السلام عليكم.. أعود من جديد لموضوع النيتروجين ..
يمثل النيتروجين أحد الغازات الأساسية مع غاز الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون التي تسبب في تلوث الهواء وارتفاع حرارته الكونية
وهناك عدة استخدامات للنيتروجين بالإضافة الى استخدامه في المخصبات الزراعية ومن ضمن هذه الاستخدامات ...
مثلا في وجود النيتروجين مع غاز الاكسجين في عملية التنفس حكمة ربانية ذلك لو أن الإنسان أستنشق الأكسجين فقط فإن ذلك سوف يؤدي إلى هلاك الإنسان .... ولكن كيف ذلك ؟؟
فلو أستنشق الإنسان غاز الاوكسجين فقط فأنه عند مروره بالقصبة الهوائية يحتك بجدارها ونتيجة لهذا الإحتكاك تتولد حرارة كبيرة قد تؤدي إلى إشتعال الرئة ...
ولكن سبحان الله العظيم على نعمائه ... فوجود غاز النيتروجين مع الأكسجين له حكمة عظيمة جداً إذ يعمل على تخفيف هذا الإحتكاك فبالتالي عندما يصل إلى الرئة تمتص الأكسجين فقط وتطرد غاز النيتروجين مع ثاني أكسيد الكربون أو يخرج من ضمن الغازات التي يتخلص منها الجسم على شكل مركبات مثل اليوريا كنواتج إخراج وغيرها ...
- وغاز النيتروجين أحد مكونات وسائد الوقاية الهوائية الموجودة في السيارات وغيرها من وسائل المواصلات التي لها وضيفة حماية الركاب فنحن نعلم أن هناك عزما للأجسام المتحركة، وأنها تستمر في التحرك بنفس سرعتها الحالية وفي نفس الاتجاه إذا لم تكن هناك قوة خارجية تؤثر عليها، وتتكون السيارة من الأجزاء المركبة وأشياء غير مثبتة فيها وكذلك الركاب. وإذا لم يتم تقييد هذه الأشياء فإنها ستبقي متحركة مهما كانت سرعة السيارة.
وعندما تتوقف السيارة ،أو تصطدم بجسم آخر فتكون القوة المطلوبة لإيقاف ما بداخلها قوة كبيرة جداً لان عزم السيارة يكون قد تغير لحظتها بينما عزم الراكب لم يتغير، لذا فالهدف من نظام الكبح (التقييد) باستخدام الوسادة الهوائية هو المساعدة في إيقاف الراكب وذلك عن طريق إبطاء سرعته دون التسبب في أضرار كبيرة له. وتشغل الوسادة الهوائية حيزاً بين الراكب وعجلة القيادة أو لوحة العدادات.
والوسادة الهوائية تتكون بالإضافة الى الوسادة نفسها وجهاز الاحساس يتكون من نظام نفخ الوسادة وهو عبارة عن تفاعل (أزيد الصوديوم) مع (نترات البوتاسيوم) لإنتاج غاز النيتروجين، وتقوم هذه التفاعلات الساخنة للنيتروجين بنفخ الوسادة. فنظام الوسادة الهوائية يقوم بإشعال وقود صلب يحترق بسرعة بالغة ليعطي حجما كبيرا من الغاز لنفخ الوسادة، والتي تخرج من مكان تخزينها لتصل سرعتها إلى 322 كم الساعة، ثم بعد ثانية يتبدد الغاز من خلال ثقوب صغيرة جدا في الوسادة وبذلك تفرغ الوسادة وتنكمش كي يستطيع الشخص التحرك، ولا يستغرق كل ذلك إلا 251 من الثانية، أما باقي الوقت فهو كاف للمساعدة في منع أي إصابات خطيرة. والمسحوق الذي يخرج من الوسادة الهوائية عبارة عن دقيق ذرة أو بودرة تلك ويستخدمها المصنعون لإبقاء الوسادة سهلة الطي ومنزلقة.
وهناك مركبات عدة للنيتروجين منها النافع ومنها الضار ومن ضمن هذه المركبات ...
