قال سبعة من اعضاء في لجنة اشرافية ان جهود ادارة الطيران وعلوم الفضاء الامريكية (ناسا) لاستئناف الرحلات المكوكية تواجه بعض المشاكل التي تسببت في كارثة المكوك كولومبيا عام 2003 .
ووضع الاعضاء السبعة رأيهم في مذكرة ملحقة بالتقرير النهائي الذي نشر يوم الاربعاء للجنة المؤلفة من 26 عضوا والتي تشرف على كيفية تنفيذ ناسا لتوصيات المحققين في حادث كولومبيا.
وكتب الاعضاء السبعة ان "ناسا تحتاج لتعلم دروس ماضيها والدروس المقدمة على حساب ارواح 17 رائد فضاء."
وبالاضافة الى الرواد السبعة الذين قتلوا على متن كولومبيا فقدت الوكالة سبعة رواد اثناء كارثة تشالنجر عام 1986 وثلاثة رواد للمركبة ابولو اثناء اختبار من منصة الانطلاق عام 1967 .
وفي مؤتمر عبر الفيديو مع الصحفيين نأى رئيسا اللجنة توماس ستافورد وريتشارد كوفي وهما رائدا فضاء سابقان باللجنة بنفسيهما عن الاراء الفردية التي وردت في التقرير النهائي كأوراق ملحقة.
وفي تقرير تمهيدي نشر في يونيو حزيران قالت اللجنة ان ناسا فشلت في الالتزام تماما بأهم ثلاث توصيات للجنة التحقيق في حادث كولومبيا.
لكن التقرير النهائي تضمن اوراقا ملحقة ومنها ورقة وقعها الاعضاء السبعة وتشير الى استمرار مشاكل ادارية وعيوب هندسية وضغوط في جدول العمل في برنامج المكوك.
وعلى سبيل المثال كتب الاعضاء ان ناسا لم تخطط عودتها الى رحلات المكوك بتحديد اي عمل يلزم انجازه وتحديد جدول عمل واقعي. ونتيجة لذلك اعاد المهندسون تصميم الخزان الخارجي للوقود قبل ان يعرفوا مدى التأثر المحتمل للدرع الحراري للمكوك بقطع الحطام المتناثرة.
وسقطت قطعة من المادة العازلة من خزان كولومبيا اثناء الاطلاق واضرت بجناح المكوك. وانفجر المكوك متأثرا بالعوامل الجوية بعد 16 يوما اثناء دخوله المجال الجوي في طريق عودته للهبوط.
وقال التقرير ايضا ان ناسا مستعدة اكثر مما ينبغي لقبول مخاطر اعتمادا على الاداء السابق وهو موقف قضى على طاقم كولومبيا.
ولانها لم يسبق ان فقدت طاقما بسبب قطع حطام انفصلت عن الخزان وضربت المكوك فقدت اعتبرت ناسا المسألة خاصة بصيانة ما بعد الرحلة وليست خاصة بسلامة الرحلة.
وقال التقرير "ما لاحظناه اثناء جهود العودة للرحلات ان قيادة ناسا لم تحدد غالبا النغمة المناسبة ولا توقعات قابلة للتحقيق ولم تحمل الناس المسؤولية للوفاء بها."
واضاف انه "في حالات كثيرة لاحظنا فهما ضعيفا للادارة الاساسية للبرنامج والمباديء الهندسية للانظمة وتخليا عن العمليات التقليدية وافتقارا للحماس في التنفيذ."
ودافع ستافورد وكوفي عن ناسا وقالا ان العودة الى الرحلات بعد الحادث كانت مهمة صعبة جدا وان المكوك بصورة عامة اكثر امانا مما كان في 2003 .
وقال كوفي "سيكون لكل شخص منظور مختلف." واضاف "اذا شاهدت اعداد النقانق فانها لا تكون دائما جميلة وبعض الناس سيجدونها ابشع من الاخرين. وانا شخصيا لم أجد العملية كما حدثت.. غير عادية."
وفي تقرير ملحق اخر قال عضو اللجنة تشارلز دانييل وهو مهندس سابق في ناسا ان الادارة لم تتوصل مطلقا بالضبط الى سبب انفصال جزء من المادة العازلة عن خزان كولومبيا. وبدلا من ذلك فقد ازيلت المادة العازلة ووضعت مكانها سخانات كهربية لمنع الخطر المحتمل لتكون الجليد.
وكتب دانييل ان هذا الاجراء لم يؤثر على اجزاء اخرى من الخزان استخدمت فيها المادة العازلة بنفس الطريقة.
وكتب التقرير قبل اطلاق ناسا المكوك ديسكفري الشهر الماضي في اول بعثة مأهولة ترسلها الوكالة منذ حادث كولومبيا. وسقطت قطع كبيرة من المادة العازلة اثناء الاطلاق ايضا مما دفع ناسا الى وقف رحلات المكوك مرة اخرى حتى حل المشكلة.