Advanced Search

المحرر موضوع: الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر  (زيارة 8859 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أكتوبر 28, 2004, 01:00:34 صباحاً
زيارة 8859 مرات

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« في: أكتوبر 28, 2004, 01:00:34 صباحاً »


في البداية اريد ونحن في بداية هذه التغطية الاولى من نوعها على مستوى العالم العربي ، ان نسترجع نهضة علم الفلك في التاريخ الاسلامي وتحديدا في العصور العباسية وكيف اهتم الخلفاء المسلمين بهذا العلم وميزوه عن سائر العلوم .

كما اريد ان نترحم على علمائنا في سائر العلوم وعلم الفلك خاصة ، فهناك ابراهيم الفرازي الذي صنع اول مرصد غربي لرصد النجوم السماوية وهو المعروف بالاسطرلاب ، وحبش الحاسب الذي يعتبر او من ادخل طريقة تعيين الوقت اثناء النهار برصد ارتفاع الشمس عن الافق ، والفرغاني الذي له كتب عدة في حساب ابعاد الكواكب واحجامها ، وهناك الخوارزمي النابغه في علوم عديدة الى جانب علم الفلك ، وهناك البيروني والبتاني والنيريزي .

وهناك كوكبة من علماء الفلك العظام الذين عاشوا في مصر كالصوفي الذي رصد مواضع النجوم وقاس مقدار لمعانها وتوزيعها ، والخندي والصغاني والسجزي والنسوي والكوهي الذي كان رئيس الفلكيين بمرصد السلطان شرف الدوله البويهي وفي الاندلس نجد النابغه ابا اسحق ابراهيم بن يحى النقاش المعروف بالزرقلي .

وما تغطيتنا الا امتدادا لم قاموا به وغيرهم من انجازات ، وتلك المنجزات التي تحققت توكد ان العالم العربي كان وسيبقى مميزا ، وهو فضلا على انه نقل وحافظ على العلوم التي عرفت قبله من يونانيه وفارسيه وهندية وسريانيه استطاع ان يبد ما بقي يدرس لسنوات في جامعات اوروبا وكان اساس للتقد الذي حصل قيما بعد في العالك كله.

خـسـوف الـقـمـر الـكـلي

إن خسوف هذه الليلة لن يتكرر إلا بعد عامين ونصف العام وهو خاتمة الأحداث الفلكية لهذا العام 2004 ، فا الظاهرة الفلكية الأولى التي شاهدها سكان الكرة الأرضية كان كسوفا جزئيا للشمس حدث في 19 أبريل وكان  مشاهدا في القارة القطبية الجنوبية وفى جنوب شرق الأطلنطي وفى الجزء الجنوبي من إفريقيا وفى مدغشقر.
 
وفي يوم 4 مايو حدث خسوف كلي للقمر استغرق  اكثر من 5 ساعات و رآه سكان قارة آسيا ماعدا أقصى الشمال الشرقي وسكان قارة أوروبا ماعدا الجزء الشمالي الغربي واستراليا ونيوزلندا والمنطقة القطبية الجنوبية وجنوب شرق الأطلنطي والمحيط الهندي وغرب المحيط الهادي.

وفي 8 يونيو عبور نادر لكوكب الزهرة أمام قرص الشمس وتم مشاهدته في الشرق الأوسط وأوروبا

وفي 14 أكتوبر كان الكسوف الثاني للشمس خلال هذا العام وكان كسوفا جزئيا وتم مشاهدته في شمال شرق آسيا واليابان وغرب المحيط الهادي وجزر هاواي والجزء الغربي من ألا سكا.

أما الظاهرة الرابعة والأخيرة والتي نحن هذا الصباح 28 أكتوبر 2004 بصدد تغطيتها هي خسوف كلي للقمر و يمكن رؤيته في كل من المنطقة القطبية الشمالية وغرب روسيا وأفريقيا و أجزاء من المنطقة القطبية الجنوبية و أوروبا وجرين لاند وشمال ووسط أمريكا الجنوبية وشرق المحيط الهادي في الحافة الشرقية من سيبيريا.

