ســادسـاً: مـعـايـير رؤيـة الـهـلال
(1)عند البابليين، تكون رؤية الهلال ممكنة إذا زاد عمر الهلال لحظة غروب الشمس عن 24 ساعة، وغرب الهلال بعد أكثر من 48 دقيقة من غروب الشمس، وهذا معيار غير دقيق!
(2) عند العالم العربي، البتاني تكون رؤية الهلال ممكنة إذا كان انخفاض الشمس لحظة غروب القمر بين 9 و 10 درجات تحت الأفق ـ أي ممكن رؤية الهلال ما بين الشفق المدني والبحري (الشمس أسفل الأفق من 6 إلى 12 درجة، فقط!
(3) وعند العالم الفلكي، الماليزي محمد الياس، المعيار يربط بين بعد القمر عن الأفق وفرق الاتجاه الأفقي (البعد الزاوي)، وهو يعطي إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة فقط، وحدد أقل ارتفاع هو 5 درجات بينما لاحظنا سابقاً من شاهد الهلال في ماليزيا على ارتفاع درجتين فقط! (4) وهناك معيار العالم الفلكي شيفر الذي أدخل العوامل الجوية في عين الاعتبار، بالإضافة إلى الأبعاد الفلكية.
(5) معيار مرصد جنوب أفريقيا الفلكي SAAO الذي يربط بين ارتفاع الهلال وفرق الاتجاه الأفقي (البعد الزاوي).
(6) معيار يالوب: وقد وضعه البريطاني يالوب Yallop وهو مدير لمرصد جرينتش ورئيس لجنة الازياج الفلكية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي حيث يربط معياره بين فرق الارتفاع الزاوي المركزي للشمس والقمر مع السمك السطحي للهلال حيث قيم إمكانية الرؤية إلى
(أ) ممكنة بالمرقب أو المنظار فقط، (ب) قد تحتاج إلى منظار أو مرقب، (ج) ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء السماء كلياً، (د) ممكنة بسهولة بالعين المجردة. وبناء على أرصاد عبر مئات السنين لم تثبت رؤية هلال يقل عن المعايير التالية:
معيار عمر الهلال: لم يشاهد هلال بالعين المجردة يقل عمره عن 15 ساعة و24 دقيقة، وتم ذلك من قبل العالم يوليوس شميت عام 1871م. أما بالمنظار فقد كان عمر أصغر هلال تمت رؤيته 12 ساعة و42 دقيقة، وبالمرقب 12 ساعة و7 دقائق، وتمت رؤيته من قبل الراصد Stamm يوم 20 يناير 1996 عن طريق مرقب قطره 8 بوصات.
معيار المكث: لم يشاهد هلال بالعين المجردة يقل مكثه عن 22 دقيقة.
معيار البعد الزاوي: لم يشاهد هلال يقل بعده الزاوي عن 7 درجات.
ســابـعـاً: تـولـد الـهـلال عـالـمـيـا:
إن تولد الهلال هي ليست لخطة عالمية فهناك اقتران مركزي ـ من مركز الشمس إلى القمر ـ وهذه ولادة عالمية، بينما هناك ولادة سطحية ـ أي رصد الهلال من سطح الأرض وليس من مركزها ـ وهذه غير عالمية.
ويبلغ الفارق بين الاقتران المركزي والسطحي حوالي ساعتين، بينما أقصى فرق في الاقتران السطحي بين منطقتين مختلفتين لنفس الشهر يصل إلى أربع ساعات تقريباً!
ثــامـنــاً: الـتـقويـم الإســلامـي الـمـوحـد:
احتضنت ولسنوات طويلة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، تقويم أم القرى، وما زالت، وكان مجلس الإفتاء الأعلى في المملكة العربية السعودية يعتمد على أن يكون عمر الهلال في مكثه عند غروب شمس اليوم التالي 12 ساعة أو أكثر كشرط أساسي لبداية الشهر، إذ أدرك المجلس بعد ذلك أن هذا الشرط غير مناسب لآن الشهر قد يبدأ وغروب القمر يأتي قبل غروب الشمس، أما الآن فقد حملت المملكة العربية السعودية، خيراً باحتضان الدورة الثامنة للجنة التقويم الهجري الموحد في الفترة 18 إلى 20 رجب 1429هـ الموافق 7 إلى 9 نوفمبر 1998م، بحضور علماء شريعة وفلك، وتمّ الاتفاق على المعايير التالية لاعتبار دخول الشهر القمري وهي:
(1) استخدام إحداثيات الكعبة المشرفة " مكة المكرمة ـ المملكة العربية السعودية " أساساً لهذا التقويم (خط الطول والعرض).
(2) أن يكون توقيت مكة المكرمة أساس هذا التقويم.
(3) أن تكون لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة هي بداية اليوم الهجري القمري.
(4) أن يغرب الهلال بعد غروب الشمس في مكة المكرمة بعد ولادة الهلال فلكياً بالنسبة للكرة الأرضية، شريطة أن تكون ولادة الهلال فلكياً قد تمت قبل غروب الشمس في مكة المكرمة.
(5) مقارنة موعد غروب الشمس في مكة المكرمة مع موعد غروب القمر في مكة المكرمة. وعليه:
(أ) إذا كانت لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة بعد غروب القمر في مكة المكرمة فإن اليوم التالي هو من الشهر السابق، ويكون اليوم الذي يليه هو أول أيام الشهر الهجري.
(ب) إذا كانت لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة قبل غروب القمر ففي هذه الحالة فإن القمر يكون قد ولد شرعياً حيث يكون القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس، ويكون الهلال قد ولد فلكياً قبل غروب الشمس، وبذلك يكون اليوم التالي هو أول أيام الشهر الهجري الجديد، وهكذا.