Advanced Search

المحرر موضوع: التعايش مع السرطان  (زيارة 1319 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 25, 2008, 07:25:19 مساءاً
زيارة 1319 مرات

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« في: يونيو 25, 2008, 07:25:19 مساءاً »


حتى النصف الثاني من هذا القرن، كان الاعتقاد بأن «السرطان يعني الموت» منتشرا إلى حد جعل الأطباء يخفون التشخيص عن المصابين به ويبلغون به أسرهم فقط. وعادة ما كانت العائلات بدورها تخفي حقيقة أن أحد أفرادها مصاب بهذا المرض كما لو أنه شيء يُخجَل منه. واليوم في الولايات المتحدة، تلاشت إلى حد بعيد هذه الوصمة المصاحبة للسرطان. فالمرضى يتلقون معلومات وافرة عن مرضهم، ولديهم الحرية لمناقشة المعالجات المتوافرة مع الأطباء ومع الآخرين.

ويمكن تعقب هذه التغيرات حتى الخمسينات من هذا القرن، عندما استُخدمت عوامل المعالجة الكيميائية بنجاح ـ جنبا إلى جنب مع الجراحة والإشعاع غالبا ـ لمعالجة أنماط عديدة من السرطان، وعلى الأخص ابيضاض الدم الحاد وداء هودجكن عند الأطفال والفتية (صغار البالغين). وكانت «عقدة ذنب النجاة» تراود أحيانا المستفيدين الأوائل من هذه المزايا ـ مثل الشعور الذي كان يعانيه الناجون من مذابح الإبادة الجماعية ـ حيث احتاروا في فهم السبب الذي أبقاهم أحياء في حين لم يتمكن من ذلك كثيرون غيرهم. ولكن مثل هذه المشاعر صارت أقل شيوعا هذه الأيام، حيث يوجد في الولايات المتحدة وحدها ثمانية ملايين من مرضى السرطان باقون على قيد الحياة.


وفي الستينات، وبسبب الحركات النسائية وحركات حقوق المستهلك ـ إلى حد ما ـ ابتدأ مرضى السرطان بالمطالبة بمزيد من المعلومات المتعلقة بتشخيص المرض لديهم والخيارات الطبية المتاحة. وفي منتصف السبعينات، دفعت و ـ وكل منهما زوجة لسياسي قومي بارز ـ بالقضية إلى مدى أبعد بكشفهما عن كفاحهما الشخصي ضد سرطان الثدي، ومع ذلك جاء التغير بطيئا. ففي السبعينات، وعندما بدأتُ بتحري استجابات المرضى النفسية للسرطان، أخطرني أحد الأطباء المتخصصين بالأورام محذرا أنه يمكنني التحدث إلى مرضاه بشرط ألاّ أذكر لهم المرض نفسه.


وبعد سنوات قليلة من تلك الواقعة، استحدث مركز سلون كيترينگ التذكاري للسرطان (في مدينة نيويورك) خدمات نفسية لدعم البحث الموجّه وتدريب المبتدئين من الأطباء النفسيين وعلماء النفس في الحقل الجديد من علم الأورام النفسي. وينصب عملنا على موضوعين رئيسيين: الأول هو التأثير النفسي للسرطان في المريض وعائلته ومن يقوم على رعايته، والثاني هو تأثير العوامل النفسية والسلوكية في مخاطر السرطان وفي البُقْيا (بقاء المريض حيا).

وبتعبير أدق، سألنا أسئلة من مثل: ما الاستجابات الشائعة للسرطان؟ وما السوي منها؟ وما الشاذ الذي يعكس درجة الكرب التي قد تتداخل مع قدرة الشخص على متابعة خطة المعالجة؟ وما مدى انتشار المشكلات النفسية التي تتطلب المعالجة؟ وهل تؤثر انفعالات عاطفية معينة في سير المرض، سواء بشكل سلبي أو إيجابي؟ وأخيرا ما التدخلات ووسائل المقاومة التي يمكنها أن تخفف الكرب؟


أحد الأهداف الرئيسية لعلم الأورام النفسي psycho-oncology هو تطوير طرق لقياس قدرة المريض العامة على أداء وظائفه. ويمكن للمرضى معرفة قدراتهم على الأداء بدنيا (جسميًا) ونفسيا واجتماعيا وجنسيا وفي العمل، من خلال إجابتهم عن استبيانات مفصلة ومقارنتها بما يماثلها عندما كانوا أصحاء.


