السلام عليكم
اشكرك اخي أبوفيصل على مداخلتك الطيبه .. . ,
'>
فلنتابع بقيه المقال .. . ,
كيف نقارن نشاطاتنا المثيرة للامراض بتلك التي تمت في عصور اخرى ؟
" انها تعمل الان بسرعه قصوى " كما كتب اخيرا المؤرخ وليم ماكنيل في مقدمه جديدة لدراسته الممتازة
" الاوبئة و الناس " ( 1976) عن الاوبئة منذ عصر مصر القديمة الى يومنا هذا .. .,
تعد مسأله ربط المرض بأشكال الحياة الاخرى فكرة جديدة نسبيا و قد عزاء الكتاب اليونانيون القدامى المرض الى " بخر تعفني غير مرئي " يحدث تلقائيا في الجــو . . .,
اما المعالجون الصينيون فقد اعتقدوا ان مرض الجدري مصدرة " سموم في الرحم " تنبعث اثناء الاتصال الجنسي . .. ,
وقد حدث اول تطور في المفاهيم في القرن السادس عشر عندما حاول الطبيب و الشاعر الايطالي " جيريلامو فراكاستورو " ان يبرهن على ان بذور المرض الحية تنتقل عبر الجو . , ,
وفي اواخر القرن السابع عشر لاحظ صانع العدســات " انتون فان ليوينهوك(1632_1723) " بأن جزيئات حيوانية ظهرت له تحت عدسات الميكروسكوب الذي اخترعه . . ,
ولم يحدث شيء طيله ثلاثمــائه سنه بعد فراكاستورو حتى قدم الكيميائي الفرنسي " لويس باستور(1822_1895) " الاطار العام لفهم هذة المخلوقات الحية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة . . ,
اكتشف باستور بعد تجاربه ان الميكروبات يمكن ان تكون أداة حميدة ومفيدة بنفس القدر الذي قد تكون فيه الد اعدائنا .. , ,
وكان داروين الذي فقد ابنة له بسبب الحمى القرمزية اثناء وضعه كتاب " اصل الانواع " قد اشاد بفرضية الصله بين الميكروبات و الامراض ووصفها بأنها " الانتصار الاعظم " الذي حققه العلم على الاطلاق .. ,
الامر الاكثر اهمية هو ان العلماء سرعان ما منحوا تأييدهم لفكرة الجراثيم القاتله بتعرفهم الى الميكروبات المعدية المرتبطة بأنواع معينه من الامراض مثل : السل , الدفتيريا , التيفود , الكوليرا , الملاريا ,, , ,
وفجأة اصبح الحل لمشكله المرض واضحا للعيان : التعرف على الميكروب المذنب ثم القضاء علية
وظهرت العلاجات من مركبات مشتقات من الزنيخ الى البنسلين .. , ,
وبدأ العلماء يصرحون ان " مستقبل الامراض المعدية سيكون معتما للغاية " قالها " ماكفارلين بورينت الحائز على جائزة نوبل في الطب 1972 . . ,
ولسوء حظ هذا العالم بعد خمس سنوات من تصريحه اعلن ( المركز الامريكي للسيطرة على الامراض CDC )
اولى حالات وفيات بسبب ما سيعرف فيما بعد بالايدز كان هناك 250 الفا قد اصيبوا بالعدوى في الولايات المتحدة وحدها . . .. . , ,, ,
ان استخدام المضادات الحيوية و الادوية الاخرى للقضاء على تجمعات البكتيريا الموجودة لدينا وقتلها بأعداد هائله يخلق ضغطا انتقـــائيا هائلا يصب في صالح بقاء وانتشار و تطـــور الميكروبات التي تستطيع مقاومه تلك الهجمات .. . ,
كلما ازدادت المقاومه لكل نوع معروف من المضادات الحيوية نستمــر في رؤية انفسنا في حاله حــرب
" العــدو لا يميز عنيف و تزداد قوته العددية " قالها ( المركز الامريكي للسيطرة على الامراض CDC )
وكما يحصل في الحرب التقليدية تعدنا التقنيات الجديدة بأن تجعل القتل اكثر سهوله وذو فاعلية اكبر . . ,
لا يمكن كسب الحرب وبدلا من ذلك فما نقوم به من ابحاث وتطوير للادويه و المضادات و الملتهمات و ادويه القنابل الذكية لا يعدو ان يكون تصعيد حدة السباق ليس له ( خطه تراجع ) كما يقول المخططون العسكريون .. ,
يؤمن " جوليان ديفس " رئيس الجمعية الاهلية للاحياء الدقيقة بشدة بأنه ( من الجانب التنافسي لا يمكن الفوز على الميكروبــــات )
في الحقيقة ان ما نقوم به سيء جدا فبأمتلاكنا لاسلحة ذات طبيعه تقنية رفيعه تتزايد بأستمرار من اجل ان نبقى في المكان نفسه فقط فقد صعدنا من حدة السبـــاق الذي سرعان ما سيضعف اكثر الادوية الجديدة قوة ويجعلها عديمه النفع لكن هذا التصعــيد غير حتمي واذا ما فكرنا و تصرفنا وفقا لقواعد التطور متنبهين الى دورنا كقائد رئيس الميكروبات التي بداخلنا ومن حولنا فبأمـــكاننا حينذاك ان نوقف هذا التصعــيد .. . ,
يلزم ان نتحلى بالانضباط التام يقول عالم الاحياء المجهرية " جون دافيسون " ( كانت هناك على الدوام دعوات للتعقل و ضبط النفس طوال الخمسه و العشرين سنه الماضية ولكن تم تجاهل مثل تلك الدعوات )
هناك دائما طرق لتخفيــض درجة التــصــعــيـد و تشمل بعض تلك الاستراتيجيات الممكنه ما يلي :
يتبع
شكرا