إن خسوف القمر مشهد طبيعي رائع يذكرنا بوضوح بدورات وايقاعات الكون التي نقف أمامها كمتفرجين فقط.
يتميز منظر خسوف القمر بجمال خاص لا يقل إثارة من مشهد مرور القمر أمام الشمس.
إن حركة ظل الأرض فوق القمر تعطي انطباعا بالهدوء والسكينة ، واحد الأشياء التي يتعين الانتباه إليها هو لون القمر عندما يدخل إلى ظل الأرض.

وخلال الخسوف الكلي للقمر فان الضوء الوحيد الذي يصل إلى سطح القمر يكون قد انعكس عن طريق الغلاف الجوي لكوكبنا على طرف الأرض كما يرى على القمر.

ويكون لون الضوء المنعكس احمر. وإذا كان من الممكن رؤية الأرض مرة أخرى خلال خسوف القمر فان لون إطار الأرض سيظهر باللون الأحمر المتوهج.
أما مسألة التأثير اللوني فهي شيء أسطوري وخيالي. وقالت رواية في عام 331 قبل الميلاد أن "كل ضوء القمر مخضب وملطخ بلون الدم."
و أطلق بعض القدماء على الخسوف "وقت دماء حكمة آلام العظيمة" وربطوا بين لون القمر وفترة الطمث. وكان ذلك أمرا طبيعيا بالنظر إلى العلاقة بين طول الشهر وخصوبة الإنسان.

و قبل 500 عام، منع سكان إحدى الجزر الرحالة الشهير كريستوفر كولومبوس من الحصول على الطعام من جزيرتهم. وكان الرحالة يعلم أن خسوفا كليا على وشك الحدوث، فهددهم بأن الآلهة ستحول بينهم وبين القمر كما حالوا بينه وبين الطعام
ولما حدث الخسوف خاف سكان الجزيرة ولبوا طلبه. فأنقذه الخسوف من الموت جوعا
وفي عام 1974، مات 16 شخصا في كمبوديا حين أطلق الجنود الرصاص على القمر ليطردوا القرود التي اعتقدوا أنها تأكله
 
وتزامنا مع اخر خسوف لهذا العام 2004 والذي لن يتكرر الا بعد عامين ونصف تقوم المنتديات العلمية بتغطية حية مباشرة ويمكن متابعتها على الـبـث الـمـبـاشـر



قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 01:07:42 صباحاً
رد #1

geologe

  • عضو مشارك

  • ***

  • 322
    مشاركة

  • عضو شورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.content-ar.com/forum/main.php
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #1 في: أكتوبر 28, 2004, 01:07:42 صباحاً »
السلام عليكم

يعطيك العافية يا طاليس

يا ريت تعطينا معلومات خفيفة عن القمر

ودمتم سالمين

أكتوبر 28, 2004, 01:08:25 صباحاً
رد #2

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #2 في: أكتوبر 28, 2004, 01:08:25 صباحاً »
مـراحـل الـخـسوف كـمـا سـوف تـشـاهد


 

 

 

 
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 01:10:01 صباحاً
رد #3

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #3 في: أكتوبر 28, 2004, 01:10:01 صباحاً »
السلام عليكم

جزاك الله كل خير اخي العزيز طاليس

لقد كانت هذه السنة حافلة بالاحداث

كما انها تميزت بالتغطية العلمية للاحداث الفلكية المختلفة

مما جعلها تتميز بلا ادنى شك عن اي سنة تسبقها من السنين

ولا شك ان البث الحي والمباشر الذي يرافق حدث اليوم سيزيد من هذا التميز

وقد جاء ذلك بجهود رائعة من الاخ العزيز ابو سلمان جزاه الله كل خير

التحية للجميع

'<img'>

أكتوبر 28, 2004, 01:23:14 صباحاً
رد #4

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #4 في: أكتوبر 28, 2004, 01:23:14 صباحاً »
السلام عليكم

geologe

المعلومات سوف تاتي تباعا


اخي ابو يوسف

نعم هذه السنه كانت مليئة بالاحداث ليس فقط على مستوى الظواهر
الفلكية بل حتى على المستوى تقنية الفضاء واتن شاء الله سوف نفرد لها ملخص
نهاية هذا العام نستعرض فية كافه الانجازات في علم الفلك والفضاء