وتطبق هذه الطرق حاليا بشكل واسع لتحديد كيفية تأثير معالجة معينة في نوعية الحياة. وفي الحقيقة توصي إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية بضرورة إدراج نوعية الحياة كمعيار ثانوي (بعد معدلات البقيا) أثناء تقييم معظم معالجات السرطان الحديثة. والنتيجة هي تمكّن الباحثين من حساب مقدار ما يسمى سنوات الحياة المعدلة نوعيا quality-adjusted life years  QALYS . ويعبر هذا المقدار بصورة أدق عن الفوائد المحتملة والتأثيرات غير الملائمة لمعالجة ما ـ كالمعالجة الكيميائية لسرطان الثدي المعاود (الناكس) recurrent عند النساء ـ مقارنة بمعدلات البقيا بمفردها.


ومن الواضح أن التأثير النفسي للسرطان قد يكون مدمرا.فلا تزال الكلمة تستحضر مخاوف الموت والتشوه والاعتماد على الغير بدنيًا والعجز عن حماية أولئك الذين يعتبرهم أعزاء لديه. وعادة ما تكون ردة الفعل الفورية عند تشخيص المرض لدى فرد ما هي عدم التصديق والإصابة بالصدمة. وقد يُحدِّث المرء نفسه أن «ذلك لا يمكن أن يحدث لي، لا بد أنهم أخطئوا عند فحص الشرائح.» ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الضيق الحاد والاهتياج الشديد، والاكتئاب الذي قد ينطوي على الانهماك بالتفكير بالمرض والموت، والقلق وفقد الشهية والأرق وضعف التركيز والعجز عن القيام بالأعمال الروتينية (الرتيبة).


وفي الأحوال المثالية يبدأ المرضى بعد أسبوع أو أسبوعين بالشعور بأنهم لم يفقدوا كل شيء، وينهمكون في البحث عن خطة للمعالجة. وعلى مدى الأسابيع أو الأشهر التالية يتعلمون ببطء كيف يتغلبون على الحقيقة القاهرة للمرض. وترتبط الطريقة التي يتكيف بها الناس مع السرطان إلى حد كبير بقدراتهم السابقة على مواجهة مشكلات الحياة وأزماتها. فالبعض يتغلب على تحديات المرض بأسلوب هادئ وبنّاء نسبيا، في حين قد يدخل آخرون ـ لا سيما أولئك الذين يعانون سلفا صعوبات نفسية ـ في انهيار (اضطراب) عاطفي.


إن هجمات القلق والأرق وضعف التركيز والقهم (فقد الشهية للطعام) وفقدان الاستمتاع بالنشاطات السوية وصولا إلى عدم الرغبة بالاستمرار في العيش، كلها علامات لكرب خطير، ويجب أن تحظى بعناية واهتمام مسؤول الصحة العقلية إذا ما استمرت أسابيع عديدة بعد التشخيص الأولي. كما يحتاج الناس إلى معاونة متخصصة إذا ما تعارضت استجاباتهم مع العناية الطبية، وكثير منهم يحتاجون إلى مثل تلك المعاونة. وفي دراسة حديثة أجريت في ثلاثة مراكز للسرطان، تبين أن 47 في المئة من الذين شُخِّصت إصابتهم بالسرطان لديهم ضائقة تعدل في مستواها ما يشاهد في الاضطراب النفسي الحقيقي. وإلى حد بعيد فقد كانت أكثر المشكلات شيوعا هي القلق أو الاكتئاب أو الاثنين معًا.

