التلوث البيئي ظاهرة إنسانية خطيرة استفحلت في العصر الحاضر في معظم المجتمعات والبلدان والأمم المعاصرة وأصبحت تهدد البشرية عن طريق نشر الفساد والدمار والخراب وكل أشكال الأمراض والفتن والابتلاءات البغيضة والمقيتة .
وتتعدد وتتنوع اليوم مظاهر الفساد البيئي لكوكب الأرض كالتلوث الهوائي والجوي والمائي والغابات الناتجة عن الغازات السامة والحرائق وأدخنة وسائل النقل والمصانع والمعامل والمواد الكيماوية المختلفة وغيرها من مصادر التلوث التي يتحمل الإنسان مسؤوليتها بالدرجة الأولى والنتائج السلبية المترتبة على ذلك.
فما هي ياترئ نظرة الإسلام إلى التلوث البيئي وما العلاج المناسب له .
تطرق القرآن لظهرة التلوث البيئي وتحميلة الإنسان مسؤولية ذلك : قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) .
هكذا أذاً يحمل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الإنسان مسؤولية فساد البيئة وتدهورها والتي خلقها الله عز وجل في أحسن صورة وأجمل هيئة من أجل عمارتها وتسخيرها وعبادة الخالق , ولكن الإنسان شوهها وأفسدها وخالف سنن الله وقوانينها في الكون, ولهذا استحق كل أنواع العقاب والعذاب والسوء كالنقص في الأموال والثمرات والإصابة بالأمراض والابتلاءات والمحن والفتن . قال الله عز وجل( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء:16) .
وقال تعالى ( الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاد ِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) (الفجر:11- 14) .
مجلة الفرقان العدد 289