تحياتي
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 01:27:53 صباحاً
رد #5

geologe

  • عضو مشارك

  • ***

  • 322
    مشاركة

  • عضو شورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.content-ar.com/forum/main.php
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #5 في: أكتوبر 28, 2004, 01:27:53 صباحاً »
شكرا أخي طاليس

ودمتم سالمين

أكتوبر 28, 2004, 01:31:40 صباحاً
رد #6

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #6 في: أكتوبر 28, 2004, 01:31:40 صباحاً »
السلام عليكم

الاخ المستشار وضع استفسارات في موضوع اخر قبل قليل واردت ان انتقلها هنا
للفائدة .

سؤال: الخسوف بيكون على الشرق الاوسط بس وإلا .... يعني المناطق اللي بيكون الخسوف فيها واضح
-----
سؤال: تمر الليالي أحياناً ونحن لا نرى القمر من السحاب ... هل نعتمد على الأرصاد والفلك في اثبات خسوفه أم بالعين المجرده؟


الجواب : سوف يكون مشاهدا في الشرق الاوسط بنسب متفاوته فسلطنه عمان مثلا لن ترى سوى بداية الخسوف ، ونحن هنا في السعودية سوف يكون نسبة الخسوف متفاوته فمثلا المنطقة الشرقية سوف تكون فيها فترة الخسوف اقل من الوسطى والوسطى اقل من الغربية بمعنى اننا كلما اتجهنا غربا كلما نعمنا بمشاهدة اكبر .

جواب : اثبات الخسوف حسابيا لا شك ونسبة الخطا فية " صفر " ، واذا كان الجو غائما فيمكن استخدام الاقمار الاصطناعيه لرصد الظاهره

تحياتي
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 01:36:00 صباحاً
رد #7

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #7 في: أكتوبر 28, 2004, 01:36:00 صباحاً »
السلام عليكم





يحدث خسوف القمر لوجود الارض بين الشمس والقمر

نلاحظ من الشكل ان الخسوف يقسم الى مرحلتين اساسيتين

الاولى هي penumbra   وتعني شبه الظل حيث لا يكون الكسوف كاملا

والثانية هي umbra ويقع فيها القمر في الظل كما هو موضح في الشكل

'<img'>

أكتوبر 28, 2004, 01:38:16 صباحاً
رد #8

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #8 في: أكتوبر 28, 2004, 01:38:16 صباحاً »
السلام عليكم

اعتقد ان الاخ الكريم المستشار يتحدث عن مناطق اخرى عدا الشرق الاوسط

فيما يلي خارطة توضح الاماكن التي سيشاهد فيها الخسوف



أكتوبر 28, 2004, 01:56:27 صباحاً
رد #9

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #9 في: أكتوبر 28, 2004, 01:56:27 صباحاً »

هـل مـعـرفـة وقـت الـخـسوف حـسـابـيا يـتـعـارض مـع الـغيـب ؟!

لقد كان الاعتقاد -قديما- أن كسوف الشمس وخسوف القمر إنما يحدثان من غضب الله على الناس، بشؤم كفرهم ومعاصيهم، وقد ثبت اليوم بسبب تقدم العلوم الكونية أن الكسوف والخسوف أمر عادي يحدث لأسباب طبيعية معروفة يدرسها التلاميذ في مدارسهم. فهو ظاهرة طبيعية كالمد والجزر وما شابه ذلك.

ولهذا نسأل عن الحكمة في الصلاة التي شرعها الإسلام عند الكسوف والخسوف، فإن الملاحدة أعداء الدين يستغلون ذلك للطعن في الإسلام، وأنه بنى هذه الصلاة على الخرافات القديمة التي كانت شائعة بين الناس، بدعوى أن الصلاة لرفع غضب السماء عن أهل الأرض.

هذا مع أن الكسوف معروف عند علماء الفلك قبل أن يحدث، متى يحدث؟ وأين يحدث؟ وكم يمكث؟…الخ، فلا يتصور حينئذ أن ترفعه صلاة أو دعاء.