 
وتُثار أحيانا انفعالات مزعجة بوساطة الأدوية ذات التأثيرات الجانبية المُبَدِّلة للمزاج، مثل الستيرويدات والأدوية المسكنة للألم. وتعرُّف مصدر الضائقة مهم حتى يمكن وصف التدخل المناسب. فإذا لم تكن الأدوية هي الملومة، عندئذ قد تكون المعالجة النفسية أو أشكال الاستشارات الأخرى فعالة، على الرغم من أننا نضطر غالبا إلى إضافة مضادات الاكتئاب. ويتحاشى كثير من المرضى الأدوية سواء كانت مضادات للاكتئاب أو مسكِّنات للألم خوفا من الإدمان، ويتحملون بلا مبرِّر الألم النفسي أو البدني [انظر في هذا العدد: «السيطرة على آلام السرطان»]. ويجب أن يدرك هؤلاء الميالون للرِّواقية (الرزانة)(1) stoicism أن تخفيف معاناتهم لن يجعل حياتهم الخاصة محتملة فحسب، بل وكذلك حياة الأشخاص الذين يحبونهم.

وعلى مدار العقدين الماضيين تحسن الاتصال بين الأطباء والمرضى فيما يتعلق بالمواضيع النفسية. واليوم يطالب المزيد من المرضى بالنظر في «الجانب الإنساني» من العناية بهم. ومن جانبهم، توصل معظم الأطباء إلى أن كيفية تبليغ الأنباء السيئة وغيرها مما يرتبط بالمرض قد يكون لها تأثير عميق في معنويات المرضى، ومن ثمَّ في استجاباتهم للمعالجة. وبشكل مطرد يُعلَّم القائمون على العناية بالمرضى إيلاء المزيد من الاهتمام لتقييمات المرضى الشخصية (الذاتية) لحالاتهم، بما في ذلك الألم أو التفاعلات النفسية.


 وربما إلى الآن لا يزال الأطباء يجدون صعوبة في تحديد متى تبلغ المشاعر السوية للمرضى من الحزن والقلق حدًّا من الشدة يستدعي التدخل العلاجي. وإحدى العقبات هي تحاشي كثير من المرضى مناقشة مشاعرهم، لأنهم لا يريدون أن يُفهَموا على أنهم «ضعاف واهنون» أو «ميالون للنحيب.» كما قد يتحاشى الأطباء ذوو الخبرة القليلة في علم النفس أو الطب النفسي استجواب المرضى عن حالاتهم العاطفية، ربما لشعورهم بأنهم غير أكفاء لاستكشاف ذلك المجال أو لخشيتهم من فتح صندوق باندورا(2) النفسي أو لظنهم أن ذلك يجرح مشاعر المرضى.

 

والنتيجة هي «لا تسأل، لا تتكلم»، فتبقى الضائقة النفسية خفية وبالتالي من دون معالجة. ويَصْدُق ذلك خصوصًا فيما يتعلق بالمشكلات الجنسية، والتي غالبا ما يتحرج من ذكرها بشدة كل من الطبيب والمريض. ومع ذلك، فالمرضى هم المخوَّلون (الأهل) لطلب المساعدة(3) وهم القادرون على ذلك من خلال التغلب على تكتمهم ومناقشة همومهم مع الطبيب الذي يخفق في إثارة الموضوع. وعندئذ يمكن للأطباء تقديم المشورة مباشرة أو إحالة المريض لشخص أكثر كفاءة. وفي الكثير من المستشفيات حاليا، أطباء نفسيون أو علماء نفس متخصصون في العناية بمرضى السرطان، أما تلك المستشفيات التي تفتقر إليهم فيجب أن تكون مهيأة لتحويل المرضى إلى المعالجين المناسبين.

يتبع .......