-حمض النيتريك(HNO3):-
الحمض النقي أصفر أو عديم اللون سريع التطاير وتتصاعد منه أبخرة أكاسيد النيتروجين ذات الرائحة النفاذة الكاوية ولذلك تكون الأعراض التنفسية شديدة الظهور. ويستعمل حمض النيتريك في الصناعة وخاصة صناعة المفرقعات والأصباغ والكمية القاتلة حوالي 6سم3 بالفم. يحدث التسمم في الصناعة من حمض النيتريك عرضياً نتيجة تأكل أنابيب الحمض نظراً لقدرته البالغة علي اختراق كل المواد تقريباً وعند خروجه من أنابيبه وتعرضه للهواء تتكون كمية من أكاسيد النيتروجين الكاوية الخانقة وقد يحدث ذلك عند كسر زجاجات الحمض في المختبرات الكيميائية وعند وقوع هذه الحوادث يجب علي الأشخاص القريبين من مكان تسرب الحمض المبادرة إلى ترك المكان وفتح النوافذ لتساعد علي تهوية المكان ويلاحظ أن الأشخاص الذين يتعرضون لاستنشاق هذه الغازات والأبخرة قد لا تظهر عليهم الأعراض مباشرة بل بعد مضي ساعات ولذلك يجب وضعهم تحت الملاحظة إذ ربما تظهر الأعراض فجأة بهيئة سعال وضيق التنفس وزرقة في الوجه واختناق قد يؤدي إلى الوفاة العاجلة من التهاب الشعب الهوائية الحاد.
- النشادر : NH3
غاز النشادر يدخل في إنتاج الأسمدة الكيميائية وصناعات أخرى وهو غاز شديد التهيج للأغشية المخاطية بالعيون والرئتين والتعرض لكميات كبيرة منه يسبب أزمة رئوية حادة وحروق بالعين والشعب الهوائية والوفاة وقد أثبتت دراسة حديثة ان التعرض لغاز النشادر في بيئة العمل قد سبب الربو الشعبي لعدد من العاملين.
- أكاسيد النيتروجين (NO, NO2, N2O)
تنتج معظم أكاسيد النيتروجين من احتراق الوقود والمصدر الرئيسي للتلوث البيئي خارج بيئة العمل هو السيارات وفي بعض الأحيان يكون التلوث داخل المنزل أكثر من خارجه والمصادر الرئيسية هي أفران الغاز واستعمال الكيروسين للتدفئة. إن التعرض لتركيز عال من هذه الاكاسيد يسبب الوفاة او تلف الشعب الهوائية وقد سبب الانتفاخ الرئوي عند حيوانات التجارب.
وقد استخدمت مركبات النيتروجين كثيرا في مجال الحرب الكيميائية ومن ضمن هذه المركبات
كلوريد السيانوجين(ClCN ) ويسمى هذا بمخترق الاقنعة لأنه كان يتسرب من مصفاة القناع الى الوجه مما يؤدي بالجنود الى خلع أقنعتهم من الآلم الذي يصيب وجوههم حيث هذا يسبب تهيجا كبيرا في الوجه وعندما يوجد هذا في الوجه يسبب نزول الدموع بشكل غزير ووجود أن معظم المعادن تتآكل في وجود كلوريد السيانوجين وقد أستخدم الجيش الفرنسي حوالي 400طن من هذا الحمض بالإضافة الى سيانيد الهيدرجين وذلك خلال الحرب العالمية الأولى..
وأيضا هناك مركب آخر يسمى( ثنائي إيثيل أميد حمض ليسير جيك ) الذي يرمز له أختصارا (LSD) وهو يعتب من السموم النفسية أو عقاقير الهلوسة والتي تسبب تشويش ذهني أو خلل عقلي مؤقت لدى الاصحاء وهذا المركب تم أكتشافه في عام 1943 من قبل العالم هوفمان .
رجاء خاص : أتمنى أن من لديه أي معلومات عن النيتروجين أن لا يبخل علينا بها وارجوا من الجميع المشاركة ..
تحياتي للجميع
المصادر:-
موقع هجر الثقافية
مجلة الجزيرة العدديين 27،78 .
كتاب الحرب الكيميائية للمؤلف نزار رباح وآخرون بتصرف.
'>