يقول العلماء إن الاحتباس الحراري يمكن أن يقضي على أكثر الحيوانات البرية ندرة بحلول عام 2050.
وفي الوقت الذي تتمكن فيه بعض الأحياء من الهجرة إلى مناطق أخرى فإن بعضها قد لا يستطيع التكيف مع البيئة الجديدة.
كذلك فإن بعض الأنواع قد تتقلص لكن بعضها قد تتكاثر لو هاجرت إلى مناطق أخرى، ويقول خبراء البيئة إن هناك حاجة ماسة لأن لتوفير المعدات والتقنية اللازمة للتكيف مع المناخ الجديد في العالم.
وتأتي هذه التحذيرات في تقرير لبرنامج تأثيرات المناخ البريطاني
وقد استخدم معدو التقرير تقنية التنبؤ في الكمبيوتر لمعرفة ردود فعل الحيوانات والنباتات للتغيرات المناخية.
وقام العلماء بتحليل 50 نوعا من الأحياء في كل من بريطانيا وأيرلندا، بعضها ربما يكون قادرا على الهجرة لكن البعض الآخر قد لا يستطيع ذلك مما يؤدي إلى انقراضه تماما.
ويقول العلماء إن ارتفاع حرارة الأرض في شمال أوروبا وغربها سوف يزيد من انتشار الكثير من الأنواع الحيوانية لكنه في نفس الوقت سوف يقلص الكثير من الأنواع المهددة الأخرى التي تعاني أصلا من التناقص كتلك الكائنات التي تعيش في المناطق الجبلية الباردة، في أسكتلندة وويلز على سبيل المثال.
السبب والحل
وإذا ما حاولت هذه الحيوانات الهجرة شمالا هروبا من الحرارة المرتفعة في مواطنها الأصلية فإنها لن تجد مكانا تنتقل إليه.
وينصح التقرير بالتركيز على الحاجة إلى إدارة أفضل للحياة البرية على مستوى أوسع ومحاولة تسهيل هجرة الحيوانات المهددة إلى مناطق أكثر أمنا بالنسبة لها.
ويقول التقرير إن العديد من النباتات، مثل بوج روزميري ودوورف ويلو، قد تختفي، وبعض أنواع الطيور، مثل طير الغواص ذي العنق الأحمر الذي يعيش في شمال أسكتلندة، سوف يواجه مستقبلا مجهولا.
كذلك فإن بعض الفراشات، مثل فراشة رينجلت الجبلية، سوف تختفي من بريطانيا على سبيل المثال بحلول عام 2050. ولكن بعض أنواع الحشرات سوف تتكاثر.
ومن المتوقع أن تتغير معالم الحقول والغابات خلال الخمسين عاما القادمة لأن هناك الكثير من الفراشات والطيور والنباتات قد تختفي وتحل محلها غيرها.
كما ستتغير الحياة البحرية أيضا بسبب ارتفاع مستوى البحار والمحيطات، إذ سيؤثر ذلك على الأحياء التي تعيش على حافة المناخ في الوقت الحاضر، إذا ما حصل أي تغير في درجات الحرارة.
وقال مايك هارلي، المستشار البيئي لمؤسسة الطبيعة الإنجليزية، لبي بي سي أونلاين، إن الطبيعة متغيرة بسرعة وعلى خبراء البيئة أن يعوا ذلك، مضيفا أنهم أخفقوا في فهم هذا التغير خلال الخمسين عاما الأخيرة.
وأضاف هارلي "إن الإنسان هو سبب كل هذا التغير، فهو الذي يمسك بزر التلوث، وعليه أن يفعل شيئا لتصحيح الوضع. إنه تحدٍ مثير".