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة

يونيو 25, 2008, 07:27:41 مساءاً
رد #1

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« رد #1 في: يونيو 25, 2008, 07:27:41 مساءاً »
إرشادات لمواجهة السرطان


1 لا تقبل بالقول المأثور القديم «السرطان يعني الموت»، فالكثير من السرطانات يمكن شفاؤها اليوم، ويمكن السيطرة على أخرى فترات طويلة قد تتوافر خلالها معالجات جديدة.

2 لا تعتقد بأنك أنت الذي سببت السرطان لنفسك. فليس هناك أي دليل يربط ظهور السرطانات بأنواع معينة من الشخصيات أو حالات عاطفية أو حوادث مؤلمة في الحياة.

3 اعتمد على الخطط البارعة التي ساعدتك سابقا على حل المشكلات، مثل جمع المعلومات والتحدث مع الآخرين وإيجاد الطرق التي تشعرك بحالة السيطرة والتحكم، واطلب العون إن لم يُجْدِ ذلك نفعا.

4 لا تشعر بالذنب إن لم تتمكن من المحافظة على موقف «إيجابي» طوال الوقت، فسوف تمر في فترات من الاكتئاب مهما بلغت قدرتك على التغلب على المشكلات. ولم يقم أي دليل على وجود تأثير سلبي لتلك الفترات في صحتك. ومع ذلك اطلب العون إذا تكررت تلك الفترات كثيرا أو صارت شديدة جدا.

5 الجأ إلى جماعات الدعم ومساعدة الذات إذا كانت تجعلك تشعر بشكل أفضل، وابتعد عن أي جماعة تجعلك تشعر بشكل أسوأ.

6 لا يُحرجنّك طلب استشارة متخصص الصحة العقلية. فهذا دليل قوة لا دليل ضعف، وقد تساعدك الاستشارة على تحمل أعراضك ومعالجاتك بشكل أفضل.

7 اتبع أية طرق تساعدك على استعادة السيطرة على انفعالاتك كالتأمل والاسترخاء.

8 ابحث عن الطبيب الذي تستطيع أن تناقش معه أسئلتك وتشعر معه بالثقة والاحترام المتبادل. ويجب أن تلح في أن تكون شريكا له في معالجتك. واسأل عن التأثيرات الجانبية المتوقعة وكن مهيأ لها. فغالبا ما يكون التعامل مع المشكلات أيسر لدى توقع حدوثها.

9 لا تُبْقِ المشكلات المقلقة بالنسبة لك سرا عن الشخص الأقرب إليك. واطلب إلى هذا الشخص مرافقتك في زياراتك للطبيب عندما تُناقَش طرق العلاج. فالأبحاث تظهر أنك غالبا لا تسمع أو لا تستوعب المعلومات عندما تكون قلقا جدا، ووجود الشخص الثاني سيساعدك على تفسير ما قد قيل.

10 أعد اكتشاف الاعتقادات الروحية والدينية والممارسات التي ربما تكون قد ساعدتك في الماضي، فقد تشعر بالارتياح أو حتى قد تساعدك على إيجاد معنى لتجربة المرض الذي تمر به.

11 لا تتخلَّ عن معالجتك لتستعيض عنها بأخرى. ناقش الفوائد والمخاطر المرتبطة بأية معالجة بديلة شدّت انتباهك مع شخص تثق به ويستطيع تقييمها بشكل موضوعي أكثر.

يتبع .....

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة

يونيو 25, 2008, 07:31:48 مساءاً
رد #2

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« رد #2 في: يونيو 25, 2008, 07:31:48 مساءاً »


وقد بدأ حديثا اهتمام كبير من قِبَل كل من الأوساط الطبية وعامة الناس بتأثير العقل في الصحة. وقد برز هذا الاهتمام ـ إلى حد ما ـ بسبب تلك النتائج المخادعة التي تربط مختلف الحالات النفسية بتغيرات في جهازي الغدد الصماء والمناعة. وعلى الرغم من أن أحدا لا يعلم حتى الآن إلى أية درجة ينطبق ذلك على السرطان، فإن النتائج قد دفعت بعض المرشدين إلى نشر برامج نفسية لمقاومة السرطان مفرطة في البساطة.

