المنتديات العلمية

منتدى علم الكيمياء => منتدى علم الكيمياء => الموضوع حرر بواسطة: وليد الطيب في ديسمبر 09, 2003, 12:23:11 صباحاً

العنوان: وانزلنا الحديد
أرسل بواسطة: وليد الطيب في ديسمبر 09, 2003, 12:23:11 صباحاً
السلام عليكم

وكالة الفضاء الأوروبية أعلنت قبل أيام عن اكتشافها لأبعد نجم في الكون (يمكن للإنسان مراقبته). وهو نجم عملاق يبعد عن الأرض بمسافة , 135بليون سنة ضوئية (وكان الرقم القياسي السابق 13بليون سنة لنجم رصده تلسكوب الفضاء الأمريكي هابل). ولا تكمن الغرابة هنا فقط، بل في أن هذا النجم يكاد يتكون من الحديد الخالص (حسب موقع مجلة نيوساينتست في 17يوليو 2002)!!.
.. وحين قرأت هذا الخبر تذكرت على الفور روعة الإعجاز القرآني في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}. فالانزال هنا حقيقي وواقعي - وليس مجازياً أو مستعاراً - ؛فمعدن الحديد غريب على الأرض وليس ضمن عناصرها الأصلية.. بل إنه في الحقيقة غريب على كامل نظامنا الشمسي ولا يمكن أن يكون قد تشكل فيه.. ولكن، رغم انه عنصر خارجي وغريب إلا انه يكوّن المادة الأساسية للب الأرض، كما يشكّل ثاني أكثر العناصر وفرة على سطح الأرض (بعد الألمنيوم)!.
وتفسير هذا التناقض يكمن في أن الحديد (عنصر مصطنع) يتولد في نجوم ضخمة تدعى المستعرات أو السوبر نوفا. وهذه المستعرات يسميها علماء الفلك "مطابخ السماء" بسبب تخلق العناصر بداخلها - وأيضاً بسبب حرارتها الهائلة التي تفوق شمسنا بعشرات المرات.. وحين تنفجر هذه النجوم تقذف في الفضاء كميات هائلة من الحديد فتنطلق بهيئة نيازك حتى تندمج مع الأجرام والكواكب الأخرى. وهذه العملية تعني أن الحديد يحتاج (كي يظهر ويتشكل) حرارة هائلة لا يمكن أن تتوفر في شمسنا.. بل تشير الحسابات الفلكية إلى أن صنع كيلوغرام واحد من الحديد يحتاج إلى طاقة تفوق ما يوجد في كامل مجموعتنا الشمسية!!.
أيضاً هناك دليلان آخران يثبتان أن الحديد عنصر غريب عن الأرض وعن نظامنا الشمسي بأكمله:
الأول هو أن ذرة الحديد من أكثر العناصر اتزانا واستقراراً. وهذا يعني أن الحديد لا يتواجد بكثرة إلا في الأجرام القديمة أو التي في طور الاحتضار. وبما أن نظامنا الشمسي حديث نسبيا نستنتج أن الحديد الموجود فيه غريب عنه وضيف عليه!!.
.. أما الدليل الثاني فأتى من النيازك والشهب (التي نراها كل يوم ودرس العلماء الآلاف منها)، فهذه النيازك تتكون من حديد خالص يستحيل وجوده في قشرة الأرض (حيث يوجد غالباً بشكل مركبات)!!.
أما كيف وصل الحديد واندمج مع مادة الأرض فهذا يعود إلى الطريقة التي نشأت بها الأرض ذاتها، فالأرض (مثل بقية الكواكب) كانت في بدء تكونها مجرد بؤرة من الغاز الملتهب، ثم تضخمت بالتدريج من خلال جذب المزيد من الغبار الكوني والنيازك الحديدية (حتى شكل الحديد ثلث كتلتها). وحين بدأت قشرة الأرض تبرد هبط معظم الحديد إلى أعماقها (بسبب ثقله النوعي) وشكّل بالتالي نواتها الأساسية!!.
هذه الحقيقة الغريبة تعطينا بعداً جديداً لتفسير قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}. فالإنزال في اللغة هو "هبوط الشيء من علو" غير أن عدم توفر المعلومات الفلكية جعل المفسرين القدماء يفسرون الكلمة بمعنى "قدر" أو "خلق". ولكننا اليوم نعرف إن إنزال الحديد كان إنزالاً حقيقياً وبالمعنى الحرفي للكلمة.. ليس هذا فحسب، بل إن كلمة "أنزلنا" تتواءم بدقة حتى مع (نزول الحديد) إلى باطن الأرض و(نزول النيازك) على سطحها الخارجي!. "
شكرا
العنوان: وانزلنا الحديد
أرسل بواسطة: اروى البلوي في ديسمبر 09, 2003, 03:45:08 مساءاً
يااخ وليد موضوعك رائع  وخاصه في ربطه مع القرآن  وشكرا على المعلومات00:)
العنوان: وانزلنا الحديد
أرسل بواسطة: أبو رمانـــــــــــــة في ديسمبر 10, 2003, 10:28:26 صباحاً
ماقول غير بارك الله فيك


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

العنوان: وانزلنا الحديد
أرسل بواسطة: ابو يوسف في ديسمبر 15, 2003, 12:25:59 صباحاً
السلام عليكم

اخي الكريم وليد الطيب

جزاك الله خيرا على هذه المعلومات الهامة

:)
العنوان: وانزلنا الحديد
أرسل بواسطة: المعلم الثالث في ديسمبر 16, 2003, 12:46:01 صباحاً
وليد

فكرك العبقري يغري بالمتابعة ...
اعدك ان اتابع معك ما تقع عليه عيني من مشاركات

واكتشافك المثير حول معنى " انزلنا " جدير بأن ينشر على ورق ...
كان الله معك
وحماك من كل سؤ

اخوك زيد