* والآن كيف تواجهين القلق؟
تنصحك د. أندروس بأن تضعي القلق في حجمه الطبيعي, وافصلي تماما بين المخاوف الحقيقية للحدث الذي تعرضت له, وبين هواجسك وخيالاتك التي تعظم دائما الخطر وقد تحوله إلي كارثة... تعلمي كيف تسيطرين علي المخاوف التي تستطيعين أن تسيطري عليها... أما المخاوف الأخري التي لاتقدرين علي ابعادها.. فحاولي أن تتقبليها واسألي نفسك دائما... ماهي المخاوف التي يمكن ان تسيطري عليها, وما الذي لاتقدرين علي تغييره؟
وباجابتك الصادقة مع نفسك يمكن القيام بما هو مطلوب.. غالبا ما تكونين بحاجة إلي أسرة تحتويك أو صديقة تفضين إليها بمخاوفك وقلقك ومشاعرك المضطربة, وتساعدك علي التحدث في مشكلتك وإذا زاد القلق... فعليك بزيارة متخصص معالج ليبدأ بإعطائك أدوية خاصة بالقلق...
تعلمي فن الاسترخاء
والعلاج هنا, كما تشرح د. روس بمنتهي الأمانة, يسير في خطين متوازيين, أولهما:
* عليك تحدي الأفكار السلبية, فأية فكرة قد تطرأ, عليك بالتفكير بسرعة فيها وسؤال نفسك هل هي فكرة ايجابية تساعدني علي مقاومة القلق أم هي فكرة سلبية قد تزيد من خوفي؟
تقول د. روس ذلك صعب جدا ولكنه مهم ويأتي بنتيجة ايجابية فعالة.
* والأمر الثاني هو أن تتعلمي فن الاسترخاء.. كيف تأخذين النفس العميق, فعندما يقلق الناس, هم يحبسون أنفاسهم, ونحن بدورنا نحاول أن نعلمهم من جديد كيف يتنفسون بطريقة صحية سليمة تهدئ من روع جهازهم العصبي. وتنصحك د. روس بالقيام بتمرينات اليوجا, أو التأمل, أو القيام بتمرينات رياضية, وهي تؤكد أن الرياضة تأتي بنتيجة مذهلة في قهر القلق.
وتضيف د. أندروس انه عليك ألا تخلطي في قلقك بين كل الأمور حتي لاتقعي في براثن المرض النفسي, فانت قلقة من حدث ما, إذن عليك ان تبعدي قلقك عن أمور أخري. في حياتك لانك إذا لم تفرقي بين أسباب القلق ومصدره, فسوف تخسرين السلوك السليم في حياتك, وسوف تفقدين علاقاتك الاجتماعية, وتخسرين ثقتك في نفسك وقدراتك الفطرية... حاولي الا تزيدي من الضغوط في حياتك والا تضيفي إلي كاهلك ضغطا نفسيا آخر فوق الضغط الذي تعانين منه فعلا..
وتؤكد د. أندروس حقيقة مهمة هي انه كلما كان الحدث المخيف الذي تعرضت له في حياتك كبيرا وضخما ومثيرا للدهشة اخذ منك وقتا طويلا للوقوف علي قدميك مرة أخري سليمة, وإذا كنت مكتئبة, فذلك سوف يعقد الأمور أكثر...
وتقول إن الطلاق هو أفظع شئ قد تتعرض له المرأة ولا تشفي من عواقبه أو القلق الذي نتج عنه إلا بعد سنوات, حتي تستطيع المرأة الوقوف مرة أخري علي قدميها وتسيطر علي أحزانها وصدمتها!
* والحقيقة الأكيدة التي تهمس بها د. روس مديرة مركز القلق, والتي توافقها عليها د. أندروس أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة هيوستن هي انه يجب عليك أن تكافحي حتي لاتقف حياتك, يجب عليك أن تملئي حياتك وتشغلي فراغك بالعمل وبالعلاقات الاجتماعية الطيبة فذلك سوف يضعك علي طريق الشفاء من القلق, ومع الأيام ومع العمل الجاد والصحبة الجميلة مع الأصدقاء والأسرة, سوف تفاجئين بأن الخوف والقلق يبعدان عنك....
المصـــــدر