ذكر علما فلك ان كمية من آشعة إكس في مجرتنا ليس متولداً من غاز ساخن بل إنه يشع من نجوم قديمة لم تاخذ بعد في الاعتبار وقد يكون هناك تقديراً مليون مليون نجم لا نعلم عنها شيئاً في مجرة درب اللبانة - كقول الفلكيين.
هذا الاكتشاف اذا ثبتت صحته سيكون له أثر عميق على فهمنا لتاريخ مجرتنا ، من تكون النجوم ، ومعدلات النجوم المستسعِرة (التي يتعاظم ضياؤها فجأة ثم تخبو في بضع شهور أو سنين) إلى النشوء النجمي
لقد قاس الباحثون "خلفية آشعة إكس" - كما يسمونها - على مدى سنوات فهي عميمة أكثر من التشويش الضوئي للمجرة والذي يعطي مجرتنا اسمها. افترض العلميون أن بعضاً من آشعة إكس كان يأتي من أنجم غير مرئية ، ولكن النظرية الرائدة تقول إن منشأ معظمه دخان (غاز) ساخن وهو ما يمكن أن يفسر الطبيعة العمومية للوميض.
إن فيلماً للمصادر المعروفة لآشعة إكس - ومعظمها أنجم نيترونية وثقوباً سود - أُميط عنه اللثام الشهر الماضي ؛ وتكشف الدراسة الجديدة عن المصدار الخبيئة من نفس المجهود البحثي.
إن البحث الذي انبنى على بيانات عقد من الزمان من مستكشف ناسا روسي إكس رِاي تايمينج ينبئ بأن المجرة "تعج بأنجم آشعة إكس وهي الأنجم غير الساطع أغلبها والتي قل من تقدير عددها العلميون على مدى السنين".
يقول رئيس البحث ميخائيل رِفْنيفْتسِف Mikhail Revnivtsev من معهد ماكس بلانك Max Planck للطبيعة الفلكية في ألمانيا: "يمكنك أن ترى من طائرة وميضاً عمومياً ليلاً فوق مدينة ؛ ولا يكفي أن تقول ببساطة أن المدينة تشع ضوءاً ، وفقط عندما تقترب ترى بالفعل المصادر الفردية التي تصنع ذلك الوميض - أنوار المنازل ، ومصابيح الشوارع ، ومصابيح السيارات، وبهذا الشكل شخصنا المصادر الفردية لآشعة إكس الكونية. إن ما توصلنا إليه سيفاجئ العديد من العلميين".
عمل في الدراسة علميون في الأكاديمية الروسية للعلوم ، ومن مركز جَدارد Goddard التابع لناسا ، وهي الدراسة التي ستنشر تفاصيلها لاحقاً.
إن الوميض يأتي تحديداً من مصدرين رئيسيين - كما يقول العلميون ؛ أحدهما هو ترتيبة من المثانى النجمية تُسمى المتغيرة الجائحة ؛ وهذه التشكيلات تتضمن نجماً انتظامياً وقشرة نجمية محترقة تُسمى قزماً أبيضاً ؛ ويجذب القزم المادة من رفيقه فيسخن الدخان (الغاز) فيصدر آشعة إكس.
أما المصدر الثاني فهي هالات نجمية نشطة ؛ وهي تتضمن أيضاً ترتيبات ثنائية يدور فيها نجم فوق الغلاف الجوي أو الهالة للآخر مسبباً إضاءة مماثلة لتلك التي تصدر من شمسنا.
غير أن هذه الأنجم غير المرئية لم يتم عدها جميعاً في الدراسة الجديدة. إذ يشرح علمي مشروع روسّي جان سوانك Jean Swank قائلاً: "عندما تكون قريبة بما يكفي نستطيع النظر إليها لنرى ماهيتها وعند إذٍ تستطيع أن ترى كم يوجد منها في حجم معين من المجرة". هذه البيانات تُحسب عند إذٍ لتقدير كم من الأنجم غير المعروفة والتي يصعب رؤيتها تتوارى في مجرة درب اللبانة - كما قال سوانك.
وتنبئ الاعتبارات الجديدة أن هناك نحو مليوناً من المتغيرات الجائحة ، ونحو مليون مليوناً من الهالات النشطة ويقول سوانك إنه للتأكد ستتطلب الأعداد مرصد تشاندرا Chandra لآشعة إكس لمسح المنطقة الوسطى من المجرة وهو الأمر الذي تزيد حساسيته بعشر مرات عما تحدد للقيام به حتى الآن.يقدر الفلكيون أن درب اللبانة تحتوي على مئة بليون نجم.