أرجو بيان ذلك مكتوبا لنشره وإذاعته، إقناعا للمتشككين. وإفحاما للمشككين.

لم يجئ في القرآن الكريم ذكر لصلاة الكسوف والخسوف. وإنما وردت بها السنة المطهرة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله. وذلك في السنة العاشرة للهجرة حين كسفت الشمس فصلى بأصحابه وأطال الصلاة حتى انجلت الشمس.

ولم يرد فيما اتفقت عليه الروايات الصحيحة أن هذا الكسوف كان نتيجة لغضب من الله على الناس. كيف وقد حدث ذلك بعد أن جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر نور الإسلام في كل ناحية من جزيرة العرب، فلو كان الكسوف يحدث من غضب الله لحدث ذلك في العهد المكي، حين كان الرسول وأصحابه يقاسون أشد ألوان العنت والاضطهاد والإيذاء، وحين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.

ولقد كان الناس في عصر النبوة يعتقدون أن كسوف الشمس والقمر إنما هو مشاركة من الطبيعة لموت عظيم من عظماء أهل الأرض. وكان من غرائب المصادفات أن كسوف الشمس الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم وفاة إبراهيم ابنه من مارية القبطية، وقال الناس يومئذ:
إن الشمس قد انكسفت لموته أي حزنا عليه، وإكراما للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسكت على هذا القول الزائف والاعتقاد الباطل، وإن كان فيه إضافة آية أو معجزة جديدة إلى آياته ومعجزاته الكثيرة، لأن الله أغناه بالحق عن الانتصار بالباطل.

روى الإمام أحمد والطبراني من حديث سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فيهم يوم الكسوف فقال'<img'>أما بعد: فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم من مطالعها، لموت رجال عظماء من أهل الأرض، إنهم قد كذبوا. ولكنها آيات من آيات الله عز وجل يعتبر بها عبادة…)(مجمع الزوائد ج2 ص210) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما(ووافقه الذهبي كما في المستدرك وتلخيصه ج1 ص 329،231).

وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).

وفي بعض الروايات عند البخاري عن أبي بكرة مرفوعا بعد قوله: لا ينكسفان لموت أحد قال: (ولكن الله يخوف بهما عباده)، وفي ثبوت هذه الزيادة كلام أشار إليه الإمام البخاري نفسه(الزيادة المذكورة من رواية حماد بن زيد عن يونس عن الحسن عن أبي بكرة، ولكن عددًا من الرواة الثقات رووا الحديث عن يونس، فلم يذكروها، منهم عبد الوارث وشعبة، وخالد بن عبد الله، وحماد بن سلمة، كما ذكر ذلك البخاري. وكثير من أئمة الحديث يرفض مثل هذه الرواية التي يخالف فيها الراوي من هم أوثق منه أو أكثر عددًا، وتوصف هذه الزيادة حينئد بالشذوذ، فتخرج عن حد الحديث الصحيح).

وهنا يلتقط المشككون هذه الكلمة وأمثالها "يخوف الله بهما عبادة" أو "ادعوا الله وصلوا حتى ينجلي" ليقولوا: مم التخويف؟ ولماذا الدعاء؟ ولماذا الصلاة؟ والكسوف أمر طبيعي؟

نعم هو أمر طبيعي لا يتقدم ولا يتأخر عن موعده ومكانه وزمانه، وفقا لسنة الله تعالى، ولكن الأمور الطبيعية ليست خارجة عن دائرة الإرادة الإلهية. والقدرة الإلهية، فكل ما في الكون يحدث، بمشيئته تعالى وقدرته، ومثل هذا الذي يحدث لهذه الأجرام العظيمة جدير أن ينبه القلوب على عظمة سلطان الله تعالى وشمول إرادته ونفوذ قدرته، وبالغ حكمته، وجميل تدبيره، فتتجه إليه القلوب بالتعظيم، والألسنة بالدعاء، والأكف بالضراعة، والجباه بالسجود.
ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار وأدعية شتى ينبغي للمسلم أن يتلوها

عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله) أخرجه الدارمي، وأخرجه الترمذي أخصر منه من حديث طلحة، وحسنه وصححه ابن حبان، وهو صحيح بشواهده، كما قال الألباني.
وهناك أدعية وأذكار أخرى كثيرة تقال في مناسبات شتى: عند النوم، وعند اليقظة، وعند الأكل والشرب، وعند الشبع والري، وعند لبس الثوب، وركوب الدابة، وعند السفر والعودة منه، وغير ذلك مما ألفت فيه كتب كاملة(مثل "عمل اليوم والليلة" للنسائي، وابن السني، و "الأذكار" للنووي، و "الكلم الطيب" لابن تيمية، "الوابل الصيب" لابن القيم ، و"تحفة الذاكرين" للشوكاني وغيرهما).
والمقصود بهذه الأذكار والأدعية أن يكون الإنسان موصول القلب بالله دائما وأن يقابل كل حدث جديد، بقلب متفتح، وإحساس مرهف، وشعور حي يقظ، حتى الأحداث التي تتكرر كل يوم كالإصباح والإمساء، بل تتجدد في اليوم أكثر من مرة كالأكل والشرب. فالمؤمن يرى الأشياء والحوادث بعين غير أعين الناس.

إن الناس يرونها بأعين رؤوسهم فحسب، فإذا تكررت أمامهم مرات ومرات ألفوها، أما المؤمن فيراها بعين قلبه وبصيرته، فيرى وراءها يد الله التي تبدع وتتقن، وعين الله التي ترعى وتحفظ، فيسبح ويحمد، ويهلل ويكبر، ويدعو ويتضرع، كما روى البخاري في "الأدب المفرد".
عن عبد الله بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد، ترك الحديث، وقال (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته).
وإذا كان هذا شأن المؤمنين في الأمور اليومية العادية المألوفة، فما بالك بحدث كبير لا يتكرر إلا كل عدد من السنين، مثل كسوف الشمس أو خسوف القمر؟
إن المؤمن لا يمر عليه مثل هذا الأمر، بل هذه الآية من آيات الله وهو لاه غافل، كسائر اللاهين الغافلين من البشر، وإذا كان الدعاء والذكر يكفي فيما يتكرر من الأحداث الطبيعية كل يوم أو كل شهر، فهذا في حاجة إلى شيء أكثر من الدعاء والذكر وهو الصلاة، ثم إن أصحاب القلوب الحية تغلب عليهم الخشية من الله، كلما رأوا مظاهر قدرته في خلقه فهم لا يأمنون أن يكون وراء هذا الحادث العادي شيء آخر يعلمه الله ويجهلونه ولا حجر على إرادته وقدرته. فهو سبحانه إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون.
يقول الإمام ابن دقيق العيد: "ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: (يخوف الله بهما عباده) وليس بشيء (يعني هذا الاعتقاد) لأن لله أفعالا على حسب العادة، وأفعالا خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة، وأنه يفعل ما يشاء، إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد. وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلا أن يشاء الله خرقها". ذكره الحافظ في الفتح.
على أن في ظاهر الكسوف أمرا يتنبه له المؤمن ويلتفت إليه، إذا كان غيره لا يلتفت إليه، وهو التذكير بقيام الساعة، وانتهاء هذا العالم، فإن مما ثبت بطريق الوحي اليقيني: أن هذا الكون سيأتي عليه يوم ينفطر فيه عقده، وينتثر نظامه، فإذا سماؤه قد انفطرت، وكواكبه قد انتثرت، وشمسه قد كورت، وجباله قد سيرت، وأرضه قد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وآذن ذلك كله بتبدل الأرض غير الأرض والسموات، وبروز الخلق لله الواحد القهار.

