يعكف علماء بادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) على دراسة ارخبيل وبحيرات بالمكسيك.. وطفقوا يبحثون في المياه البللورية والتكوينات الصخرية الطبقية عن اجابة للسؤال هل توجد حياة خارج الارض؟
يقول كبار الباحثين في ناسا ان الكتل المتكلسة من البكتريا البدائية الموجودة في البحيرات الضحلة يمكن ان تصبح أدلة هامة في بحثهم عن حياة بالفضاء الخارجي.
ومنذ عشرات السنين يبدي علماء احياء يطبقون نظرية النشوء والارتقاء اهتمامهم بشبكة من 170 بحيرة شاطئية على شكل الصبار حول بلدة كواترو سينيجاس بسبب انواع الاسماك والقواقع والسلاحف التي تضاهي في تفردها مثيلاتها في جزر جلاباجوس بالمحيط الهادي التي اشتهرت بأنماط فريدة من الحياة البرية.
بدأ علماء من معهد بيولوجيا الفضاء الخارجي التابع لناسا دراسة التكوينات الموجودة منذ قديم الازل في البحيرات وهي تكوينات صخرية تشكلت من طبقات من الطحالب بينها طمي. وتتشابه تلك التكوينات مع تلك المنتشرة على الكرة الارضية منذ اكثر من ملياري عام قبل نشوء وتطور الديناصورات.
ودراسة الكائنات الموجودة بها يمكن ان تساعد ناسا على معرفة الظروف المتفردة بالغلاف الجوي التي خلقتها الحياة البدائية على كواكب في مدارات حول نجوم قريبة كما تجيب على تساؤل بشأن وجود حياة اخرى في الكون.
وعندما انحسرت مياه البحر منذ اكثر من مئة مليون عام خلفت ورائها تلك التكوينات وسائر مستعمرات الكائنات الوحيدة الخلية لتعطي مثالا لاشكال الحياة التي ازدهرت على سطح الارض في العصور الاولى وخلقت غلافا جويا من بين مكوناته غاز الاوكسجين.
ويشعر العلماء في ناسا ان الكواكب التي تدور في فلك نجوم قريبة ربما تحوي مستعمرات من البكتريا البدائية وهي الاساس الذي تطورت منه على الارض النباتات والحيوانات المعقدة العديدة الخلايا.
وبمساعدة اثنين من الغطاسين حصل الباحثون على مجموعة من قراءات الغاز وعينات من الخلايا واخرى كيماوية من كتل البكتريا التي تبدو مثل الشعاب المرجانية التي سقطت في صحراء جافة.
وباستخدام الكمبيوتر سوف يوظف علماء من المعهد هذه المعلومات التي يتم الحصول عليها من العينات من اجل تصميم نماذج رياضية تحاكي الظروف الجوية المناسبة للحياة على عدد من الكواكب "الافتراضية".
وهذه النماذج سوف يستخدمها علماء فلك مزودون بتلسكوب فضاء قوي سوف يتم اطلاقه خلال الاعوام العشرة القادمة للبحث عن علامات للحياة فيما قد تكون اغلفة جوية محيطة بالكواكب البعيدة.
اكتشف علماء فلك 145 كوكبا خارج المجموعة الشمسية خلال الأعوام العشرة الماضية. ومعظم تلك الكواكب ضخمة ولا توجد حياة على سطحها مثل المشترى.
ويقول علماء فلك يعملون على قائمة مكونة من 200 كوكب في حدود مسافة 45 سنة ضوئية من الارض تعتزم ناسا دراستها بالتفصيل انهم بدأوا الان بحثا عن عوالم اخرى ربما كانت بها حياة. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة بسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة.
ويعتزم علماء الفلك استكشاف الكواكب التي تقع على مسافات أبعد مما يمكن ارسال مركبات فضاء اليها عن طريق مرصد فضائي يطلق عليه اسم راصد الكواكب الارضية ومن المقرر اطلاقه عام 2014.
وهذا المرصد تم تصميمه للحصول على قدرة تصوير اكبر مئة مرة من تلكسوب الفضاء هابل ويقول علماء انه سوف يرسل للارض صورا لكواكب لم يسبق رؤيتها من قبل تدور في فلك نجوم بعيدة.
ويعتزم علماء الفلك تحليل تلك الصور باستخدام مقياس الطيف وهو جهاز يستخدم الضوء في تحديد الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للكواكب ويقارنها بالقائمة التي وضعتها ناسا للصفات المميزة لاي عالم به حياة.
والعلماء متحفظون عندما يتعلق الامر بتصور الحياة في تلك العوالم وهم مترددون عندما يتعلق الامر باحتمال التشابه مع التكوينات الصخرية في بحيرات كواترو سينيجاس.