الشيخ صالح اللحيدان ( رئيس مجلس القضاء الاعلى السعودي)
المراصد (قرينة) تسند الرؤية الشرعية
اذا كانت الرؤية بالعين المجردة هي المعتمدة شرعا لرؤية الهلال, واذا كانت المراصد الفلكية الحديثة هي ايضا مجازة من العلماء وخاصة هيئة كبار العلماء.. فلماذا هذا الاختلاف في الرؤية? وماهي الاشكالية في هذا التعارض? وهل يتعارض الاعتماد على المراصد الفلكية مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)?.
استفهامات خرج بها الرأي العام بعد تعديل يوم الوقفة بعرفة من الخميس الا الاربعاء.
فمن جانبه اوضح الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي بوزارة العدل والامين العام للبحث العلمي والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الاوسط ان رؤية الاهلة عن طريق الرؤية المجردة هو الاصل مشيرا ان الحديث النبوي يؤخذ منه ان الشريعة اعتمدت على العين المجردة بناء على هذا الحديث الصحيح وان العين المجردة تعتبر من الادلة اللاصقة بالنص الشرعي بمعنى اذا رئي الهلال رؤية بصرية حقيقية بالضوابط الشرعية فهذا هو المعتمد مشيرا الى ان معنى انها دليل لاصق شرعي انه لا يحال في هذا الى وسائل اخرى, والثاني: ان ما جرى من خلاف انما هو اختلاف لفظي يجتمعون على (المعنى) ولا يجتمعون في (دلالة النص على المراد).
واضاف الشيخ اللحيدان: اما الامر العلمي المجرد فانه وسيلة مؤدية الى الشريعة فهو (قرينة) ولا يعتبر دليلا بمعنى لا يعتمد على الاجهزة العلمية اعتمادا كليا في التعبد والصيام والحج والعيد.
خلاصة القول ان هذه المناظير تعتبر وسيلة لتحديد مكان الهلال فإن رئي من عاقل بالغ مسلم امين مميز ثم رآه آخر فإنه يدخل عن هذه الطريقة.
وحول كيفية حل هذه الاشكالية اوضح الدكتور اللحيدان انه يتم ذلك بمعرفة طبيعة المناظير وانها وسيلة علمية حقيقية وانها تستطيع -باذن الله- ان تحدد ولكنها ليست دليلا شرعيا وانما قرينه من القرائن وانما الاصل يكون بالعين المجردة مشيرا ان الاختلاف لفظي ولذلك منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهناك اختلاف وهذا يعتبر حسب الموهبة وتكرار التجربة فلا اظن ان هناك خلافا بين الفقهاء وعلماء الفلك.
وقال الشيخ اللحيدان: انادي كافة الكتاب والباحثين وعلماء الفلك ان يكون بينهم وبين علماء الشريعة صلة.
واكد فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان المفتش القضائي بوزارة العدل انه ضد هذه الفوضى في الاختلاف في الرؤية مشيرا فضيلته الى ان الرؤية بالمراصد الفلكية لا تتعارض مع حديث الرؤية وموضحا ان هيئة كبار العلماء اجازت منذ سنوات الرؤية بالمراصد وقال فضيلته: ان حل الاشكالية بجمع الرائين والفقهاء والفلكيين ان الذي رئي هل هو هلال أم غير?! وطالما ان الوهم موجود فلا بد من استخدام المرصد في الرؤية واوضح فضيلته بقوله: لماذا لا يهتم باستخدام المرصد طالما ان المراصد معتمدة من الدول ومن هيئة كبار العلماء مشيرا انه لابد من تفعيل المراصد بحيث ان اي شخص يرى الهلال فيتم الكشف عن ما رأه بالمرصد فاذا كان الذي رآه هلالا يثبت صحة كلامه وان غير ذلك فلا تعتمد رؤيته بمعنى ان المرصد هو الذي يحدد واوضح الشيخ العبيكان ان الرائي لابد ان تتوفر فيه شروط العدالة وان يكونا رجلين مسلمين مكلفين.
وقال فضيلة الامين العام لهيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح: دعونا في البداية نقرر مجموعة من الحقائق:
الاولى: ان ولادة الهلال تكون في لحظة واحدة في العالم وهذه لا يختلف عليها اثنان.
الثانية: ان رؤية الهلال تختلف باختلاف المنازل والمواقع واتجاه الرؤية.
الثالثة: المراصد الفلكية اذا رأت الهلال بعين الراصد فهي رؤية شرعية كمثل رؤيتي لك من وراء النظارة.
وبالتالي فنحن قد نستفيد في الحساب في شهادة النفي او الاثبات واوضح الدكتور المصلح ان الرؤية من خلال المراصد وعين الراصد اذا كانت من اهل القدرة على استخدام اجهزة الرصد تعتبر رؤية شرعية والجمع بين هذه القواعد الاربع في تصرف حكيم هو المخرج مما يوجد فيه من حالات الاضطراب والاختلاف واضاف المصلح قائلاً: انادي وبأعلى صوتي اتقوا الله وأناجي بهذا الامر العلماء المسلمين وفي مقدمتهم منظمة المؤتمر الاسلامي ومجمع الفقه الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي والمجمع الفقهي بها ان تكون بينهم جلسة مشتركة وان يشكّل من خلالها لجنة تجمع مجموعة من الخبراء في المراصد وآخرين من الفقهاء والمهتمين بموضوع الأهلة وان تكون مكة المكرمة باعتبارها مركز اليابسة في الارض وان يكون فيها الرؤية التي تحدد مسألة ثبوت الهلال من عدمه.
وقال الدكتور المصلح: من الاماني التي نسأل الله ان يحققها ان يكون لدينا متخصصون في علوم الشريعة مع متخصصين في علم المراصد والأهلة وارشح لهذا الامر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وفيها مجموعة من المعنيين بهذا الامر.