في 12 أبريل 1981 بدا المكوك الفضائي الأول " كولومبيا " عملياته إذ انطلق حاملا رائدي الفضاء جون يونغ و روبرت كريبن من كيب كانافيرال وبلغ مداره بعد 12 دقيقة .
وبعد قليل من بدء المكوك دورته الثانية من اصل 36 دورة مقرره حول الأرض ، أرسل طاقمه صور تلفزيونية ملونه للمكوك ، تظهر انه فقد صفوفا عده من الصفائح التي تغطيه لحمايته من الحرارة العالية الناجمة عن عودته إلى الغلاف الجوي.
وقال مسؤول في مشروع الصفائح المقاومة للحرارة المفقود سقطت في مكان لا يشكل فقدها فيه أي خطر على أي من الطاقم أو المكوك
مع هبوط الليل نام الرائدان في هدوء على مقعدي القيادة. وقال مركز مراقبه الرحلة في هيوستن أن كل شيء على ما يرام فيما يتعلق بالطاقم والنظام على متن المكوك.
وقبل وقت قصير من " النوم" قام الرائدان بتغيير وضعية المكوك حتى تتمكن آلات التصوير التابعة للقوات الجوية في هاوي من رؤية سطحه للتحقق مما إذا كانت منطقتا المقدم والبطن في المكوك فقدتا أيا من الصفائح العازلة التي تبطن هاتين المنطقتين اللتين تعدان اكثر المناطق تعرضا للحرارة الشديدة عندما يعود إلى جو الأرض.
في اليوم التالي أجرى الرائدين اختبارين لاطلاق أربعة صواريخ رئيسية على دفعتين لاظهار قدرة المكوك على تغيير مدارة ، واجري كذلك اختبار لبابي الشحن اللذين يبلغ وزنهما ثلاثة أطنان . كذلك قام الرائدان بتجربة المحركات النفاثة القادرة على المناورة في المكوك . وتستطيع هذه المحركات تغيير اتجاه المكوك وتمكنها من تحقيق الوضع السليم والاحتفاظ به عندما تنقل أو تحضر أقمارا اصطناعية أو تجري عددا من التجارب في الرحلات التالية.
كذلك تدرب الرائدان على ارتداء بذله الفضاء وخلعها في حالة الطوارى وهو الأجراء الذي تدربا عليه على الأرض إلا انهما لم يمارساه في حالة انعدام الوزن داخل غرفة القيادة الضيقة.
في 14 أبريل 1981 انتهت الرحلة الأولى للمكوك الفضائي الأمريكي كولومبيا الذي هبط بسلام منهيا أول رحلة تاريخية تقوم بها مركبه فضائية يمكن إعادة استخدامها في رحلات أخرى ، ومنهيا كذلك 10 سنوات من الانتظار لبدء مرحلة جديدة هي استغلال الفضاء.
واستطاع الرائدان أن يجتازا في نجاح مرحلة دخول الفضاء الأرضي ، على الرغم من أن المكوك فقد بعض صفائحه الواقية من الحرارة . وقبل وقف الاتصال مع دخول " كولومبيا " جو الأرض ، قال الرائد يونغ : إننا أمام بانوراما جميلة"
وفي الدقائق الأخيرة من الرحلة تحولت " كولومبيا " التي تشبه طائرة ركاب عاديه ، إلى طائرة شراعية من دون أية قوة دفع لتحط على مدرج الهبوط فوق بخيرة جافه في قلب قاعدة " ادواردز الجوية " ، فيما هتف المراقبون في وكاله الفضاء الأمريكية ناسا فرحا ، وانفجر مئات السياح والصحفيين في مركز جونسون الفضائي في تصفيق وهتافات حادة عندما آثار زول المكوك الغبار على بحيرة " رودجرز" في قاعدة ادورادز .
وتحرك كولومبيا من دون أية عوائق حتى توقف في الوقت الذي اندفعت أطقم ومعدات خاصة لاستقباله.
واعلنت مراقبه الرحلة عندما انهى " كولومبيا " اول هبوط تم التحكم فيه لمركبه فضائية في التاريخ " مرحبا بالعودة الى الوطن كولومبيا "
واستغرق الهبوط 9 ثوان اكثر مما كان مقررا له وفق لما ذكرته مراقبه الرحله .
وبقي الرائدان في الدقائق ال 45 الاولى من عودتهما على متن المكوك للقيام باختباراتهما النهائية لرحلة صنعت التاريخ .
وشاهد الملايين في الولايات المتحدة وخارجها الهبوط الناجح للمكوك على شاشات التلفزيون بعد 54 ساعه و21 دقيقة و 36 دورة في مدارة حول الارض .
وقبل ان يتوجه الرائدان الى هيوستن صرح يونغ في احتفال قصير أقيم في قاعدة ادواردز " ان الرحله تمت علة نحو مذهل من البداية الى النهاية واضاف : ان العنصر البشري سيتمكن قريبا من الذهاب الى النجوم وانا سعيد جدا بمساهمتي في هذا التطور ، وقال كريبن : انه انتظر هذه الرحله 12 عام والان نحن في الفضاء وستبقى فيه