أكد الدكتور عبد الرحمن العيفان مدير عام الدراسات والمؤتمرات برابطة العالم الإسلامي أن المسلمين اليوم يواجهون تحديات جمة بسبب تفرقهم مما يوجب عليهم مراجعة أوضاعهم ومعالجة أسباب الفرقة والحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف.
وأوضح في حواره لـ''المدينة'' خلال زيارته الأخيرة للقاهرة أن تنظيم الرابطة للملتقى العالمي لعلماء المسلمين والذي سيعقد بمكة خلال الأيام المقبلة جاء بهدف جمع شتات الأمة وصهرها في بوتقة الوحدة التي غابت عنها لفترة طويلة واستنهاض همة المسلمين علماء وحكومات وجماعات وشعوبًا لاستعادة المسلمين الريادة في العالم بشكل عملي رافضًا ما تردده بعض الجهات الأجنبية من اتهامات باطلة للرابطة وللمملكة بتمويل الإرهاب الدولي.
مضيفًا أن مشروع القمر الصناعي الإسلامي خطوة لوحدة الأمة وتوحيد الأهلة للشهور العربية وتم التغلب على معظم مشاكله المادية وسيرى النور قريبًا.
* كيف تعمل الرابطة على تقوية الروابط المؤسسية الائتلافية من خلال برامجها؟
- دائمًا الرابطة تدعو إلى تقوية العمل الإسلامي المشترك بين الجهات الرسمية والمؤسسات الشعبية في البلدان الإسلامية المطالبة بالسعي لتحقيق وحدة المسلمين واجتماعهم على وسطية لدرء المخاطر المحيطة بالأمة الإسلامية والعمل على مواجهة الحملة على الإسلام
خاصة أن أمتنا تواجه اليوم تحديات خطيرة للغاية تتطلب منا جميعًا وقفة واحدة وأن الأمة تواجه تحديات داخلية لا تقل خطورة عن التحديات الخارجية الحالية.
وقد بدأت الرابطة بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي بمختلف هيئاتها في سبيل إيجاد حلول عملية واضحة ورسم مخاطر هذه التحديات ومنع المزيد من التدهور وإيقاف الهجوم المركز على الإسلام والمسلمين المستهدف لحضارتنا في جوهرها ولكياننا ووجودنا.
* ما هي أهداف مؤتمر وحدة الأمة الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي؟
- رابطة العالم الإسلامي تؤكد من خلال هذا المؤتمر على ضرورة وحدة المسلمين واجتماعهم على كلمة سواء والتحذير من التشرذم والمنهاج الصحيح المعتدل والوسطى فهي الضمانة الوحيدة لحماية كيان الأمة وتماسكها ودرء المخاطر المحيطة بها واستشعارًا منها بأهمية وحدة المسلمين وبما يعيش المسلمون من ظروف معينة وهى من أولويات أسباب الفرقة والعمل على استنهاض همة المسلمين والرابطة دائمًا تأمل في تقوية الروابط والتعاون لشد العمل الإسلامي المشترك وفق ما تم اتخاذه في اجتماعات القمم الإسلامية وكذلك التوصيات من المؤتمرات السابقة والعمل على تفعيل التعاون بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الشعبية في البلدان الإسلامية.
* وما هي مواقف الرابطة من العنف والتطرف الدولي؟
- العالم ومنظماته الدولية تعرف حقيقة موقف الرابطة من أنواع العنف والتطرف والغلو والإرهاب حيث ترفض كل ما يمت إلى ذلك بصلة كما أنها تتمسك بالموقف الإسلامي الذي يحرم أعمال الإرهاب ويمنع مساندة منظماته وشبكاته كما يحرم أنواع الفساد في الأرض ومنها قتل الناس بغير حق (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)،
وأن المنصفين في العالم يعلمون أن الرابطة من أوائل المنظمات الدولية التي بذلت جهودًا كبيرة ومشهودة في محاربة الإرهاب وهى تنسق في ذلك مع العديد من المنظمات الدولية وهى تضع في أولوية أعمالها نشر الثقافة الإسلامية الوسطية التي تحارب الإرهاب وتحرم أعماله وتجرم فاعليه ومعروف أن الرابطة قامت على أسس متناسقة مع الأسس الإنسانية ذات الصلة بالبرامج الإنسانية لهيئة الأمم المتحدة التي تدعو الرابطة للمشاركة في العديد من نشاطاتها العالمية مما يؤكد الثقة الدولية بالرابطة.
* هناك اتهامات موجهة للرابطة بالإرهاب وتمويل الإرهابيين في العالم؟
- الرابطة مؤسسة إسلامية شعبية عالمية تمثل فيها الشعوب والأقليات المسلمة لها نظامها ولوائحها ومكاتبها المعروفة منذ خمسة وأربعين عامًا وهى عضو في هيئة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات والهيئات ومن العجب الإساءة إلى هذه المؤسسة الإسلامية العالمية التي استحقت جهودها الإنسانية احترامًا وتقديرًا من هيئة الأمم المتحدة والتي منحت الرابطة شهادة رسول السلام
وذلك لما أيقنت به الهيئة الدولية من استحقاق الرابطة لهذه الشهادة جراء ما قدمته من جهد انساني في خدمة البشرية وما نفذته من برامج وأعمال ونشطة بقصد نشر مفاهيم العدل والأمن والسلام التي يحتاج إليها المجتمع الإنساني.
* الرابطة لها دور فاعل في مشروع القمر الصناعي الإسلامي فإلى أي مدى وصل هذا المشروع؟
- حقيقة أن مشروع القمر الصناعي الإسلامي هو خطوة نحو توحيد الأمة ولتوحيد الأهلة للشهور العربية والعمل على إنشاء إعلام إسلامي متخصص للدفاع عن الإسلام والى جانب الإعلام الموجه باللغات المتعددة والتواصل مع الجاليات والأقليات المسلمة بالخارج.
ولكن هذا المشروع تمر به بعض المشكلات منها المادية لأنه في المقام الأول هو مشروع تطوعي بالجهود الذاتية للمؤسسات غير الحكومية ونحن نسير على قدم وساق على إنهاء هذه المعضلات وقريبًا هذا المشروع سيرى النور.