بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الحقائق الهامة أن الطفل يولد وليس لديه أي نوع من الخوف إلا خوف الوقوع وخوف الصوت العالي ( المرتفع ) ، وأما الخوف من بقية الأمور أو حتى الشجاعة والقوة والنعومة فهي أمورٌ مكتسبة يكتشفها من البيئة التي حوله ، ويحاول أن يقلد الجانب الأقوى في أقرب البيئات التي ينشأ فيها ؛ ألا وهي بيئة والديه .
_ فهمت _ من هذا الأمر أن كل فردٍ منا يتميز بأقوى الأمور التي مرَّ بها في حياته وأثرت فيه .
وهناك مقولة تقول (( أن كل فرد لديه تفوق في ناحيةٍ ما )) ، ولا يوجد شخصٌ عديم الفائدة أبداً حتى وإن كان من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاقين كما يطلق عليهم ، وأمثال هذا كثيرٌ وكثير جداً ..
ولو ذكرت عينة من بين الطلاب الذين أدرسهم لذكرت مثلاً الطالب محمد الذي يشكو من عرجٍ في إحدى رجليه انحناء في إحدى يديه وصعوبة قليلة في النطق ... ومع هذا فهو أحد المنظمين لمعسكر منتخب المملكة العربية السعودية الذي أقيم خارج البلاد في العام الماضي ، وهو حاصل على العديد من المدليات في سباق الجري !! .
بل سأذكر الطالب طاهر وهو أنموذج للطالب المثالي في المدرسة ، وهو طالب عصامي ويحفظ من القرآن ما يقارب ثمان أجزاء أو تقل قليلاً وهو يدرس نفسه بنفسه ويدرس أخوته الأصغر منه فهو الأخ الأكبر في البيت ويقوم على خدمة والديه لأنه من بيئة ميسورة الدخل ويشكو من ضعف في إخراج الحروف .
إن الإنسان منا يستطيع أن يزيد قدرته على الإبداع إذا نظر إلى نفسه نظرة ثقة فمفهوم الإبداع مرتبط بمفهوم الذات عند الفرد .
والعجيب أنه في إحدى الدراسات لسن ( 2 - 4 ) سنوات يكون ( 95% ) من الأطفال مبدعين ومجددين وإمكاناتهم في الارتقاء عالية ولديهم قدرة على التحليل النشيط ، ولكن في سن ( 7 ) سنوات تقل هذا القدر إلى ( 4 % ) فقط !!! أي أن الوضع المحيط بهم قلل من هذه القدرات إلى هذا الكم الفاحش .
إن مشكلتنا أيها الأحبة أن الشخص العادي قد تخطر بباله فكرة جميلة ومفيدة ، ولكنه لا يهتم بها لأنه يفترض العيوب قبل كل شيء ، ويقدم السلبيات على الإيجابيات فتنهار الفكرة وتتكسر على صخرة العيوب الوهمية ، وبعد فترة من الزمن يجد أن إحدى الشركات قد طبقت فكرته ولكن مع مبدعٍ آخر وجنت الكثير منها .
وأعرف رجلاً من هذه النوعية ولكنه في ساعة الصفر ، ساعة العرض والنقاش يصابُ بالخَوَر ويترك الموضوع إلى أن يكتشفه غيره ثم يندد ويقول أنا كنت أقول كذا وكذا ...
إن الفرق أحبتي بين النابغين والمبدعين وغيرهم من غير النابغين أن النابغين بعطون أفكارهم الفرصة لكي تظهر ، ويعطونها الثقة لكي ترسخ في الأرض رسوخ الجبال ، ويعطونها الأمل المشرق والمثابرة والتجديد حتى تبلور وتكون نظرية تستفيد منها البشرية أو اختراعاً يضيف الراحة لجنس الإنسان .
إن الإبداع : هو التجديد وإيجاد طريقة لم تكن معروفة من قبل ، ولم تُستخدم من قبل .. فلماذا الخوف ؟؟
لكم التقدير والود .
أخوكم
محمد عمر
استفدت في هذا الموضوع من كاتب علم نفس النجاح
للكاتب : برايان تريسي
ترجمة : د . عبد اللطيف الخياط .