تحطم مكوك آلي صممته وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" للالتقاء بقمر صناعي للبنتاغون موجود في المدار خارجي حول الأراض، وفق ما بينه تحقيق صدر يوم الاثنين الماضي.
ونحى المحققون باللائمة في تحطم المكوك "DART" إلى خطأ في بيانات الملاحة الفضائية المتعلقة بهدف المهمة.
وجاء في ملخص التحقيق "منع الخطأ في تقدير المسافة والسرعة المركبة DART من اتخاذ خطوات فاعلة لتجنب الارتطام."
وكان المفترض بالمكوك الآلي الذي تصل زنته إلى 800 باوند الالتقاء بقمر صناعي معطل للبنتاغون، خلال مهمة تستغرق 24 ساعة العام الفائت، وفق أسوشيتد برس.
واستطاع المكوك DART تحديد القمر الصناعي المستهدف في المدار على مسافة 472 ميلا فوق سطح الأرض إلا أن عوائق حدثت عندما حاول المكوك الدوران حول القمر الصناعي.
وخلص المحققون إلى أن DART استهلك كمية كبيرة من الوقود خلال عملية الاقتراب من القمر الصناعي، وأن عملية اشتعال المحركات الزائدة سببتها بيانات الملاحة الجوية الخاطئة الصادرة عن الكمبيوتر داخل المكوك.
ووجد المحققون أنه فيما اعتقد المكوك الآلي أنه كان يبتعد عن هدفه، غير أنه في الحقيقة كان يقترب خمسة أقدام في الثانية في اتجاهه، ليرتطم لاحقا به.
هذا وبالإضافة إلى الأخطاء الناتجة عن بيانات الملاحة، فإن التحقيق كشف عن قضايا أخرى تتعلق بطبيعة إدارة هذا البرنامج، منها نقص التدريب والخبرة لدى فريق DART الذي لم يأخذ في الاعتبار طلب النصيحة من خبراء أكثر تمرسا في المهنة.
كما وجد التحقيق أن التدقيق الداخلي والحسابات لم تكن ملائمة في الكشف عن العيوب في المهمة.
ويلخص التحقيق، المؤلف من 10 صفحات، فشل DART بعد عام من إطلاقه من قاعدة "فاندربيرغ" لسلاح الجو الأمريكي في كاليفورنيا.
وكانت "ناسا" قد صرحت الشهر الفائت أنها لن تصدر تقرير أعضاء مجلس المحققين، مشيرة إلى معلومات حساسة محمية بموجب البروتوكول المنظّم للتجارة الدولية للأسلحة.
وتلعب التكنولوجيا الآلية أو "الروبوتية" دورا مهما في خطط "ناسا" لإرسال بشر مجددا إلى القمر والمريخ.
وكانت مهمة DART، البالغة كلفتها 110 مليون دولار، تهدف إلى إجراء تجربة لمعرفة ما إذا كان الرجل الآلي، أو الروبوت، قادر على القيام ببعض المهام التي يقوم بها رواد الفضاء حاليا.