أبو حامد الغرناطي (473-565هـ / 1080 -1170م)
أبو حامد محمد بن عبد الرحيم المازني القيسي الغرناطي الأندلسي الإقليشي القيرواني عالم الأرض والجغرافيا والرحالة عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي .
ولد أبو حامد الغرناطي بغرناطة عام 473 هـ / 1080 م ، وعاش في مدينة إقليش وتلقي العلم على شيوخها ، ثم رحل إلي المشرق وكان ذلك عام 508 هـ / 1115 م ، فرحل إلي الإسكندرية ثم القاهرة وهناك درس على شيوخ جامعة الأزهر ثم عاد إلى وطنه وكانت تلك رحلته الأولى التي تلتها رحلات أخرى كثيرة سجلها بعناية في كتبه. وجمع بعض المال ، وفي عام 511هـ / 1117 م قام برحلة ثانية إلى جزيرة سردينين وصقلية ثم إلى الإسكندرية مرة أخرى والقاهرة ثم استأنف رحلته شرقا .
وتذكر الموسوعات أنه قد استقر في بغداد أربع سنوات وكان ذلك في عام 516هـ / 1122 م وحضر هناك دروس المحدث الكبير أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وكذلك أبي صادق مرشد بن يحيي المديني ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي . وكان الغرناطي في بغداد تحت رعاية الوزير الأديب الفقيه يحيي بن هبيرة الذي أكرمه وأمده بالمال، فألف الغرناطي لمكتبة هذا الوزير كتاب : المغرب عن بعض عجائب المغرب ، ثم انتقل راحلا عبر البلاد التي في شرقي بغداد فزار أبهر في إيران عام 524هـ / 1130 م ، ثم انتقل وعبر بحر قزوين شمالي إيران ووصل سخسين على نهر الفولجا الأوسط عام 525هـ / 1131 م . وفي عام 530هـ / 961 م ذهب إلى بلاد الفولجا الأدنى . وبعد خمسة عشر عاما ذهب إلى باشغرد في بلاد المجر في عام 545هـ / 1150 م ثم تركها عام 553هـ /964 م عائدا إلى سخسين ، وذهب إلى خوارزم ثم قصد مكة المكرمة قاصدا أداء فريضة الحج 555هـ /966 م ثم عاد إلى بغداد مرة أخرى و ذكرت الموسوعات أنه كان في الموصل عام 557هـ /1162 م وتوجه منها إلى حلب ثم دمشق حيث توفي هناك عام 565هـ / 1170 م وقد تجاوز السبعين من عمره .
ومؤلفات أبي حامد الغرناطي تنتمي إلى المصنفات الكوزموغرافية وتعني الجغرافيا بأوسع معانيها أي الكتابة عن الكون من وجهة نظر جغرافية ، فقد كان أبو حامد الغرناطي يهتم بذكر المعلومات والملاحظات التي رآها أثناء رحلاته عن الأقطار التي يتحدث عنها، بل إنه يصف البلدان وصفا دقيقا ذاكرا حدودها وسكانها وكافة المعلومات عنها، وكذلك العجائب والأساطير الخاصة بتلك الأقطار .
ومما يروى في كتبه مقابلاته مع الناس الذين رأوا فنار الإسكندرية في صورته التامة وما يحكى عنها من أساطير .
وقد حفلت كتابات أبي حامد الغرناطي بمعلومات دقيقة عن جهات شرقي ووسط قارة أوربا ولاسيما بلاد المجر ولعل من أهم الجغرافيين المسلمين الذين تحدثوا عن شعوب حوض الفولجا الأدنى ومنطقة بحر الخزر قارة آسيا كان أبا حامد الغرناطي. وقد اهتم العلماء الروس خاصة برحلة أبي حامد الغرناطي إلى بلاد الفولجا الأوسط والأدنى، وكذلك حديثه عن شعوب القوقاذ ومازال كتابه : تحفة الألباب ونخبة الإعجاب الذي ألفه بالموصل عام 557هـ / 1162 م يظفر باهتمام المستشرقين، وبخاصة مستشرقو روسيا لما فيه من معلومات دقيقة وعجائب عن تلك المناطق .
ومن مؤلفاته الأخرى: كتاب نخبة الأذهان في عجائب البلدان ، وكتاب عجائب المخلوقات وكتاب تحفة الكبار فى أسفار البحار .