Advanced Search

عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - أبو السيد مؤمّل

صفحات: [1]
1
عبد الاله بلقزيز
لا حاجة الى انتظار اجابة واحدة عن سؤال متعدد الاحتمالات.
زوايا الرؤية متنوعة بحيث لا يستقيم امر الجمع بينها على نحو اعتباطي.
وفي ا ي مقاربة ,نعني اية مطالعة للموضوع من هذه الزاوية او تلك - ان تنتج جوابها الخاص المنفرد - ليس الرائي واحدا وعليه سنكون امام اكثر من تعريف للقيمة.
يكتفي الباحث الاكاديمي الملتزم اصول البحث الجامعي بحصر قيمة الثقافة في ماتقدمه (الثقافة) من امكانيات امام بناء معرفة دقيقة بموضوعاتها ,وفي مايتراكمه انتاجها من مبادئ عليا كالموضوعية و الرصانة و التجرد عن الاهواء و الرغبات فهي في ما يذهب اليه محكومة بأن تختزل الى معرفة فحسب حتى تستحق ان تتمتع بشخصية اعتبارية حقا والا تحولت الى لغط لا طائل منه .
اما المثقف الاجتماعي المرتبط برسالة فوق معرفية ,فهو لا يتحسس لها من قيمة سوى ما قد تقدم من خدمات تاريخية وما تؤدية من وظائف اجتماعية ,بصرف النظر عن درجة العلم المتحقق فيها .
يفكر الاول داخل ثنائية – ثنائيات :الحقيقة – الزيف,الصدق -الكذب,الصواب – الخطا......الخ
ويحدد الثقافة في علاقة تضاد مع الاديولوجيا ومع التفكر المعياري ,اي مع كل نظر يتجاوز الفكر الوضعانية ,ويهتم بـ ((ما ينبغي ان يكون )) او ينطلق من فكرة ورائها مصلحة ذاتية او طبقية او سياسية ...الخ .ويفكر الثاني من داخل فكرة المصلحة في تناول الافكار بعيدا عن ثنائية الصدق والكذب , والصواب و الخطا,منصرفا الى معاينة ما تستطيع اداءه من دور على سبيل تحقيق هدف اجتماعي ,او الانتصار لقضية اجتماعية.
هذا جدل قديم بين طريقتين في تمثيل الافكار وعيارها :جدل بين فكرة المعرفة لذاتها وفكرة المعرفة للمجتمع ,جدل بين الاكاديمي و المثقف ,بين الملتزم بالمعرفة حصرا ,و الملتزم بوظيفية المعرفة .وهواذا كان قد احدث انقساما في صفوف المثقفين ,فلا تعلق بتنوع في النظر الى دور الثقافة,غير انه انقسام يعزى الى طبيعة الثقافة ذاتها بصفتها تنطوي على لحظتين :لحظة انتاج المعرفة ,ولحظه توزيع المعرفة.تمثل اللحظه الاولى تعبيرا عن كيان المعرفة من الداخل :عن الية مركزية فيها هي الانصراف الى البحث عن الحقيقة ,وهي بالاساس اللحظة التي تغري الاكاديميين .وتمثل اللحظة الثانية تعبيرا عن اجتماعية المعرفة :عن الية فيها هي الميل الى الصيرورة قيمة من القيم الاجتماع لافكرة يحملها الفرد فحسب .وهي ايضا اللحظة التي تشبع حاجة المثقف الاجتماعي.هل نملك تاييد من تعريفي الثقافة على اخر؟
يصعب ذلك حقا,اذ فضلا عن ان كلا منهما قائم على خلفية خاصة يصدر عنها منطقيا ,فان لكليهما تحفظات مشروعة على الاخر :الاكاديمي يتهم المثقف الملتزم بانه يضحي بالموضوعية من اجل المصلحة (مصلحة المجتمع),ويتنازل عن الحقيقة ارضاء للجمهور, والمثقف الملتزم يتهم الاكاديمي بانه يتخلى عن دوره الاجتماعي و التاريخي بذريعة التزام الموضوعية و العلم, وهما وهمان معرفيان على نحو ما تقيم الادلة على ذلك مختلف معطيات العلم المعاصر .نحن هنا اذا امام خطابين :واحد يتقوم على فرضية الموضوعية فيتصرف عنه ما عداها , والثاني يقوم على فكرة الالتزام (الثقافي ),فيقرا الافكار بعيدا عن موضوعة الخطا و الصواب ,وانطلاقا من انها تتساوى في القيمة خارج نفعيتها الاجتماعية.

 
منقول

أتمنى الآراء و التعليق و النقد

صفحات: [1]