إن الشمس والقمر ليسا أبديين ككل شيء في هذا العالم، إنهما يجريان كما قال الله خالقهما، إلى أجل مسمى، نعم مسمى معلوم عند الله، خفي مجهول عند الناس، ولكن المؤمن يوقن به ولا يغفل عنه، فإذا شاهد ظاهرة كالكسوف والخسوف، انتقل قلبه من اليوم إلى الغد، ومن الحاضر إلى المستقبل، وخصوصا إذا تذكر قول الله تعالى: (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب)النحل:77 ولعل هذا سر ما جاء في رواية بعض الصحابة في حديث الكسوف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فزعا يخشى أن تكون الساعة -مع أن للساعة مقدمات وعلامات وأشراطا كثيرة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه ولم تقع بعد، ولهذا استشكل بعض العلماء هذه الرواية، ولكن يمكن حملها على أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك تعليما لأمته وإرشادا لها، لتكون على ذكر من أمر الساعة على كل حال، ولا سيما إذا تأخر الزمان، وظهرت معظم الأشراط والأمارات.
وقد حدث الكسوف في عهد عثمان، فصلى بالناس، ثم انصرف فدخل داره. وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة، وجلس إليه بعض الصحابة فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر. فإذا رأيتموه قد أصابهما، فافزعوا إلى الصلاة فإنها إن كانت التي تحذرون (يعني الساعة) كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن، كنتم قد أصبتم خيرا واكتسبتموه. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله موثوقون كما في مجمع الزوائد (جـ2: 206-207)(وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند ج6 رقم4387:إسناده صحيح)

وبهذا يتضح لنا أن ما شرعه الإسلام من صلاة ودعاء وذكر لله عند كسوف الشمس و خسوف القمر لا يعني بالضرورة أن انهما نتيجة لغضب من الله تعالى، وأن الصلاة لرفع هذا الغضب وإن فهم ذلك من كلام بعض العلماء ممن فسر هذه الظاهرة الكونية، حسبما انتهى إليها علمه في زمنه، ولكن أفهام العلماء -وخصوصا في مثل هذه الأمور- ليست حجة على الدين، فالدين إنما يؤخذ من كتاب الله، وما بينه من سنة نبيه، وما عدا ذلك فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك.

وفي مقابل هؤلاء الذين قصر باعهم عن الإلمام بالعلوم الكونية والرياضية نجد إماما مثل حجة الإسلام الغزالي يخطئ هؤلاء القاصرين ويتكلم كلاما في غاية الجودة والتحقيق، وذلك في كتاب "المنقذ من الضلال" حين عرض للفلاسفة وأنواع علومهم، ومنها العلوم الرياضية(كانت العلوم الرياضية قديمًا شعبة من الفلسفة، وجزءًا لا يتجزأ من الدراسة الفلسفية، وكذلك الطبيعيات، وغيرها، ولم تستغل هذه العلوم وتأخذ طريقها المستقل إلا في العصور الحديثة) وما يتولد عنها من آثار في الأنفس والأفكار. ومما قاله:
"الآفة الثانية نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم (يعني الفلاسفة). فأنكر جميع علومهم، وادعى جهلهم فيها. حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع، فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه، لكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حبا، وللإسلام بغضا!

"لقد عظمت جناية من ظن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية.
وقوله عليه السلام: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة). ليس في هذا إنكار علم الحساب المعرف بمسير الشمس والقمر واجتماعهما، أو مقابلتهما على وجه مخصوص.
أما قوله عليه السلام: (لكن الله إذا تجلى لشيء خضع له) فليس توجد هذه الزيادة في الصحاح أصلا( المنقذ من الضلال للغزالي/ مع أبحاث في التصوف لفضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود ص140،141، ط سابعة) .

ولو جاز لنا الاستدلال بما فيه ضعف من الأحاديث، لذكرنا هنا الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير عن سمرة، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لشيء تحدثونه، ولكن ذلكم من آيات الله…) والحديث فيه راو ضعيف كما قال البيهقي ولهذا لم يعتمد عليه.
على أن مثل هذا الحديث وإن كان ضعيفا، يمثل التفكير السائد لدى المسلمين في العصور الأولى، ولهذا رووه وخرجوه وسجلوه في روايتهم.
والمهم أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يدل على أن الكسوف يحدث لغير السبب الطبيعي الذي أجرى الله سنته بوقوعه عنده
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 02:00:13 صباحاً
رد #10

geologe

  • عضو مشارك

  • ***

  • 322
    مشاركة

  • عضو شورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.content-ar.com/forum/main.php
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #10 في: أكتوبر 28, 2004, 02:00:13 صباحاً »
شكل توضيحي لظاهر خسوف القمر