إن كثيرا من المقالات والكتب والاستشاريين يحضون المرضى على أن «يفكروا إيجابيا» وأن «يقاوموا» المرض. وكانوا يشجعون المرضى أيضا على تصور خلاياهم المناعية وهي تهاجم الخلايا السرطانية. وقد أخبرني ذات مرة الطبيب الفيلسوف ، الذي توفي عام 1995 بعد إصابته بنوع نادر من السرطان، أنه ليس بإمكانه أن يعرف أي نوع من خلاياه يجب أن يُستحث على المقاومة ـ آخذًا في الحسبان التعقيد الموجود في الجهاز المناعي.

إن إظهار النفس كمحارب يقاوم «تنين» السرطان، قد يساعد أولئك الذين واجهوا مشكلات الحياة في السابق بالأسلوب نفسه. ولا تعتبر طريقة المقاومة هذه بنّاءة، بالنسبة للأشخاص الأقل إصرارا في أسلوبهم. وغالبا ما يُخوِّف هؤلاء الأشخاصَ عائلاتُهم والآخرون الذين يقترحون خطأ أن موقف المقاومة قد يعجل بالموت إن لم يكن كافيا. وفي الحقيقة لم تثبت أية أفضلية لأسلوب معين من المقاومة من قبل المريض على غيره من الأساليب.

وعلاوة على ذلك، فلم تدعم الدراسات الواسعة والمضبوطة جيدا الاعتقاد السائد بأن العوامل العاطفية ـ سواء الحزن بسبب رضح نوعي specific trauma أو ببساطة الميل للقلق أو التشاؤم ـ تسبب السرطان أو تعجل انتشاره. وقد دعا هذا الاعتقاد الذي لا أساس له بعض مرضى السرطان إلى القول بأنهم غُبِنوا مرتين: مرة بالمرض وأخرى بلومهم لإنزالهم المرض بأنفسهم من خلال خِلاَّتهم (سماتهم) traits النفسية والشخصية.


وفي دراسة حديثة على عدة مئات من النساء اللاتي أُعطين المعالجات نفسها في المرحلة نفسها من المرض، وجدتُ مع زملائي أن هناك عدم توافق بين مستويات الضائقة النفسية في بداية المعالجة ومعدلات البقيا (على قيد الحياة) بعد 15 عاما [انظر المخطط في الصفحة المقابلة]. وفي ثلاث دراسات أخرى موسعة ـ على آباء وأمهات فقدوا أحد أبنائهم، وعلى أزواج فقدوا شركاء حياتهم، وعلى أناس يعانون الاكتئاب المزمن ـ لم نجد، بالمثل، أي زيادة في معدل الوفيات الناتجة من السرطان على امتداد 10 سنوات.


ومن جهة أخرى، يؤدي الاكتئاب واضطرابات المزاج إلى تدني نوعية الحياة بشكل واضح. وقد أظهرت دراسات عديدة أن بإمكان التدخلات النفسية جعلَ السرطان محتملا أكثر، مهما كانت الطرق النظرية الخاصة المتبعة في هذه التدخلات سواء شملت جلسات جماعية أو شخصية. وفي تحليل أشمل ضم 45 دراسة مضبوطة لنطاق من التدخلات النفسية ظهر تأثير إيجابي لهذه التدخلات في السعادة النفسية، على الرغم من أنه لم يؤثر في البقيا (على قيد الحياة).

 
ومع ذلك فقد أظهرت بحوث عديدة انخفاض معدل الوفيات عند الأفراد الذين تتوافر لهم العلاقات الاجتماعية الداعمة، مقارنة بأولئك الذين يفتقرون إلى تلك الروابط. وأظهرت دراستان مضبوطتان أجريتا عامي 1989 و 1993 ـ الأولى على مرضى الميلانوم (الورم القتاميني) melanoma (بدأت الملاحظة بعد الاستئصال الجراحي مباشرة)، والأخرى على مصابات بسرطان الثدي المتقدم ـ تأثيرا إيجابيا ليس فقط في نوعية الحياة بل وفي طول البقيا أيضا.


