمة واحدة إلى أكثر من خمس حقائق علمية
الاجتهادات العلمية
السماء بمعنى الغلاف الجوى الأرضي فالطبقة السفلى من الغلاف الجوى تعيد بخار الماء المتصاعد إليها بشكل مطر.
-1وبهذا فإن معنى (والسماء ذات الرجع) يشير إلى الدورة المسخرة بين المحيطات والبحار والأنهار من جهة ، وبين سحب الغلاف الجوى في سمائنا من جهة أخرى. فإذا تبخر جزء من مياه الأرض بحرارة الشمس فإنه يعود إليها من السماء على هيئة أمطار ، وبهذا تستقر كمية المياه على الأرض والا تزيد ولا تنقص بسبب استمرار هذه الدورة (2
2- السماء أشبه بمرآة عاكسة ترجع ما يبث إليها فهي ذات الرجع وهي أيضا تعكس الأشعة الحرارية تحت الحمراء فترجعها إلى الأرض لتدفئتها (3).
3- وكما تعكس وترجع السماء ما يتقذف إليها من الأرض كذلك تمتص وتعكس وتشتت ما يقذف إليها من الكون والعالم الخارجي من إشعاعات وهي بذلك تحمى الأرض من قذائف الأشعة الكونية المميتة ومن الأشعة البنفسجية القاتلة (4).
4- ترجع السماء الأمواج اللاسلكية والتليفزيونية التي ترد إذا أرسلت إليها بسبب انعكاسها على الطبقات العليا الأيونية لهذا نستطيع أن نلتقط إذاعات لندن وباريس وجميع محطات العالم من الأرض بعد انعكاسها من السماء وتستمع إليها ونشاهدها ولولا ذلك لضاعت وتشتت ولم نعثر عليها (3 )
السماء بمعنى الكون وإذا عنينا بالسماء الكون وما فيه من نجوم ومجرات وما بينها من غيوم فكل شئ في الكون يرجع إلى ما كان عليه ، فمن المتفق عليه اليوم بين أكثر علماء الفلك أن الكون ليس أزليا ، بل بدأ منذ خمسة عشر مليار سنة تقريبا بكتلة بدائية هائلة انفجرت وتشتت في أرجاء الكون والمجرات والسدم فالنجوم تنشأ من غنيمة كونية خلال ملايين بل مليارات السنين بفعل تكثف المواد التي تؤلف الغنيمة وتحول جزءا منها إلى نجم هائل متفجر ما يلبث أن ينفجر ثم تعاد الكرة التي تتطلب ملايين السنين مصداقا لقوله تعالى
'> ألم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده) (العنكبوت: 19)
وهكذا وجدنا كيف يكون التكامل بين أجزاء الصورة إذا نظرنا إلى كلام كل من اللغويين والمفسرين والعلميين.
فقد تحدث المفسرون في معاني الرجع عن المطر وعن الشمس والقمر والنجوم والنفع والإعادة إلى ما كان منه البدء . وتحدث اللغويين كذلك عن صرف الشيء وادعاته والنفع والمطر وجواب الرسالة والتحول من حالة الحرارة إلى حالة البرودة وهي التي تسمى علميا : الرجوع من مرحلة الديناميكية إلى مرحلة الاستاتيكية في الكون .
وصدق الله العظيم ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
إعداد: أحمد الصاوى
منقول من موقع غزو الفضاء
http://www.alfda.com/1/a.htm