الجنف هو التواء العمود الفقري ، وهو علة يمكن أن نراها في كل الأعمار .
ولكن الفتيات هن الأكثر تعرضا له من الفتيان بنسبة تفوق الثماني مرات , وكثيرا ما نشاهد أن هناك خللا ما في وضعية الطفل واقفا كان أو جالسا فنصرخ في وجهه قائلين : جلّس ظهرك .
لكن هذه العبارة للأسف ، لا تكفي وحدها لحل المشكلة بل لا بد من عرض الطفل على الطبيب للقيام بالاستقصاءات اللازمة فإذا جاءت النتائج لتظهر التواء في الظهر فيجب أخذه على محمل الجد لعلاجه بالوسائل المناسبة لأن الإهمال في هذه الحال سيجعل الطفل يدفع الثمن باهظا لأن بقاء الالتواء في الظهر من دون علاج سيترك اختلاطات جسمانية لا لزوم لها .
سيدتي إذا شاهدت أن طفلك يعاني عدم استقامة في الظهر فما عليك سوى أن تطلبي منه ( إذا كان في عمر يسمح بذلك ) الانحناء إلى الأمام مع إبقاء الساقين مشدودتين فإذا ذهب الالتواء فهذا يعني بالعربي الدارج أن هناك " وقفة ملتوية " عند الطفل أما إذا شوهدت حدبة في الظهر فهذا يدل على معاناة الولد من التواء فعلي وحقيقي في فقرات ظهره وهنا لا بد من اخذ رأي الطبيب لاتخاذ التدابير التي يراها ضرورية لمنع تفاقم الالتواء وسيره نحوا الأسوأ .
إن تصوير العمود الفقري بالأشعة يمثل فحصا أساسيا مهما لأنه يسمح برؤية الإلتواء ومعرفة نوعيته وقياس درجته كما انه يمكن من تحديد الفقرات المصابة عدا هذا فالصورة الشعاعية تعطي الطبيب المعلومات اللازمة لمراقبة الالتواء عن كثب وتطوراته المستقبلية إذ إن الجنف يميل الى التفاقم في فترة البلوغ
لهذا فان متابعة الطفل في هذه المرحلة تعتبر أساسية بل جوهرية لوضع الجنف عن حده ومنعه من الاتجاه نحو الأسوأ
إن أسباب الجنف غالبا ما تكون مجهولة الهوية ولكن هناك بعض العوامل المؤهبة لوقوعه من بينها الوراثة اذ في حالة واحدة من أصل ثلاث نجد سوابق عائلية للإصابة بالجنف عند أهل الطفل أيضا ومن العوامل المشجعة للجنف ، تأخر النمو العصبي والاضطرابات العضلية والتشوهات الغضروفية والتقلبات الهرمونية
أما عن الأسباب الفعلية التي يمكن أن تقود إلى الجنف فهناك التشوهات الخلقية وأورام العمود الفقري وبعض المداخلات الجراحية على الظهر والصدر أيضا إن عدم تساوي الساقين وضعف عضلات الظهر وحمل أشياء ثقيلة في طرف واد من دون آخر ... يمكن أن تسبب التواء في العمود الفقري
إن المعالجة يجب أن تبدأ أولا بأول بإعلان الحرب على العادات السيئة التي تترك ثقلها على فقرات الظهر واستبدالها بعادات حسنة وهي الآتية :
ـ النوم عل فراش صلب بما فيه الكافية بحيث يؤمن الدعم الوافي للظهر من عضلات وفقرات .
ـ الانتباه إلى حقيبة الطفل المدرسية بحيث تكون خفيفة وغير مشحونة بما هب ودب من الكتب والدفاتر
ـ أن تكون طاولة الدرس على ارتفاع مناسب يؤمن للطفل الراحة لظهره ولعينيه
ـ إجراء التمارين الرياضية المقوية لعضلات الجذع
إن النصائح المذكروة توا مفيدة في حالات الجنف البسيط أما في الجنف المتوسط الشدة فلا مفر من الاستعانة بالمشد الطبي الذي يعطي نتائج جيدة تجنب الطفل الخوض في جراحات ثقيلة غير أن المشكلة في المشد هي ضرورة حمله 24 من 24 ساعة وهذا ما يخلق عند الطفل نوعا من القلق النفسي الذي يتظاهر بالعدوانية والعصبية أما في الجنف الشديد والمترقي فإن الحل الجراحي يصبح إجباريا
http://www.your-doctor.net/images/locomotor/scoliosis/ct.gif