ويحاول الباحثون اليوم تكرار هذه النتائج المثيرة، في دراسات واسعة ومضبوطة بإحكام أكثر. وفي الوقت نفسه يركز الباحثون على الكيفية التي يمكن بها للعلاقات الداعمة أن تُحسِّن صحة المرضى. وأحد الاحتمالات هو أن العلاقات الداعمة تؤثر في جهازي المناعة والغدد الصماء. والافتراض الآخر هو أن أعضاء العائلة والأصدقاء وغيرهم ربما يمكنهم مساعدة المرضى على الالتزام بالمعالجة والتحول إلى غذاء أكثر نفعا للصحة واتباع الخطوات الأخرى التي تطيل أمد الحياة.

العائلة هي أهم مصدر للدعم النفسي لمرضى السرطان عادة. إضافة إلى أن توافر الطبيب اللبيب الشفوق الذي يمكن الوصول إليه أمر لا يُقدَّر بثمن. ويقدم الأصدقاء والمنظمات في المجتمع المستوى التالي من الدعم، كما تستطيع الجماعات الدينية ورجال الدين تقديم المساعدة. وتساعد جماعاتُ معاونةِ الذات self-help والجماعات الخاصة بمرضى السرطان ـ والتي يقودها المهنيون المحترفون والتي أصبحت الآن شائعة في معظم المجتمعات ـ الأفراد على تخفيف الشعور بالوحدة، ومشاطرة أحاسيسهم مع الآخرين الذين يتفهمونها (لأنهم يشعرون بها)، وملاحظة كيف يتغلب الأشخاص المختلفون على المشكلات نفسها. كما يستطيع الأعضاء في هذه الجماعات، تبادل المعلومات المتعلقة بالمعالجة والمستشفيات والأوجه الأخرى للعناية بهم.

ولا تصلح المعالجة الجماعية للجميع. فبعض الأفراد يرفضون مشاركة غيرهم في مشاعرهم الخاصة أو ينزعجون من سماع مشكلات الآخرين. وقد يُؤْثرون المعالجة النفسية الفردية في التعامل مع الأزمات المرتبطة بالمرض. وقد يفضل آخرون بعض المقاربات كتمرينات الاسترخاء بما في ذلك التأمل meditation أو التنويم أو اليوگا. فقد يساعد تعلم هذه الطرائق على التخلص من القلق والأرق والألم بتخفيف توتر العضلات وتعزيز الحالة العاطفية الهادئة والمستغرقة في التأمل الروحي.

يتبع ......

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة

يونيو 25, 2008, 07:34:04 مساءاً
رد #3

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« رد #3 في: يونيو 25, 2008, 07:34:04 مساءاً »
الأصحاء القلقون


إن أحد القطاعات المتعاظمة من السكان والتي تواجه التحديات النفسية المرتبطة بالسرطان هو قطاع «الأصحاء القلقين»، الذين يدركون أن تاريخهم الوراثي genetic history يدل على زيادة خطر إصابتهم بالسرطان. وقد أظهرت دراساتنا التي أجريت على نساء لديهن الاستعداد للإصابة بسرطان الثدي، أن كثيرا منهن كن شديدات القلق، بحيث لم يُتمكَّن من اتخاذ الخطوات المناسبة لتشخيص المرض مبكرا، كإجراء تصوير للثدي mammogram بانتظام (الصورة اليمنى).


 واتخذت أخريات خطوات قاسية كاستئصال الثدي الوقائي الذي لا يتفق مع المقدار الحقيقي للخطر الذي يتعرضن له. وقد أثار التطور الحديث في الاختبارات الجينية للسرطان تساؤلات عن التوقيت الذي يجب إجراؤها فيه، والكيفية الواجب اتباعها في تبليغ النتائج لحامل الجين (المورثة) المرتبط بالسرطان، ثم كيفية تقديم المشورة بعد ذلك. فيجب وضع السياسات الصحية العامة ببراعة وعناية للتأكد من أن ظهور تلك التقنيات سيقدم العون لا الأذى لهؤلاء المرضى.


