المحيطات تمتص ثاني أوكسيد الكاربون،
لكن بأي ثمن ؟!
تسدي المحيطات الى البشرية والحياة على الأرض خدمة كبيرة . فقد إمتصت نصف كمية غاز ثاني أوكسيد الكاربون CO2 منذ بداية العصر الصناعي حتى اليوم .
والمعلوم أن نسبة تركيز غاز ثاني أوكسيد الكاربون قد إرتفعت من 280 جزء/ المليون في العام 1800 الى 380 جزء/المليون في أيامنا هذه . وهذا الرقم الأخير كان ليبلغ حوالي 435 جزء/المليون لولا الدور الذي قامت به المحيطات .
وإزدياد تركيز ثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي الأرضي يؤدي الى ظاهرة الإحتباس الحراري Global Warming ، حيث يقوم هذا الغاز بامتصاص الأشعة مادون الحمراء الصادرة عن الأرض ومنعها من متابعة طريقها باتجاه الفضاء الخارجي، مسبباً ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض .
لكن دراسة جديدة قام بها العالم كريس سابين من الادارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي الأميركي قالت أن إزدياد تركيز غاز ثاني اوكسيد الكاربون في المحيطات يؤدي الى تغيير كيمياء هذه المحيطات سيؤثر في شكل عميق في البيئة البحرية .
وكان سابين قد أمضى وباحثون من حول العالم مدة 10 سنوات و هم يجوبون المحيطات والبحار ، لإجراء القياسات الضرورية لمياه كوكبنا . و كانت النتيجة بعد إجراء أكثر من 10,000 قياساً أن المحيطات ستصبح أسيدية Acidic أكثر مع إزدياد إمتصاص غاز ثاني أوكسيد الكاربون .
اذ لاحظ الفريق الباحث فعلاً ان بعض الكائنات البحرية ذابت أصدافها وأمّست بلا أصداف تحميها من عوامل البيئة المختلفة .
وحذّر سابين من أن هذا الامر ليس إلا البداية وأن التداعيات لازدياد الأسيد في مياه المحيطات قد تأتي لاحقا ً على شكل إنهيار أنظمة بيئية بحرية بأكملها .
وتأتي دراسة سابين هذه في وقت تطرح بعض الأوساط العلمية خيار تخزين غاز ثاني أوكسيد الكاربون الصادر عن المعامل في مياه المحيطات . وقال سابين في هذا الاطار أن هذا الحلّ قد يكون مفيدا ً لإبطاء ظاهرة الإحتباس الحراري لكنه بالتأكيد لن يكون بلا ثمن. فالحياه البحرية ستكون مهددة بشكل مباشر
المصدر مجلة علم وعالم
