الطريق البحري إلى الفضاء مفتوح من جديد
09:40 | 2007 / 11 / 15
بقلم: أندريه كيسلياكوف، معلق "نوفوستي" السياسي
من دواعي الاحترام والإعجاب أن مشروع "منصة الإطلاق البحرية" يستأنف عمليات الإطلاق بعد أقل من سنة منذ الكارثة الرهيبة التي شوهت لبه - منصة "أوديسي" العائمة. ولا ضير في أن أول عملية إطلاق بعد الحادث تأجلت عدة مرات خلال هذه الأيام بسبب تموج البحر. فإن الرئيسي هو أن الفحوص الأخيرة للمنصة نفسها والصاروخ الحامل للقمر الصناعي العربي البالغ وزنه عدة أطنان أكدت جاهزية كل مكونات المنظومة للإطلاق.
إن "منصة الإطلاق البحرية" هي أول مشروع دولي تجاري بحت في التاريخ لتصميم وتصنيع وتشغيل مجمع إطلاق الأقمار الصناعية المرابط على البحر. ومعروف أن الموقع الأنسب لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار الثابت بالنسبة للأرض هو منطقة في المحيط الهادئ بالقرب من جزر كريسماس. ذلك أن الصواريخ التي تنطلق من هذه المنطقة تستطيع نقل شحنات أكبر إلى الفضاء الكوني مقارنة بالقواعد الفضائية الأخرى.
وتيسر تنفيذ مشروع إطلاق الأقمار الصناعية من المنصة العائمة في البحر بفضل جهود شركة "Sea Launch" (منصة الإطلاق البحرية) الدولية التي تأسست عام 1995 بمساهمة شركة "بوينغ" الأمريكية (40 بالمائة) و"كفارنير غروب" البريطانية - النرويجية (20 بالمائة) وشركة "أنيرجيا" الروسية (25 بالمائة) واتحاد "يوجماش" الإنتاجي الأوكراني (15 بالمائة). وتشرف شركة "منصة الإطلاق البحرية" على أعمال التصميم والتشغيل وتقوم بتمويلها.
ويتألف المجمع أساسا من منصة الإطلاق العائمة والصاروخ الحامل.
لقد بنيت منصة الإطلاق العائمة الذاتية الحركة على شكل سفينة ثنائية الهيكل (كاتاماران) تضاهي حاملة طائرات من حيث حمولتها وطولها (46000 طن و133 مترا). وقد تم تصنيعها في ترسانة بناء السفن "روزنبرغ" في النرويج. أما معدات الإطلاق والتجهيزات المساعدة فقد تم تركيبها في الترسانة النرويجية - الروسية المشتركة في مدينة فيبورغ الروسية.
ويتيح نظام التحكم عن بعد تزويد الصاروخ بالوقود وإجراء عملية الإطلاق في غياب البشر على ظهر المنصة مما مكن من تجنب عشرات الضحايا أثناء حادثة 30 يناير.
وتتسع المنصة لـ68 شخصا بين أفراد الطاقم والفريق الفني القائم على عملية الإطلاق والذين توفر لهم كل أسباب الراحة.
يستخدم مشروع "منصة الإطلاق البحرية" صاروخ "زينيت - 3 س ل" الثلاثي المراحل البالغ وزنه 471 طنا والعامل على الكيروسين والأكسجين المسال. وتركب على الصاروخ البالغ طوله 60 مترا وحدة تعجيل وحاوية للشحنة التجارية. يصنع الصاروخ في أوكرانيا في اتحاد "يوجماش" الإنتاجي ووحدة التعجيل - في شركة "أنيرجيا" الروسية وحاوية الشحنات التجارية - في شركة "بوينغ" الأمريكية.
ومنذ دخول المنصة حيز العمل عام 1999 جرت هناك 24 عملية إطلاق فشلت منها ثلاث عمليات فقط: في مارس 2000 وفي يونيو 2004 وفي يناير 2007، علما أن الحادث الأخير هدد بتدمير المجمع بأكمله لأن الصاروخ انفجر في لحظة انطلاقه من المنصة.
وكانت إدارة شركة "أنيرجيا" للصواريخ الفضائية تدعو منذ زمن بعيد لبناء منصة إطلاق بحرية وطنية خاصة وأن المسافن الروسية مهتمة جدا بمثل هذه العقود. ولم تفقد هذه الفكرة حيويتها في يومنا هذا خاصة وأن قطاع الفضاء الروسي اشتهر في سوق عمليات الإطلاق الدولية بالذات بفضل جودة ومتانة صواريخه الحاملة.
أفليس من الأحرى بنا أن نركز على ما نجيد عمله؟