يتبع ......

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة

يونيو 25, 2008, 07:35:50 مساءاً
رد #4

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« رد #4 في: يونيو 25, 2008, 07:35:50 مساءاً »


وفي المراحل المتقدمة من السرطان، تزداد كل من الأعراض البدنية والضوائق النفسية. ويجب أن يتحول اهتمام القائمين على العناية بالمرضى من المعالجة الشافية إلى المواساة. وقد يتلقى المرضى ما يعرف بالمعالجة الملطفة في المستشفيات أو في الدور الخيرية hospices أو في البيوت. وفي هذه المراحل من المرض، يصبح المريض ـ وأحباؤه ـ في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي.

 

وقد يكون من الصعب أن نصدق أنه ليس جميع الناجين من السرطان ينظرون إلى الجانب القاتم من تجربتهم مع هذا المرض. فقد قال لي بعضهم «أعلم أن ذلك يبدو جنونا، ولكني سعيد أنني مصاب بالسرطان، فقد غيرت التجربة حياتي نحو الأفضل.» إن المواجهة مع مرض خطير تقود بعض الناس إلى النضج العاطفي، ومن ثم محاولة تصحيح المشكلات القائمة منذ وقت طويل أو استكشاف نواح من الحياة لم يتمكنوا من التفرغ لها سابقا. وربما لاتزال هناك طرق للحد من التأثير النفسي المدمر بالنسبة للكثيرين ممن لم يبلغوا تلك الدرجة من التفاؤل بشأن تجربتهم. لقد انتهت تلك الأيام التي كان يتعين على مرضى السرطان فيها أن يعانوا بمفردهم وفي صمت.

 


--------------------------------------------------------------------------------

 المؤلفة:

Jimmie C. Holland

رئيسة قسم الطب النفسي، ورئيسة قسم علم الأورام النفسي في مركز سلون-كيترينگ التذكاري للسرطان بمدينة نيويورك. وهي أيضًا أستاذة الطب النفسي، ونائبة رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كورنيل.

انتهى.

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة

يونيو 26, 2008, 05:04:12 مساءاً
رد #5

عاشقة الأقصى

  • عضو خبير

  • *****

  • 11810
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • وَطنٌ  مُفعَمـ بِهِمـ .!
التعايش مع السرطان
« رد #5 في: يونيو 26, 2008, 05:04:12 مساءاً »
أيهُمــا أشدّ ألمــًا


المَرضْ... أمـ يأسنــا مِن الشِفــاء



المَرض يَغتال لَحظــــات مِن أعمارِنا.......
ولكِن اليأس يَغتال العُمر كُلّه





رائِع أخِي القَدير فَلكيِنُو



جدَزاكـ المَولى كُلَّ الخَير والبَرَكَــــة


مَوضوع شائِق وطَويلْ


دُمت بِنقاء
ع ـــاشِقة الأقصى الشَريفْ...






"وما كان الله ليعذبهمـ وأنت فيهمـ وما كان الله معذبهمـ وهمـ يستغفرون"



يونيو 27, 2008, 03:03:09 صباحاً
رد #6

فلكينو

  • عضو خبير

  • *****

  • 1997
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعايش مع السرطان
« رد #6 في: يونيو 27, 2008, 03:03:09 صباحاً »
السلام عليكم ......

الاخت الاستاذة عاشقة الاقصى الموضوع زاد قيمة بمرورك هذا و اليأس من الشفاء طبعا شئ مرفوض و اكيد اكثرا الما من المرض

و لكم جزيل الشكر ......  '<img'>

      فلكينو
(فلكى بالفطرة)

 اسف للغياب بسبب ظروف الدراسة