أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " يوم الجمعه 28 ابريل قمرين صناعيين لمحاولة سد الثغرات في معرفة الإنسان بالمناخ المحيط بالكرة الأرضية.
وأُطلق قمرا كلاودسات وكاليبسو الجمعة من قاعدة فاندنبيرج الجوية في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
وستُستخدم جداول المعلومات التي سيرسلها القمران إلى الأرض في دراسة كيفية تشكل الغيوم والدقائق المعلقة في الهواء، وكذلك كيفية تأثيرها على المناخ والطقس ودرجة نقاء الهواء.
ووضع القمران على بعد 705 كم في مدار متزامن مع مدار الشمس، حيث سيحومان في تشكيلة بفاصل 15 ثانية بينهما، وهما جزء من مجموعة أقمار لرصد الأرض تطلق عليها ناسا اسم "إيه ترين" أو "قطار ألف".
ويقول علماء إن مواطن القصور في معرفتنا بهذه المناطق تعيق بشكل كبير قدرتنا على التنبؤ بتغير المناخ في المستقبل. فالغيوم على سبيل المثال أنواع، بعضها يساعد في تبريد الكرة الأرضية وبعضها يرفع درجة حرارة سطحها.
ويحمل قمر كلاودسات رادارا شديد الحساسية. ويطلق الرادار في المناخ دفقات من موجات الميكروويف. وبتسجيل كيفية توزع هذه الدفقات لدى ارتدادها إلى القمر الصناعي يمكن له أن " يزنها" أي يسجل صورة لتركيبة الغيوم والمكون المائي فيها.
ويعمل كاليبسو بنفس الطريقة، ولكن باستخدام الأشعة تحت الحمراء والأشعة المرئية ليعطينا جداول مختلفة عن المناخ.
ويعنى كاليبسو بدقائق المواد المنثورة في الجو بفعل عوامل طبيعية، كالانفجارات البركانية والغبار والعواصف الرملية وحتى رذاذ البحر.
كما يعنى بتأثير الأنشطة البشرية كإضرام النيران في الغابات ومخلفات العمليات الصناعية وتشغيل العربات. وقياس مواصفات الدقائق صعب، ويسعى قمر كاليبسو بشكل خاص إلى دراسة التوزيع العمودي للدقائق المعلقة في الغيوم الرخوة.
وأهمية دراسة الدقائق ترجع إلى أنها تؤلف نويات تتشكل حولها قطيرات الغيوم. فإذا كان الهواء نقيا وبالتالي قلت فيه هذه الدقائق كانت قطيرات الغيوم أكبر، وعادة ما تمطر هذه الغيوم أكثر.
والعكس صحيح، كلما ازداد عدد الدقائق صغرت قطيرات الغيوم وازداد عددها وبدت أكثر إشراقا. وهذه تستطيع عكس أشعة الشمس إلى الفضاء ثانية ومن ثم يمكنها تخفيض درجة حرارة الأرض أكثر.
لكن، يمكن لهذه الدقائق المعلقة في الهواء أيضا امتصاص أشعة الشمس، وبالتالي رفع درجة حرارة المناخ، وتغيير الاستقرار الحراري وربما تخفيض قوة الحمل الحراري.
ولهذه الدقائق أيضا تأثير غير مباشر بتغييرها خصائص الغيوم بحيث تدوم أطول، وكذلك تغيير معدل الترسيب، وربما حتى تغيير قدرة انعكاس الضوء عليها بحيث تجعلها مظلمة أو مشرقة.
وتنضم كلاودسات وكاليبسو إلى أسطول من الأقمار الصناعية (المعروفة باسم إيه ترين ا, قطار ألف) والذي يهدف إلى إعطاء صورة كاملة عن نظامي المياه والمناخ في الأرض.