دخلت خطة دوليه لمكافحة ارتفاع حرارة الارض حيز التنفيذ يوم امس الاربعاء مدعومة من مؤيديها الذين اعتبروها شريان حياة لإنقاذ الكوكب بينما رفضتها الولايات المتحدة أكبر مصدر للتلوث في العالم قائلة انها تخنق الاقتصاد.
وبعد أعوام من التأجيل دخل بروتوكول كيوتو للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2012 حيز التنفيذ في الساعه 0500 بتوقيت جرينتش في احتفالات هادئة تضمنت حفلا في مدينة كيوتو اليابانية القديمة التي شهدت توقيع الاتفاقية في 1997.
واحتفلت جماعات الخضر بسريان الاتفاقية باحتجاجات أمام سفارات وقنصليات أمريكية وبمسيرات في شوارع عدة مدن يابانية وبنحت تمثال من الثلج سريع الذوبان لحيواني القنغر والكوالا في استراليا تعبيرا عن الخوف من ذوبان ثلوج القطب الشمالي بسبب ارتفاع حرارة الارض.
وفي رسالة مسجلة قال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة لحفل كيوتو "تغير المناخ مشكلة عالمية. وهو يتطلب جهودا دولية مركزة للتعامل معها."
وأضاف "أدعو المجتمع الدولي لأن يتحلى بالشجاعة ويتمسك ببروتوكول كيوتو وللتحرك بسرعة في اتخاذ الخطوات التالية. ليس هناك وقت لنضيعه."
واطلقت جماعة السلام الاخضر بالونا فوق كيوتو كتب عليه "فجر جديد للمناخ" وقالت إن لديها احتفالات اخري من بون الي بنجالور في الهند.
و قال المؤيدون للإتفاقيه التي وقعت عليها 141 دولة والتي تحدد أرقاما مستهدفة لخفض الانبعاث الحراري انها خطوة اولي للإبطاء من ارتفاع حرارة الارض. ويخشي خبراء الطقس من أن ارتفاع حرارة الجو يمكن أن يؤدي الي ارتفاع منسوب البحر وانماط حادة من الطقس مثل الجفاف وانتشار الامراض والقضاء على الالاف من أنواع الحيوان والنبات بحلول عام 2100.
لكن الولايات المتحدة انسحبت في 2001 قائلة إن كيوتو أعلى تكلفة مما ينبغي وانها لا تستند الى أساس علمي يوثق به وانها تفتقر الى العدالة لانها تستثني دولا نامية كبيرة مثل الهند والصين والبرازيل وهي دول يشكل سكانها ثلث سكان العالم.
ووجه بعض مؤيدي الاتفاقية انتقادات للولايات المتحدة.
وقال وزير البيئة الالماني يورجن تريتن بعد أن عرض خططا لتخفيضات أكبر مما تنص عليه الاتفاقية بعد 2012 إن "141 دولة لم تسمح بأن تعوق لعبة القوة من جانب دولة واحدة هذه العملية."
وقالت وزيرة البيئة البريطانية مارجريت بيكيت لهيئة الاذاعة البريطانية "الصين والهند اقتصادان مهمان وناميان بطبيعة الحال. لكنهما بطريقة ما لا تخالفان بروتوكول كيوتو. فلم يكن مفترضا في أي وقت أن تكونا جزءا منه."
وحسب البروتوكول سيكون على الدول المتقدمة أن تخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الى أقل من مستويات 1990 بنسبة 5.2 في المئة بحلول 2008-2012.
واستراليا هي الدولة المتقدمة الوحيدة التي انضمت للولايات المتحدة في رفضها للبروتوكول.
وقال رئيس وزرائها جون هاوارد أمام البرلمان "الى أن يحين الوقت لانضمام دول رئيسية مسؤولة عن التلوث في العالم مثل الولايات المتحدة والصين الى نظام كيوتو فإن النظام سيبقى عديم الجدوى وسيكون من المضر حقا لدولة مثل استراليا أن توقع بروتوكول كيوتو."
ويقول بعض المشككين في الاتفاقية إن تنفيذ بروتوكول كيوتو سيتكلف 150 مليار دولار سنويا ولن يكون له أثر ملموس.
لكن الاتحاد الاوروبي أشاد بالاتفاقية.
وقال ستافروس ديماس مفوض البيئة الاوربي إن "تغير المناخ يحدث بالفعل...لكنا نعرف أن كيوتو مجرد خطوة أولي."
واضاف أن منظمة الصحة العالمية تري أن تغير المناخ يقتل بالفعل 150 ألف انسان كل عام.
ويقول انصار كيوتو إن الدول الغنية هي المسؤولة أساسا عن ارتفاع درجة حرارة الارض نحو 0.6 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية وأن عليها أن تقود التحول عن استخدام الوقود الاحفوري لصالح مصادر بديلة للطاقة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وستتيح سوق جديدة تابعة للاتحاد الاوروبي للدول التي لا تستطيع الوفاء بأهداف خفض الانبعاثات أن تشتري حصصا من الانبعاثات من الدول التي لا تستهلك حصصها. ويباع ثاني أكسيد الكربون حاليا بنحو 7.33 يورو (9.51 دولار) للطن.
وتأمل روسيا بيع جزء من حصتها من الانبعاثات بعد تراجع حركة التصنيع فيها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وحتى في حال تطبيقها بالكامل فإن اتفاقية كيوتو ستقلل على الارجح الارتفاع المتوقع في درجة حرارة الارض بنحو 0.1 درجة مئوية بحلول عام 2100 وهو نقص طفيف اذ تفيد توقعات الامم المتحدة بأن من المتوقع ارتفاع درجة الحرارة بما بين 1.4 و5.8 درجة بحلول 2100.