أكتوبر 28, 2004, 02:03:34 صباحاً
رد #11

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #11 في: أكتوبر 28, 2004, 02:03:34 صباحاً »
السلام عليكم

اخي العزيز احمد

شكرا لك على الرسوم التوضيحية

جزاك الله كل خير

'<img'>

أكتوبر 28, 2004, 02:05:57 صباحاً
رد #12

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #12 في: أكتوبر 28, 2004, 02:05:57 صباحاً »

مـنـاطـق الـرؤيـة

الــــــــــــــــقمر

إذا نظرنا إلى القمر هذه الليلة سيبدو لنا كقرص يعادل قرص الشمس تقريبا. وسبب ذلك هو أن القمر قريب جدا منا. فان بعدة عنا يقل عن ربع مليون ميل ، وهو ألان اكثر الأجسام لمعانا في السماء ويصل إلى درجة توهج 12.5 ماغ.

وهو صغير إذا ما قورن بالأرض فهي اكبر منه خمسين مره ، وبرغم كل ما يبدو به القمر من منظر جميل شاعري ، عندما يظهر ويختفي وراء السحب ، او عندما تنعكس أشعته الفضية من سطح الماء ، فانه لا يمت إلى الجمال بصله ، فهو جرم ميت وساكن سكون القبور. فقد استنف نشاطه وانتهى أمره ، ولا يحدث فيه ما يثير سوى سقوط نيزك عابر يمزق سطحه الترابي.

 القمر هو عالم مقفر معاد من الصخور العقيمة والجبال العالية بعضها أعلى من جبل افرست والسهول الشاسعة. لا يوجد هواء على القمر ، لان جاذبيته لا تكفي للامساك بأي غاز.
يبلغ قطر القمر 2160 ميلا وكتلته 1/81 من كتلة الأرض، وقوة الجاذبية على سطحه 1/6 من القوة على سطح الأرض.
تبلغ درجة الحرارة في وسط الجانب المضاء 100 درجة مئوية تقريبا ، أما الجانب المظلم 150 درجة مئوية تحت الصفر. وتقل كثافة القمر عن كثافة الأرض نحو 3.4 من كثافة الماء ، ولا يحتمل أن يكون له قلب فلزي. ولقد كان الفلكي الإيطالي غاليليو غاليللي هو أول من شاهد المعالم الرئيسية للقمر في العام 1609

القمر جسم غير مضيء و إنما هو يعكس أشعة الشمس ، يدور القمر حول الأرض على بعد متوسط يبلغ 239000ميل في 27 يوم و 7 ساعات و 43 دقيقة بينما تدور الأرض حول الشمس في 365 يوما وربع اليوم  لذلك يلزم القمر لكي يكمل دورة وجوه من هلال جديد إلى هلال جديد ثاني إلى 29 يوم ونصف (الدورة الاقترانية)  . خلال دورته الشهرية يتكون القمر فيها إلى عدة مراحل : المرحلة الأولى تكون القمر ثم كونه هلالاً ثم بدراً ( كاملاُ ) ثم هلالاً ثم يختفي ويظهر من جديد . والخسوف لا يحصل إلا في تمام البدر " أي حينما يكون القمر بدراً أو كاملاً " .
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أكتوبر 28, 2004, 02:09:03 صباحاً
رد #13

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #13 في: أكتوبر 28, 2004, 02:09:03 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

جزاكم الله خير.....

                          ولكن هناك سؤال ,,, هل هناك ضرر على العين إذا نظرت إلى الخسوف  بشكل مباشر( بنأءً على أنه سوف يظهر في الشرق الأوسط),,أم هناك ضرر  كما في الكسوف؟؟؟؟

                  وشكراً........ سوف أنتظر الإجابة..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

أكتوبر 28, 2004, 02:09:54 صباحاً
رد #14

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
الــبــث الــمــبــاشـر : خــســوف الــقــمــر
« رد #14 في: أكتوبر 28, 2004, 02:09:54 صباحاً »
السلام عليكم

الاوقات المحددة في انحاء العالم المختلفة: