واصبح من ذلك الوقت برنامج الدايركتور من أقوى برامج الحركة والملتى ميديا والبرامج التفاعلية......... بينما تبذل شركة ميكروميند أقصى جهودها لتطوير برنامج الدايركتور وإنشاء لغة البرمجة الخاصة به .... كان فى ذلك الحين شركة بركمب مختصة بالمجسمات 3 D قد صدر لها برنامج Swivel 3D.... وكان واحد من أقوى البرامج الجرافكية وكانت تعد الشركة واحدة من اكبر الشركات التى كانت تقدم أدوات المجسمات للمصممين ......
وفى عام 1991 تم الاتحاد الكبير والمثير و انضمت الشركتان مكيروميند و باراكومب ( تحالف الكبار) ....
ثم لم يلبث ان ينقضى عام آخر لتنضم إليهم شركة اوثر وير عام 1992.... وتتكون إمبراطورية شركة ميكروميديا التى تعد أقوى شركات الملتى ميديا فى العالم ...
كل ذلك نتج من تحالف الكفاءات العلمية والعمل على الابتكار وتجديد الفكر ....ليحتكروا مجال الملتى ميديا....... وطبعا كل هذا كان فى عصر ما قبل الإنترنت او الويب .... فياترى ماذا حدث بعد ذلك ؟؟!!!
بينما كان برنامج التصفح browser نافيجيتر2 من نيتسكيب Netscape Navigator 2 فى عام 1995هو أحدث وأكبر برنامج، لم تلبث شركة ماكروميديا إلا أن تقدم برنامجها شوكويف Shockwave كوسيلة لوضع ورؤية لقطات وأفلام برنامج دايريكتور المتحركةDirector movies على شبكة الإنترنت.
حيث كان مستعملي الشبكة يقومون بإنزال downloaded نسخة مجانية من البرنامج عن طريق الإنترنت ويروا اللقطات المتحركة تلعب على برنامج التصفح،وربما كان هذا في الواقع أمرا حسناً وجيداً على الأقل
ولكن المشكلة هو أن برنامج دايريكتور عندما صمم وبدأ لم تكن شبكة الإنترنت موجودة ولم يضع حسابا لها، ولذا فإن معظم الصور المتحركة من دايركتور Director كانت تحتاج إمكانات عرض حزم كبيرة bandwidth وأكبر بكثير جدا مما هو ضروري للشبكة، وبالتالي كانت هناك حاجة لإيجاد بديل للتكوين القياسي الخاص بGIF وJPEG.
كان الحل لذلك هو استخدام أسلوب تكوين للصورة يعمل بنظام لغة الرسوم المتجهة (فيكتور)
vector-graphics language وهو بوست سكريبت PostScript الذي أوجدته شركة أدوبي Adobe Systems، وهو يعمل بنظام إيجاد الرسوم graphics من خلال تعليمات وأوامر بدلا من تحديد أماكن (رسم النقاط ) mapping مكونات الصورة نقطة نقطة pixel by pixel.
لتوضيح ذلك نفترض أننا نريد رسم مستطيل، إن الرسم او الصورة ( جرافيك) من نوع فيكتور vector graphic يأمر برنامج العرض بأن يرسم مستطيل بالضبط ذات 100 بيكسل pixels في الطول.
بينما طريقة الصور والرسوم النقطية bitmap هو وضع خريطة لأمكنة كل نقطة (بيكسيل ) في تلك المستطيل ، وهذا يعني احتياجها لعدد أكبر من النقاط او الحبيبات pixels وبالتالي يكون حجم الملف أكبر.
والعادة أن نتيجة الصور النقطية bitmap في النهاية مستطيل غير محدد جيداً ، بالإضافة لهذا فإن الصور المبنية بأسلوب المتجهات( فيكتور vector) يمكن تخيلها بأي حجم دون ان يؤثر ذلك على حجم الملف أو جودة الصور.
تجد في الصورتين أعلاه مثالا للفرق بين رسم متجهى والرسم النقطى، الصورة على اليسار توضح كيفية التحديد الخارجي لصورة نقطية. وإذا ما قمت بتكبيرها فإن الصور ستظهر خشنة غير ناعمة. وإذا ما أردت زيادة قوه التحديد resolution لتنعيمها وإزالة المنظر الحبيبي الخارجي لها فإن هذا يعني دخولنا في مشكلة زيادة حجم ملف تلك الصورة وهذا أمر سيئ بالنسبة للإنترنت.
أما بالنسبة لصورة متجهى في اليمين فيمكن تكبيرها عشر مرات ولازالت تبقى حادة المعالم.
( __ لاحظ حتى الكلام نفسه على الصورة منغمش او يزغلل العين لانه من نوع نقطى ... !!)
بسبب أهمية عرض الحزم bandwidth التي يعتمد عليها سير المعلومات في شبكة الإنترنت، فلقد أصبح هناك حاجة لاستخدام معايير الرسوم المبنية بنظام المتجهات الحسابية التى تعتمد فى عملها المعادلات الرياية التى يتم نتفيذها وحسابها بسرعة كبية على معالجات الكمبيوتر (فيكتور)
vector graphic standards.
وهذه المعايير هي التي ستستخدم في المستقبل لذلك فكرت ماكروميديا فى برنامج جديد قائم على التقنية الحديثة وله مميزات برنامج الدايركتور ويساير تكنولوجيا الإنترنت الحديثة .
فعندما فكرت شركة مكروميديا منذ فترة ما يقارب الثلاث أعوام .......... في إنتاج برنامج رسومي صغير يعمل على الويب ، كان هناك برنامج آخر FutureSplash قد ظهر بالاسواق الذى اتسم بالصغر وبقدرته المذهلة على إنتاج الأشكال المتجهة vector Shape أو رسومات متحركة يمكن تداولها عبر شبكة الويب .
لذلك في عام 1997....قامت ماكروميديا بشراء واحتواء الشركة الصغيرة التي قامت بإيجاد وتطوير FutureSplash وذلك من أجل إضافة مزايا أخرى للبرنامج مقتبسة من أهم برنامج يميزها هى والذى كانت مشهورة به وهو الدايركتور Director والمتواجد حتى قبل تواجد الشبكة العنكبوتية.
ومن هنا بدأت إمبراطورية فلاش فى الظهور والسطوع ....فكانت الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها إنتاج المؤثرات الحركية التى تعمل بكل سهولة وسلاسة على الويب هي باستعمال برنامج فلاش.
فمن مميزات فلاش هو أنه يمكننا بواسطته عمل اللقطات المتحركة واللقطات التي تتجاوب مع أوامر معينة، وأن نضيف الصوت على صفحات الشبكة، وأن نقوم بعمل رسومات مبهرة للغاية كل ذلك بدون أن نتكلف أكثر من 5 KB إلى 50 KB.
من ميزاته أنه مستقل عن برامج التصفح، وحيث أن ملفاته يمكن رؤيتها باستعمال برنامج صغير يثبت plug-in في برامج التصفح في الكمبيوتر. المشكلة هي أن علينا القيام بالحصول على البرنامج من الإنترنت download وتركيبه في برنامج التصفح. والواقع أن هذه المشكلة تقل تدريجيا بسبب أن كثير من برامج التصفح الحديثة تأتي مزودة به. وبالتالي ها هو ينتشر ويصبح معروفا أكثر يوما بعد يوم.
ولأننا فى عصر الويب والعالم الصغير ... وجد الفلاش شهرته الواسعة الكبيرة وتفوق على اصله وابن عمومته برنامج الدايركتور واصبح واحد من أقوى المنافسين له .... فحقاً... قد يتفوق التلميذ على أستاذه ...( وفى الحقيقة هذا هو الاصل ... والامر الحق .. فان لم يتفوق التلميذ على استاذه .. لضاع وتبخر جهد استاذه فى الهواء !!!!!!!) .
ولكن ما المقصود بتقنية MX Macromedia Studio MX التى ظهرت موخرا وسميت ماكروميديا به كل منتجاتها التى أطلقتها ..، هو عبارة محاولة الشركة دعم منتجاتها للعمل على تطبيقات الويب المختلفة..والتكامل مع بعضها .... فهى ثورة جديدة لعمل الوسائط المتعددة على الويب ....
أرجو عزيزى القارئ ان أكون قد أفدتك بتلك النبذة التاريخية البسيطة.......... والا أكون أزعجتك بتلك المعلومات ... ولكن حبى للتاريخ والقصة من البدااااااااااااااااية للعبرة والتذكرة وبيان طرق النجاح ... دفعنى لذلك... ...
'>